تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1234
النتائج 61 إلى 74 من 74

الموضوع: السلسلة المباركية

  1. #61
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: السلسلة المباركية

    ▫️▫️▫️▫️▫️

    [ وكأنه يعيش بيننا ].

    قال التابعي الجليل أبو العالية الرياحي رحمه ﷲ تعالى :

    « يأتي على الناس زمان تخرب صدورهم من القرآن، ولا يجدون له حلاوة ولا لذاذة، إن قصروا عما أمِروا به، قالوا: إن ﷲ غفور رحيم!

    وإن عملوا بما نهوا عنه، قالوا: سيغفر لنا إنا لم نشرك بالله شيئا، أمرهم كله طمع ليس معه صدق ».

    [الزهد للإمام أحمد (١٧١٤)].

  2. #62
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: السلسلة المباركية

    مما رأيته في أهل هذا الزمان
    *الجدل

    ◼️ قال ابن تيمية -رحمه الله-:
    *الشتيمة والوٓقيعة والتهجم عند النقاش حيلة العاجز وبضاعة المفلس, فإن الرد بمجرد الشتم والتهويل لايعجز عنه أحد*

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: السلسلة المباركية

    مما رأيته في أهل زماننا
    حب الدينار والدرهم

    " قال هشام بن حسان :" سمعت الحسن البصري يحلف بالله ما أعزّ أحدٌ الدراهم إلا أذله الله .

    سير أعلام النبلاء ٥٧٦/٤

  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: السلسلة المباركية

    مما رأيته في أهل زماننا
    تفتيش وانتقاء لبعض المسائل المشكلة
    قال الأوزاعي رحمه الله :
    إن الله إذا أراد ان يحرم عبده بركة العلم ألقى على لسانه المغاليط فلقد رأيتهم أقل الناس علما .
    ( فتح الباري 263/13 )

    وهل فتح باب الشر،والدماء،وا لأعراض إلا المغاليط؟!
    لذلك كان فحول أئمة الحديث يحذرون من "الغرائب!"،وما يسمى أيضا عند بعض العلماء ب" الطبوليات!"
    وقد جاء عن بعض السلف أنهم اشتكوا لابن عمر رضي الله عنهما أقواما" يتقفرون" العلم...
    وجاء في الحديث المرفوع- وفيه مقال-
    (دع ما يريبك إلى *مالا يريبك*)
    وقد عكس البعض هذه الوصية إلى التفتيش عما يريب، وترك الأصول والمحكمات....

    م

  5. #65
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: السلسلة المباركية

    غلاء الأسعار
    ابن مفلح يتكلم منذ ٧٠٠ سنة كأنه عايش زماننا وكأنه يصف حال اهل زماننا

    ◼قال ابن مفلح الحنبلي - رحمه الله تعالى-قبل سبعة قرون:
    «من عجيب ما رأيت ونقدت من أحوال النَّاس:
    كثرة ما ناحوا على خراب الدِّيار، والتَّحسُّر على قلة الأرزاق، وذمِّ الزَّمان وأهله، وذِكرِ نكد العيش فيه، والحديث عن غلاء اﻷسعار، وهم قد رأوا من انهدام الإسلام والبعد عن المساجد وموت السُّنن، وتفشي البدع، وارتكاب المعاصي، والمجاهرة بها، فلا أجد منهم من ناح على دينه ، ولا بكى على تقصيره ، ولا أسى على فائت دهره، وما أرى لذلك سببًا -أي ما حلَّ بهم- إلاَّ قلَّة مبالاتهم بدين اﻹسلام ، وعِظمِ الدُّنيا في عيونِهم».

    [الآداب الشَّرعية 3 / 240 ]

  6. #66
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: السلسلة المباركية

    مما رأيته في زماننا فتجد من تقلد المناصب وصعد على الكراسي تجده يتغير وتبدلت أحواله وتظهر لك حقيقته وتوضح

    المشاهد المؤلمة والحقيقة الواضحة التي ليست منا ببعيدة وواضحة على سعي الجميع ولا يعني ذلك التعميم فذاك مما لا سبيل إليه والأصل إحسان

    الظن وحمل الكلام على احسن المحامل وأكمل قصد . ولكن المقصود من ذلك العبرة هو أخذ لعبر مما مضى .

    وذلك مما ابتلى به الجميع ولا يعني هذا التعميم فذاك مما لا سبيل إليه والأصل إحسان الظن بأهل العلم وطلابه وحمل الكلام على أحسن المحامل وأكملها .

    ولكن تقع الهفوة والزلة من طلاب العلم وغيرهم ويخبرنا بذلك قصصهم ابن الجوزي في كتابه " السر المصون "

    رأيت جماعة من المنتسبين للعلم يعملون عمل العوام , فإذا صلى الحنبلي في مسجد شافعي ولم يجهر غضبت الشافعية , وإذا صلى شافعي في مسجد

    حنبلي وجهر غضبت الحنابلة, وهذه مسألة اجتهادية, والعصبية فيها مجرد هوى يمنع منه العلم.


    جاء في كشاف القناع عن متن الإقناع ط دار الفكر (1/ 479):
    قال ابن عقيل رأيت الناس لا يعصمهم من الظلم إلا العجز
    ولا أقول العوام بل العلماء
    كانت أيدي الحنابلة مبسوطة في أيام ابن يونس فكانوا يستطيلون بالبغي على أصحاب الشافعي في الفروع حتى ما يمكنوهم من الجهر بالبسملة والقنوت وهي مسألة اجتهادية فلما جاءت أيام النظام ومات ابن يونس وزالت شوكة الحنابلة استطال عليهم أصحاب الشافعي استطالة السلاطين الظلمة فاستعدوا بالسجن وآذوا العوام بالسعايات والفقهاء بالنبذ بالتجسيم
    قال فتدبرت أمر الفريقين فإذا بهم لم تعمل فيهم آداب العلم
    وهل هذه إلا أفعال الأجناد يصولون في دولتهم ويلزمون المساجد في بطالتهم...

    والظلم من شيم النفوس ..فإن تجد ذا عفة فلعلةٍ لا يظلم..

