الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، اللهم لكَ الحمدُ على نِعمةِ الإسلامِ والايمانِ، ولكَ الحمدُ أنْ جعلْتَنَا مِن أمةِ محمدٍ عليه الصلاةُ والسلامُ. وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له. وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ. اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على سيدِنا محمدٍ وعلى آلِه وصحبِهِ أجمعينَ.
أمَّا بعدُ:
فأوصيكُمْ- أيُّها الناسُ- ونفسِي بتقوى اللهِ عزَّ وجلَّ، فاتقوا اللهَ -عبادَ اللهِ- فإنَّ منِ اتقاهُ ورثَ جنَّتَهُ: ﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 63].
أيها المؤمنونَ:
رأَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرَو بنَ لُحَيٍّ في النارِ مَرتينِ، حين أُسرِيَ بهِ، وفي صلاةِ الكُسوفِ كما ثبتَ في الصحيحِ. فيا تُرى مَاذا صنعَ هذا الرجلُ؟
لقد كانَ ابنُ لُحَيٍّ سيدَ بني خُزاعةَ، الذين كانَ لهم شَرفُ خِدمةِ البيتِ سِنينَ طَويلة، سافرَ سيدُهُم عمرُو بنُ لُحَيٍّ إلى الشامِ، فرأى فيها عِبادةَ الأصنامِ، فَعَجِبَ وأُعجِبَ بهذا الدِّينِ الجديدِ، فأخذَ معَهُ أصناماً مِن هُناكَ إلى جَزيرةِ العَربِ، ولأنه كانَ سَيداً مُطاعاً نَشرَ وانتشرَتْ عبادةُ الأصنامِ في الحجازِ، ثم في جَزيرةِ العَربِ، فكان هذا الشَّقِيُّ هو أولَ مَن بدَّلَ دينَ إبراهيمَ عليه السلامُ، ولأنَّه جرَّ الناسَ وجرَّأهُم على الشِّركِ، فكانتْ عُقوبتُهُ أنَّه يَجُرُّ أمعاءَه في النارِ ﴿ جَزاءً وِفاقاً ﴾. إشارةٌ إلى عَظيمِ جُرمِهِ، وشَنيعِ فِعلتِهِ، التي بقيَتْ أَثراً شاهداً على سُوئِهِ وسَوءَاتِهِ.
عبادَ اللهِ:
في يومٍ عَظيمٍ مَهولٍ شديدٍ، يأمرُ الربُّ الكريمُ ملائِكتَهُ بنَشرِ صُحفِ العبادِ. فتُنشَرُ دَواوينُ الناسِ وتَتطايرُ صُحُفُهُم التي سجَّلتْها الملائكةُ الحافظونُ ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَد ﴾ [الكهف: 49] في هذا اليومِ العَظيمِ يُفاجَئُ الإنسانُ بسيئاتٍ عَظيمةٍ، لم يكُن عَمِلهَا هوَ بنفسِهِ، ولا باشَرَهَا بيدِهِ، لكنها كُتِبتْ عليهِ، سَيئاتٍ كالجبالِ العظامِ مُهلِكَةٍ لصاحبِهَا، مِن أينَ أتتْ؟ وكيف كُتبتْ؟! إنها السيئاتُ الجاريةُ، وما أدراكَ ما السيئاتُ الجاريةُ؟
السيئاتُ الجاريةُ؛ سيئاتٌ تُكتَبُ على صاحبِهَا وهو في قَبرِه، سيئاتٌ مستمِرةٌ مُتواصلةٌ لا تَتوقفُ أبداً، يموتُ صَاحبُها وينقطعُ عَن هذِه الدنيا، ولا تَزالُ تُكتَبُ وتُسجَّلُ عليهِ كلَّ يَومٍ، بل إنها تَتضاعَفُ بمرُورِ الأيامِ والليالي، وهو مَحبُوسٌ في قبرِهِ، لا يستطيعُ أن يُوقِفُهَا.
يقُولُ اللهُ تعَالَى: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [النحل: 25] والأوزارُ جَمعُ وِزرٍ وهو الشَّيءُ الثقيلُ، والمرادُ بها الذنوبُ والآثامُ التي يَثقُلُ حِملُهَا على صاحبِها يومَ القيامةِ، وكيفَ لا تكونُ ثَقيلةً وهي تَتضاعَفُ كلَّ يَومٍ؟! وكيفَ لا تكونُ ثَقيلةً وهي متواصلةٌ مُستمرةٌ إلى يومِ القِيامةِ؟! كما قال تعَالى: ﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾ [العنكبوت: 13] قال ابنُ كثيرٍ: (أَي يَصيرُ عليهم خَطيئةُ ضلالِهِم في أنفسِهِم، وخطيئةُ إِغوائِهِم لغيرِهِم، واقتداءِ أُولئكَ بهِمْ".
عبادَ اللهِ: إنَّ هؤلاءِ لم يَكتفُوا بفسادِهِم، بل تسبَّبوا في إفسادِ غيرِهِم، لقد زَيَّنوا الباطلَ للناسِ ودَعوا إليه ونَشرُوهُ، فكان هذا جَزاؤُهُم، كما جاءَ في الحديثِ الذي رواه مسلمٌ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أوزارهم شَيْئًا".
أيها الكرامُ:
السيئاتُ الجاريةُ لها صورٌ كثيرةٌ، خصوصًا مع انتشارِ التِّقنياتِ الحديثةِ والطَفرةِ الهائلةِ في تكنولوجيا المعلوماتِ وأَدواتِهَا. التي سهَّلتْ على الإنسانِ الكثيرَ مِنَ المهامِ، التي تُسهِم في سُرعةِ نَشرِ الموادِ بأنواعها المرئيَّةِ والنصيَّةِ والصوتيةِ.
ومِن تِلكَ السَّيئاتِ الجَاريةِ -عبادَ اللهِ-: الدعوةُ إلى نَشرِ المعتقداتِ الباطلةِ، أوِ الأفكارِ المنحرفةِ التي تُشكِّكُ في هذا الدِّينِ وتُثلِّبُ على أهلِهِ، أو التي تُحارِبُ الفضيلةَ وتَدعو للرذيلةِ؛ سواءٌ عَن طريقِ الصُّحفِ والمجلاتِ، أو الكتبِ والقنواتِ، أو بالقصصِ والرواياتِ، أو بالأشعارِ أو المقالاتِ، فكلُّ مَن نَشرَ فِكراً مخالفاً لتعاليمِ الإسلامِ، فعليه وِزرُ مَنِ انحرفَ بسببِ هذه الأفكارِ إلى يومِ القِيامةِ.
ومِن أخطرِ مَا ينبغي التنبيهُ عليهِ: الفتوى بغيرِ عِلم، فالفتوى بيانٌ لحُكمِ اللهِ عز وجل في الوقائعِ والأحداثِ، وهناكَ مِنَ الناسِ مَن سَيتبعُ هذا المفتِي فيما قاله مِن أحكامٍ، حتى لو لم يَكنْ أَهلاً للعلمِ، فالفتوى بغيرِ عِلمٍ مِنَ الجرائمِ الكُبرى، يقولُ العلامةُ ابنُ بازٍ رحمه اللهُ: "وعلى المفتي أنْ يَتَّقِي اللهَ، وأن لا يُفتِي إلاَّ عن عِلمٍ، فالفتوى أمرُهُا عَظيمٌ، وخَطرُهُا كَبيرٌ، يُروَى في حديثٍ مُرسلٍ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قالَ: "أَجرأُهُم على الفُتيَا أَجرأُهُم على النَّارِ"، واللهُ يَقولُ سُبحانَه: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ﴾ فجعلَ القَولَ علَى اللهِ بغيرِ عِلمٍ فوقَ مَرتبةِ الشركِ؛ لعظَمِ الخَطرِ". اهـ.
ومِن صُورِ ذلكَ: تَربيةُ الأولادِ على الحرامِ، كعدمِ الأَمرِ بالصلاةِ، والكذبِ والسرقةِ، والأخلاقِ الرذيلةِ، وتَركِهِم تُحيطُ بهِم وسائلُ الإغراءِ المتجددةُ بالليلِ والنهارِ. فهذا الابنُ سَيورِثُ ولَدَه تلكَ الصفاتِ هكذَا.
