السؤال:
ما حكم الدعوة للتقارب بين أهل السنة والجماعة وبين الطوائف الشيعية والدرزية والإسماعيلية والنصيرية وغيرها؟
الجواب:
إن الدروز والنصيرية والإسماعيلية ومن حذا حذوهم من البابية والبهائية[1] قد تلاعبوا بنصوص الدين، وشرعوا لأنفسهم ما لم يأذن به الله، وسلكوا مسلك اليهود والنصارى في التحريف والتبديل، اتباعًا لهوى وتقليدًا لزعيم الفتنة الأول: عبدالله بن سبأ الحميري رأس الابتداع والإضلال والإيقاع بين جماعة المسلمين، وقد عم شره وبلاؤه وافتتن به جماعات كثيرة فكفروا بعد إسلام، وتمكنت بسببه الفرقة بين المسلمين.
فكانت الدعوة إلى التقارب بين هذه الطوائف وجماعة المسلمين الصادقين دعوة غير مفيدة، وكان السعي في تحقيق اللقاء بينهم وبين الصادقين من المسلمين سعيًا فاشلاً؛ لأنهم واليهود والنصارى تشابهت قلوبهم في الزيغ والإلحاد والكفر والضلال والحقد على المسلمين والكيد لهم، وإن تنوعت منازعهم ومشاربهم واختلفت مقاصدهم وأهواؤهم، فكان مثلهم في ذلك مثل اليهود والنصارى مع المسلمين.
ولأمر ما سعى جماعة من علماء الأزهر المصريين مع القُمِّي الإيراني الرافضي في أعقاب الحرب العالمية الثانية وجدّوا في التقارب المزعوم، وانخدع بذلك قلة من كبار العلماء الصادقين ممن طهرت قلوبهم ولم تعركهم الحياة، وأصدروا مجلة سموها مجلة التقريب. وسرعان ما انكشف أمرهم لمن خدع بهم فباء أمر جماعة التقريب بالفشل، ولا عجب فالقلوب متباينة والأفكار متضاربة، والعقائد متناقضة، وهيهات هيهات أن يجتمع النقيضان أو يتفق الضدان.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
«فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء» (ج2 / 86 – 87)
---------------------
[1] لعل عدم ذكر الرافضة الاثني عشرية كان سهوًا بدليل ذكر جهود القمي الرافضي في التقريب المزعوم في الفقرة الأخيرة مثالاً على استحالة هذا التقارب.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/137692/#ixzz68FwfUpKi