السؤال:
♦ الملخص:

رجل يسأل: هل يستجاب لشخص دعا عليه بعدما سرق منه شيئًا، ثم أعاده إليه؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
حدث أني سرقتُ شيئًا من شخص ما، وفَقَدَ هذا الشخص ذلك الشيءَ واشترى بديلًا عنه، ثم دعا على مَن أخَذه، وحين علمتُ أنه دعا عليَّ، أرجعتُ له هذا الشيء له دون أن يدريَ أني أنا مَن سرَقه، وتيقَّنتُ أنه أخذه، سؤالي: هل تُستجاب دعوته عليَّ بعدما أرجعتُ له حقَّه؟ وهل عليَّ إثمٌ أني جعلتُه يشتري شيئًا آخرَ؟ وهل يكفي أن أتصدَّق عنه بعدما أرجعتُ حقَّه له؟ مع العلم أنني لم أقُم بسرقته، بل اتفقتُ أنا وصديقٌ لي، وهو مَن قام بسرقته وأعطانيه.

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أولًا: اعلم أخي الكريم أن السرقة من كبائر الذنوب؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله السارق، يَسرِقُ البيضةَ فتُقطع يده، ويَسرق الحبل فتُقطع يده))[1]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن))[2].
ثانيًا: اعلم أن مَن شارك معتديًا في اعتدائه سواء بتحريض أو غيره، فهو مشتركٌ معه في الإثم؛ وقد قال تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].
ثالثًا: إن الإنسان إذا وقع في المعصية، ثم تاب ورَدَّ الحقوق إلى أهلها، فإن الله يتوب عليه؛ وقد قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، بل قال تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].
رابعًا: إن الله سبحانه وتعالى إذا علِمَ منك خيرًا، وعلِم أن توبتك توبةٌ نصوحٌ، فإنه سبحانه قد لا يَقبل دعاءَه عليك.
وأخيرًا نسأل الله تعالى لنا ولكم العفو والمغفرة.
------------------
[1] متفق عليه: أخرجه البخاري (6783)، ومسلم (1687).
[2] متفق عليه: أخرجه البخاري (5578)، ومسلم (57).

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6ETapSHtJ