إنشاءُ القنواتِ الفاسدةِ التي تبثُّ الأفكارَ المخالفةَ للإسلامِ، وتُروِّجُ للأخلاقِ المنحرفةِ، كقنواتِ أهلِ البدعِ، وقنواتِ الأفلامِ الهابطةِ، والأغاني الماجنةِ، فأصحابُ تلكَ القنواتِ، والمساهمونَ فيها ماديًّا ومعنويًّا يتحمَّلونَ آثامَ هذه القنواتِ وآثارَهَا السيئةَ، وهم فَتحُوا على أنفسِهم بابًا لا يكادُ يُغلَقُ مِنَ السيئاتِ الجَاريةِ إلاَّ أن يتُوبوا إلى ربِّهِم.
ومنهَا تَساهلُ البعضِ في وضعِ صُورٍ سيئةٍ لنِساءٍ متبرِّجاتٍ أو عَارياتٍ كخلفيةٍ لمنتدَى أو موقعٍ مُعيَّنٍ أو على هيئةِ تَوقيعِ عُضوٍ، أو مُرافقةٍ لخبرٍ أو قصةٍ أو كلماتٍ ويَنشرُها على مواقعِ التَّواصلِ.
ومنها نَشرُ الموادِ المرئيةِ والصوتيةِ التي تُخالِفُ الشرعَ وذلك يتمثَّلُ في نَشرِ مَقاطعٍ للأفلامِ والأغاني وما شَابَه ذَلكَ.
ومنها القيامُ بكتابةِ التعليقاتِ المؤيِّدةِ وإعادةِ النَّشرِ في مَواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ على الموادِّ التي تُخالفُ الشرعَ، فيكونُ المَرءُ قد قام بالدَّلالةِ على السوءِ والمحرماتِ وشجَّعَ عليها وزادَ مِن إقبالِ الناسِ عليها.
ومنهَا إرسالُ الرسائلِ النصيَّةِ؛ لكي تَظهرَ على الشاشةِ، فإذا كانتِ الرسائلُ تحتوي على كلامٍ بذيءٍ أو دعوةٍ إلى منكرٍ، أو دَلالةٍ عليه فإنَّ ذلك يدخلُ في بابِ السيئاتِ الجاريةِ؛ لأنَّ مُرسِلَ تلكَ الرسائلِ قد يُسهِمُ في نشرِ شَرٍّ يجهلُهُ الناسُ، فيكون بذلك مُعلمًا للشرِّ ناشرًا لَه.
ومِنَ السيئاتِ الجاريةِ: إنشاءُ المواقعِ والمنتدياتِ الفاسدةِ والحساباتِ الضَّارةِ، كالمواقعِ الإباحيةِ ومواقعِ أهلِ الفِسقِ والضلالِ، أو مَواقعِ الأفكارِ التي تَدعُو إلى العُنفِ والغُلوِّ، وهذه المواقعُ ثَبَتتْ أَضرارُهَا وآثارُهَا الخطيرةُ على المجتمعاتِ.
ومِن ذَلك: السعيُ في نَشرِ مَقاطعِ الفيديو المُخلَّةِ والمحرمةِ في محركاتِ البحثِ المشهورةِ كاليوتيوبِ وغيرِه.
ومِنها أيضاً تَعليمُ الآخرينَ طريقةَ فتحِ المواقعِ المحجوبةِ واختراقِ ذلكَ.
ومِن ذلكَ إنشاءُ المجموعاتِ البريديةِ أو مجموعاتِ (الواتس أب) مِن أجلِ نَشرِ الموادِ والمقاطعِ السيئةِ.
أيها الأخُ المبارَكُ:
احذَرْ كلَّ الحَذَرِ أن يكونَ وَقتُكَ أو مَالُكَ أو جِهازُك الحاسوبيُّ أو جَوالُكَ. احذرْ أن يكونَ وَبالاً وشُؤماً عليكَ يومَ القيامةِ.
نسألُ اللهَ تعالى ذا الجلالِ والإكرامِ بأسمائِهِ الحسنَى وصفاتِهِ العُلى أن يَمُنَّ علينا بفضلِهِ وكَرمِهِ بأبوابِ الخيرِ الكثيرِ، ويُكرِمَنَا بأبوابِ الحسناتِ الجاريةِ وبفضلِهِ الكريمِ وأن يرزقَنَا وأهلَنَا أجمعينَ الفردوسَ الأعلى وصحبةَ الرسولِ الكريمِ صلى اللهُ عليه وسلم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ وكفى، وسلامٌ على عبادِه الذين اصطفى. أما بعدُ:
فالعاقلُ تَكفيهِ ذُنوبُه؛ فكيف يرضَى أنْ يُهلِكَ نفسَه بحَملِ أوزارٍ مِن أفعالِ الآخرينَ، الإنسانُ لا يَستطيعُ حَمْلَ ذُنوبِهِ، فكيفَ يَستطيعُ أنْ يحمِلَ ذُنوبَ غَيرِه؟ وبأعدادٍ مَهولةٍ تَزيدُ بتَقدُّمِ الأيامِ؟ فلو لم يَكُنْ في تَبادُلِ هذه الموادِ المحرمةِ إلا هذه المَفسدَةِ لكانتْ كَافيةً في امتناعِ كلِّ مَن عِندَهُ ذَرةٌ مِن إيمانٍ وعقلٍ يَعقِلُ بهِ.
فاحذرْ -يا عبدَ اللهِ- أن تكونَ عَوناً للمفسدينَ في نَشرِ الفسادِ في مجتمعاتِ المسلمينَ، وإياكَ أَن تَغترَّ بكثرةِ الهالكينَ.
ومَن كانَ كذلكَ كيف سَيقابلُ اللهَ بتلك الآثامِ؟ كيفَ سيقابلُ اللهَ وقد أَفنَى وقتَه ومالَه في نَشرِ أَفكارٍ إِلحادِيَّةٍ أو أفكارٍ تخالِفُ أَمرَ اللهِ جَلَّ وعلاَ ورسولِهِ المصطفى صلى اللهُ عليه وسلم؟ كيف سَيقابلُه -سبحانه- بِنَشْرِ صورٍ عَاريةٍ أو شِبهِ عاريةِ؟ بنشرِ رَوابطِ الغِناءِ أو أفلامٍ أو مقاطعَ هابطةٍ تُشجِّعُ على الرذيلةِ وتَدعو للفاحشةِ؟
تَأملْ جَيداً في قولِ اللهِ تعالى كما في الحديثِ القدسيِّ: "يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ" رواه مسلمٌ.
كما أنَّ الذي يَنشرُ الصورَ الفاضحةَ والأغاني لَه نَصيبٌ مِن قَولِهِ تعَالَى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [النور: 19] ، فليتَّقِ اللهَ أولئكَ فإنَّ عذابَ اللهِ شَديدٌ، وهم أَضعفُ مِن أَن يحمِلوا أوزَارهُم فكيفَ بأوزارِ غيرِهِم؟!، بل كيفَ بأوزارِ كلِّ مَن نَظَرَ إلى تلكَ الصورِ؟ هل تخيَّلَ أولئكَ كَم مِن السيئاتِ سوفَ يحملونَها؟ كم يُشاهدُ الموضوعَ؟ وكم شخصٍ شَاهدَ الصورَ؟ آلافٌ بل قَد يزيد معَ مرورِ الأيامِ وتتابعِ السنينَ.
ومَن وَقعَ في نشرِ هذه المحرماتِ فليبادِرْ بالتوبةِ النصوحِ إلى اللهِ؛ فهو سبحانه يَبسطُ يَدَه بالليلِ ليتوبَ مسُيءُ النهارِ ويبسطُ يدَه بالنهارِ ليتوبَ مُسيءُ الليلِ، وهو سبحانه يَفرحُ بتوبةِ عَبدِهِ، ويحبُّ التوابينَ ويحب المتطهرينَ، ومِن لوازمِ تَوبةِ هذا الشخصِ أنْ يسعَى بقدرِ طَاقتِهِ في إزالةِ آثارِ ذُنوبِهِ ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
ولينصحْ ويحذرْ مَن يعرفُ ممن لا زالوا في نشرِ هذه المحرماتِ؛ وليجتهدْ كما نشرَ هذه المحرماتِ فيما مضى أن ينشرَ الدعوةَ إلى الخيرِ؛ لعل اللهَ أن يتجاوزَ عنه.
نسأل اللهَ تعالى السلامةَ من كل سوءٍ، وأن يرزقنَا التوبةَ الصَّادقةَ والعفوَ والعافيةَ، وأن يسلِّمنَا من كلِّ شرٍ، وأن يَرزقَنَا مِن فضلِهِ وعِلمِهِ، اللهمَّ صلِّ على محمدٍ...


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/138212/#ixzz6BB4APz2x