تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: والسماء والطارق

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي والسماء والطارق

    والسماء والطارق


    أبو الهيثم محمد درويش



    {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} :
    يقسم تعالى بالسماء وما فيها من عجائب صنعه الدالة على عظمته, ومنها الطارق, وهو نوع هائل من نجوم السماء, صوته كالمطرقة, وله موجات تثقب وتخترق الأجسام.
    أما المقسم عليه فهو أن الله حفظ الأنفس من كل ما يحيط بها من أخطار وآفات , كما قال تعالى : {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله } الآية [ الرعد : 11 ] .
    قال تعالى:
    {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) } [الطارق]
    قال ابن كثير في تفسيره:
    يقسم تعالى بالسماء وما جعل فيها من الكواكب النيرة ; ولهذا قال : ( والسماء والطارق )
    ثم قال ( {وما أدراك ما الطارق } ) ثم فسره بقوله : ( { النجم الثاقب } )
    قال قتادة وغيره : إنما سمي النجم طارقا ; لأنه إنما يرى بالليل ويختفي بالنهار . ويؤيده ما جاء في الحديث الصحيح : نهى أن يطرق الرجل أهله طروقا أي : يأتيهم فجأة بالليل . وفي الحديث الآخر المشتمل على الدعاء : " «إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن » " .

    وقوله تعالى "الثاقب" قال ابن عباس المضيء وقال السدي يثقب الشياطين إذا أرسل عليها وقال عكرمة هو مضيء ومحرق للشيطان.
    وقوله : {إن كل نفس لما عليها حافظ} أي : كل نفس عليها من الله حافظ يحرسها من الآفات ، كما قال تعالى : { له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} الآية [ الرعد : 11 ] .








    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي رد: والسماء والطارق

    فلينظر الإنسان مم خلق


    أبو الهيثم محمد درويش


    فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ :
    تنبيه للإنسان قبل أن ينكر البعث ليتفكر أين كان وكيف كان وكيف كانت البداية من ماء متدفق من الوالد والوالدة, لا ذكر له ولا كيان, ولا استواء.
    فمن أنكر أنه لم يك شيئاً قبل حمل أمه فيه فهو مجنون ناقص العقل, وإن أقر بهذه البديهية , فيلزمه الإقرار أن من خلقه من ماء يستطيع أن يعيد خلقه من عظام.
    قال تعالى:
    {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)} [الطارق]
    قال ابن كثير في تفسيره:
    وقوله : {فلينظر الإنسان مم خلق } تنبيه للإنسان على ضعف أصله الذي خلق منه ، وإرشاد له إلى الاعتراف بالمعاد ; لأن من قدر على البداءة فهو قادر على الإعادة بطريق الأولى ، كما قال : {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } [ الروم : 27 ] .
    {مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} يعني المني يخرج دفقا من الرجل ومن المرأة فيتولد منهما الولد بإذن الله عز وجل.
    قال شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : {يخرج من بين الصلب والترائب } صلب الرجل وترائب المرأة ، أصفر رقيق ، لا يكون الولد إلا منهما . وكذا قال سعيد بن جبير ، وعكرمة ، وقتادة والسدي ، وغيرهم .


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي رد: والسماء والطارق

    إنه على رجعه لقادر


    أبو الهيثم محمد درويش


    { إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ﴿ 8 ﴾ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ } :
    كما خلق الله تعالى الإنسان من ماء دافق مهين , فهو على رجعه وإعادته مرة أخرى قادر يوم يبعث الله الخلق وتظهر كل الأسرار ولا يخفى شيء وتنصب الموازين ويستلم الناس كتب أعمالهم.
    فاللهم اغفر لنا وارحمنا وسلما الكتاب باليمين واجعلنا يومها من المسرورين.
    قال تعالى:
    {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ﴿ 7 ﴾ إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ﴿ 8 ﴾ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ﴿ 9 ﴾ فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ ﴿ 10 ﴾ } [الطارق]
    قال ابن كثير في تفسيره:
    {إنه على رجعه لقادر} فيه قولان: أحدهما: على رجع هذا الماء الدافق إلى مقره الذي خرج منه لقادر على ذلك، قاله مجاهد وعكرمة وغيرهما. الثاني: إنه على رجع هذا الإنسان المخلوق من ماء دافق، أي إعادته وبعثه إلى الدار الآخرة لقادر، قال الضحّاك واختاره ابن جرير، ولهذا قال تعالى: { يوم تبلى السرائر} أي يوم القيامة تبلى فيه السرائر أي تظهر وتبدو، ويبقى السر علانية والمكنون مشهوراً، وقوله تعالى:{فماله} أي الإنسان يوم القيامة {من قوة} أي في نفسه، { ولا ناصر} أي من خارج منه، أي لا يقدر على أن ينقذ نفسه من عذاب اللّه، ولا يستطيع له أحد ذلك.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي رد: والسماء والطارق

    والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع


    أبو الهيثم محمد درويش



    {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11)وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} :
    يقسم تعالى بالسماء وما ترجع به من أسباب الخير والنماء على الأرض بسبب الماء المصبوب الذي جعله الله مادة للحياة بكل أشكالها, كما يقسم تعالى بالأرض وانصداعها عن النبات والزرع والكنوز التي يقتات عليها الإنسان ويقضي بها معايشه.
    والمقسم عليه هو أن يوم القيامة حق لا هزل فيه , بل هو يوم العدالة الإلهية, يوم يفصل الله بين العباد ويجازي كل عامل بما قدمت يداه.
    قال تعالى:
    {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11)وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12)إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14)} [الطارق]
    قال ابن كثير في تفسيره:
    قَالَ اِبْن عَبَّاس : { الرَّجْع الْمَطَر وَعَنْهُ هُوَ السَّحَاب فِيهِ الْمَطَر وَعَنْهُ } " {وَالسَّمَاء ذَات الرَّجْع} " تُمْطِر ثُمَّ تُمْطِر وَقَالَ قَتَادَة تَرْجِع رِزْق الْعِبَاد كُلّ عَام وَلَوْلَا ذَلِكَ لَهَلَكُوا وَهَلَكَتْ مَوَاشِيهمْ وَقَالَ اِبْن زَيْد تَرْجِع نُجُومهَا وَشَمْسهَا وَقَمَرهَا يَأْتِينَ مِنْ هَهُنَا .
    {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}
    قَالَ اِبْن عَبَّاس هُوَ اِنْصِدَاعهَا عَنْ النَّبَات وَكَذَا قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَعِكْرِمَة وَأَبُو مَالِك وَالضَّحَّاك وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَغَيْر وَاحِد.

    {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ}
    قَالَ اِبْن عَبَّاس حَقّ وَكَذَا قَالَ قَتَادَة وَقَالَ آخَر حُكْم عَدْل .
    {وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ}
    أَيْ بَلْ هُوَ جِدّ حَقّ .


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي رد: والسماء والطارق

    إنهم يكيدون كيداً.وأكيد كيداً


    أبو الهيثم محمد درويش


    {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا .وَأَكِيدُ كَيْدًا } :
    إلى كل من استعجل هلاك المتكبرين الطغاة وانتهاء جولة أعداء الله الكافرين به وبلقائه وآياته ورسله, تأكد أن الله يعلم كيدهم فالله خالقهم وأعلم بهم من أنفسهم وأقرب إليهم من أنفاسهم, ومهما بلغ كيدهم فكيد الله أعظم, ومهما استكبروا فالله أكبر.
    هي مهلة الله لعباده عسى أن يتوبوا ويعودوا واختبار الله للمؤمنين ليكفر سيئاتهم ويرفع درجاتهم, فإذا قضى ربنا بانتهاء المهلة وانقضاء المدة دون توبة ظالم أو عودة طاغية أخذهم أخذ عزيز مقتدر فلم يفلتهم ولنا في التاريخ عبرة وعظة.
    قال تعالى:
    {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ﴿ 15 ﴾وَأَكِيدُ كَيْدًا ﴿ 16 ﴾ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴿ 17 ﴾ } [الطارق]
    قال ابن كثير في تفسيره:
    { { إنهم يكيدون كيداً} } أي يمكرون بالناس، في دعوتهم إلى خلاف القرآن، ثم قال تعالى: { {فمهل الكافرين} } أي أنظرهم ولا تستعجل لهم، { {أمهلهم رويداً} } أي قليلاً وسترى ماذا أحل بهم، من العذاب والنكال، والعقوبة والهلاك كما قال تعالى: {نمتعهم قليلاً ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ} .


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •