أتاك الشيب
عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل



أَرَاكَ سَخِرْتَ بِـالنِّعَمِ *** وَتَنْـزُوْ نَـزْوَةَ النَّهِـمِ
تَصُوْلُ كَصَوْلَةِ الأَفْعَى *** تَدُسُّ السُّمَّ فِي الدَّسَـمِ
وَتَاجُ الْكِبْـرِ تَحْمِلُـهُ *** وَسَيْفُ الظُّلْمِ وَالنِّقَـمِ
أَرَاكَ سَبَحْتَ فِي لُجَجٍ *** مِـنَ الآثَـامِ وَالتُّهَـمِ
وَمَوْجُ الْخِـزْيِ تَرْكَبُهُ *** وَتَعْلُـوْ هَامَةَ الْوَخِـمِ
شَرِبْتَ حُثَالَةَ التَّضْلِيْلِ *** وَالآفَـاتِ وَاللَّـمَـمِ
عَمِيْتَ فَمَـا تَرَى عِبَرًا *** وَلا تَصْغِـي إِلَى كَلِـمِ
أَضَعْتَ الدَّهْرَ فِي لَعِبٍ *** وَعَيْنُ اللَّهْـوِ لَمْ تَنَـمِ
سَكِرْتَ بِخَمْرِ مُنْحَرِفٍ *** ثَمِلْتَ بِنَـاكِثِ الذِّمَـمِ
وَقَفْتَ عَلَى شَفَى جُرُفٍ *** وَهَاوِيَـةٍ مِـنَ النَّـدَمِ
إِلَيْـكَ أَزُفُّ مَوْعِظَـةً *** وَنُصْحًا صِيْغَ بِالْحِكَـمِ
أَتَاكَ الشَّيْـبُ مُتَّـزِرًا *** بِثَوْبِ الضَّعْفِ وَالسَّقَـمِ
أَتَى كَالْغُـوْلِ وَالأَفْعَى *** بِسُمِّ الْعَجْــزِوَال ْهَـرَمِ
وَكَمْ يَـاصَاحِ مِنْ نُذُرٍ *** تُحِيْطُ وَلَمْ تَبِـنْ لِعَمِـي
وَإِنَّ الْمَـوْتَ مُنْتَظِـرٌ *** فَحَــاذِر ْزَلَّـةَ الْقَـدَمِ
وَتُبْ عَنْ كُلِّ مُخْزِيَـةٍ *** وَلُـذْ بِاللهِ وَاعْتَـصِـم