تكرار الرؤية الشرعية



أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة

السؤال

الملخص:
امرأة مطلقة، تقدَّم إلى خِطبتها رجلٌ، لكنه غير مطمئن إلى مظهرها، فطلب رؤيتها مرة ثانية، ثم ذكر لها أنه قد يتزوج غيرها مستقبلًا، وتذكُر أن هذا قد جرَحها وأفقَدها ثقتها في نفسها، وتسأل عن حل.
التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا امرأة مطلقة منذ سنة، ملتزمة دينيًّا، أرتدي حجابًا شرعيًّا، تقدم لخطبتي شخصٌ يبلغ من العمر الثانية والخمسين، وأُعجب كثيرًا بأخلاقي، وكان يقول لي: إنكِ أفضل مني وأخشى إن تركتكِ ألَّا أجدَ مثلكِ، لكنه قال: إنه غير مطمئن من ناحية الهيئة والمظهر، فطلب رؤيتي مرة ثانيةً؛ مما جرح مشاعري، ثم أحسستُ بالجرح أكثر عندما قال لي: إنه من الممكن أن يتزوج امرأة أخرى مستقبلًا، مع العلم أن لديه بنتًا صغيرة، وأنا أتمنى أن أصبح أمًّا، أنا لستُ قبيحة، بل أنا متوسطة الجمال، وهو شخص محترم، لكنه بعد أن قال ذلك الكلام أفقدني ثقتي بنفسي رغم طموحي، أرجو توجيهكم وجزاكم الله خيرًا.

الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: مرحبًا بكِ أيتها الأخت الفاضلة، ونسأل الله لكِ الهداية والتوفيق والسداد والتيسير.
ثانيًا: نسأل الله لكِ الثبات على تدينكِ، وعلى التزامكِ بالزي الشرعي وبطاعة الله سبحانه وتعالى.
ثالثًا: لا نجد في كلام من تقدَّم لخِطبتكِ ما يستدعي هذا القلق أو الخوف، فمن الناس من لا يُحسِنُ التعبير، وكلمته تعبر عن وضوحه وصراحته، فهو يريد تكرار الرؤية الشرعية للاطمئنان، ولا حرج شرعًا في ذلك؛ فللخاطب أن يرى المخطوبة حتى يقع في قلبه الرفض أو القبول، ولا حدَّ لعدد مرات الرؤية على الراجح من الأقوال؛ قال الشيخ ابن عثيمين: "يجوز أن يكرر النظر إليها... فإذا كان في أول مرة ما وجد ما يدعوه إلى نكاحها، فلينظر مرة ثانية وثالثة"؛ [الشرح الممتع: (12/ 21)].
رابعًا: كلامه عن زواجه من ثانيةٍ، فإن أراد التعدد بأن يتزوجَ معكِ أخرى، فلا حرج في ذلك شرعًا وليس لكِ منعه، وإذا أراد بذلك طلاقكِ والتزوج بأخرى، فلكِ الرفض وقتها؛ لذا واجب عليكِ أيتها الفاضلة الاستفصال منه عن معنى كلامه هذا.
والنصيحة لكِ أيتها الأخت الفاضلة: أن تستعيني بالله وتتركي الخوف من المستقبل، وأحسني الاختيار، واستشيري من تثقين في رأيه، واستخيري الله سبحانه وتعالى، وأن تكثري من الدعاء أن يوفقكِ الله لما فيه الخير والصلاح لكِ في الدنيا والآخرة، هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6EJ2vkKse