    لابن رجب الحنبلي يقول في كتابه: جامع العلوم والحكم ص 370]
    ولمَّا كثُرَ اختلافُ النَّاس في مسائل الدِّين، وكثرَ تفرُّقُهم، كثُر بسببِ ذلك تباغُضهم وتلاعُنهم، وكلٌّ منهم يُظهِرُ أنَّه يُبغض لله، وقد يكونُ في نفس الأمر معذوراً، وقد لا يكون معذوراً، بل يكون متَّبِعاً لهواه، مقصِّراً في البحث عن معرفة ما يُبغِضُ عليه، فإنَّ كثيراً من البُغض كذلك إنَّما يقعُ لمخالفة متبوع يظنُّ أنَّه لا يقولُ إلاَّ الحقَّ، وهذا الظَّنُّ خطأٌ قطعاً، وإنْ أُريد أنَّه لا يقول إلاَّ الحقَّ فيما خُولِفَ فيه، فهذا الظنُّ قد يُخطئ ويُصيبُ، وقد يكون الحامل على الميلِ مجرَّد الهوى، أو الإلفُ، أو العادة، وكلُّ هذا يقدح في أنْ يكون هذا البغضُ لله، فالواجبُ على المؤمن أن ينصحَ نفسَه، ويتحرَّزَ في هذا غاية التحرُّزِ، وما أشكل منه، فلا يُدخِلُ نفسَه فيه خشيةَ أن يقعَ فيما نُهِيَ عنه مِنَ البُغض المُحرَّمِ. وهاهنا أمرٌ خفيٌّ ينبغي التَّفطُّن له، وهو أنَّ كثيراً من أئمَّةِ الدِّينِ قد يقولُ قولاً مرجوحاً ويكون مجتهداً فيه، مأجوراً على اجتهاده فيه، موضوعاً عنه خطؤه فيهِ، ولا يكونُ المنتصِرُ لمقالته تلك بمنْزلته في هذه


    الدَّرجة؛ لأنَّه قد لا ينتصِرُ لهذا القولِ إلاَّ لكونِ متبوعه قد قاله، بحيث أنَّه لو قاله غيرُه من أئمَّة الدِّينِ، لما قبِلَهُ ولا انتصر له، ولا والى من وافقه، ولا عادى من خالفه، وهو مع هذا يظن أنَّه إنَّما انتصر للحقِّ بمنْزلة متبوعه، وليس كذلك، فإنَّ متبوعه إنَّما كان قصدُه الانتصارَ للحقِّ، وإنْ أخطأ في اجتهاده، وأمَّا هذا التَّابعُ، فقد شابَ انتصارَه لما يظنُّه الحقَّ إرادة علوِّ متبوعه، وظهور كلمته، وأنْ لا يُنسَبَ إلى الخطأ، وهذه دسيسةٌ تَقْدَحُ في قصد الانتصار للحقِّ، فافهم هذا، فإنَّه فَهْمٌ عظيم، والله يهدي مَنْ يشاء إلى صراطٍ مستقيم


    كما أنه من الظلم اتهام مذهب من المذاهب بالتعدي والظلم

    مع أن المذاهب عبارة عن أفهام علماء المسلمين لتقريب الدين بين أيدي الناس، سواء كانت مذاهب اندثرت (كمذهب الأوزاعي والطبري وغيرهما) أو كانت مذاهب باقية (كالمذاهب الأربعة والظاهريّة)، وأصحاب المذاهب أئمة مجتهدون أصابوا وأخطأوا في مسائل الدين، فلهم أجر أو أجرين.
    ولا يخفاكِ أن لكل مذهب سقطات وأمور أُنكِرَت عليهم، ولو جُمِعَت سقطات كل مذهب (من دون استثناء) في كتاب وأُعطيت لشخص لقال: "هذا شرّ المذاهب"! وكمثال؛ المذهب الحنفي، فصل "الرد على أبي حنيفة" في مصنّف ابن أبي شيبة لتري العجب العجاب! وباقي المذاهب كذلك! وأذكر أنني سمعت الشيخ الألباني رحمه الله يذكر في شريط أن بعض المذاهب - أيام الدولة العثمانية - قالوا للسلطان:"ضع أي قانون -ولو احتوى مخالفات شرعية-ونأتيك بفتوى من المذهب".
    فلا يوصف المذهب الظاهري أنه "أكبر شر" أو حتى "شر"، فهذا من الظلم، فالكل يُؤخذ قوله ويرد، والكل يُخطئ ويصيب، رحم الله جميع أئمة المسلمين


  7. #67
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: السلسلة المباركية

    .......
    مما رأيته في حال أهل زماننا تشبه القوم بغيرهم إما لدين وإما لدنيا
    وكما أخبر عليه الصلاة والسلام " ليأتين على الناس زمان قلوبهم قلوب الأعاجم "
    السلسلة الصحيحة " للالباني ( 3357)
    قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله في " غربة الإسلام "
    " وإنما شبه قلوبهم بقلوب الأعاجم لقلة فقههم في الدين وإنحرافهم عن المروءات العربية وتخلقهم بأخلاق الأعاجم وشدة ميلهم إلى مشابهتهم في الزي الظاهر " !
    وهذا ما يقع في زماننا والله المستعان !
    جاء في فيض القدير ج2/ص149
    قلوبهم يعني قلوب أهل ذلك الزمان قلوب الأعاجم أي كقلوبهم بعيدة من الخلاق مملوءة من الرياء والنفاق وألسنتهم ألسنة العرب متشدقون متفصحون متفيهقون يتلونون في المذاهب ويروغون كالثعالب قال الأحنف لأن أبتلى بإلف جموح لجوج أحب إلي أن أبتلى بمتلون

    وورد الحديث بصيغ مختلفة
    هذا الحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد في كتاب الزكاة_ المجلد الثالث صفحة 4347 - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " ليأتين على الناس زمان قلوبهم قلوب العجم ". قلت: وما قلوب العجم؟ قال: " حب الدنيا ". قال: " سنتهم سنة الأعراب ما أتاهم من رزق جعلوه في الحيوان يرون الجهاد ضرراً والزكاة مغرماً ".
    رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية بن الوليد وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله موثقون
    ولذا تجد اكثر الناس بعدا عن الدين وابتداعا في دين الله " الأعاجم " – إلا ما رحم ربي - لبعدهم عن الدين " وقسوة قلوبهم . ولقلة الوازع الدين والفقه في الدين
    وهل سنشهد تغيرات على المدى البعيد لحال العرب بعدما كانوا ذو أنفة وقوة وأصحاب رأي والآن تتغير عليهم الألقاب والأحساب والأنساب لتشبههم بغيرهم وحرصهم على الدنيا
    كنا علقمة ومرة وحنظلة وقتادة وشوكة وعوسجة فصرنا

    وجدي وفادي وحمودي وعبودي.



    سأل العتبي أعرابيا: ما بال العرب سمت أولادها أسدا ونمرا وكلبا، وسمت عبيدها مباركا وسالما

    قال: لأنها سمت أولادها لأعدائها، وسمت عبيدها لأنفسها.


    البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي



    وقال بعضهم لابن الكلبي:

    لمَ سمت العرب أبناءها بكلب وأوس وأسد وما شاكلها وسمت عبيدها بيُسر وسعد ويُمن؟


    فقال وأحسن: لأنها سمت أبناءها لأعدائها وسمت عبيدها لأنفسها.


    فقه اللغة وسر العربية لعبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور
    الثعالبي

    قال محمد بشير الإبراهيمي :


    من سنن العرب أنهم يجعلون الاسم سمة للطفولة، والكنية عنوانًا على الرجولة.

