تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسى الكعبة.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسى الكعبة.

    قال السهيلي: وروى معمر عن همام بن منبه، عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: « لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسى الكعبة .
    ماصحة هذا الحديث؟

  2. #2

    افتراضي رد: لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسى الكعبة.

    ذكره السهيلي في الروض الأنف (1/85).
    أخرجه الحارث وغيره في مسنده (1/464) فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
    "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَبِّ أَسْعَدَ الْحِمْيَرِيِّ وَقَالَ: «هُوَ أَوَّلُ مَنْ كَسَا الْبَيْتَ». اهـ، وفي لفظ ءاخر لتمام الرازي في فوائده [1695] فقال: وَقَالَ: " هُوَ أَوَّلُ مَنْ كَسَا الْكَعْبَةَ ". اهـ.
    وهذا إسناد ضعيف جدًّا، فيه محمد بن عمر وهو الواقدي "متروك الحديث". اهـ.
    وذكره ابن عبد البر في التمهيد (10/47) وقال: "وهو تبع الأخر"، وكذا قال القرطبي في تفسيره (2/125).
    وضعف هذا الحديث منهم:
    -ابن عدي (٣٦٥ هـ)، الكامل في الضعفاء ٧/٤٨١ وقال: "غير محفوظ"، -وابن القيسراني (٥٠٨ هـ)، ذخيرة الحفاظ ٥/٢٥١٦ وقال: "[فيه] محمد بن عمر الواقدي ليس بشيء"، -والبوصيري (٨٤٠ هـ)، إتحاف الخيرة المهرة ٣/١٩٥ وقال: [فيه] محمد بن عمر الواقدي وهو ضعيف"، - وابن حجر العسقلاني (٨٥٢ هـ)، المطالب العالية ٢/٦١ وقال: تفرد به (الواقدي)، وهو ضعيف"، - وشعيب الأرنؤوط (١٤٣٨ هـ)، تخريج سير أعلام النبلاء ٩/٤٦٩ قال: إسناده ضعيف". اهـ.
    قلت: هو ليس كما قال الحافظ ابن حجر بتفرد الواقدي بل تابعه إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي وهو متروك أيضًا وكذّبه يحيى بن سعيد وابن المديني وابن حبّان.
    وأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (1/ 249) ومن طريقه ابن الجوزي في المثير العزم (1/360) من طريق إبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيى عن همّام به بلفظ: " نَهَى عَنْ سَبِّ أَسْعَدَ الْحِمْيَرِيِّ، وَهُوَ تُبَّعٌ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ كَسَا الْكَعْبَةَ ". اهـ.
    قال ابن الجوزي:
    وقال جماعة من أهل العلم: كَانَ قَدْ أُرِيَ فِي الْمَنَامِ أَنْ يَكْسُوَهَا، فكساها الأنطاع، ثم أري أن كساها فَكَسَاهَا الْوَصَائِلَ ثِيَابٌ حِبرَةٌ مِنْ عَصْبِ الْيَمَنِ". اهـ.
    ومن العلماء الذين تكلموا في ذلك هم:
    - سعيد بن جبير ومرسل عطاء بن أبي رباح ووهب بن منبه.
    أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (3/187) فقال:
    أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، وَأَخْبَرَنِيهِ تمَيْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، قَالَ: " إِنَّ تُبَّعًا كَسَا الْبَيْتَ، وَنَهَى سَعِيدٌ عَنْ سَبِّهِ ". اهـ.
    وتميم بن عبد الرحمن اليماني، ذكره ابن حبان في الثقات (6/ 121) فقال: يروي عن عطاء، وسعيد بن جبير روى عنه معمر، وعمران أبو الهذيل، وهو خال أم هشام بن يوسف". اهـ.
    وقال أبو حاتم كما في «الجرح والتعديل»: (2/ 442) : هو صنعاني". اهـ، وقال البخاري في التاريخ الكبير (2/154) :
    تَميم بْن عَبد الرَّحمَن. سَمِعَ عطاء، وابنَ جُبَير، مُنقَطِعٌ. ورَوى عَنْهُ مَعمَر، وعِمران، أَبو الهذيل. قَالَ يَحيى عَنْ هشام بْن يوسف: تَميم خال أُمِّي ". اهـ.

