قبل أسابيع قليلة كنت أهتم لأجواء رمضان إن بقي الحال على الحجر الصحي، كنت متخوفة أن نفتقد تلك النفحات الجميلة التي اعتدناها ..
كنت أقول رمضان هذه السنة -إن استمر الحجر الصحي- بلا موائد رمضانية تجمعنا بالأهل والأقارب، ولا صلاة التراويح في المسجد ولا أجواء المشائين من النساء والرجال والأطفال بقرب بيتنا -على غير العادة- إلى مسجد حينا، ولا قيام الليل في المسجد ..وهذا يحزن كلّ مؤمن ..
لكن ماذا لو أخبرتكم أنني وجدت في رمضان هذه السنة من الجمال واللمسات الروحية الإيمانية مالم أجده في السنوات السالفة ..
قبل أسابيع كنت أثبت بناتي وأصبرهن وأبشرهن أن ما نعيشه من وباء وبلاء سيرفع وتنفرج بإذن الله، وكانت هذه الأوضاع الإستثنائية التي نعيشها مع بعضنا -وما زلنا- تزيد من متانة علاقتنا وحبّنا لبعض، وكنت أرى ذلك في عيونهم وهي تقول : أنتِ يا أمي هي السند بعد الله في ما نمر به ..ولما اقترب رمضان عزمت أن أجعلها فترة مدهشة خصوصا والبنات كبرن وبدأن يعين ويستوعبن المعاني والأفكار ..
قبل ظهور هلال رمضان بأيام، قرأنا مجموعة من كتب الأطفال تشرح أحكام هذا الركن من دين الإسلام الذي ندين الله به ..وبدأت الأسئلة تتقاطر وتتناسل ، لماذا علينا أن نصوم، وما معنى ذلك، وكيف نمتنع كل هذه الساعات على اتيان شيء أحله الله لنا..وهل هذه العبادة توجد عند الأمم الأخرى؟ وغيرها كثير من الأسئلة التي فتحت لنا النقاش والشرح الجميل النافع المثمر ..كانت والله من أجمل لحظاتي معهم ..وأنا أرى قيَم الإسلام تغرس في نفوسهم غرسا ..
تعاونت مع أهلي وبناتي على تزيين البيت بلوحات خط مغربي مبسوط فيه تبريكات وأدعية ونقوش زخرفية .. شاركنا فيها جميعا ولوناها ثم وضعناها في زوايا البيت ...
هيّأنا مكانا للصلاة وجعلنا من صالة الضيوف مسجدنا ومُصلانا ..أصبحنا نصلي الصلوات الخمس جماعة ونجلس بعدها نذكر الله ما تيسر لنا ..ثم ننطلق إلى برنامجنا اليومي ..
في كل يوم بعد صلاة العشاء والتراويح أسرد عليهم صفحات من سيرة حبيبنا صلى الله عليه وسلّم لا تتجاوز الحصة عشر دقائق ثم نتبعها بالنقاش الطويل والأسئلة (العجيبة كالعادة