*يقول الرافعي في إحدى رسائله لأبي رية ص 54:*
"ما أرى أحدًا يُفلح في الكتابة والتأليف؛ إلا إذا حَكَمَ على نفسه حُكمًا نافذًا بالأشغال الشاقة البدنية، فاحكم على نفسك بهذه الأشغال سنتين أو ثلاثًا في سجن الجاحظ أو ابن المقفع أو غيرهما، وهَبْها كانت في أبي زعبل أو طره!".
*وعلى عمق هذه النصيحة الرافعية* إلا أن هذا المسجون في سجن الجاحظ أو معتقل ابن المقفع
*لن يفلح في الكتابة والتأليف ما لم يمتشق قلمه، ويسكب حبره*، ويظل على ذلك دهرا، حتى يرتاض على الكتابة؛ *فالكتابة حرفة صناعية لا تؤخذ إلا غلابا*، حتى يذل له الحرف، وتنصاع له الأساليب، فينام ملء عينه على شوارد الكلمة، وتدنو له ثمارها اليانعة، وتنحط بين يديه مراكب الأدب، وتحلق به في آفاق السماء ...
*البصمة الجاحظية، والبصمة الزمخشرية، والبصمة الجرجانية... إنما يظهر مفعولها في قلمك إذا كانت لك بصمة خاصة وإلا مرت مر السحاب.*
أما نصيحة الرافعي فهي *لتلميذ كاتب* أمن فيه الأماني، فضعها في موضعها، ولا يضع *عمرك الحرفي* عبثا.
فؤاد بن يحيى الهاشمي