    - قلتُ: وفي قول البخاري إشارة إلى انقطاع خبر عطاء وليس ابن جبير حيث روى تميم عن عطاء حديثًا مرسلًا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    أخرجه عبد الرزاق في تفسيره فقال: قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْهُذَيْلِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي تَمِيمُ بْنُ أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ لِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ:
    " أَتَسُبُّونَ تُبَّعًا يَا تَمِيمُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " فَلا تَسُبُّوهُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ نَهَى عَنْ سَبِّهِ ". اهـ.
    وأبو الهذيل هو عمران بن عبد الرحمن اليماني ذكره ابن حبان في الثقات وسكت عنه ابن أبي حاتم الرازي، وترجم له البخاري فقال:
    سمع وهبا ، وزياد بن فيروز ، والقاسم بن تنخسرة ، روى عنه : هشام بن يوسف ، وغوث بن جابر". اهـ.

    - وقد ورد كذلك مرسلا من حديث وهب بن منبه أخرجه عبد الرزاق في تفسيره فقال: قَالَ: أرنا بَكَّارٌ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا يَقُولُ:
    " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ سَبِّ تُبَّعٍ " قُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَمَا كَانَ تُبَّعٌ؟ قَالَ: صَابِئًا، قُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَمَا الصَّابِئُ، قَالَ: عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ، كَانَ إِبْرَاهِيمُ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ صَلاةً، وَلَمْ تَكُنْ لَهُ شَرِيعَةٌ". اهـ.
    وبكار وهو بن عبد الله الصنعاني وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما.

    وقول السهلي: "فَهَذَا أَصَحّ مِنْ الْحَدِيثِ الْأَوّلِ وَأَبْيَنُ حَيْثُ ذَكَرَ فِيهِ أَسَعْدَ". اهـ.
    يقصد به حديث ورد مرفوعًا: "لَا أَدْرِي أَتُبّعٌ لَعِينٌ أَمْ لَا"، وَرُوِيَ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنّهُ قَالَ "لَا تَسُبّوا تُبّعًا ; فَإِنّهُ كَانَ مُؤْمِنًا.
    قال السهلي: فَإِنْ صَحّ هَذَا الْحَدِيثُ الْأَخِيرُ فَإِنّمَا هُوَ بَعْدَمَا أُعْلِمَ بِحَالِهِ وَلَا نَدْرِي: أَيّ التّبَايِعَةِ أَرَادَ". اهـ.
    وقد قام ابن عساكر بالجمع بينهم فقال: "وَهَذَا الشَّكُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ قَبْلَ أَنْ يَتَبَيَّنَ لَهُ أَمْرُهُ، ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّهُ كَانَ مُسْلِمًا". اهـ.
    قلتُ: ولا يصحُّ من ذلك شيء؛ ففي أسانيدها ضعف.

    - وقد روي ذلك عن ابن إسحاق.
    فأخرج الأرزقي في أخبار مكة (1/88) فقال:
    حَدَّثَنِي جَدِّي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَال:
    "... كَانَ تُبَّعٌ أَسْعَدُ الْحِمْيَرِيُّ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَهَا بَابًا، وَغَلَقًا فَارِسِيًّا، وَكَسَاهَا كِسْوَةً تَامَّةً، وَنَحَرَ عِنْدَهَا". اهـ [ذكر أثرًا طويلًا احتجنا منه موضع الشاهد والظاهر منه أنه أول من كساها].
    قلتُ: وفي الإسناد عثمان بن ساج الجزري قال عنه أحمد بن حنبل: "روى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتابه". اهـ، وقال أبو حاتم: "لا أعلم". اهـ.

    - وقيل إن أول من كساها إسماعيل عليه السلام.
    أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (5/154) فقال: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ عُلَمَائِنَا أَنَّ أَوَّلَ مَنْ كَسَى الْكَعْبَةَ إِسْمَاعِيلُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ "، وَسَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ بَعْضِ مَشْيَخَتِهِمْ، نَحْوَهُ". اهـ.

