ترجمة القاضي عياض الإمام العلامة الحافظ الأوحد , شيخ الإسلام عياض بن موسى بن عياض بن عمرو

هو الإمام العلامة الحافظ الأوحد , شيخ الإسلام عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي، ثم السبتي المالكي.

ولد في سنة ست وسبعين وأربع مائة.

تحوَّل جدُّهم من الأندلس إلى فاس، ثم سكن سبتة. رحل القاضي إلى الأندلس سنة بضع وخمس مائة, وأخذ عن بعض مشايخها, واستبحر من العلوم، وجمع وألف، وسارت بتصانيفه الركبان، واشتهر اسمه في الآفاق.

شيوخه:

لم يحمل القاضي العلم في الحداثة، وأول شيءٍ أخذ عن الحافظ أبي علي الغساني إجازة مجردة، وكان يمكنه السماع منه، فإنه لحق من حياته اثنين وعشرين عاماً.

أخذ الحديث عن القاضي أبي علي بن سكرة الصدفي، ولازمه، وعن أبي بحر بن العاص، ومحمد بن حمدين، وأبي الحسين سراج الصغير، وأبي محمد بن عتاب، وهشام بن أحمد، وعِدَّة. وتفقَّه بأبي عبد الله محمد بن عيسى التميمي، والقاضي محمد بن عبد الله المسيلي.

قال القاضي ابن خلكان: شيوخ القاضي يقاربون المئة.

تلاميذه:

الإمام عبد الله بن محمد الأشيري، وأبو جعفر بن القصير الغرناطي، والحافظ خلف بن بشكوال، وأبو محمد بن عبيد الله الحجري، ومحمد بن الحسن الجابري، وولدُهُ القاضي محمد بن عياض قاضي دانية.

ثناء العلماء عليه:

قال خلف بن بشكوال: هو من أهل العلم والتفنن والذكاء والفهم، استقضي بسبتة مدة طويلة حُمِدت سيرته فيها، ثم نقل عنها إلى قضاء غرناطة، فلم يطول بها، وقدم علينا قرطبة، فأخذنا عنه.

وقال الفقيه محمد بن حماده السبتي: جلس القاضي للمناظرة وله نحو من ثمان وعشرين سنة، وولي القضاء وله خمس وثلاثون سنة، كان هيِّناً من غير ضعف، صليباً في الحق، ولم يكن أحد بسبتة في عصرٍ أكثر تواليف من تواليفه.

وقال ابن خلّكان: إمام الحديث في وقته, وأعرف الناس بعلومه, وبالنحو , واللغة, وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم.

مصنفاته:

الشفا في شرف المصطفى.

ترتيب المدارك وتقريب المسالك في ذكر فقهاء مذهب مالك.

كتاب " شرح حديث أم زرع ".

كتاب " جامع التاريخ " الذي أربى على جميع المؤلفات، جمع فيه أخبار ملوك الأندلس والمغرب، استوعب فيه أخبار سبتة وعلماءها.

كتاب "مشارق الأنوار في اقتفاء صحيح الآثار": "الموطأ" و "الصحيحين".

قال: ومن تصانيفه كتاب "إكمال المعلم بفوائد مسلم".

كتاب "التنبيهات" فيه فوائد وغرائب.

وله شعر حسن.

وفاته:

توفي القاضي مغرّباً عن وطنه -رحمه الله- في سنة أربع وأربعين وخمس مائة في رمضانها، وقيل: في جمادى الآخرة منها بمراكش.

وقال ولده القاضي محمد: توفي في ليلة الجمعة نصف الليلة التاسعة من جمادى الآخرة، ودفن بمراكش سنة أربع.

قال الذهبي: بلغني أنه قتل بالرماح لكونه أنكر عصمة ابن تومرت.

مرجع الترجمة

سير أعلام النبلاء (20 / 213).

منقول