    لذلك كانوا لا يكتنون إلا بنتاج الأصلاب وثمرات الأرحام من بنين وبنات، لأنها الامتداد الطبيعي لتاريخ الحياة بهم،

    ولا يرضون بهذه الكُنى والألقاب الرخوة إلا لعبيدهم


    وما راجت هذه الكُنى والألقاب المهلهلة بين المسلمين إلا يوم تراخت العرى الشادّة لمجتمعهم


    فراج فيهم التخنّث في الشمائل، والتأنّث في الطباع، والارتخاء في العزائم، والنفاق في الدين


    ويوم نسِي المسلمون أنفسهم فأضاعوا الأعمال التي يتمجّد بها الرجال

    وأخذوا بالسفاسف التي يتلهّى بها الأطفال، وفاتتهم العظمة

    الحقيقية فالتمَسوها في الأسماء والكُنى والألقاب



    ولقد كان العرب صخورًا وجنادل يوم كان من أسمائهم صخر وجندلة


    وكانوا غصصًا وسمومًا يوم كان فيهم مرّة وحنظلة


    وكانوا أشواكًا وأحساكًا يوم كان فيهم قتادة وعوسجة.


    فانظر ما هم اليوم.


    وانظر أيّ أثر تتركه الأسماء في المسمّيات.



    واعتبر ذلك في كلمة (سيدي) وأنها ما راجت بيننا وشاعت فينا إلا يوم أضعنا السيادة



    وأفلتت من أيدينا القيادة. ولماذا لم تشِع في المسلمين يوم كانوا سادة الدنيا على الحقيقة


    ولو قالها قائل لعمر لهاجت شِرَّتُه، ولبادرت بالجواب دِرَّتُه.



    الآثار الكاملة لمحمد بشير الإبراهيمي

    والى الله المشتكى من حال أهل زماننا "

    إنا ّإذا دعونا للنزال ولبينا النضال فما هي إلا كلمة لكن أحدثت معترك

    في أي موطن تلبس الذكران براقع النسوان باء بالخسران

    فما هو حال أهل زماننا !!!

  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: السلسلة المباركية

    مما رأيته في زماننا
    " كل على حالة ووضعية تناسبه لطلب العلم
    إذ إن الأمر يختلف باختلاف الأزمان والبلدان والأماكنوالأمصا ر كل على حسب مسعاه
    وحقيقة الأمر أنه ما زال الناس تتأثر وتختلففيما بينها لطبيعة المكان ومنبع الاقتباس
    وكما ذكر عليه الصلاة والسلام " الكبروالخيلاء في اهل الأبل
    والتواضع في اهل الغنم "
    كما ان بعض الحذاق من الشعراء يحاول تحسين ماكانوا يكرهون وتقبيح ما كانوا يمدحون لألفة وشهوة في النفس ورياضة في النفوسوتوسعا في القول حسب مقامه
    وهو كذلك على حسب ما ينتظم به في هذا السلك منالمكان
    *وصية نافعة لشيخ الإسلام رحمه الله*

    وأما ما تعتمد عليه من الكتب والعلوم فهذا باب واسع، وهو أيضا يختلف باختلاف نشء الانسان في البلاد، فقد يتيسر له في بعض البلاد من العلم أو من طريقه ومذهبه فيه ما لا يتيسر له في بلد آخر، لكن جماع الخير أن يستعين بالله سبحانه في تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه هو الذي يستحق أن يُسمّى علما، وما سواه إما أن يكون علما فلا يكون نافعا، وإما أن لا يكون علما وإن سُمّي به. ولئن كان علما نافعا فلا بد أن يكون في ميراث محمد صلى الله عليه وسلم ما يغني عنه مما هو مثله وخير منه. ولتكن همته فهم مقاصد الرسول في أمره ونهيه وسائر كلامه. فإذا اطمأن قلبه أن هذا هو مراد الرسول فلا يعدل عنه فيما بينه وبين الله تعالى ولا مع الناس إذا أمكنه ذلك.

    الوصية الجامعة لخير الدنيا والآخرة = الوصية الصغرى. لابن تيمية (ص: 7)

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: السلسلة المباركية

    مما رأيته في أهل زماننا نجد بعض الفضلاء وكأنه جبل على المخالفة
    للمثل المذكور " خالف تعرف " ومثل الذي بال في "زمزم " وإنما مثله كمثلضرطة في أرض فلاة " وكأنه بذلك يشعر بالتميز عندما يخالف عامة الناس وما عليهجمهورهم في غير المحرم مما يبعده عنهم
    ومنهم من يتعمد ذلك في ملبس ومطعم ومأكل وغير ذلك نسأل اللهالسلامة والعافية في الأمور كلها
    فعادات الناس منها ما يخالف شرع الله ومنها ما لا يخالف الشرع .
    ومن أمور العادات التي جاءت في مجتمعاتنا بمخالفة الشرع حلق اللحى والتزينبحلقها وهذا امر مخالف لنصوص الوحي .
    فالواجب مخالفة تلك العادات . فالواجب على الرجل ان يعفي لحيته
    كما ورد في نصوص الكتاب والسنة .
    وأما القسم الثاني وهو العادات والتقاليد التي لا تخالف ما جاء بهالشرع، كعاداتهم في اللباس، فينبغي للمسلم أن لا يخالف المجتمع فيه؛ تأليفاللقلوب، وحتى لا يتسبب في غيبة الناس له.
    جاء في مطالب أول النهى: لَا يَنْبَغِي الْخُرُوجُ مِنْ عَادَاتِ النَّاسِ؛ مُرَاعَاةًلَهُم ْ وَتَأْلِيفًا لِقُلُوبِهِمْ، إلَّا فِي الْحَرَامِ إذَا جَرَتْ عَادَتُهُمْبِفِ عْلِهِ، أَوْ عَدَمِ الْمُبَالَاةِ بِهِ، فَتَجِبُ مُخَالَفَتُهُمْ ، رَضَوَابِذَلِكَ أَوْ سَخِطُوا. اهـ.
    وفي حاشية النجدي على الروض: ولئلا يحملهم على غيبته، وفي الغنية: الشهرة كالخروج عن عادةأهل بلده وعشيرته .. اهــ.
    ومما يدل على عدم مخالفتهم فيه، ما جاء من النهي عن لباسالشهرة كما في حديث: مَنْ لَبِسَثَوْبَ شُهْرَةٍ، أَلْبَسَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.