    - وقصة تبع قد أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه (6/346) موقوفًا فقال:
    حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ إلَى ابْنِ سَلَامٍ، فَقَالَ:
    إنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ، عَنْ ثَلَاثٍ، قَالَ: تَسْأَلُنِي وَأَنْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ ! قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَسَلْ، قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ تُبَّعٍ مَا كَانَ، وَعَنْ عُزَيْرٍ مَا كَانَ، وَعَنْ سُلَيْمَانَ لِمَ تَفَقَّدَ الْهُدْهُدَ؟، فَقَالَ:
    " أَمَّا تُبَّعٌ فَكَانَ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ فَظَهَرَ عَلَى النَّاسِ وَسَبَى فِتْيَةً مِنَ الْأَحْبَارِ، فَاسْتَدْخَلَهُ مْ وَكَانَ يُحَدِّثُهُمْ وَيُحَدِّثُونَه ُ، فَقَالَ قَوْمُهُ: إنَّ تُبَّعًا قَدْ تَرَكَ دِينَكُمْ وَتَابَعَ الْفِتْيَةَ، فَقَالَ تُبَّعٌ لِلْفِتْيَةِ: قَدْ تَسْمَعُونَ مَا قَالَ هَؤُلَاءِ، قَالُوا: بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ النَّارُ الَّتِي تَحْرِقُ الْكَاذِبَ وَيَنْجُو مِنْهَا الصَّادِقُ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ تُبَّعٌ لِلْفِتْيَةِ: ادْخُلُوهَا، قَالَ: فَتَقَلَّدُوا مَصَاحِفَهُمْ فَدَخَلُوهَا فَانْفَرَجَتْ لَهُمْ حَتَّى قَطَعُوهَا ثُمَّ قَالَ لِقَوْمِهِ: ادْخُلُوهَا، فَلَمَّا دَخَلُوهَا سَفَعَتِ النَّارُ وُجُوهَهُمْ فَنَكَصُوا فَقَالَ: لَتَدْخُلُنَّهَ ا، قَالَ: فَدَخَلُوهَا فَانْفَرَجَتْ لَهُمْ حَتَّى إذَا تَوَسَّطُوهَا أَحَاطَتْ بِهِمْ فَأَحْرَقَتْهُم ْ، قَالَ: فَأَسْلَمَ تُبَّعٌ وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا ... إلخ". اهـ.

    قلتُ: أبو مجلز لم يسمع من عبد الله بن سلام، وقد ورد في تفسير الطبري (21/417) أنه عن ابن عباس رضي الله عنه فقال الطبري:
    حَدَّثَنَا بِهِ مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلامٍ عَنْ تُبَّعٍ، مَا كَانَ؟ فَقَالَ: فذكره.
    قلتُ: والصواب الأول وهو المنقطع كما توبع وكيع من علي بن عاصم التميمي أخرجه من طريقه ابن الجوزي في المننتظم له (1/415).
    والله أعلم.

  3. #3

    افتراضي رد: لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسى الكعبة.

    [فائدة]
    قال ابن ناصر الدمشقي في توضيح المشتبه (1/604) :
    " تبع الْحِمْيَرِي أول من كسا الْبَيْت اسْمه اِسْعَدْ تبان و [تبان] بِالتَّخْفِيفِ: تبع الْحِمْيَرِي أول من كسا الْبَيْت اسْمه اِسْعَدْ تبان و [بَيَان] بموحدة ثمَّ يَاء مثقلة قلت: الْيَاء مثناة تَحت وَالْمُوَحَّدَة مَفْتُوحَة.
    قَالَ: أَبُو عَليّ بن بَيَان الزَّاهِد العاقولي لَهُ كرامات وقبره يزار قَالَه ابْن مَاكُولَا.
    قلت: لفظ ابْن مَاكُولَا: أَبُو عَليّ بن بَيَان الزَّاهِد من أهل دير العاقولي لَهُ كرامات وقبره فِي ظَاهرهَا يتبرك بِهِ قد زرته انْتهى". اهـ.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسى الكعبة.

    جزاكم الله خيرا.

  5. #5

    افتراضي رد: لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسى الكعبة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا.
    وجزاكم الله خيرا

