ذكرت في هذا المختصر
اكثر من مائة علامة لهذا الأمر
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يتمه على خير وينفع به ويجعله في ميزان الحسنات
اولا :
"مِن علامات التوفيق"
قال تاج الدين السبكي رحمه الله (ت 771):
"ينبغي لك أيها المسترشد أن تسلك سبيل الأدب مع الأئمة الماضين، وأن لا تنظر إلى كلام بعضهم في بعض إلا إذا أتى ببرهان واضح، ثم إن قدرت على التأويل وتحسين الظن فدونك، وإلا فاضرب صفحا عما جرى بينهم؛ فإنك لم تُخلَقْ لهذا، فاشتغل بما يعنيك ودع ما لا يعنيك.
ولا يزال طالب العلم عندي نبيلا حتى يخوض فيما جرى بين السلف الماضين ويقضي لبعضهم على بعض.
فإياك ثم إياك أن تُصغِيَ إلى ما اتفق بين أبي حنيفة وسفيان الثوري، أو بين مالك وابن أبي ذئب، أو بين أحمد بن صالح والنسائي، أو بين أحمد بن حنبل والحارث المحاسبي، وهلم جرا إلى زمان الشيخ عز الدين ابن عبد السلام والشيخ تقي الدين ابن الصلاح؛ فإنك إن اشتغلت بذلك خَشِيتُ عليك الهلاك؛ فالقوم أئمة أعلام، ولأقوالهم محامل ربما لم يُفهَمْ بعضها، فليس لنا إلا الترضي عنهم والسكوت عما جرى بينهم، كما يُفعَل فيما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم"
طبقات الشافعية الكبرى (2 / 278)