الكلمة الطيبة صدقة
علاء خضر


قال الله - تعالى -: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا)[الإسراء].
تصدق عن أعضاء بدنك
عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: ((كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل في دابته فيحمله عليها أو يرفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة))[متفق عليه].
ومعنى السلامى: هي الأُنْمُلَة من أنامِل الأصابع التي بين كُلِّ مَفْصِلَين من أصابِع الإنْسانِ بمعنى أنه على كُلِّ عظم من عِظاَم ابن آدم صدقة.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، فأتى رسول الله وهو يصلي زعم ليطأ على رقبته، فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه، فقيل له ما لك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقًا من نار وهولاً وأجنحة فقال رسول الله: ((لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا))[رواه مسلم].
عن عائشة -رضي الله عنها– قالت: إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: إن جبريل جاء بصورتها أي عائشة - رضي الله عنها - في خرقة حرير خضراء إلى رسول الله، فقال: هذه زوجتك في الدنيا والآخرة [رواه الترمذي].
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال وهو خارج لصلاة الفجر: ((اللهم اجعل في بصري نورًا، واجعل في سمعي نورًا، واجعل في لساني نورًا، واجعل في قلبي نورًا، واجعل عن يميني نورًا واجعل عن شمالي نورًا، واجعل من أمامي نورًا، واجعل من خلفي نورًا، واجعل من فوقي نورًا، واجعل من أسفل مني نورًا، واجعل لي يوم ألقاك نورًا، وأعظم لي نورًا))[رواه أبو داود].
عن صالح بن عبد الكريم، قال: مثل القلب مثل الإناء إذا ملأته، ثم زدت فيه شيئاً فاض، وكذلك القلب إذا امتلأ من حب الدنيا لم تدخله المواعظ.
عن عبد الله بن عمرو قال: أربع خلال إذا أعطيتهن فلا يضرك ما عزل عنك من الدنيا حسن خليقة، وعفاف طعمة، وصدق حديث، وحفظ أمانة [الأدب المفرد].
قال أبو الحسن الأشعري بعد رجوعه وتوبته ومما يؤكد أن الله - عز وجل - مستوٍ على عرشه دون الأشياء كلها، ما نقله أهل الرواية، عن جبير، عن أبيه - رضي الله عنهم - أجمعين، أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: ((ينزل ربنا -عز وجل- كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر)).
وساق أدله أخرى من الكتاب والسنة ثم قال: فكل ذلك يدل على أنه - تعالى - منفرد بوحدانيته، مستوٍ على عرشه استواءً منزهًا عن الحلول والاتحاد [الإبانة عن أصول الديانة].
عن وكيع بن الجراح قال: اعتل سفيان الثوري فتأخرت عن عيادته، ثم عدته فاعتذرت إليه، فقال لي: يا أخي لا تعتذر؛ فقلَّ من اعتذر إلا كذب، واعلم أن الصديق لا يحاسب على شيء والعدو لا يحسب له شيء [شعب الأيمان].
عن عبيد بن الوسيم الجمال، قال: أتينا عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد الله نسأله في دين على رجل من أصحابنا فأمر بالموائد فنصبت، ثم قال: لا حتى تصيب من طعامنا فيجب علينا حقكم وذمامكم قال: فأصبنا من طعامه فأمر لنا بعشرة آلاف درهم في قضاء دينه وخمسة آلاف درهم نفقة لعياله [مكارم الأخلاق]