تعليقة على مستصفى الإمام الغزالي تطبع لأول مرة


صدر تحقيقٌ جديد يطبع لأول مرة لكتاب "المحصول في علم الأصول" تصنيف: أبي المظفر محمد بن سعد الخواري الشافعي؛ من فقهاء القرن السادس الهجري، حيث قام بتحقيقه الباحث المحقق "عدنان بن فهد العبيَّات"، وقد ظل مخطوط هذا السفر مجهولًا لفترة طويلة من الزمن، حيث اشتبه على من فهرس مخطوط هذا الكتاب فنظر إلى عنوانه وسبق إلى وهمه أنه "محصول" فخر الدين الرازي المشهور صاحب التصانيف (ت 606 هـ)، فكان اشتباه اسمه باسم محصول الرازي سببًا لضياع خبره فترة من الزمان.
وهذا الكتاب مختصر من مستصفى الغزالي كما وصف بذلك في النسخة الخطية، أو تعليقة عليه كما ذكره المحقق في عنوان الكتاب، وهي تعليقة مختصرة منتخبة المسائل مبنية على ترتيب وفصول كتاب "المستصفى" لأبي حامد الغزالي، فإنَّ صاحبه قد قصد في بناء كتابه إلى كتاب الغزالي فنسج عليه وانتخب من مسائله جملة صالحة، وقد يقصد فيها التعقب على الغزالي وغيره في بعض ما ذهبوا إليه مما خرجوا فيه عن رسم الفقهاء – بحسب رأي المصنف.وقد طُبعَ هذا الكتاب ضمن مشروع إصدارات "دار أسفار" لنشر نفيس الكتب والرسائل العلمية بدولة الكويت.

وقد أراد الفقيه النيسابوري أبو المظفر محمد بن سعد الخواري في كتابه هذا تخليص علم أصول الفقه مما شَابَه من علم الكلام، ونجدُ أن المتكلمين وإن كانوا قد خدموا هذا الفن في بداياته وأثروا مسائله، وجعله من مفاخر العلوم الشرعية النظرية، إلا أنهم قد أضروا بمسائله أيضًا وضعفوا صلته بالفقه، مما أوهن أثره في الإنتاج الفقهي.
وقد تصدى الفقهاء للفصل بين العِلْمين ليُعرف كلُّ علم على حدَة، وممن أشار إلى هذا الفقيه أبي الحسين البصري الذي يقول في مصنفه "المعتمد" «... عدلت فيه عن ذكر ما لا يليق بأصول الفقه من دقيق الكلام، إذ كان ذلك من علم آخر لا يجوز خلطه بهذا العلم» (المعتمد 1/7).وقد اتبع هذا الأسلوب أبو المظفر الخواري في تلك التعليقة بذكره أصول الفقه على ما هو مقرر عند الفقهاء دون غيرهم ممن لهم مشاركة في هذا الفن من المتكلمين، فجاء كتابه مجوَّدًا سهل المأخذ عزيزًا نادر المثال، فريدًا في أسلوبه، محرر الحجج، مفرع المسائل، قليل الحشو.والأمر الآخر الذي يزيد من أهمية هذه التعليقة هو تقدم مؤلفه، فهو من أصحاب الإمام الغزالي، وكذلك لم يصلنا من مؤلفات القرن السادس الأصولية إلا القليل، منها هذا المؤلف.أما مؤلف الكتاب فهو أبو المظفر محمد بن سعد الخواري الشافعي، ترجم له ابن الساعي في كتاب "الدر الثمين في أسماء المصنفين" فذكر أنه كان إمامًا فاضلًا، شافعي المذهب، برع في الفقه، وصنّف كتبًا منها: كتاب "المعترض"، وكتاب "سحر البيان"، وكتاب "الأربعين في الخلاف"، وكتاب "المحصول في الأصول"، وكتاب "مقترح الطلاب في مصطلح الأصحاب"، وكتاب "النّهاية في الجدل"، وكتاب "أساس القياس".وكانت وفاته بأصبهان.وترجم له الذهبي في "تاريخ الإسلام" وكنَّاه بأبي المظفر المؤدب. المتوفى: 580 هـ، شيخ بغدادي، مليحُ الخطِّ، علَّم خلقًا. [تاريخ الإسلام ت بشار (12/ 644)].