استعمل العرب مجموعة من الكلمات للدلالة على دفع السحر أو إزالة أثره أشهرها: العلاج، والطب، والإبطال، والرقية، ومنها: الشفاء والبرء.
قال تعالى:{ ما جئتم به السحر إن الله سيبطله}[سورة يونس: 81] وفي السيرة بإسناد حسن قول كلدة بن الحنبل وقد هُزم المسلمون يوم حنين: "ألا بطل السحر اليوم"([1]).
وقال ابن الأنباري: "يقال: الطِّب لعلاج السِّحر وغيره من الآفات والعِلَل، ويقال الطِّب للسِّحر"([2])
وقال الزمخشري: "والثاني: أنه قيل للمسحور مطبوب على سبيل التفاؤل كما قيل للديغ سليم أي: أنه يُطَبُّ ويُعَالج فيبرأ"([3]).
وقال النبي ﷺ: «أما الله فقد شفاني» بعد أن شفي من السحر، وعند ليث بإسناد إليه ضعيف: "بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السِّحر بإذن الله..."([4]).
وقال الشاعر:
هي السِّحر إلا أنَّ للسِّحر رقيـة ... وإنِّي لا ألفـي لهـا الدَّهر راقـيا([5])
ومن الشواهد الشعرية أيضا:
فإنْ كنتُ مطبوباً فلا زلتُ هكذا ... وإنْ كنتُ مسحوراً فلا برأَ السِّحرُ([6])
وقال الخليل في شجر الهدال أو غصن الهدال: "وربما يداوى به من السحر والجنون"([7]).

وللعرب الكثير من الطرق لعلاج السحر منها:
- حل السِّحر: مصطلح يُقصد به فك عقد السِّحر وإبطالها، ثم عُمِّم في كل فعل يُطلِقُ السِّحر عن المسحور، فصار مرادفا لعلاج السحر.
- النُّشرة: وهي أغسال مخصوصة بماء مخصوص فصلنا صفتها سابقا، ثم عُمِّم في كل فعل يُطلِقُ السِّحر عن المسحور.
- الرَّعَبُ: والرَّعب رقية من السحر، وهو شيء تفعله العرب كلام تسجع فيه، يَرْعبون به السحر([8])، وهي من الكلمات المهجورة.
- المداواة بالنباتات والأخلاط: ولها طرق واستعمالات كثيرة، قال الخليل: "والهدال: ضرب من الشجر، ويقال: كل غصن ينبت في أراكة أو طلحة مستقيما فهو هدالة. كأنه مخالف لغيره من الأغصان، وربما يداوى به من السحر والجنون"([9]).
وقد تنبه بعض العلماء المتأخرين لهذا الاستعمال لعبارة حل السحر:
قال الذهبي: "ونص أحمد في رواية مهنا أنه يجوز إطلاق السِّحر على المسحور بضرب من العلاج، وإنما جاز حل السِّحر لأن النبي ﷺ لما سحر: أخرج وحل، لأن تحليله يجري مجرى التداوي"([10]).
وتقريب كلام الذهبي: أن النبي ﷺ أخرج السحر وحله، وحل السحر يجري مجرى التداوي، فلذلك أجاز أحمد إطلاق السحر بضروب العلاج.




([1]) مسند أبي يعلى (3/388)، شرح مشكل الآثار (6/412)، صحيح ابن حبان (11/96).
([2]) الأضداد لابن الأنباري (1/231).
([3]) الفائق (ج 2/ 253).
([4]) تفسير ابن أبي حاتم (6/1974).
([5]) بيت نُسب لقيس بن الملوح (ت 68)، ونُسب لذي الرمة (ت 117).
([6]) استشهد به ابن فارس وابن هشام وهو مذكور في ديوان الحماسة.
([7]) العين (4/ 25).
([8]) جمهرة اللغة لابن دريد (1/318)، وانظر: مقاييس اللغة لابن فارس (2/410).
([9]) العين (4/ 25).
([10]) الطب النبوي (ص: 278) ن شاملة.

المصدر:
كتاب"حقيقة النشرة وحكم حل السحر بالسحر" (ص: 105-107)