تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: فاستزدت ربي عز وجل فزادني مع كل واحد سبعين ألفا.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي فاستزدت ربي عز وجل فزادني مع كل واحد سبعين ألفا.

    1484 - " أعطيت سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر و قلوبهم
    على قلب رجل واحد ، فاستزدت ربي عز وجل ، فزادني مع كل واحد سبعين ألفا " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 473 :

    أخرجه أحمد ( 1 / 6 ) من طريق المسعودي قال : حدثني بكير بن الأخنس عن رجل عن
    أبي بكر الصديق قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، قال أبو
    بكر : فرأيت أن ذلك آت على أهل القرى ، و مصيب من حافات البوادي .
    قلت : و هذا سند ضعيف من أجل الرجل الذي لم يسم . و المسعودي كان اختلط و اسمه
    عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود . لكن الحديث صحيح فإن له
    شواهد كثيرة عن جمع من الصحابة ، و فاته حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله
    عليه وسلم أنه قال : " سألت ربي عز وجل ، فوعدني أن يدخل من أمتي سبعين ألفا
    على صورة القمر ليلة البدر ، فاستزدت فزادني مع كل ألف سبعين ألفا ، فقلت : أي
    رب إن لم يكن هؤلاء مهاجري أمتي ، قال : إذن أكملهم لك من الأعراب " . أخرجه
    أحمد ( 2 / 359 ) عن زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن
    رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    قلت : و هذا إسناد على شرط مسلم لكن زهير هذا و هو أبو المنذر الخراساني فيه
    ضعف من قبل حفظه . و الحديث قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " ( 11 / 345 ) :
    " رواه أحمد و البيهقي في " البعث " من رواية سهل بن أبي صالح .... ، و سنده
    جيد و في الباب عن أبي أيوب عند الطبراني و عن حذيفة عند أحمد و عن أنس عند
    البزار و عن ثوبان عند ابن أبي عاصم ، فهذه طرق يقوي بعضها بعضا " .
    قلت : و عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، عند أحمد أيضا ( 1 / 197 ) .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: فاستزدت ربي عز وجل فزادني مع كل واحد سبعين ألفا.

    هل التحقيق جيد؟

  3. #3

    افتراضي رد: فاستزدت ربي عز وجل فزادني مع كل واحد سبعين ألفا.

    أما قول أبي بكر رضي الله عنه فله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
    أخرجه الفاكهي في أخبار مكة فقال:
    وَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ: أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
    وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمَقْبَرَةِ وَلَيْسَ بِهَا يَوْمَئِذٍ مَقْبَرَةٌ فَقَالَ: " يَبْعَثُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ هَذِهِ الْبُقْعَةِ وَمِنْ هَذَا الْحَرَمِ كُلِّهِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، يَشْفَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي سَبْعِينَ، وُجُوهُهُمْ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ "،
    فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَمَنْ هُمْ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنَ الْغُرَبَاءِ ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ: مَا لِمَنْ هَلَكَ فِي حَرَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ هَلَكَ فِي حَرَمِ اللهِ تَعَالَى مُحْتَسِبًا دَارَهُ بُعِثُوا آمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". قَالَ: فَمَا لِمَنْ هَلَكَ فِي حَرَمِكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ هَلَكَ بِالْمَدِينَةِ مُحْتَسِبًا دَارَهُ حُبًّا لِلَّهِ تَعَالَى وَلِرَسُولِهِ بُعِثُوا آمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ: فَمَا لِمَنْ هَلَكَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ هَلَكَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ طَلَبَ طَاعَةً مِنْ طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بُعِثُوا آمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
    ". اهـ.
    وهذا إسناد شديد الضعف فيه عبد الرحيم بن زيد العمى وهو "متروك الحديث" كذا قال الحافظ في التقريب، وأبوه زيد العمي "ضعيف".
    قال الحافظ ابن حجر في أجوبة الحافظ لتلامذته: " لم أقف عليه "، وقال في الكافي الشاف: " لم أجده ". اهـ.
    وقال الزيلعي في تخريج الكشاف: " غريب ". اهـ.

    أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فله طريقٌ ءاخر فيه انقطاع وضعف أخرجه ابن الأعرابي في معجمه فقال:
    نا ابْنُ عَفَّانَ، نا ابْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عِيسَى، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فذكره.

    ورد في مسند ابن الجعد بسند رجاله ثقات قال: وَنَا عَاصِمٌ، نَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
    " سَأَلْتُ اللَّهُ عز وجل الشَّفَاعَةَ لأُمَّتِي، فَقَالَ لِي: لَكَ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ زِدْنِي، فَقَالَ، فَإِنَّ لَكَ هَكَذَا فَحَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَسْبُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ عُمَرُ: دَعْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ لَنَا كَمَا أَكْثَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَنَا، [قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا عُمَرُ، إِنَّمَا نَحْنُ حَفْنَةٌ مِنْ حَفَنَاتِ اللَّهِ،]
    فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " صَدَقَ أَبُو بَكْرٍ "، وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ ". اهـ.
    والزيادة التي بين المعكوفتين من الزهد لهناد بن السري.

    قلتُ: وليس فيه "أكمل لك من الأعراب" بل الوارد خلاف ذلك كما في الحديث.
    وهو ما عليه حديث أبي أيوب الأنصاري عند أحمد والطبراني وفي إسناده ابن لهيعة ضعيف الحديث وهو الذي روى حديث حذيفة عند أحمد.
    أما حديث أنس بن مالك رضي الله عنه فهو خلاف حديث أبي هريرة حيث عكس الدور بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
    أخرجه أحمد فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَوْ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
    " إِنَّ اللَّهَ عز وجل وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي أَرْبَعَ مِائَةِ أَلْفٍ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " وَهَكَذَا " وَجَمَعَ كَفَّهُ، قَالَ: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " وَهَكَذَا " فَقَالَ عُمَرُ: حَسْبُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: دَعْنِي يَا عُمَرُ، مَا عَلَيْكَ أَنْ يُدْخِلَنَا اللَّهُ عز وجل الْجَنَّةَ كُلَّنَا ! فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل إِنْ شَاءَ أَدْخَلَ خَلْقَهُ الْجَنَّةَ بِكَفٍّ وَاحِدٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " صَدَقَ عُمَرُ ". اهـ.
    قلتُ: الرواية هنا فيها شك من معمر وروايته عن البصريين متكلم فيه وقتادة بصري.
    قال البزار: "وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ أَبَا هِلالٍ عَلَى رِوَايَتِهِ، وَإِنَّمَا يَرْوِيهِ قَتَادَةُ، عَنْ غَيْرِ أَنَسٍ". اهـ، وأبو هلال "صدوق فيه لين" كذا قال الحافظ.
    لعله يقصد ما جاء عند الطبراني في الأوسط فقال: " وَرَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِي ُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ ". اهـ.

    وهو ما أخرجه ابن أبي خيثمة في السفر الثاني من تاريخه فقال:
    حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ عُمَيْرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ: فذكره.
    وهذ إسناد ضعيف، فيه من هو مجهول وهو أبو بكر بن عمير ترجم له ابن أبي حاتم والبخاري ولم يذكراه بجرح ولا تعديل.

    وأخرج ابن سعد وغيره مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ،
    أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَبَرَ عَنْ أَصْحَابِهِ ثَلاثًا لا يَرَوْنَهُ إِلا فِي صَلاةٍ، فَقَالُوا لَهُ: لَمْ نَرَكَ مُنْذُ ثَلاثٍ إِلا فِي صَلاةٍ، فَقَالَ: " وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ "، فَقِيلَ: وَمَنْ هُمْ؟ قَالَ: " هُمُ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وَلا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ "، قُلْتُ: أَيْ رَبِّ، زِدْنِي، قَالَ: " لَكَ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ السَّبْعِينَ سَبْعُونَ أَلْفًا "، قُلْتُ: أَيْ رَبِّ، زِدْنِي، إِنَّهُمْ لا يُكَمِّلُونَ ! قَالَ: " إِذَا نُكَمِّلُهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ ". اهـ.
    قلتُ: في الإسناد أبو يزيد المدني، ولعله الذي قال فيه أبو زرعة: "لا أعرف له اسما"، وقال مالك بن أنس: "لا أعرفه"، وقد قال فيه الحافظ ابن حجر: "مقبول". اهـ.
    وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: "هذا الحديث في إسناده اضطراب". اهـ.


    يتبع ...

  4. #4

    افتراضي رد: فاستزدت ربي عز وجل فزادني مع كل واحد سبعين ألفا.

    أما حديث ثوبان رضي الله عنه.
    أخرجه ابن أبي عاصم في الأحاد والمثاني فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبِي، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدِ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ الزَّعْبِيِّ، قَالَ:
    " كُنْتُ مَرَّةً جَالِسًا عِنْدَ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَنِي أَنْ أَكْتُبَ لَهُ كِتَابًا وَهُوَ وَجِعٌ، فَأَمْلَى عَلَيَّ: لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ مِنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَلامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ فَتًى لإِبْرَاهِيمَ، أَوْ مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلامُ وَجِعًا بِحَضْرَتِكَ عُدْتَهُ، ثُمَّ سَلَّمَ فِي كِتَابِهِ، وَبَعَثَ كِتَابَهُ إِلَى ابْنِ قُرْطٍ، وَإِنَّهُ لَمَّا أَتَى ابْنَ قُرْطٍ الْكِتَابُ هَبَّ فِي مَجْلِسِهِ حَتَّى أَفْزَعَ مَنْ عِنْدَهُ، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ بَيْتَهُ فَجَلَسَ عِنْدَهُ سَاعَةً، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ، قَالَ لَهُ ثَوْبَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ رَبِّي وَهَبَ لِي مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا لا يُحَاسَبُونَ مَعَ كُلِّ أَلْفٍ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا ". اهـ.
    هذا إسناد منكر، فيه محمد بن إسماعيل بن العياش العنسي قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: " عابوا عليه أنه حدث عن أبيه بغير سماع "، وقال أبو داود: " لم يكن بذاك "، وقال أبو حاتم: " لم يسمع من أبيه شيئا "، وقال أبو زرعة: " لا يدري أمر الحديث ". اهـ.
    قلت: وقد خولف فأخرج أحمد في مسنده ومن طريقه ابن عساكر فقال: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، قَالَ شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ:
    مَرِضَ ثَوْبَانُ بِحِمْصَ، وَعَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُرْطٍ الْأَزْدِيُّ، فَلَمْ يَعُدْهُ، فَدَخَلَ عَلَى ثَوْبَانَ رَجُلٌ مِنَ الْكَلَاعِيِّين َ عَائِدًا، فَقَالَ لَهُ ثَوْبَانُ: أَتَكْتُبُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: اكْتُبْ فَكَتَبَ لِلْأَمِير عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ: مِنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ لِمُوسَى وَعِيسَى مَوْلًى بِحَضْرَتِكَ لَعُدْتَهُ ثُمَّ طَوَى الْكِتَابَ، وَقَالَ لَهُ: أَتُبَلِّغُهُ إِيَّاهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ بِكِتَابِهِ، فَدَفَعَهُ إِلَى ابْنِ قُرْطٍ، فَلَمَّا قَرَأَهُ قَامَ فَزِعًا، فَقَالَ النَّاسُ: مَا شَأْنُهُ؟ أَحَدَثَ أَمْرٌ؟ فَأَتَى ثَوْبَانَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ فَعَادَهُ وَجَلَسَ عِنْدَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَامَ فَأَخَذَ ثَوْبَانُ بِرِدَائِهِ، وَقَالَ اجْلِسْ حَتَّى أُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا ". اهـ.
    إذن الإسناد انتهى إلى شريح عن ثوبان مولى النبي صلى الله عليه وسلم.
    إسماعيل بن عياش في روايته عن غير الشاميين كلام، وضمضم بن زرعة الحضرمي حمصي شامي.
    ولكن شريح بن عبيد الحضرمي "ثقة يرسل كثيرًا" كذا قال الحافظ ابن حجر، وقال محمد بن عوف الحضرمي: " لم يسمع من أبي الدرداء ، وما أظنه سمع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك أنه لا يقول في شيء من ذلك سمعت وهو ثقة ". اهـ.
    وقال شعيب الأرناؤوط: " وفي سماع شريح بن عبيد من ثوبان نظر ". اهـ.
    أما في حديث عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه.
    أخرجه أحمد في مسنده فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
    " إِنَّ رَبِّي أَعْطَانِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ "، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَهَلَّا اسْتَزَدْتَهُ؟، قَالَ: " قَدْ اسْتَزَدْتُهُ، فَأَعْطَانِي مَعَ كُلِّ رَجُلٍ سَبْعِينَ أَلْفًا "، قَالَ عُمَرُ: فَهَلَّا اسْتَزَدْتَهُ؟ قَالَ: " قَدْ اسْتَزَدْتُهُ، فَأَعْطَانِي هَكَذَا "، وَفَرَّجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَبَسَطَ بَاعَيْهِ، وَحَثَا عَبْدُ اللَّهِ، وقَالَ هِشَامٌ: وَهَذَا مِنَ اللَّهِ لَا يُدْرَى مَا عَدَدُهُ". اهـ.
    وهذا إسناد ضعيف منقطع، فيه موسى بن عبيد مجهول" كذا قال أبو المحاسن الحسيني، وترجم له البخاري في التاريخ الكبير وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وابن حبان في الثقات.
    وفي سماع ميمون بن مهران عن عبد الرحمن بن أبي بكر نظر، قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: " ثقة فقيه وكان يرسل "، إذ روايته منقطعة عن سعد بن أبي وقاص المتوفى سنة 55 هـ، فكيف بعبد الرحمن بن أبي بكر المتوفى سنة 53 هـ.

