تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: التحذير من أحاديث موضوعة اشتهرت على الألسنة: حديث: "توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم"

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي التحذير من أحاديث موضوعة اشتهرت على الألسنة: حديث: "توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم"

    حديث: «توَسَّلوا بجاهِي فإنَّ جاهِي عند اللهِ عظيمٌ»، وذكرَه بعضُهم بلفظ: «إذا سألتُم اللهَ فاسألوه بجاهِي فإنَّ جاهِي عند اللهِ عظيمٌ».
    حديثٌ لا أصلَ له ولا وجودَ له في شيءٍ من كُتُبِ السُّنَّةِ المعتمدةِ عند علماءِ المسلمينَ، ولا خلاف بين علماء الحديث المعتبرين في الحكم بأنَّه موضوعٌ مكذوبٌ على رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميّة (ت728هـ) في «الفتاوى الكبرى» (4/ 367): «حديثٌ كذِبٌ موضوعٌ، لم يروه أحدٌ من أهلِ العلم، ولا هو في شيءٍ من كُتبِ المسلمين المعتمدةِ في الدِّين».
    وحكم بوضعه أيضًا في «الفتاوى الكبرى» (4/ 372)، وفي «مجموع الفتاوى» (1/ 319) و(27/ 126)، و«اقتضاء الصراط المستقيم» (2/ 318 - تحقيق دكتور ناصر عبد الكريم العقل)، و«قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة» (ص197 - تحقيق الشيخ عبد القادر الأرنؤوط)، وغير ذلك من كتبه.
    وقال الشيخ محمد بن عبد السلام الشقيري (ت1371هـ / 1952م) في كتابه «السنن والمبتدعات» (ص265): «كذب مَوْضُوع مفترى وَلَيْسَ لَهُ أصل قطعًا فِي جَمِيع كتب السّنة، وما ألقى هذا بين النَّاس إلَّا شيطان مرِيد لعنه الله».
    وقد أوْردَه الشيخُ محمّد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في «سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة» برقم (22)، وقال: «لا أصلَ له»، وعقَّبَ عليه بقولِه: « ومما لا شكَّ فيه أنَّ جاهَه صلى الله عليه وسلم ومقامَه عند اللهِ عظيمٌ، فقد وصَف اللهُ تعالى موسى بقولِه: ﴿ وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ﴾ [الأحزاب: 69]، ومن المعلومِ أنَّ نبيَّنا محمَّدًا صلى الله عليه وسلم أفضلُ مِن موسَى، فهو بلا شَكٍّ أوْجَهُ منه عند ربِّه سبحانه وتعالى، ولكن هذا شيءٌ والتَّوسلُ بجاهِه صلى الله عليه وسلم شيءٌ آخر، فلا يليقُ الخلطُ بينهما كما يفعلُ بعضُهم، إذ أنَّ التوسلَّ بجاهِه صلى الله عليه وسلم يَقصد به من يفعلُه أنَّه أرجَى لقبولِ دعائه، وهذا أمرٌ لا يمكنُ معرفته بالعقل إذ أنَّه من الأمورِ الغيبية التي لا مجال للعقل في إدراكِها فلابدَّ فيه من النَّقلِ الصَّحيحِ الذي تقومُ به الحجَّة، وهذا مما لا سبيل إليه البتة، فإنَّ الأحاديث الواردة في التوسُّل به صلى الله عليه وسلم تنقسمُ إلى قسمين: صحيحٌ وضعيفٌ، أمّا الصَّحيحُ فلا دليلَ فيه البتة على المُدَّعى مثل توسُّلِهم به صلى الله عليه وسلم في الاستسقاءِ، وتوسّلِ الأعمى به صلى الله عليه وسلم فإنَّه توسَّل بدعائه صلى الله عليه وسلم لا بجاهِه ولا بذاتِه صلى الله عليه وسلم، ولمّا كان التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى غير ممكن كان بالتَّالي التَّوسُّلُ به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته غيرَ ممكنٍ وغيرَ جائزٍ ...
    وأمَّا القسمُ الثاني من أحاديثِ التَّوسُّلِ فهي أحاديثٌ ضَعيفةٌ تدلُّ بظاهرِها على التَّوسُّلِ المُبْتدَع، فيحسنُ بهذه المناسبةِ التَّحذيرُ منها والتنبيه عليها».
    وصلى الله على عبده ورسوله محمّد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.


    رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/127748/#ixzz6AuUorkbH
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: التحذير من أحاديث موضوعة اشتهرت على الألسنة: حديث: "توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم"

    جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: التحذير من أحاديث موضوعة اشتهرت على الألسنة: حديث: "توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم"

    بارك الله فيكم حبيبنا الشيخ حسن.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •