تنبيه الأنام لآداب الطعام
داود العتيبي
ما استغنى عن الطعام من خلق الله إلا الملائكة، فكانت صفة فضل وُسِمُوا بها: (فلما رأى أيديهم لا تصل إليه)، أما سائر الخلق من إنس وجن وبهيمة فيقتات بافتقار، واستغناؤه مرض ونقص، وترشيد آداب الطعام مهمة جليلة، وإذا كثرت معافسة المرء لأمر طغى الحديث فيه وعُظم، فالحديث عن الطعام ذو شجون، وهو أشهى لدى أناس من حديث العُشاق، ورؤيته أحب إليهم من مشهد مغيب الشفق في آكام البِحار، وصوت المقلاة أطرب إلى أسماعهم من المزمار، وكلما تعفف المرء عن التغذي من غير تصنع -عظمت مروءته وجلت منزلته، فنَزْرة الأكل علامة الإيمان كما في الحديث: " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضافه ضيف وهو كافر فأمر له بشاة فحلبت فشرب حِلابها ثم أخرى ثم أخرى حتى شرب حلاب سبع شياه. ! ثم إنه أصبح فأسلم فأمر له بشاة فشرب حلابها ثم بأخرى فلم يستتمها.. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء))، ويشبّه هؤلاء بالعصافير فأجمل به من تشبيه.. أم النَّهِم فصاحبه يشبه بالعِجل المُسمَّن، يعيش لأجل العلف ثم يكون هلاكه بذلك، ونظراته تقارن بأحداق الهرة التي تجوع عينُها قبل المعدة، والطعام شغل شاغل وحديث قديم وحادث لدى فئة لم تجاوز أفكارُهم بطونهم، بيد أنه من المُهم الحديث عن آدابه وكيفيته، فكم هم الذين يتحرجون من الولائم، والطعام على الموائد العامة؛ لأن للطعام هناك أخلاقاً وآداباً يعبرون عنها "بالإتيكيت"" والبرستيج"، فمن الناس من يطعم الطعام وهو متحرج، ومنهم الذي يأكل ولا يبالي غير أنه مؤذ لمُؤاكليه..
* والحديث عن الطعام يكون على ثلاث موائد: قبله.. ومعه.. وبعده.
أما المائدة الأولى: فأقول مستعيناً بالله: هناك سجايا جزلة يتحلى بها ذووا النفوس الرفيعة قبل تناول الأكل وهي في أمور عدة أذكر منها:
أ- لا تكن ذا مسغبة! فالجوع الشديد يُخرج الرجل عن حِيلته ويقوده إلى غفلته، فيظهر منه ما تشمئز منه النفوس من أخلاق ستذكر في الآداب التي مع الطعام، فاكسر جوعك بكسرة خبز، أو قطعة حلوى، حتى تكون منتظم الأخلاق.. فقد يؤخر الطعام تأخيراً تفقد معه صوابك.
والمَعْنِيُّ بهذا كثيراً صاحب البطن الكبير فإن هذا لا يغنيه قبل المجيء كسرة خبز بل رغيف سميك!. أما إذا كنت ربَّ المنزل فكن على شفا الموت من الجوع حتى تكون آخرهم قياما!
ب- لا تجئ مليء البطن! فإن المُضيف يفرح إن طعِم الضيوف طعامَه وشبعوا منه، وإن النساء يحببن أن ترجع الصحون نظيفة، ويتذمرن من الضيوف الذين يقتاتون كالعصافير، وفي هاتين المسألتين فقه لا بد من إجادته فالناس شتى في هذا المضمار، فما يستهجن لدى الصديق البعيد يستحسن لدى الصديق القريب.
ج- لا تكن طُفيليا! إلا أن يكون في الأمر سعة كأن تكون مرافقاً لعظيم القدر، فإن دعوة هذا مظنة لغير من رفقائه، أو أن تطلب من أخيك أن يستسمح لك من صاحب الدعوة في الحضور، فإن هذا مما يطيب النفس ويزيل الوسوسة، ومن مظاهر التطفل أن لا تخرج إلا وقد ألبسته دعوة أخرى لصنف آخر من الطعام، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس منه)).
د- لا تصحب غيرك! كما في الحديث: " أن غلام أبي شعيب صنع للنبي - صلى الله عليه وسلم – طعاماً، فجاء معه رجل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( إن هذا قد تبعنا، فإن شئت أن تأذن له فأذن له، وإن شئت أن يرجع رجع" فقال: بل قد أذنت له)) فدعوة غيرك يثقل كاهل رب البيت، وهذا خلق شرس يُغفل عنه، ولا شك أن في الطعام بركة، و(( طعام الاثنين يكفي الثلاثة)) يكفي من حيث سد الرمق لا الشبع الكامل كما قال ابن حجر - رحمه الله -، وهذا يعوزه يقين صادق واعتقاد جازم بالبركة وأنى لك بهذا؟ فليس من الأدب أن تأتي بكوكبة لم يُحسب حسابهم، مما ينتج عنه حرمان أهل المُضيف وولده، فيبيتون طاويِين.
هـ لا بد من مناسبة المطعم! والمخاطب بهذا المُضيف والمُضاف، فعلى الأول أن يسأل صاحبه ما يحب فيلبي وما يكره فيجنب، ويتأكد هذا المطلب إذا كان الضيف مريضاً أو غريباً، وعلى المُضاف أن لا يتورع من ذكر ما يكره إن ظن قدومه، وتفضيل صنف من الطعام وذكره على اللسان ليس عيباً فقد ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحب الحلواء والعسل، ويفضل من الشاة كتفها.
وحكي عن الإمام الشافعي أنه كان نازلاً عند تلميذه الزعفراني ببغداد، فكان يكتب الزعفراني في رقعة لعبده لتطبخ جاريته من ألوان الطعام ما يشتهي، فأخذها الشافعي يوماً ولحق فيها لوناً آخر، فعرف الزعفراني ذلك، فأعتق الجارية سروراً بذلك.
و- لا تصحب الأطفال! فمعظم الناس لا تستسيغ إتيانهم بالولائم، والدعوات العامة، فإنهم كثيروا الحركة مُشغلِون لك بكثرة الطلبات ولصاحب البيت وللناس كافة، فإن كنت صاحب البيت فأطعم أطفالك قبل مجيء الضيف لراحتك، ورحمةً بالطفل حتى لا تأكلوا وأبصارهم شاخصة وقلوبهم خاشعة، ومن هذا الأدب أن تُطعم الزوجةُ أولادَها قبل مجيء بَعْلِها حتى لا تطيش أيديهم في صَحْفَة أبيهم، وعجلةً في نومهم، حتى يأنس الزوج بك وتأنسين به.
ز- تجنب أدواء البطن! كالطعام الذي لم يهضم، أو ماء تَودُّ إخراجه، فإن هذا يُسكِّن من نفسك، وعامة بيوت الناس اليوم ليست مهيأة لأن تدخل منها وتخرج لضيقها.. ومفاداة ذلك تكون بخلو المعدة، أو أن تأكل قبل مجيئك قليلاً وتشرب معه مشروباً ساخناً فإن هذا يلين معدتك فتكون مهيأة للاستقبال.
ح حافظ على الوقت! وحفظ ذلك مطلبٌ لدى الداعي والمدعو، فإن الأول يسوءه التأخر لأن بعض الأطعمة تدخل النار مرة واحدة، حتى قيل: كل طعام أعيد عليه التسخين مرتين فهو فاسد، وقال بعضهم: جنبوا مائدتي بنت نارين. -وهذا ليس على إطلاقه، كما يُفنِّد هذا الإطلاق أصحاب الأكلة المسماة " المقلوبة"- فإرجاء الطعام يُذهب رونقه، وربما دعت عليك ربة المنزل! فتجنب دعاء المظلومين.. !! وكذا الداعي فإنه مأمور بذلك، فإن مكابدة الجوع ظُلْمة في العين وغشاء للقلب، و"الجوع كافر" كما يقولون.
ط - لا تتبع دعوة التجمُّل! فإن البشر قد اعتادوا على قول " تغد معنا، أو تعش، أو تقهو" على سبيل المجاملة والمجاز فإن فعلت فإنك طُفيلي، إلا إن سبق ذلك إصرار منه وترصد.
ي- لا تُجب دعوة مُحَرَّمة! كأن يختلط فيها الرجال والنساء، أو تسكب فيها الخمرة، أو تشتمل على عزف القيان، أو يكون ماله حراماً، أو يقدم الطعام والشراب في أواني الذهب والفضة، أو لا يجتهد في الذبح الحلال ويدخل فيه كل ما حرَّم الشرع أكله من ميتة أو منخنقة أو موقوذة أو متردية وغير ذلك والله يقول: ( فكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون)، وحتى تُجاب دعوتك كما في الحديث عن الرجل مطعمه حرام ومشربه حرام وغُذي بالحرام.. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( فأنى يستجاب له؟)، وقال تعالى: ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق). وعلى مرتادي المطاعم أن يفطنوا لذلك.
ك- اجتهد في نظافة أكلك! ويكون بانتقاء الطابخ، والمطبوخ، والمطبخ، ولا تكتفي بمسح الماء مسحاً على الطعام والفواكه والماعون بل أتبع ذلك بالمنديل فإن فيه عوالق لا تزال إلا بشدة.
ل- لا ترنوا نحو الباب! وهذه حالة من يرتقب الطعام ببصره وقلبه، وكلما ولج والج رماه بهَمِّه ظنا منه أن الفرج حان.
م- لا تستعجل صاحب المنزل بالأكل! وبعضهم يجعلها من باب المباسطة، وهي كذلك لدى القريب، وليست مقبولة على إطلاقها، فقد تُخجل صاحب البيت وتستفززه على امرأته التي تأخرت، أو على أناس ينتظر قدومهم.
س- ((لا يأكل طعامك إلا تقي)). كما أمر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -! وهذا ليس على وجه الوجوب.
ع- أكثر طعامك، فإن هذا أفضل وأبعد للحرج، ولكي يشبع الضيف والأهل، وتسابق في نفح جارِك، بل إن استطعت أن تُطعِم كل من شم أنفُه طعامَك فافعل. قال - صلى الله عليه وسلم -: (( إذا طبخ أحدكم قِدراً فليكثر مرقها ثم ليناول جاره منها)) وكانت للنبي - صلى الله عليه وسلم - قَصعَة يقال لها الغراء لبياضها- يحملها أربعة رجال يثرد فيها الطعام، وهذا خلق كرماء العرب قديما وحديثا.
= ويتفرع عن هذه المائدة آداب قبل الطعام وعند حضوره.. فإذا وضع الطعام فاحذر أمورا:
1- أن ترمقه ببصرك كالسنور القط-.
2- العجلة في التربع على المائدة، فلا تقدُم حتى يأمرك رب البيت.
3- لا تمد يدك حتى يمُد الناس! يقول الشنفرى:
وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن *** بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل
4- لا تجلس في غير مجلسك! فإن كنت من عامة الناس فقد يستوصى بالخاصة بطعام يمتازون به، فالذبيحة لها رأس واحد والقصعة التي عليها الرأس هي لضيف الشرف وليس لكل أحد!. كذلك فإن قاصي الدار والضيف الغريب يقدم أولا، ولا ضير أن تُمسك عن الأكل أبدا وتُؤثِر غيرك عليه إذا ضاق المكان أو كان الطعام قليلاً، فإن هذا معدن الكرم.
5- لا تكن مهندساً ولا شطرنجياً: المهندس: يقول ضع هذا مكان ذاك والطبق الفلاني بجانب الطبق الآخر، والشطرنجي: الذي يرفع صحنا ليجعل مكانه صحنا آخر فيقلبها يمنة ويسرة.
* المائدة الثانية الآداب التي مع الطعام:
1- ابدأ بالتسمية! " بسم الله"، لا بسم الله الرحمن الرحيم فلم ترد في حديث، فإن نسيت في أول الأكل فقل في أثنائه "بسم الله أوله وآخره" كما في الحديث.
2 (( كل بيمينك))! كما أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا تخدم نفسك أو ضيفك بالشمال، وهذا الخلق منسي لدى كثير من الناس، فإن الله خلق اليمين لمزاولة شريف الأعمال، وخلق الشمال لإزالة القذر فلا تفسد على قرينك طعامه، فقطع بشمالك على أن لا يتناول القطع غيرك، ولا تمدها في الحدود المشتركة.
3- ((كل مما يليك))! كما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا امتحان تظهر فيه المروءات، واختبار يسقط فيه ضعاف النفوس.. وكأني أرى حسرة في جبينك ودمعك على خدك تقول: هذه أطايب الطعام قد استأثر بها الذي أمامي وعن يميني وعن شمالي فما حيلتي؟ فأقول لك: اعلم يا هذا أن "الجوع ذليل" فما ينزل بعض الطعام حتى يهون شرهُك، فأغمض عينك وتناول، وقل لعقلك الباطن: لم يفتني شيء ها أنا آكل اللحم، هاهو الـ.. تطحنه أسناني ويقلبه لساني، كأني أراه وقد مر بالبلعوم واستقر في الأمعاء.، وكذلك لا ترسل يدك وسط الطعام فـ"البركة تنـزل وسط الطعام، فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه "كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -.- واحذر من هز أركان الطعام، وخرقها لتغرق أهلها ويأتيك الذي فات، فإن الدوائر تتربص والعيون مفتحة. - واحذر من اللعبة القديمة.. وهي أن تُظهر نفسك بلبوس حاتم الطائي فتبدأ بتقطيع أوصال الطعام وإهدائه لمن يجلس معك، ليس قربة لوجه الله، ولكن حيلة تحتال بها حتى تأخذ ما تحب وتدع ما تكره، أما من فعله ابتغاء الإيثار فأولئك من السابقين، وهذا الأدب في الطعام المجتمع، أما المتفرق كالفاكهة فلا بأس فيه من مَدِّ اليد هنا وهناك.
4- كل بثلاثة أصابع! اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إن استطعت وهذا يعينك على الآداب الأُخَر القادمة.
5- لا تبدأ قبل الكبير وصاحب اليمين! الكبير كالوالدين والمعلم والشيخ وغيرهم عن حذيفة قال: " كنا إذا حضرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فيضع يده " وصاحب اليمين يُبدأ به كما يفهم من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في شؤونه عامة ومن استئذانه من الغلام حين كان على يمينه والأشياخ على يساره، فلم يوثر الغلام الأشياخ، فأعطاه الإناء. واليمين المعتبر يمين الساقي.
6 تنظف قبل الطعام! فاغسل يديك قبل إبحارك، ونظف فاك، وامسح وجهك بالماء فإن هذا أنعش لك وأطيب للخاطر، وأنقى للناظر إليك، فإن النفس يسوء خلقها عند الطعام ويلُوك كبِدَها أيُّ زلل، فإذا رأت شيئا عافتك وتركت الطعام زاهدة فيه كاره لك.
7 تهيأ للطعام! فشمِّر عن ساعدك وارفع كُمك وأبعد عن رأسك كل ما قد يصيب الطعام حتى يسهل العوم والإغراق.
8 عليك بحديث المؤانسة! فلا بأس بالحديث عند الطعام، ومؤانسة الضيف مستحسنة ولكن تجنب فتح الفم عند الطحن، وقد قيل البشاشة في الوجه خير من القرى.
قال الشاعر:
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله *** ويخصب عندي والمحل جديب
وما الخِصب للأضياف أن تُكثر القرى *** ولكنما وجه الكريم خصيب
9 لا تتلطخ بالطعام! فتلمس موضعه حول شفتيك وعلى شاربك وفي لحيتك حتى تزيله، وليكن المنديل قريباً منك فإنك أشد ما تكون حاجة إليه، ولست بحاجة للمأكول الذي يملأ يديك وربما ثوبك كتقشير البرتقال مثلا!
10 لا ترمق الناس بأبصارك! فكما أن المصلي نظره موضع سجوده، فنظرك موضع طعامك، فقد تلحظ ما ينغص عليك من الآكلين، فمكابدة الطعام قلَّ أن تخلوَ من غفلة وسقوط لِلُّقَم، قال الحجاج لأعرابي يوماً وهو على سماطه: ارفق بنفسك.. فقال: وأنت يا حجاج أغضض من بصرك، وقال معاوية - رضي الله عنه - لرجل على مائدته: خذ الشعرة من لقمتك.. فقال: وإنك تراعيني مراعاة من يرى الشعرة في لقمتي؟! لا أكلت لك طعاما أبدا.
11 لا تُخرج أصواتاً غريبة! فصوت اللعق وقرع الأسنان عند دخولك في جو اللذائذ والمشتهيات مؤذ. ولا تأكل طعاماً له صوت وجليسك لا يأكله أو لا يحبه كأكل الخِيار مثلا أو التفاح أو "الشبس" أو العَلك بطريقة استفزازية، أو مص الحلوى بطريقة جنونية!
12 نظف أنفك قبل الأكل! فإن باهتك شيء فاخرج قليلاً لتنظيفه وارجع، وبعض الحمقى لا يتورع عن صوت الامتخاط والناس تأكل، وبعضهم يعيش في شد وجذب لما في أنفه فلا هو ممتخط فيكون أذاه مرة واحدة ولا هو كاف نفسه وهذه غفلة، وقد يكون نتيجة لحرارة المأكول فتفادى ذلك بالمنديل من غير صوتِ نشاز.
13 لا تقم عن المائدة! فإياك أن تقوم من طعامك والناس لم تشبع بعد، فالمثل يقول: " النذل يقوم ويُجوِع ربعه" ربعه: جماعته، إلا أن تكون الكلفةُ مرفوعةً بينكم، أو أن تكون خفيف الطعام فلا حرج من الاستئذان، ولكن يحبذ أن تجالسهم وتقاسمهم الحديث وتأكل بأطراف أصابعك وحرف لسانك مؤانسة لهم، فلا تكن أول قائم ولا آخرهم بل بين ذلك، وصاحب البيت لا يقوم إلا آخراً وغير ذلك جرم يستحق عليه العقاب.
14- لا تطلب كثيراً! ولا ترهق صاحب الدعوة بكثرة الطلبات، بل احرص على أن لا تقيمه من طعامه إلا لجلل، واجتهد في خدمة نفسك، وغاية الكرم أن تخدم المُضيف حتى كأنك رب المنزل.
15 لا تستخدم أحداً! فلا تُقم أحدا عن الطعام، حتى وإن كان صغيراً، فليس من المروءة أن يستخدم الرجل جليسه.
يتبع