  6. #6

    افتراضي رد: لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسى الكعبة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    - وقيل إن أول من كساها إسماعيل عليه السلام.
    أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (5/154) فقال: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ عُلَمَائِنَا أَنَّ أَوَّلَ مَنْ كَسَى الْكَعْبَةَ إِسْمَاعِيلُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ "، وَسَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ بَعْضِ مَشْيَخَتِهِمْ، نَحْوَهُ". اهـ.
    قلتُ: لعل ابن جريج يورد هذا القول بشك أو تضعيفه، فالرواية تامة كما أخرج عبد الرزاق في مصنفه فقال: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ:
    " بَلَغَنَا أَنَّ تُبَّعًا سَارَ إِلَى الْكَعْبَةِ وَهُوَ يُرِيدُ هَدْمَهَا، وَسَارَ مَعَهُ أَحْبَارُ الْيَهُودِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِمَرٍّ أَوْ بِسَرِفٍ وَإِنَّ رِجَالا مِنَ الْعُلَمَاءِ لَيَقُولُونَ: بَلَغَ التَّنْعِيمَ أَظْلَمَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ فَدَعَا الأَحْبَارَ فَسَأَلَهُمْ، فَقَالُوا: أَحَدَّثْتَ نَفْسَكَ فِي هَذَا الْبَيْتِ بِشَيْءٍ؟، قَالَ: نَعَمْ، حَدَّثْتُ نَفْسِي بِهَدْمِهِ، قَالُوا: فَلِذَلِكَ كَانَتْ هَذِهِ الظُّلْمَةُ، فَعَاهَدَ اللَّهَ تُبَّعٌ لَئِنْ تُكْشَفَنَّ عَنْهُ تِلْكَ الظُّلْمَةُ لَيُعَظِّمَنَّ الْكَعْبَةَ وَلَيَكْسُوَنَّ هَا فَكَشَفَ اللَّهُ تِلْكَ الظُّلْمَةُ فَسَارَ تُبَّعٌ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَنْصَابَ الْحَرَمِ نَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ، ثُمَّ خَلَعَ نَعْلَيْهِ تَعْظِيمًا لِلْحَرَمِ وَتَوْبَةً مِمَّا أَرَادَ، قَالَ: حَتَّى دَخَلَ مَكَّةَ رَاجِلا حَافِيًّا فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَكَسَا الْكَعْبَةَ الْوَصَائِلَ فَسُتِرَتْ بِهَا، ثُمَّ أَنْزَلَ ثَقَلَهُ وَمَطْبَخَهُ فِي
    شِعْبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَرِيمٍ، فَسُمِّيَ الْمُطَابِخَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ النَّاسِ هَذَا، وَأَنْزَلَ سِلاحَهُ فِي شِعْبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَسُمِّيَ بَقُعَيْقِعَانِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ النَّاسِ، وَأَنْزَلَ خَيْلَهُ فِي شِعْبِ بَنِي مَخْزُومٍ، فَسُمِّيَ ذَلِكَ الشِّعْبَانِ أَجْيَادَ الأَصْغَرَ وَأَجْيَادَ الأَكْبَرَ إِلَى يَوْمِ النَّاسِ هَذَا وَذَكَرُوا أَنَّهُ إِنَّمَا أَشَارَ عَلَيْهِ بِهَدْمِ الْكَعْبَةِ رَجُلانِ مِنْ هُذَيْلٍ، فَلَمَّا كَشَفَ اللَّهُ تِلْكَ الظُّلْمَةَ أَمَرَ تُبَّعٌ بِهِمَا فَأُخْرِجَا مِنَ الْحَرَمِ وَصُلِبَا، وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ عُلَمَائِنَا أَنَّ أَوَّلَ مَنْ كَسَى الْكَعْبَةَ إِسْمَاعِيلُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ "، وَسَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ بَعْضِ مَشْيَخَتِهِمْ، نَحْوَهُ". اهـ.
    بل جاء ذلك مصرحا عن ابن جريج كما سيأتي.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة

    قال ابن الجوزي:
    وقال جماعة من أهل العلم: كَانَ قَدْ أُرِيَ فِي الْمَنَامِ أَنْ يَكْسُوَهَا، فكساها الأنطاع، ثم أري أن كساها فَكَسَاهَا الْوَصَائِلَ ثِيَابٌ حِبرَةٌ مِنْ عَصْبِ الْيَمَنِ". اهـ.
    وهذا في أخبار مكة للأرزقي (1/158) فقال: قال ابن جريج:
    كَانَ تُبَّعٌ أَوَّلَ مَنْ كَسَا الْبَيْتَ كِسْوَةً كَامِلَةً، أُرِيَ فِي الْمَنَامِ أَنْ يَكْسُوَهَا، فَكَسَاهَا الأَنْطَاعَ، ثُمَّ أُرِيَ أَنْ يَكْسُوَهَا، فَكَسَاهَا الْوَصَائِلَ، ثِيَابَ حِبَرَةٍ مِنْ عَصْبِ الْيَمَنِ، وَجَعَلَ لَهَا بَابًا يُغْلَقُ، وَلَمْ يَكُنْ يُغْلَقُ قَبْلَ ذَلِكَ،
    وَقَالَ تُبَّعٌ فِي ذَلِكَ، وَفِي مَسِيرِهِ شِعْرًا:

