أسيرٌ في رِحابِ النور
محمد نادر فرج




في بهجةِ الرِّضا وفي القلبِ *** من وقعِ الخطوبِ جليلُ
تعاظَمُ من هولِ الذنوبِ فيُصطلى *** لَظاها، وهل هولُ الذنوبِ قليلُ؟
إليكَ إلهي بالمذلَّةِ أرجفتْ *** جوارحُ مُضنىً في هواكَ قتيلُ
أضاء لهُ من جانبِ الخِدرِ عارضٌ *** فذابَ غراماً واعتراهُ ذبولُ
كواهُ هيامٌ فاستبدَّ بهِ العَنا *** وأضناهُ شوقٌ والطريقُ طويلُ
أرادَ رحيلاً للرِّحابِ فصدَّهُ *** عن الوصلِ أمرٌ ليس عنهُ مَحيلُ
فلا عندَهُ زادٌ ليبلُغَ مَقصِداً *** ولا عندَهُ عُذرٌ، فكيفَ يُقيلُ
جثا فوقَ أعتابِ الرَّجاءِ تقرُّباً *** وأغرقَ في غَمْرِ الدُّعاءِ يُطيلُ
فذابَ خضوعاً، واستجاشَ تذلُّلاً *** وفاضَ ولوهاً واعتراهُ ذهولُ
فصِلهُ بحبلِ العفوِ منكَ فإنهُ *** قصيرٌ معنّىً في حِماكَ نزيلُ