    قال السفاريني الحنبلي في شرح منظومة الآداب: يُكْرَهُمُخَالَ فَةُ أَهْلِ بَلَدِهِ فِي اللِّبَاسِ، وَيَنْبَغِي أَنْ يَلْبَسَ مَلَابِسَبَلَدِ هِ؛ لِئَلَّا يُشَارَ إلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ، وَيَكُونَ ذَلِكَ حَامِلًالَهُمْ عَلَى غَيْبَتِهِ، فَيُشَارِكَهُمْ فِي إثْمِ الْغَيْبَةِ لَهُ. وَفِيكِتَابِ التَّوَاضُعِ لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا مَرْفُوعًا: «نَهَى عَنْالشُّهْرَتَ يْنِ». اهــ.
    ومما يدل عليه أيضا عدول النبي صلى الله عليه وسلم عن بناء الكعبةعلى أساس إبراهيم، مراعاة لحال الناس، وحتى لا يثير بينهم ما قد يستنكرونه، كما فيحديث عائشة -رضي الله عنها-: ... وَلَوْلَاأَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَقُلُوبُ هُمْ، لَنَظَرْتُ أَنْ أُدْخِلَ الْجَدْرَ فِي الْبَيْتِ، وَأَنْ أُلْزِقَبَابَهُ بِالْأَرْضِ. متفق عليه،واللفظ لمسلم.
    وقد ورد عن الإمام أحمد أنه ترك سنة المغرب القبلية بعدالأذان؛ لأن الناس لا يعرفونها، وقد يستنكرونها.
    قال ابن مفلح الحنبلي في الفروع: قال ابنعَقِيلٍ: لَا يَنْبَغِي الْخُرُوجُ عن عَادَاتِ الناس؛ لِتَرْكِهِ عليه السَّلَامُبِنَا ءَ الْكَعْبَةِ، وَتَرْكِ أَحْمَدَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ المغربِ، وقال:رَأَيْت الناس لَا يَعْرِفُونَهُ. اهـ.
    والله تعالى أعلم.
    قول الشيخ السعدي رحمه الله "رسالة في أصول الفقه" (7) :
    ( الأصل في العادات الإباحة إلا ما ورد عن الشارع تحريمه)
    ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله "مجموعالفتاوى" (6/510) :
    " الواجب على كل مسلم أن لا يعتمد على العادات ، بليجب عرضها على الشرع المطهر ، فما أقره منها جاز فعله ، وما لا فلا ، وليس اعتيادالناس للشيء دليلا على حله ، فجميع العادات التي اعتادها الناس في بلادهم أو فيقبائلهم يجب عرضها على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، فما أباح اللهورسوله فهو مباح ، وما نهى الله عنه وجب تركه وإن كان عادة للناس " انتهى.
    ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله "تفسير سورةالبقرة 2" (299) :
    " العادات لا تجعل غير المشروع مشروعاً ؛ لقولهتعالى : ( وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا ) معأنهم اعتادوه واعتقدوه من البر ؛ فمن اعتاد شيئاً يعتقده براً عُرِض على شريعةالله " انتهى .
    ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمهالله في حديثه عن أقسام الغلو "مجموع الفتاوى" (7/7) :
    " القسم الرابع : الغلو في العادات : وهو التشدد فيالتمسك بالعادات القديمة وعدم التحول إلى ما هو خير منها . أما إن كانت العاداتمتساوية في المصالح فإن كون الإنسان يبقى على ما هو عليه خير من تلقي العاداتالوافدة " انتهى .
    والله أعلم

    .....

  10. #70
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: السلسلة المباركية

    مما رأيته في أهل زماننا

    " التسرع في إطلاق المسميات ونصب العداوات وإطلاق الشعارات وقد رأينا لذلك جمهور أكبر وسواد أعظم لهذه المسميات
    ولهذه الشعارات لأدنى أية شبهة .
    وأضربوا عن المثليات صفحا فليس إلا لا أو نعم إلا أن قولهم موصول بالغضب والمحنة .
    وقد نذكر بعض الأمثلة والأخبار عن سيرهم في الحجج الظاهرة وعلى التنبيه على بعض الأمور التي لا نعرف حقائقها إلا بانتشارها والعلامات بين البشر
    التي لا تنال منافعها إلا بالعبرة والعظة والموعظة الحسنة . ليكون سببا للحذر والبعد وأخذ الحيطة من الغضب والتسرع في الأمور كلها
    ويكون الحذر منها سبب للحراسة والفضيلة والمنفعة .


    وننبه على أمر جلي لا يحمد عقباه وامتحان لصاحبها وفي ذلك اصناف من الاعاجيب ظاهرة في مجتمعاتنا
    الموالاة والمحاباة والبغض والكره فمنها ظاهر يدعوك الى شهوة النفس وما يعتريها من حظوظ .
    وكما أن الانسان ميسر لما خلق له

    فنصب الخلافات مع الغير مظنة الوقوع في المحن والابتلاء
    فكما رأينا ممن امتحن في ذلك إلا لأجل التسرع في إطلاق بعض الأحكام فيجعل مرد العقل ومناطه على أمر لازم حتم مما

    يجعل كثيرا من الأمور تخفى عليك وأبسطها وعدم التمييز بين المحسن والمسيء وبين دقيق الأمور وجليلها فلذلك وجب عليك التزام الوسط
    في جميع الأمور والواجب أن يسلم المرء من هذه الضغائن والأحقاد بما فيها ...

    على أنا قد نرى مما يتعري الإنسان أحيانا من هذه الحظوظ فليس له إلا مدافعتها وعدم التهاون معها

    ولكل شي ضرب من الفضيلة وحسن المعاملة وأشكالها المحمودة .
    كما ان الهلكة في المجاوزة في الامور كلها وخير الأمور أوسطها فرفع هذه الشعارات والبهرجات لا طائل تحته .

  11. #71
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: السلسلة المباركية

    مما رأيته في أهل زماننا
    ممن امتلك الأموال الطائلة والقصور المشيدة والأردية المطرزة والجدر المنقوشة
    والأسقف المطلية والأواني المزخرفة والأقمشة المزركشة والبيوت المعمورة
    ممن تركه ولم يستمتع به إلا قليلا فإن من جمع المال وشيد القصور العامرة تركها وولى عنها مدبرا فعلى من عقل أمر هذه الدنيا الانتباه والتيقظ لها وأن يحسن في دنياه ويعمل لآخرته
    فا نحن نرتضع من الدهر ثدي عقيم ونركب من الفقر ظهر بهيم فلا ترنو إلا بعين اليتيم ولا نمد إلا يد العديم
    فكم من كريم يجلو غياهب هذا البؤس
    قال أعرابي كما في " شرح المقامات " للحريري (2/9) :
    " من خاف الموت بادر الفوت ومن لم يقمع النفس عن الشهوات بادرت به إلى الهلكات والجنو والنار أمامك "
    أيها العاقل الغافل فقد قد بلغت الستين فقد أنذرك الموت والمشيب
    فعليك بالاستعداد للرحيل
    وقد عجبت من امر بعض الناس لجمعه وحبه المال فتراه يجمع ما فوق حاجته فطوبى لمن ذكر فتذكر وقنع بالكفاف ورضي بالعفاف "
    ومن عجيب ما تتخيله الأوهام أن بعضهم يمتلك من الأموال ما لا تعد ولا ومن الدور ما لا تحصى فيعيش في ترف وسعة عيش ورغد وهذا له
    تأثير على ذريته وذويه وفي ذلك عجائب وغرائب في زماننا
    غاية في الترف والسرف ونذكر هناك حكايات مضحكة تزيد الأمور بيانا وتوضيحا

  12. #72
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: السلسلة المباركية

    ما رأيته في زماننا عن أهل الأشتهار فحدث ولا حرج بلا حياء ولا استحياء فهم أعجب من العجب
    أهل تماجن وعطب واهل اضطراب ومجون في نشر لهوهم وأباطيلهم يأخذ به من لا بال له
    وأما أهل المروءات والحشمة والصيانة فأجل من ذلك أهل فضيلة وحسن مقصد وكلمة طيبة تبلغ الآفاق
    وأما عن أهل الفضاوة فهم أهل رذيلة واسترذال واهل تفاهة لنشر باطلهم ولهوهم في وسائل التواصل الأجتماعي ولا يقوم به إلا من نقص عقله .

    ساءني كثيرا ما نرى ونسمع من تزايد اعدادهم يوما بعد يوم .
    كما أن شأنهم عجيب وأمرهم غريب يخيل للناظر إليهم من غير ابناء جلدتنا لأعمالهم في نشر منكرهم على وجه العامة بلا حياء ولا خجل
    وتشويههم لاجسامهم بانواع من الرسومات لزيادة متابعينهم - هداهم الله الى الطريق المستقيم -
    والناس ليل نهار لا ينفكون عن معاينتهم ومتابعتهم عبر المنصات والوسائل المتنوعة
    فشأنهم عظيم وأعظم من أن يوصف واين هذا من قبل !
    ولقد فتن كلامهم كثر وألجمت افعالهم عسر !
    كما إني اعجب من يمتدحهم ويحاول رفع شأنهم والله ثم والله إنها لإحدى الكبر !
    وكلما هممت بأن أبادر بالنصيحة استوقفتني بعض الكلمات وبعض العبارات لعلي غير قادر على مجاراتهم أو معاداتهم أو محاورتهم
    فتركت الأمر لغيري لعل ذلك فيه نفع وخير لهم .
    وكما يذكر ويروى عن ابن عباس رضي اللع عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " أربعة لعنوا في السماء : رجل خلقه الله ذكرا فتأنث وإمرأة خلقها الله أنثى فتذكرت تتشبه بالرجال ......"
    " شرح مقامات الحريري " ( 2/102 )
    فلما أطلعت على أمرهم وتبين لي واقع حالهم - حمدت الله على ما أنعم علينا بفضله ومنه وكرمه - وظهرت على جليه أمرهم وما زخرف الشيطان
    أعمالهم علمت وأيقنت أن الأمر كله بيد الله " يرفع من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء "
    نسأل الله السلامة والعافية .

    قيا أصحاب العقول الرزينة والأغكار المتينة والأخلاق النبيلة والآداب الجليلة انتبهوا لهول الامر فالحذر الحذر من الانتسياف مع الانسياق
    والانسياب مع هذه المعمعة وهذه الأهازيج المشيطنة الذي علق بها الأرتياب فما هو بعجاب إذا بان الأمر للعيان وأصبح شأنهم في الأوطان
    فأقلوا متابعتهم وحذروا من مشاركتهم واجتبوا مواقعهم
    كما ان التخلق بالآداب شعار لا يعلى عليه أي شعار
    قال عمرو بن شبة : من أعجب العجب ثلاثة مقارنة لثلاثة : الحرفة للأدباء وتباعد المال عن الضرفاء وإقبال الدنيا على النوكى "
    " شرح المقامات للحريري " (2/110 )
    وقيل للحسن البصري رحمه الله : لم صارت الحرفة مقرونة مع العلم والثروة مقرونة مع الجهل ؟ فقال : ليس كما قلتم ولكن طلبتم قليلا في قليل فأعجزكم
    طلبتم المال وهو قليل في اهل العلم وهم قليل ولو نظرتم إلى من تحارف من أهل الجهل لوجدتموه أكثر "

    وكما ترى الأعاجيب لما تسمعه عن سبي قلوب المعجبين ومتابعتهم وكأن معهم شياطين يجذبونهم إليهم ومتابعين ينقادون إليهم
    فهكذا هو حال أهل زماننا " وهكذا حال مشاهير زماننا . نسأل الله السلامة والعافية .

    وإنما جاء ذمهم لأنهم يشتغلون عن امور الدين ويشغلون الخلق بالتفاهات والترهات ويلتهون عن امور الآخرة .
    كما ان متابعتك لهم تزيد من غيهم وفسادهم
    وعندما تقرأ وتتابع لهم فأنت تروج لهم بمتابعتك لأنك من ضمن الأسباب وراء شهرتهم فعليك أن تختار ما تشاهده أو ما تق{اه أو ما تتابعه
    ولكن بمتابعتك لهم فإنك فتحت باب الشهرة لهم ومشاهير التواصل الاجتماعي إنهم امام مزالق عظيمة لشهرتهم واما مفترق طريق يحمل في طياته كثير من الأشواك
    والعثرات والآخر مسار مليء بالملذات والاعجابات والاغراءات والشهوات لكنه لن يدوم طويلا فمثلهم كمثل الفقاعة لا تدوم طويلا وتتلاشى ليظهر غيرهم وهلمجرا
    أما الأكثر إثارة للدهشة والاستغراب أن بعضهم يدوم لفترة طويلة وكيف يخدع متابعينه بانواع من الحيل والخزعبلات الواهية .
    وحسابات اغلبها لا تسعى لتقديم محتوى يليق بمجتمعاتنا ومحنوى هادف يسعى على انماط حياة إجتماعية وهي في الأغلب لا تقدم فائدة
    وتأثيرها السلبي وإضاعة الوقت والمال .
    والأسوأ من ذلك ان الكثيرين يسعون وراء مشاهيرهم لتجربة مأكل أو مشرب أو منتج ما
    نسأل الله لهم الهداية .

  13. #73
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: السلسلة المباركية

    تطاول الأصاغر على الأكابر
    مما يشهده عصرنا وأهل زماننا ورأينا انتشاره في مواطن كثيرة تسلط وتزعم وترأس الأصاغر على الأكابر وقلة مكافأة لذوي العقول والحجا وقد قيل "
    اذا قصرت يداك عن المكافأة فليطل لسانك بالشكر "
    ولي حكاية عجيبة غريبة طويت ذكرها مخافة التطويل والسآمة في أهل زماننا وقد أرقت منها برهة من الزمن . وبعدها أيقنت أن ما أراده الله لنا خيرا فقد أنعم علينا بأفضل نعمة وفضل " ولكنكم قوم تستعجلون " !
    فينما كنت أسعى اليه قابلت شيخا قد برته الهموم واضمرت في جسمه الهموم والغموم إلا إنه كان يبدي العجاب اذا أجاب فأعجبت بما أوتي من حكمة وإصابة وارشدني الى كلمات نفعني الله بها "
    فنقول : يا أولي الألباب والعقول أما تعلمون ان أنفس الأعمال وأقربها الى الله وضع الأمور في مواضعها فذلك أذكى عند الله عزوجل "
    ومما ابتليت به هذه الأمة وكثر أهله في هذا الزمان صنوف من الصغار النوكى المتهوكين والأغمار المتحذلقين ويكاد يصدق فيهم المثل " تذبب قبل ان يتحصرم "
    وفي حق بعض التطاولين إذ لا ينتهض شأنهم لإعمال ولا يرفع شأنهم المقال
    فالواجب على اهل الفضل إعمال الحق لأهل الفضل "
    فزعموا العلم وتقلدوا المناصب وصاروا يهرفون لما لا يعرفون وارتأوا المقامات العلية فوقعت البلية وعظمت الرزية وقديما قيل "
    من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب "
    وقيل " لو سكت من لا يعلم لقل الخلاف "
    فهؤلاء النوكى متقلدين أعلى الرتب وأسمى المناصب في المجتمعات ويكاد صيتهم يذاع في الآفاق ومن اشراط الساعة كما أخبر صلى الله عليه وسلم أن ينطق الرويبضة ؟ قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ فقال : السفيه يتكلم في أمر العامة "
    وقال ابن حزم رحمه الله :
    لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون "
    وقد ساق الحافظ ابن عبد البر بسنده عن زياد بن أبي سفيان قوله : " أيها الناس إني بت ليلتي هذه مهتما بخلال ثلاث رأيت أن أتقدم إليكم فيهن بالنصيحة : رأيت اعظام ذوي الشرف وإجلال ذوي العلم وتوقير ذوي الأسنان والله لا أوتي برجل رد على ذي علم ليضع بذلك منه إلا عاقبته إلى أن قال : إن الناس بأعلامهم وعلمائهم وذوي أسنانهم "
    وفي الأثر عن أبي أمية الجمحي رضي الله عنه قال : إن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة ؟ فقال : ( من أشراطها ثلاث : إحداهن أن يلتمس العلم عند الأصاغر " صححه الألباني .
    وجاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ( قد علمت متى صلاح الناس ومتى فسادهم اذا جاء الفقه من قبل الصغير استعصى عليه الكبير واذا جاء الفقه من قبل الكبير تابعه الصغير فاهتديا )
    اخرجه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم وفضله "
    ومما نشاهده ونلمسه في واقعنا المعاصر من تطاول الأغمار من طعن وسب وشتم وسخرية في خيار اهل الفضل والعلم
    واخرج ابن عبد البر في جامعه :
    عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : " إنكم لن تزالوا بخير ما دام العلم في كباركم فإن كان العلم في صغاركم سفه الصغير الكبير "

    ومما نراه ويكاد لا ينفك عنا من امر جلل وخطب أمرّ ما نسمعه من تطاول
    لأقزام على سادتهم "
    ومما لا شك فيه ان الحال الذي نحن عليها بحاجة الى الكثير من المراجعة والتجديد والفحص وإعادة معاييره وفق منظومة شرعية من الكتاب والسنة "
    محاولة لاكتشاف الأسباب التي أورثت هذه المزالق وفتحت أبواب المهالك للأمة
    من تطاول وسب وافتتات على أئمة كبار ومشايخ أجلاء عظام "
    ومن ذلك ما نراه في ظل الظروف والدعوات سواء على مستوى التنظير والتقعيد أو على مستوى التطبيق أن هذه الشرذمة خرجت من داخل الأمة وتشكلت في رحمها وتجاوب معها فئام من الناس وساعد على ذلك تيارات لها مصالح معها .
    إضافة الى ذلك ينبغي تقويم ونقد هذه الظاهرة المنتشرة في أوساط المجتمعات
    لكي لا تلبس على الناس . ومن المعلوم أن عنصر النهوض لأي أمة تكمن في النقد البناء " .
    ال فضيلة الشيخ الدكتور عبد المجيد جمعة -حفظه الله- في مقدمة رسالة "ردع المجرم عن سب المسلم ( ص 12-13 ) :":
    وقد نبت نابتة، وأينعت رؤوس، وخرجت حيّات من الجحور، من أصاغر العلم الأغمار، حدثاء الأسنان والأعمار، في مختلف المدن والأمصار، لم يُؤتوا حظًّا من العلم، ولا نصيبًا من الفهم؛ اتّخذوا مواقع التواصل، وشبكة النت مرتعًا لنشر الزور، وترويج الكذب والفجور، ما تضيق به الصدور، لا يرقبون في العلماء ذمّة، ولا يراعون لهم حرمة، ينهشون من لحومهم، ويخوضون في أعراضهم، ويتتبّعون لعوراتهم، ويتصيّدون لعثراتهم؛ دون رادع يردعهم، ولا وازع يمنعهم؛ والله المستعان.
    وقد فتح هؤلاء باب المحنة، وأوقدوا نار الفتنة، فجرّ هذا الفعل منهم تسلّط الدهمَاء على العلمَاء، وطعن السّفهَاء في الفقهَاء؛ وسهّلوا على كلّ من هبّ ودبّ، وأحسن الشتم والسبّ، من الجماعات الحزبية المنحرفة، طريق الوقيعة فيهم، حتى تكلّموا في خيار المشايخ من أهل العلم والفضل، وأظهروا تنقّصهم، وجاهروا بذكر مساوئهم، حتى أضحت أعراضهم مرتعًا مباحًا لكلّ ناعق، ومسرحًا مستباحًا لكلّ بائق؛ وعند الله الموعد، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوّة إلا بالله.
    قال العلامة المحدث الألباني - رحمه الله - في ( الصحيحة) ( 2 / 713 ) عنده على السقاف :
    (
    والله المستعان على فساد أهل هذا الزمان، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فوالله الذي لا إله إلا هو لولا أن كثيرًا من الناس يغترون بكل ما يطبع وينشر من أي شخص كان -يحسبون السراب ماء، والعظم لحمًا، وإنما هو كما قيل قديمًا: عظم على وضم- لما سودت سطرًا واحدًا في الرد على هذا وأمثاله كذاك السقاف الآتي بيان بعض ويلاته، ونحوه من الأغرار الذين ليس لهم سابقة في هذا العلم وغيره، ولم يتأدبوا بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس منا.. من لم يعرف لعالمنا حقه"، ولا هم يقبلون نصيحة العلماء
    وقال رحمه الله في ( الصحيحة ) ( 2 / 740 ) :
    (
    وبمناسبة ما ابتلينا به من كثرة الشباب وغيرهم الذين يكتبون في هذا العلم- وهم عنه غرباء مفلسون، كما يقطع بذلك كل منصف وقف على النماذج الكثيرة من الأوهام؛ بل والجهالات المتقدمة في هذه الاستدراكات، وفي المقدمة أيضًا في هذا المجلد وغيره -فإني أرى لزامًا علي أن أذكر- و {الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} - فأقول:
    إني أنصح أولئك الكاتبين والناقدين أن لا يتسرعوا بالكتابة -إن كانوا مخلصين- لمجرد أنهم ظنوا أنهم صاروا أهلًا لذلك، بل عليهم أن يتريثوا ويتمرسوا فيه زمنًا طويلًا؛ حتى يشعروا في قرارة نفوسهم أنهم صاروا علماء فيه، وذلك بأن يقابلوا نتائج كتاباتهم وتحقيقاتهم بأحكام من سبقنا من الحفاظ والنقاد في هذا العلم، فإذا غلب عليها موافقتهم كان ذلك مؤشرًا قد سلكوا سبيل المعرفة بهذا العلم.
    هذا أولًا.
    وثانيًا: أن يشهد لهم بذلك بعض أهل العلم الصالحين المعاصرين بعد أن يطلعوا على شيء من كتاباتهم وتحقيقاتهم، ذاكرين نصيحة الشاطبي رحمه الله
    قال الحريري في مقاماته :
    " الأمور المخوفة تصغر على العظيم وتعظم على الصغير فعلى قدر ما يفضل الرجل صاحبه في عزمه وإقدامه تتزايد الأوجال وتنتقص "
    قال المتنبي :
    على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم
    وتعظم في عين الصغير صغارها ...... وتصغر في عين العظيم العظائم
    إن هؤلاء المتسلطين المتزمتين على زمام الأمور من صغار العقول والحجا
    أوقع الكثير من الهفوات وفوت عليها الكثير من الأهداف هذا ما نراه ونلمسه في حياتنا المعاصرة وليس ذلك فقط وقد ساهم ولا يزال على تضليل النشء عن البصيرة والاتباع لمن هم أعلم وأدرى بما فيه النفع والخير والصلاح
    إن اخطاءنا التي لا تزال نراها ولا نحرك ساكنا وليس للإنسان إلا ما سعى لهي أكبر عائق لأهدافنا وطموحاتنا
    وفي تقديري أن شيوع ذلك وعدم التماس الحلول والإنغلاق على الذات لهي أشد في نظري من أي شيء
    ونخشى أن تتحول الأمور إلى ضروب من الجاهلية حين يولى الأمر غير اهله