    وَكَسَوْنَا الْبَيْتَ الَّذِي حَرَّمَ اللَّهُ مُلاءً مُعْصَبًا وَبُرُودَا
    وَأَقَمْنَا بِهِ مِنَ الشَّهْرِ عَشْرًا وَجَعَلْنَا لِبَابِهِ إِقْلِيدَا
    وَخَرَجْنَا مِنْهُ نَؤُمُّ سُهَيْلا قَدْ رَفَعْنَا لِوَاءَنَا مَعْقُودَا". اهـ.

    وأخرج معلقًا أبو الفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني (247) بإسناد فيه هشام الكلبي، فقال:
    قَالَ هِشَامٌ: وَحَدَّثَنِي ابْنٌ لِجَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ الْبَجَلِيُّ، عن جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن أَبِيهِ،قال:
    "لَمَّا أَقْبَلَ تُبَّعٌ يُرِيدُ هَدْمَ الْبَيْتِ، وَصَرْفَ وُجُوهِ الْعَرَبِ إِلَى الْيَمَنِ، بَاتَ صَحِيحًا، فَأَصْبَحَ، وَقَدْ سَالَتْ عَيْنَاهُ عَلَى خَدَّيْهِ، فَبَعَثَ إِلَى السَّحَرَةِ، وَالْكُهَّانِ، والمنجمين،
    فَقَالَ: مَا لِي، فَوَاللَّهِ لَقَدْ بِتُّ لَيْلَتِي مَا أَجِدُ شَيْئًا، وَقَدْ صِرْتُ إِلَى مَا تَرَوْنَ، فَقَالُوا: حَدِّثْ نَفْسَكَ بِخَيْرٍ، فَفَعَلَ، فَارْتَدَّ بَصِيرًا، وَكَسَا الْبَيْتَ الْخَصَفَ ". اهـ.
    وأخرج أبو الفرج فقال:
    قَالَ هِشَامٌ وَحَدَّثَنِي أَبِي، عن صَالِحٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَأُتِيَ فِي الْمَنَامِ، فَقِيلَ لَهُ: اكْسُهُ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا، فَكَسَاهُ الْوَصَائِلَ، قَالَ وَهِيَ بُرُودُ الْعَصَبِ، سُمِّيَتِ الْوَصَائِلَ لأَنَّهَا كَانَتْ يُوصَلُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ،
    قَالَ: فَأَقَامَ بِمَكَّةَ سِتَّةَ أَيَّامٍ يُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَيَنْحَرُ فِي كُلِّ يَوْمٍ أَلْفَ بَعِيرٍ، ثُمَّ سَارَ إِلَى الْيَمَنِ، وَهُوَ يَقُولُ:
    وَنَحَرْنَا بِالشِّعْبِ سِتَّةَ آلافٍ تَرَى النَّاسُ نَحْوَهُنَّ وُرُودًا
    وَكَسَوْنَا الْبَيْتَ الَّذِي حَرَّمَ اللَّهُ ... مُلاءً مُعَضَّدًا وَبُرُودَا
    وَأَقَمْنَا بِهِ مِنَ الشَّهْرِ سِتًّا

    ثُمَّ أُبْنَا مِنْهُ نَؤُمُّ سُهَيْلا قَدْ رَفَعْنَا لِوَاءَنَا الْمَعْقُودَا
    قَالَ: وَتَهَوَّدَ تُبَّعٌ وَأَهْلُ الْيَمَنِ بِذَيْنِكَ الْحَبْرَيْنِ". اهـ.

    وأخرج الأرزقي أيضًا فقال:
    وَحَدَّثَنِي جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عِيسَى الْمَدِينِيِّ، قَالَ:
    " لَمَّا كَانَ تُبَّعٌ بِالدُّفِّ مِنْ جُمْدَانَ، دَفَّتْ بِهِمْ دَوَابُّهُمْ، وَأَظْلَمَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ، فَدَعَا الأَحْبَارَ، فَسَأَلَهُمْ، فَقَالُوا: هَلْ هَمَمْتَ لِهَذَا الْبَيْتِ بِشَيْءٍ؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَهْدِمَهُ، قَالُوا: فَانْوِ لَهُ خَيْرًا أَنْ تَكْسُوَهُ، وَتَنْحَرَ عِنْدَهُ، فَفَعَلَ، فَانْجَلَتْ عَنْهُمُ الظُّلْمَةُ، قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيَ الدُّفَّ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ ". اهـ.

    والله أعلم.

  7. #7

    افتراضي رد: لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسى الكعبة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    وقول السهلي: "فَهَذَا أَصَحّ مِنْ الْحَدِيثِ الْأَوّلِ وَأَبْيَنُ حَيْثُ ذَكَرَ فِيهِ أَسَعْدَ". اهـ.
    يقصد به حديث ورد مرفوعًا: "لَا أَدْرِي أَتُبّعٌ لَعِينٌ أَمْ لَا"، وَرُوِيَ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنّهُ قَالَ "لَا تَسُبّوا تُبّعًا ; فَإِنّهُ كَانَ مُؤْمِنًا.
    قال السهلي: فَإِنْ صَحّ هَذَا الْحَدِيثُ الْأَخِيرُ فَإِنّمَا هُوَ بَعْدَمَا أُعْلِمَ بِحَالِهِ وَلَا نَدْرِي: أَيّ التّبَايِعَةِ أَرَادَ". اهـ.
    وقد قام ابن عساكر بالجمع بينهم فقال: "وَهَذَا الشَّكُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ قَبْلَ أَنْ يَتَبَيَّنَ لَهُ أَمْرُهُ، ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّهُ كَانَ مُسْلِمًا". اهـ.
    قلتُ: ولا يصحُّ من ذلك شيء؛ ففي أسانيدها ضعف.
    وقد ورد عند الحاكم في المستدرك فقال: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ الْقُشَيْرِيُّ،
    عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ تُبَّعٌ رَجُلا صَالِحًا، أَلا تَرَى أَنَّ اللَّهَ عز وجل ذَمَّ قَوْمَهُ وَلَمْ يَذُمَّهُ؟ "،
    قال الحاكم: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ". اهـ، ووافقه الألباني في السلسلة الصحيحة (٥/٥٤٩).
    قلتُ: وهو ليس كذلك الإسناد فيه علتان:
    - رغم الاغترار بنظيف الإسناد إلا أنه منكر، ولا أدري خطأ من وصله وما هو إلا من مرسل قتادة عن عائشة رضي الله عنها.
    إضافة إلى الإدراج الذي حدث في القول الأخير وهو: "ألا ترى أ، الله عز وجل ذم قومه ولم يذمه" إنما هو من قول كعب!
    - إذ أخرجه عبد الرزاق بنفسه في تفسيره (3/168) فقال: عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {قَوْمُ تُبَّعٍ} [الدخان: 37] , أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ تُبَّعٌ رَجُلًا صَالِحًا» وَقَالَ كَعْبٌ: ذَمَّ اللَّهُ قَوْمَهُ وَلَمْ يَذُمَّهُ". اهـ.
    بل ومن طريقه ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ قال:
    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُشَيْشٍ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: فِي قَوْلِهِ عز وجل: {قَوْمُ تُبَّعٍ}، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ تُبَّعٌ رَجُلا، تَعْنِي: صَالِحًا "، وَقَالَ كَعْبٌ: ذَمَّ اللَّهُ قَوْمَهُ، وَلَمْ يَذُمَّهُ". اهـ.
    بل وتوبع عبد الرزاق في هذا الإرسال أخرجه الطبري في تفسيره فقال:
    حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ تُبَّعٌ رَجُلا صَالِحًا، وَقَالَ كَعْبٌ: ذَمَّ اللَّهُ قَوْمَهُ وَلَمْ يَذُمَّهُ". اهـ.
    بل وتوبع معمر على الإرسال أخرجه ابن شاهين فقال:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنُ أَحْمَدُ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي بْنَ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
    كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، تَقُولُ: " لا تَسُبُّوا تُبَّعًا، فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلا صَالِحًا ". اهـ.
    والله أعلم.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسى الكعبة.

    زادكم الله من فضله.

  9. #9

    افتراضي رد: لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسى الكعبة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    زادكم الله من فضله.
    وإياكم، اللهم آمين، وبارك الله فيكم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •