قال الامام بن باز رحمه الله - الإسلام هو دين الله لا يقبل من أحد سواه قال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85]، وهو دين الأنبياء كلهم، هو دين آدم أبينا عليه الصلاة والسلام، وهو دين الأنبياء بعده، دين نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وداود وسليمان وإسحاق ويعقوب ويوسف ودين غيرهم من الأنبياء كلهم عليهم الصلاة والسلام وهو دين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذي بعثه الله به إلى الناس عامة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: الأنبياء أولاد لعلات دينهم واحد وأمهاتهم شتى، وفي لفظ الآخر: الأنبياء إخوة لعلات دينهم واحد وأمهاتهم متعددة. والمعنى أن دين الأنبياء واحد وهو توحيد الله، والإيمان بأنه رب العالمين، وأنه الخلاق العليم، والإيمان بالآخرة والبعث والنشور والجنة والنار والميزان وغير هذا من أمور الآخرة، أما الشرائع فهي مختلفة، وهذا معنى أولاد لعلات أولاد لضرات كأن بهذا عن الشرائع كما قال سبحانه: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا [المائدة:48]، فإخوة الأب أبوهم واحد وأمهاتهم متفرقات، هكذا الأنبياء دينهم واحد وهو توحيد الله والإخلاص له، وهو معنى لا إله إلا الله، وإفراد الله بالعبادة والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، وما يتفرع عن ذلك من البعث والنشور والجنة والنار والحساب والميزان والصراط وغير هذا، هذا الأنبياء فيه واحد كلهم جاؤوا بهذا الأمر عليهم الصلاة والسلام، ولكن الشرائع تفرقت؛ لأنها بمثابة الأمهات لأولاد علات، فشريعة التوراة فيها ما ليس بشريعة الإنجيل، وفي الشرائع التي قبلها أشياء ليست فيها، وفي شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أشياء غير ما في التوراة والإنجيل.https://binbaz.org.sa/audios/1061