والدي لا يصلي
خالد بن صالح الموينع


السؤال
والدي لا يصلي ولا يصوم ولا يزكي منذ أكثر من خمس وثلاثين عاماً، وهو دائما يكرر عبارات يتباهى بها، يقول مثلا "أنا علماني. للرسول رأيه ولي رأيي" علماً أنه متعلم. بدأت المشكلات عندما أخبرته أن صندوق توفير البريد حرام؛ لأنه ربوي، لكنه لم يستجب؛ بحجة أنه لا يقتنع بشيء إلا إذا دخل عقله. بحسب رأيه.
سمعت منذ فترة من أحد الأصدقاء أن أمي لا تحل له؛ لأنه تارك للصلاة، ومستحل للربا، ويجب أن تطلق منه، فهل هذا صحيح؟ والآن تقدم لأختي شخص مناسب، لكن أبي بدأ يعرقل الأمور دون سبب وجيه، وأنا لا أريد الصدام معه، فهل يجوز لي أن أزوِّج أختي دون موافقته؟



الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن على السائل دعوة والده بالتي هي أحسن، وتحيّن الفرص والأوقات المناسبة، وتذكيره بنعم الله علينا، وتخويفه من سوء الخاتمة، وتذكيره ببعض العصاة الذين ماتوا على خاتمة سيئة؛ لعله يرتدع ويتوب ويرجع لله عز وجل، وكذا عليه أن يوصي أصدقاء والده وأقاربه الذين يرتاح إليهم بنصحه، وتخويفه بالله عز وجل، وإقامة الحجة عليه، فإن أصرَّ على رأيه فيرفع أمره للحاكم الشرعي لينظر في أمره. فإن ترك الصلاة مطلقاً كفر؛ لما جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن بين الرجل وبين الشرك والكفر، ترك الصلاة" أخرجه مسلم (82). وكذا عبارته من أن للرسول رأيه وله رأيه، فإن هذا رد؛ لقوله عز وجل: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" [الحشر:7].
وعلى ذلك فعليك وعلى من ينصحه أن يبين ذلك، فإن لم يرجع فيلزم والدتك المسلمة أن تعتزله، وذلك لأن عرى الزواج تنفصم عند اختلاف الدين، وكذا تسقط ولايته عندما يتقدم شخص يريد الزواج بابنته، فإن من شروط الولي الإسلام، وتنتقل ولاية النكاح لمن بعده، فإن كان والده -أي جد السائل- موجوداً فإن الولاية تنتقل إليه، فإن كان ميتاً فإن الولاية تنتقل للأخ، أي أخي البنت المخطوبة.
وعلى السائل أن يدعو لوالده بالهداية، ويكثر من الدعاء، ويلح في دعائه، ويتحين الأوقات الفاضلة، كالثلث الأخير من الليل، وآخر ساعة من نهار الجمعة، وفي السجود ونحو ذلك، وأنصح السائل بأن يقرأ الكتب المؤلفة في هذا المجال، ككتاب الصلاة لابن القيم، وغيرها من الكتب. والله أعلم.