تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: همزة الوصل بين الزوجين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي همزة الوصل بين الزوجين

    همزة الوصل بين الزوجين
    أميمة الجابر



    تشكو بيوتنا كثيرا من جفاف العلاقة الزوجية بين الزوجين , وذهاب المحبة والمودة التي دائما ما تحدث الناس عنها , ولايجد الزوجان رابطا يربطهما – بعد سنين من الزواج – غير رابط الأولاد الذين هم بينهما , وقد تظل معاناة الزوجين فترات طويلة على المستوى النفسي والواقعي بلا حلول يمكنها أن تزيل تلك المعاناة
    وقد بنى الإسلام الأسرة المسلمة بناية متينة على أساس لايبلى ولا يفتر , ذاك الأساس هو المودة المتبادلة بين الزوجين والقائمة على إرضاء الله سبحانه .

    فأراد الإسلام منهجا يعمل به على ذاك الأساس , وشكلا للعلاقة الزوجية تقوم على نبت المودة والرحمة بينهما , قال تعالى " وجعل بينكم مودة ورحمة " , فيتولد الحب الحقيقي بين الزوجين حينما تحسن العشرة بينهما وتنبت المودة والرحمة والرفق وحسن السلوك .

    ونختلف كثيرا مع مقولة " إن الزواج يقتل الحب " وهي مقولة منتشرة بين الناس وهي ولاشك مستوردة من الخارج الغربي الذي يعتمد في العلاقة بين الرجل والمرأة على الحرية المطلقة التي تأبى أن تتقيد بالزواج .

    فالإسلام عين ما ينبت المودة بين الزوجين وينعشها , فجعل التكافؤ والتفاهم وسيلة مهمة لتقوية الروابط بينهما , وحدد للمرأة طرقا لكسب قلب زوجها وتزويده بالمودة والرحمة , ونبهها لطاعة زوجها بقول النبي صلى الله عليه وسلم :" لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " ..

    وعلى الجانب الآخر فقد وجه الزوج نحو كل معاني الرحمة والرفق , فالمرأة عندما تتزوج تنخلع من بيت أبيها وأمها وإخوتها وهؤلاء يمثلون لها نوعا من الرحمة والأمن , فالله تعالى جعل الزوج بديلا لكل هؤلاء لكن بعدما تنشأ المودة التي يمكنها أن تكون بديلا حقيقيا .

    وبيّن الإسلام أن العنف أو الإضرار أو الأذي بين أفراد الأسرة سواء عنف الزوج أو العكس يؤدي إلى تدهور الحياة الأسرية وتحول المودة والرحمة إلى الشقاء والإضرار , مما يزيد الكراهية بين الزوجين , وقد تبين أن ذلك يسبب عدم الاحترام بين الزوجين , فكما يحتاج الإنسان إلى الطعام والشراب والرعاية فهو كذلك يحتاج إلى حقه في الاحترام والتقدير الشخصي وهو من أسرار دوام المحبة الزوجية واستمرار الاستقرار العائلي .

    وقد ينشأ الزوج في بيئة أسرية تهين حق الزوجة أو تعاملها بسوء أو بإسهانة فيقلد الزوج بيئته فيتحول سلوكه إلى سلوك بغيض للزوجة , وتتحول محبتها له إلى كراهية , وعلى الجانب الآخر تبدي بعض الأمهات سيطرتها على زوجها وإهانتها له ببعض الألفاظ والافعال أمام بناتها فتتطبع البنت بطابع أمها فيعاني منها زوجها اشد المعاناة فيفتقد الطرفان نعمة الاحترام .

    كذلك فقد بيّن الإسلام أن شكل تلك العلاقة بين الزوجين قائم على العطاء بينهما , وجعل التعاون من الأسباب لتمتين الروابط الزوجية , ورغب فيه وجاء بالنصوص الكثيرة في ذلك , ومن أشكال ذلك التعاون آداء العبادة كالصدقة والصيام وفي المستحبات كقيام الليل وغيره يقول صلى الله عليه وسلم :" رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء " أخرجه مسلم .

    وكذا التعاون في شئون البيت , ومخطىء من ظن أن التعاون في بعض شأن البيت نقص في قوامته فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله وكان يخصف نعله ويرقع ثوبه ويعاون زوجه .
    وكذا التعاون من جانب الزوجة إذ توفر للزوج جو الراحة وتهىء طعامه وثيابه وشأنه , فيشعر بنوع من الاستقرار ويستطيع ممارسة أعماله دون إرهاق , وكذا يتم التعاون بينهما في تربية الأبناء إذ هي مسئولية مشتركة بينهما لقوله صلى الله عليه وسلم :" الرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها " , وكلما أخلص الشريكان في تربية الأبناء وتعاونا على ذلك وقام كل واحد منهما بدوره نضج نبت الاسرة وخرج الأبناء مستقيمين صالحين ناجحين .

    وكذلك مما يزيد المودة بينهما ما نسميه العطاء بين الطرفين , فعندما يكون احدهما أنانيا لايهتم إلا بشأن نفسه فيبين الخلل ويتوسع وينهار البيت , ومن ذلك ما يظهر عندما تمنح الزوجة زوجها كل الحب والعرفان والجهد فتقابل بالتجاهل والنكران , فيولد ذلك إحباطا نفسيا لديها مما يوقف قدرتها على العطاء , وقد قال صلى الله عليه وسلم " خيركم خيركم لأهله " أخرجه الترمذي , وقد تستمر الحياة بعطاء من طرف واحد لكن هذا يكون تنازلا من أجل الأبناء أو من أجل ألا يهدم البيت , وهنا يظهر أثر الخلل الذي كان مختبئا عبر السنين .

    فعندما تتعقد الحياة وتكثر المشكلات ويتمنى كل طرف أن ينفصل عن الآخر إذ لايشعر تجاهه برابطة , تظهر رابطة الأبناء كهمزة وصل ورابط يربطهما فيفكران كثيرا قبل الانفصال .

    ونحن ههنا نرفع إشارة تنبيه لكل زوجين حتى لا يصل الحال بينهما أن تنعدم الروابط أو تصير هي رابطة الأبناء فحسب , فالإسلام – كما ذكرنا – أوضح لنا سر تلك السعادة التي تملأ جو البيت المسلم عندما بين فضل المسامحة والعفو وغض الطرف عن أخطاء الآخر , مع محاولة الإرشاد والنصح بهدوء مع اعتماد الرفق والرحمة , فذلك يثمر توطيد العلاقات ويدعم روابط المحبة القلبية التي تبقى طوال رحلة الزواج , وقد أشار كثير من الخبراء أن السعادة والحياة الزوجية أمران لا ينفصلان , فالسعيد هادىء البال هو الأكثر استقرارا في بيته خصوصا بعدما كفل التشريع الإسلامي حياة آمنة مستقرة حينما بين لكل زوج وزوجة مالهم من حقوق وما عليهم من واجبات , فأنشأ المودة وبذر الرحمة وأعلى شأن الرفق .
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    480

    افتراضي رد: همزة الوصل بين الزوجين

    عند ما تطير الفراخ ينكشف معدن الزوجة.
    وأوصي الزوج المبتلى بما قاله والد أبي حنيفة النعمان رحمهما الله حين عرضت عليه أوصاف زوجته - كما في القصة المعروفة -:"أتاجر فيها مع الله".

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •