هل أسافر للابتعاث؟!
أجاب عنها : سعد العثمان

السؤال:
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا يا شيخ تمَّ ترشيحي للدِّراسة في الخارج، لنيل درجة الماجستير، وأنا - ولله الحمد – متزوجٌ، ولكنِّي أخشى على ديني، أو فكري من التَّغيُّر، فبماذا تنصحني؟؟.
وأخاف من قوله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ فيما معنى الحديث، أنا برئ من شخص، يقيم بين أظهر المشركين، فأرجو النَّصيحة لي، عاجلاً جزاك الله خيراً.





الجواب:
الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه...
ألخِّصُ لك - أخي الفاضل - جواب استشارتك في النِّقاط الآتية:
أولاً: أشكرك على ثقتك، بموقع المسلم، ومتابعتك له، ونسأل الله - عزَّ وجلَّ - أن يجعلنا أهلاً لهذه الثِّقة، وأن يجعلَ في كلامنا الأثر، وأن يتقبَّل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها كلَّها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها حظَّاً لمخلوق..آمين.
ثانياً: ألحظ من خلال سؤالك، أنَّك رجل متدين، وحريصٌ على دينك وعقيدتك، وأنَّك متزوجٌ، فهذان الأمران مهمَّان، وضروريَّان لك في سفرك، ولذلك أرى أنَّه يجوز لك أن تسافر، لاستكمال دراستك للماجستير، ولكن!! إن كان من الممكن أن يكون الابتعاث لدولة عربيَّة، أو إسلاميَّة، فهو الأفضل، وإن لم يوجد التَّخصص لا في السُّعودية، ولا في الدُّول العربيَّة والإسلاميَّة، فلا حرج من سفرك لطلب ذلك العلم، في دول الكفر، هذا الذي عليه الفتوى عند جماهير العلماء، في عصرنا الحديث، فقد أجازوا الابتعاث بشروط وضوابط ثلاثة وهي:
1- أن يكون لدى المبتعث علمٌ شرعيٌّ، يحميه من الشُّبهات.
2- أن يكون لديه الدِّين؛ الذي يعصمه من الوقوع في الشَّهوات.
3- أن يكون البلد بحاجة لتخصُّصه، وما يريد تعلُّمَه، ولا يوجد ذلك التَّخصص في بلده المسلم.
ثالثاً: سر على بركة الله، وأوصيك بثلاث وصايا، آمل أن تجعلها نصب عينيك:
1- اصطحب زوجتك معك، فهو حفاظ لك ولها، وإحصان لكما عن الوقوع في الحرام.
2- ابحث عن الرِّفقة الصَّالحة، وكن مع الصَّالحين، في حلِّك وتِرْحالك، وحاول أن تختار سكنك، بجوار مركز إسلاميٍّ في مكان إقامتك، وبجوار عوائل سعوديَّة، أو عربيَّة، أو مسلمة، مقيمة هناك.
3- كن سفيراً للإسلام والمسلمين، وحذاري أن يؤت الإسلام من قِبلك، كن مثالاً يُحتذى لكلِّ من يخالطك، حافظ على الجمعة والجماعة، والدَّعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة والحوار الهادف البنَّاء، فأنت تخاطب أناساً أولي كتاب، فأحسن مخاطبتهم، وأتقن حجَّتك قبل أن تتحدَّث بها.
وفقك الله لما فيه الخير لك ولبلدك، وحفظك في سفرك وإقامتك....