كيف أربي في طفلي الشجاعة عندما يضربه الآخرون؟




أود أن أشكر القائمين على هذا العمل جعله الله في ميزان حسناتكم.

مشكلتي أن طفلي عندما يعمل أي شيء غلط وأسأله لماذا؟ يقول لي يدي هي التي عملت أو رجلي التي عملت، المهم يذكر لي العضو الذي عمل وكأن هذا العضو ليس من جسمه، وأقول له سأضربه، فيقول لي اضربيه، فما هذا الذي يفعله؟ وكيف أتعامل معه؟

ولي سؤال آخر: عندما يخرج طفلي إلى الشارع وطفل يضربه يبكي فكيف أربي فيه الشجاعة؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة


بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عاشقة الفردوس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

هذا الطفل حفظه الله من الواضح أنه يتمتع بدرجة عالية من الذكاء للدرجة التي جعلته يستطيع ألا يحمل نفسه المسئولية عن الأخطاء التي يقوم بها، أو أنه يرمي ذلك على أحد أعضاء جسده.

في نظري هذا نوع من المقدرات المعرفية المتميزة وهذا يدل على أن لديه معدل جيد جدًّا من الذكاء، نسأل الله تعالى أن يحفظه.

فيما يخص تخوفه حين يكون في الشارع ويضربه الآخرون، ويبقى الطفل في هذه المواقع ربما يكون ذلك استدراراً للعطف أو البحث عن الأمان، والأطفال يتفاوتون في شخصياتهم وقواتهم.

البعض ينصف طفله بضرب الآخر وهذا المنهج فيه شيء من الخطأ؛ لأننا نبني العدوانية، وهذا ليس جيدًا، ولكن الطفل في نفس الوقت يُشجع ألا يبكي وألا ينهزم أمام الآخرين، وعمومًا أنا لا أرى أن طفلك لديه علة أساسية ولكن الذي أنصح به هو إرشادات عامة:

أولاً: حاولي أن ترغبي الطفل وتحفزيه في كل عمل إيجابي يقوم به، فهذا ضروري جدًّا، ويمكنك أن تستعملي طريقة النجوم، وهي تتمثل في أن الطفل إذا قام بأي فعل إيجابي حتى ولو بسيط، ألصقي نجمتين على كراسته أو بالقرب من سريره، واشرحي له بأن هذه مكافئة بما قام به من عمل إيجابي، وحين يقوم بعمل سلبي تخصم أو تسحب منه نجمة أو نجمتان، ويتفق معه أنه في نهاية الأسبوع ما يتحصل عليه من نجوم سوف يتم استبداله بشيء مفضل بالنسبة له...إذن مبدأ التحفيز هو المبدأ السليم.

الضرب ليس منهجًا طيبًا، فهو يضعف من شخصية الطفل وهذا ربما يكون هو الذي تأتي عليه سلبًا حين يضربه الآخرون، فأرجو ألا تضربيه مطلقًا.

الأمر الآخر: أتيحي لطفلك الفرصة أن يتعلم عن طريق الاختلاط مع الآخرين، فهذا يقوي من شخصيته ويزيد من ملكاته ومقدراته فيما يخص التعبير ويحسن من مهاراته.

ثانيًا: أرجو أن تستعملي الألعاب المفيدة، فهنالك ألعاب تعليمية تقوي من شخصية الطفل وترفع من مداركه ومن مقدراته، فأرجو أن يكون ذلك أيضًا منهجًا تربويًا.

هذه هي الأسس العامة لتربية الطفل: التحفيز، وعدم ترهيب الطفل، وتشجيعه، وإتاحة الفرصة له بأن يلعب مع الأطفال الآخرين، وإشعاره أيضًا بأهميته ووجوده في المنزل وأنه مرغوب فيه، فهذا كله يشجعه ويقوي شخصيته من الناحية التربوية.

أسأل الله تعالى أن يحفظه وأن يجعله من الصالحين وأن يجعله قرة عين لكما.
وبالله التوفيق.


د. محمد عبد العليم