    وقد ورد بلفظ مختلف من طريق ءاخر في مسند ابن أبي شيبة فقال: نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ:
    " جِئْتُ أَزُورُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَائِشَةَ، فَإِذَا هُوَ يُوحَى إِلَيْهِ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ لِعَائِشَةَ: " نَاوِلِينِي رِدَائِي "، فَخَرَجَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا فِيهِ قَوْمٌ لَيْسَ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمٌ غَيْرُهُمْ، فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ حَتَّى إِذَا قَضَى الْمُذَكِّرُ تَذْكِرَتَهُ، قَرَأَ تَنْزِيلَ السَّجْدَةِ، فَعَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنِ النَّاسِ، فَأَرْسَلَتْ عَائِشَةُ إِلَى أَهْلِهَا، فَحَضَرُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَقَدْ رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا لَمْ أَرَهُ قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَطَلْتَ السُّجُودَ، قَالَ: " سَجَدْتُ لِرَبِّي شُكْرًا فِيمَا أَعْطَانِي مِنْ أُمَّتِي: سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ".
    فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُمَّتُكَ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ فَاسْتَكْثِرْ لَهُمْ حَتَّى قَالَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدِ اسْتَوْعَبْتَ أُمَّتَكَ ". اهـ.
    وفي لفظ عند الطبراني: " استوهبت أمتك " كما في المجمع للهيثمي.
    وهذا إسناد ضعيف جدا، قال الهيثمي في المجمع: " رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ "، وفي سماع موسى بن وردان من عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه نظر.
    والله أعلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •