تكلم كثير من الناس عن السياحة وخصوصاً في هذه الأيام من بعض الكتاب في بعض الصحف

ولماذا لا يستفاد من بعض المناطق السياحية كمدائن صالح وتنظم لها رحلات سياحية على حد جهلهم بل طالب بعضهم بإقامة مشاريع سياحية وفنادق في هذه المنطقة وأني أود مناقشة هذه المسألة من ناحية شرعيه فأقول مستعيناً بالله تعالى :

إن مدائن صالح منطقةٌ بين الحجاز وتبوك كان يسكن فيها قوم ثمود وهم قبيلة مشهورة يقال لهم ثمود باسم جدهم ثمود بن عاثر بن ارم بن نوح عليه السلام وكانوا عرباً من العاربة وكانوا يعبدون الأصنام فبعث الله فيهم رجلاً منهم وهو عبد الله ورسوله صالح بن عبيد بن ماسح بن عبيد بن حادر بن ثمود بن عاثر بن ارم بن نوح عليه السلام فدعاهم إلى عبادة الله وحده لاشريك له وأن يخلعوا الأصنام والأنداد ولا يشركوا به شيئاً فآمنت به طائفة منهم وكفرت طائفة هم جمهورهم وأكثرهم ونالوا منه بالمقال والفعال وهموا بقتله وقتلوا الناقه التي جعلها الله حجةً عليهم فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر فأهلكهم وعذبهم . ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بديار ثمود (مدائن صالح) في ذهابه إلى غزوة تبوك في شهر رجب في السنه 9هـ فقال عندما مر بديارهم قال( لا تشربوا من مائها شيئاً ولا تتوضئوا منه للصلاه وما كان من عجين عجنتموه فأعلفوه الإبل ولا تأكلوا منه شيئاً ولا يخرج أحدٌ منكم إلا ومعه صاحب له) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لاتدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لئلا يصيبكم مثل ما أصابهم) أخرجه البخاري ومسلم. وفي صحيح البخاري (أنه أمرهم بإلقاء العجين وطرحه ) وفي صحيح مسلم (أنه أمرهم أن يعلفوا الإبل وأن يهرقوا الماء ويسقوا من البئر التي كانت تردها الناقه ) وقال ابن هشام :بلغني عن الزهري أنه قال : لما مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجر ديار ثمود سجى ثوبه على وجهه واستحث راحلته ثم قال :( لاتدخلوا بيوت الذين ظلموا أنفسهم إلا وأنتم باكون خوفاً أن يصيبكم ما أصابهم ) أخرجه أحمد من حديث ابن عمر .وذكر

البيهقي عن أبي كبشة الانمارى عن أبيه رضي الله عنه قال(لما كان في غزوة تبوك تسارع الناس إلى أهل الحجر يدخلون عليهم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادى في الناس : " الصلاة جامعه" قال :فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو ممسك ببعيره وهو يقول :علام تدخلون على قوم غضب الله عليهم فناداه رجل فقال : نعجب منهم يا رسول الله !فقال :ألا أنبئكم شيئاً بأعجب من ذلك ؟ رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وما هو كائن بعدكم فاستقيموا وسددوا فإن الله لا يعبأ بعذابكم شيئاً وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم شيئاً) . أخرجه أحمد.

جميع هذه النصوص الشرعية عن الرسول صلى الله عليه وسلم تبين وتوضح حرمة الدخول في هذه المناطق التي أهلك الله أهلها بسبب كفرهم.ويدخل في هذا التحريم جميع المناطق التي أهلك الله أهلها بعذاب من عنده لمخالفتهم لأمره .

والله تعالى أسأل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا أتباعه ورينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه إنه سميع مجيب