عن منصور بن عبدالرحمن ، عن صفية : أنَّ امرأة أتت عائشة تشكو إليها القسوة ؟ فقالت : أكثري ذكر الموت؛ يرقّ قلبك ، وتقدرين على حاجتكِ . قالت : ففعلت ، فأنِستْ من قلبها رشداً فجاءت تشكر لعائشة رضي الله عنها .
ما صحة هذا الأثر؟
عن منصور بن عبدالرحمن ، عن صفية : أنَّ امرأة أتت عائشة تشكو إليها القسوة ؟ فقالت : أكثري ذكر الموت؛ يرقّ قلبك ، وتقدرين على حاجتكِ . قالت : ففعلت ، فأنِستْ من قلبها رشداً فجاءت تشكر لعائشة رضي الله عنها .
ما صحة هذا الأثر؟
اخرجه ابن ابي الدنيا في كتاب الموت كما في اتحاف السادة المتقين
وعزاه ابن ابن رجب في " ذم قسوة القلب " له
ولم اجده بعد البحث فالله اعلم بصحته
لكن ورد في مسند عبد بن حميد من رواية ابي عمران الجوني عن رجل عن أبي هريرة أن رجلاً شكا إلى رسول الله قسوة قلبه فقال: إن أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين وامسح برأس اليتيم
وفي الاسناد رجل مبهم كما تري
واخرج البيهقي في شعب الايمان
عن انس ان رجلا جاء الي النبي فشكي اليه قسوة القلب فقال اطلع في القبور واعتبر بيوم النشور قال البيهقي هذا متن منكر
قلت فيه الكديمي محمد بن يونس متهم بالوضع وفيه مكي بن قمير العجلي مجهول كما قال البيهقي وقد رواه الكديمي عن مكي بن قمير العجلي وليس عند
مكي بن ابراهيم (امام ثقة)
عن جعفر بن سليمان شئ كما نبه علي ذلك الدارقطني في تعليقه علي كتاب المجروحين لابن حبان
والله اعلم
وعزاه أيضًا السيوطي - مختصرًا - في شرح الصدور (1/29)، والزبيدي في الإتحاف إلى ابن أبي الدنيا.
وكذلك القرطبي في التذكرة (1/132) مع ذكرها بصيغة التمريض وهي توحي بالتضعيف فقال: "يروى أن امرأة شكت إلى عائشة رضي الله عنها قساوة قلبها ... إلخ". اهـ.
وذكرها أيضًا عبد الحق الإشبيلي في العاقبة في ذكر الموت (صـ 41) بصيغة التمريض.
ولم يطبع كتاب ذكر الموت لابن أبي الدنيا فهو في عداد المفقود ويقال: إنها مخطوط.
والظاهر تفرد ابن أبي الدنيا بهذا الأثر مظان الغرابة.
فقد ورد في ذلك المعنى حديث موضوع روي من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: ( أكثِرُوا ذِكرَ الموتِ، فما من عبدٍ أكثَرَ ذِكرَهُ إلّا أحْيا اللهُ تعالى قلْبَهُ، وهوَّنَ عليه الموتَ).
أخرجه الديلمي في «مسند الفردوس» (١/ ٧٤)، وقال عنه الألباني: "موضوع". اهـ. [ضعيف الجامع ١١١١]
والله أعلم.
جزاكم الله خيراً.