  14. #74
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: السلسلة المباركية

    مما رأيناه وشاهدناه في عصرنا من فتن ولا يكاد يخلو مجتمع منه
    هو التبرج والسفور وهو آفة عظيمة ودخيلة على مجتمعاتنا
    ولذا جاء توجيه الشرع الحنيف بذلك " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [الأحزاب:59] " ...
    فالتأدب والتخلق بأخلاق الإسلام عنوان التقدم والفلاح ونشر تلك الآداب وتلك الأخلاق بين الأمم وديننا الإسلامي احتف بالمرأة وحررها من قيود الشهوات والشبهات وارتأى لمكانة الجلية والمقامة الهنية في الحياة الأبدية للمرأة
    وراعى في أحكامه " المرأة " لأنها أساس المجتمع .وقوامه
    فينبغي غرس الأخلاق في المجتمعات وأصول الفضيلة الإنسانية ويعمد الى الشهوات الحيوانية فيهذبها ويكسر حدتها لتحقيق التوازن الاجتماعي في المجمتعات "
    قد لمسنا- عن غير قصد- موضوعًا واسع الجنبات مترامي الأطراف،
    تفصل ما أجملناه هنا- هو رواج وذيوع في الوسط المجتمعي من أسباب إنحلال في المجتمعات وهذه عادة دخلية علينا حيث يبدأ شيئا فشيئا إلا ان يتقلص الأمر أوسع وأوج أبوابه م لأن الكشف عن النواحي الغامضة من هذا الموضوع من أوكد ما تتطلبه النهضة الإصلاحية الدينية، وأوجب ما تجب معرفته على القائمين بها مناشئ العلل وأسبابها وتاريخ نشأتها ليزدادوا بصيرة فيما يحاولونه من إصلاح فاسد أو تقويم معوج
    فقد كثرت الدعوات في عصرنا ومحاولات لسلب وطمس هوية المرأة بأي شكل من الأشكال وظهر من يروج بأن الحجاب عادة وليست عبادة وأن الحجاب مجلبة للتخلف والإنهزامية.
    قد يتعجّب الباحث المسلم المطّلع على أحوال المسلمين لعهدنا هذا، إذ يرى التقاليد والأوهام شائعة بينهم على اختلاف أجناسهم وتباعد ديارهم ويراها متشابهة الآثار فيهم، ويراهم في الاستمساك بها والمحافظة عليها وكأنما يسيرهم إلهام واحد أو يسوقهم إليها قانون واحد، يرى ذلك كله- وهو واقع- فيرى ظاهرًا من حال هذه الأمة يدعو إلى العجب،حيث حيثما ذاع أمر انتشر في أغلب المناطق واشتهر ولكنه إذا تعمّق في البحث يعثر بالأسباب واضحة العلل معقولة، فيزول العجب.
    فكما إن ما يرى البعض أنه لا رجاء للمسلم في الرقي ومجاراة السابقين في الحياة إلا بالخروج من دينه … والانحلال من أخلاقه شعوذة يمهّدون بها السبيل لمروق المسلم من حظيرة الإسلام، وكم لعبت بهذه النغمات أصابع على أوتار فلم يبال الإسلام بما وقع منها ولا بما طار
    وفي ذلك يقول ابن العربي المالكي رحمه الله في " أحكام القرآن " (3/153) سورة الآحزاب آية ( 33 ) :
    " ولقد دخلت نيفا على ألف قرية من البرية فما رأيت نساء أصون عيالا ولآ أعف نساء من نساء نابلس التي رمي فيها الخليل – عليه السلام – بالنار فإني أقمت فيها أشهرا فما رأيت امرأة في طريق نهارا إلا يوم الجمعة فإنهن يخرجن إليها حتى يمتلىء المسجد منهن فإذا قضيت وانقلبن إلى منازلهن لم تقع عيني على واحدة منهن الى الجمعة الأخرى وسائر القرى ترى نساؤها متبرجات بزينة وعطلة متفرقات في كل فتنة وعطلة "
    وهاذا ابن العربي رحمه الله يشتكي حال زمانه وبيننا وبينه مفاوز وأزمنة فماذا يقول لو رأى نساء زماننا ؟!!
    لكن الحمد لله أن من نعم الله علينا أنها أمة حية
    أمة مسلمة، تزدجر إذا وعظت وتتذكر إذا ذكرت، و
    إن ما عمّ المسلمين من تنكّب عن هداية دينهم، وهو في عمومه من الأدلة على حقيقة دين الإسلام، وانه الدين لا دين غيره، فاعجب لدين ينتزع الشواهد على صحّته من حالتي الإقبال والإدبار
    هؤلاء الشياطين دعاة التغريب والتحرير للمرأة ابتدعوا أفكار خبيثة وهدامة كل منهم يريد ان يسلخ المرأة من ثيابها وحشمتها ليفسدوا أخلاقها
    يريد هؤلاء الشياطين ان يحولوها إلى سائمة تسام ويزجوها الى مدارج الفتن والمهالك ويسعون إلى إشاعة الفاحشة ونشرها بشعارات مضللة وهتافات براقة ترفعها عقول صغيرة وأفكار خبيثة يدعون لاسقاط الحجاب وخلعه ونشر الرذيلة والتبرج والسفور والخلاعة والاختلاط وقد شرحوا بالمنكر صدرا وانبسطت ألسنتهم بالسوء فخرا وجرت أقلامهم
    هؤلاء قد علت صرخاتهم في كل مكان في مجتمعاتنا وهناك أطراف تحركهم لبث السموم في المجتمعات وقد عظمت جراءتهم وتكونت أفكارهم وتبدلت كلماتهم وتحركت أقلامهم اخذوا يهدمون بمعاولهم نور الأخلاق والفضيلة بكل طريقة ووسيلة
    يريدون وَاقِعًا إِباحِيًّا أثيمًا، وانتصارًا فاجرًا للرذيلة، وتجاوزًا لحدود الله، وانتهاكًا لحُرُمات شرعه المطهَّر.
    كما ان الأمر بالحجاب من محاسن الشريعة لما يترتب عليه من الفضيلة والبعد عن الرذيلة التي تفعلها السافرات المتبرجات "
    وإنا لنعلم أن منكم من ينكر هذا المنكر في نفسه ولا يتعدى غيره خوفا وخشية ويبرأ منه ولكن لا يرفع به صوتا إنكارا وخشية لشناعة لهوله وفشوه على الملأ التي صارت سمة لأغلب فتيات هذا العصر موضة يتتابع بعضهن لبعض .
    والعاقل اللبيب إذا لاح له نظر يخالف الشرع الحنيف أنكره بقلبه وذلك أضعف الإيمان كما هو في زماننا في زمن الغربة والغريب في دار غريبة من أعجب العجب
    وقد علمنا وأيقنا أن ضعفاء الأفهام وصغار العقول وهم سواد الأمة في زماننا
    لا يرضون بالتدخل بما يختص به غيرهم ولو كان من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    ولا يرضون له معنى ولا يقيمون له وزنا
    فنسأل الله السلامة والعافية .
    كما أنه قد يقع الوهم والضلال في أمور قد استحسنها أهل زماننا وهي بعيدة كل البعد عن منهاج النبوة والشرع ولا يغرر بك أحد من المتشدقين والمتفيهقين من أهل زماننا بالثرثرة والتطبيل على مدى الابعاد المتضررة في المجتمع
    وإياك ثم إياك أن تنسى ذلك واجعله منك على ذكر إن من تنازل عن مبدأ فإنه ما بعده أشد تنازلا "
    ورأس الأمر كما ترى هو ما يتعلق بطبيعة هذه الأشياء ولو ترك كما يرنو إليه هؤلاء المتفيهقين لأحدث فوضى مبعثرة لا يتبين فيها الصالح من الطالح ولا الصحيح من السقيم ولا الصواب من الخطأ ولا الحق من الباطل
    لذا وجب التنويه والتحذير على ما أبدته بعض الجهات الممولة لطمس الهوية الإسلامية ولكن الله لهم بالمرصاد " .
    وفي مثل ذلك قال الشيخ محمود شاكر رحمه الله في " الطريق إلى ثقافتنا ( ص 31 ):
    ورأس كل ثقافة هو " الدين " بمعناه العام والدين هو الفطرة الإنسان أي دين
    كان أو ما كان في معنى الدين وبقدر شمول هذا " الدين " لجميع ما يكبح جموح النفس الإنسانية ويحجزها على أن تزيغ عن الفطرة السوية العادلة وبقدر تغلغله الى أغوار النفس تغلغلا يجعل صاحبها قادرا على ضبط الأهواء الجائرة ومريدا لهذا الضبط بقدر هذا الشمول وهذا التغلغل في بنيان الإنسان تكون قوة العواصم التي تعصم صاحبها من كل عيب في مسيرته " انتهى.
    وقال رحمه الله أيضا ( ص 31 ) :
    " وهذا الأصل الأخلاقي " هو العامل الحاسم الذي يمكن لثقافة الأمة بمعناها الشامل أن تبقى متماسكة مترابطة تزداد على الأيام تماسكا وترابطا بعذر ما يكون في هذا " الأصل الأخلاقي "
    من الوضوح والشمول والتغلغل والسيطرة على نفوس أهلها جميعا "
    وقال رحمه الله في ( ص 33) :
    وأسلافنا نحن العرب والمسلمين قد منحوا هذا الأصل الأخلاقي " عناية فائقة شاملة لم يكن لها شبيه عند أمة سبقتهم ولم يتح لأمة لحقتهم وجاءت بعدهم بأن يكون لهم شبيه أو مقارب
    وهذه العناية ب " الأصل الأخلاقي " هي التي حفظت على الثقافة الإسلامية تماسكها وترابطها مدة أربعة عشر قرنا مع كل ما مر عليها من القوارع والنكبات ووقائع الدهر على طول هذا المدى ومع كل ما انتابها من الضعف ومع كل ما اعتورها أو دخل عليها من التقصير والخلل وبقاء هذا التماسك على طول القرون وهو وحده أحدى عجائب الحضارات والثقافات التي عرفها البشر "
    وما قاله أبو فهر رحمه الله فقد سدد وقارب ولذا يعمل أهل الفساد والضلال على مر القرون لطمس الهوية الإسلامية بشتى الطرق والوسائل "
    ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين "
    إن هذا الفساد الدخيل على أمتنا الإسلامية وعلى مجتمعاتنا ليس وليد اللحظة
    لم يدخل على ثقافتنا دخولا يوشك ان يطمس من هويتها ويطفىء أنوارها إلا بعد التصادم الحضاري بينه وبين الحضارات الغربية وبخاصة في نهاية القرن العشرين انطلقت الحملات التبشيرية والتنصيرية لبقاع الأرض معلنة " عصر النهضة " والانفتاح
    وبارك أمرها " دعاة التغريب والتقريب " بين الحضارات فتولد جيلا انفتاحي مهزوز الكيان والمصير
    وهذه الحضارة المزيفة التي انبهر بها السذج والهمج الرعاع في عصر تسموا به وهو " عصر النهضة " وهو عصر الدمار الأخلاقي وكان بداية الصراع بينهم وبين الكنسية حتى تولدت " العلمانية "

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •