تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: من قال من السلف بإجتماع الإيمان مع النفاق الإعتقادي

  1. #1

    افتراضي من قال من السلف بإجتماع الإيمان مع النفاق الإعتقادي

    تفسير ابن كثير ت سلامة (1/ 193)
    أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)


    فَتُلُخِّصَ مِنْ مَجْمُوعِ هَذِهِ الْآيَاتِ الْكَرِيمَاتِ: أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ صِنْفَانِ: مُقَرَّبُونَ وَأَبْرَارٌ، وَأَنَّ الْكَافِرِينَ صِنْفَانِ: دُعَاةٌ وَمُقَلِّدُونَ، وَأَنَّ الْمُنَافِقِينَ -أَيْضًا-صِنْفَانِ: مُنَافِقٌ خَالِصٌ، وَمُنَافِقٌ فِيهِ شُعْبَةٌ مِنْ نِفَاقٍ، كَمَا جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعها: مَنْ إِذَا حَدّث كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ" .
    اسْتَدَلُّوا بِهِ عَلَى أَنَّ الْإِنْسَانَ قَدْ تَكُونُ فِيهِ شُعْبَةٌ مِنْ إِيمَانٍ، وَشُعْبَةٌ مِنْ نِفَاقٍ. إِمَّا عَمَلي لِهَذَا الْحَدِيثِ، أَوِ اعْتِقَادِيٌّ، كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْآيَةُ، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنَ السَّلَفِ وَبَعْضُ الْعُلَمَاءِ، كَمَا تَقَدَّمَ، وَكَمَا سَيَأْتِي، إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
    والسؤال من قال من السلف أو من العلماء بأن الإيمان يجتمع مع النفاق الإعتقادي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من قال من السلف بإجتماع الإيمان مع النفاق الإعتقادي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر الدمياطي مشاهدة المشاركة
    وَأَنَّ الْمُنَافِقِينَ -أَيْضًا-صِنْفَانِ: مُنَافِقٌ خَالِصٌ، وَمُنَافِقٌ فِيهِ شُعْبَةٌ مِنْ نِفَاقٍ، ......
    [اسْتَدَلُّوا بِهِ عَلَى أَنَّ الْإِنْسَانَ قَدْ تَكُونُ فِيهِ شُعْبَةٌ مِنْ إِيمَانٍ، وَشُعْبَةٌ مِنْ نِفَاقٍ. إِمَّا عَمَلي لِهَذَا الْحَدِيثِ، أَوِ اعْتِقَادِيٌّ، كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْآيَةُ، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنَ السَّلَفِ وَبَعْضُ الْعُلَمَاءِ، كَمَا تَقَدَّمَ، وَكَمَا سَيَأْتِي، إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
    والسؤال من قال من السلف أو من العلماء - بأن الإيمان يجتمع مع النفاق الإعتقادي ؟
    والسؤال - من قال من السلف أو من العلماء بأن الإيمان يجتمع مع النفاق الإعتقادي؟
    -اليك توضيح هذه العبارة- اختلفت عبارات الأئمة في إيضاح هذين النوعين:
    فبعض الأئمة كالإمام الترمذي، والإمام ابن العربي المالكي، والحافظ ابن كثير، وابن حجر يقسمون النفاق إلى نفاق اعتقادي، وهو المخرج من الملة وإلى نفاق عملي، قال الإمام الترمذي رحمه الله في تعليقه على حديث: (أربع من كن فيه كان منافقاً...) (وإنما معنى هذا عند أهل العلم نفاق العمل، وإنما نفاق التكذيب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا روي عن الحسن البصري شيئاً من هذا أنه قال: النفاق نفاقان، نفاق عمل ونفاق التكذيب .
    وقال الإمام ابن العربي: النفاق هو إظهار القول باللسان أو الفعل بخلاف ما في القلب من القول والاعتقاد. (أصوله) وهي قسمان:
    أحدهما: أن يكون الخبر أو الفعل في توحيد الله وتصديقه أو يكون في الأعمال، فإن كان في التوحيد كان صريحاً، وإن كان في الأعمال كانت معصية، وكان نفاقاً دون نفاق كما تقدم القول في كفر دون كفر...
    وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: النفاق هو إظهار الخير وإسرار الشر، وهو أنواع: اعتقادي، وهو الذي يخلد صاحبه في النار، وعملي وهو من أكبر الذنوب...
    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والنفاق لغةً: مخالفة الباطن للظاهر، فإن كان في الترك اعتقاد الإيمان فهو نفاق الكفر، وإلا فهو نفاق العمل، ويدخل فيه الفعل والترك، وتتفاوت مراتبه
    وبعض الأئمة كالإمام ابن تيمية والإمام ابن القيم والحافظ ابن رجب يعبرون عن ذلك بتقسيم النفاق إلى الأكبر المخرج من الملة وإلى نفاق أصغر غير مخرج من الملة، يقول شيخ الإسلام رحمه الله: فمن النفاق ما هو أكبر يكون صاحبه في الدرك الأسفل من النار، كنفاق عبدالله بن أُبي وغيره بأن يظهر تكذيب الرسول... فهذا ضرب النفاق الأصغر: فهو النفاق في الأعمال ونحوها...، ويقول أيضاً: والنفاق كالكفر نفاق دون نفاق، ولهذا كثيراً ما يقال: كفر ينقل عن الملة، وكفر لا ينقل، ونفاق أكبر، ونفاق أصغر، كما يقال: الشرك شركان أصغر، وأكبر... .
    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في بيان أقسام النفاق: وهو نوعان: أكبر، وأصغر؛ فالأكبر: يوجب الخلود في النار في دركها الأسفل، وهو أن يظهر للمسلمين إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مكذّب به... .
    وبين القولين تقارب --- فمن حصر النفاق المخرج من الملة بالنفاق الاعتقادي، فلعله قصد بذلك نفاق التكذيب، وهو أن يظهر الإيمان وهو مكذب بقلبه، --- أما إن كان المرء في الأصل مؤمناً بالله غير مكذب وطرأ النفاق على بعض الأعمال المتعلقة بفروع الإيمان، فهذا نفاق العمل، وهناك احتمال آخر وهو أن يقصد بحصر ذلك بالنفاق الاعتقادي اقتران المكفرات العملية الصادرة من المنافقين بالجانب الاعتقادي فى الغالب.
    ، والأقرب للصواب والله أعلم تقسيم النفاق إلى أكبر وأصغر لسببين:
    الأول: لأن النفاق الأكبر لا يختص بالجانب الاعتقادي فقط، ولذلك حين ذكر القرآن صفات المنافقين ذكر منها تنقيصهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وسخريتهم بالمؤمنين، ومناصرتهم للكفار ونحو ذلك. وهذه الأمور وإن اقترنت غالباً بفساد اعتقادي إلا أن ذلك ليس بلازم.
    الثاني: ليس كل نفاق اعتقادي يخرج من الملة، فقد يكون ذلك من جنس يسير الرياء ونحوه، وإليك إيضاحاً لنوعي النفاق:النفاق الأصغر: نوع من الاختلاف بين السريرة والعلانية مما هو دون الكفر، وذلك كالرياء الذي لا يكون في أصل العمل، وكإظهار مودة الغير والقيام بخدمته وكما حصل مع حاطب رضى الله عنه وسماه الله مودة وكالخصال الواردة في حديث شعب النفاق ونحو ذلك ----------------------------------النفاق الأكبر:
    فال ابن رجب رحمه الله: النفاق الأكبر وهو أن يظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضه، وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم، وأخبر أنهم في الدرك الأسفل من النار ، ومن الآيات في تكفيرهم، ومصيرهم في الآخرة، قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ [البقرة:8]، وقوله عز وجل: بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [النساء:138]، وقوله سبحانه:إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ [النساء:145]، وقوله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَا تِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا [التوبة:68]، وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِي نَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا [التوبة:73-74]، وقوله عن طائفة من المنافقين من أسوأ أنواع الكفار، ومصيرهم في الآخرة في الدرك الأسفل من النار، لأنهم زادوا على كفرهم، الكذب والمراوغة والخداع للمؤمنين، ولذلك فصّل القرآن الحديث حولهم وحول صفاتهم لكي لا يقع المؤمنون في حبائلهم وخداعهم.
    صور النفاق الأكبر:
    ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعض هذه الصور فقال: فمن النفاق ما هو أكبر، ويكون صاحبه في الدرك الأسفل من النار، كنفاق عبدالله بن أُبي وغيره، بأن يظهر تكذيب الرسول أو جحود بعض ما جاء به، أو بغضه، أو عدم اعتقاد وجوب اتباعه، أو المسرّة بانخفاض دينه، أو المساءة بظهور دينه، ونحو ذلك: مما لا يكون صاحبه إلا عدواً لله ورسوله، وهذا القدر كان موجوداً في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومازال بعده، بل هو أكثر منه على عهده....
    وقال في موضع آخر: (فأما النفاق المحض الذي لا ريب في كفر صاحبه، فإنه لا يرى وجوب تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به، ولا وجوب طاعته فيما أمر به، وإن اعتقد مع ذلك أن الرسول عظيم القدر- علماً وعملاً- وأنه يجوز تصديقه وطاعته لكنه يقول: إنه لا يضر اختلاف الملل إذا كان المعبود واحداً، ويرى أنه تحصيل النجاة والسعادة بمتابعة الرسول وبغير متابعته، إما بطريق الفلسفة والصبو، أو بطريق التهود والتنصر...).
    ونقل هذه الأنواع الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فقال:... فأما النفاق الاعتقادي فهو ستة أنواع، تكذيب الرسول، أو تكذيب بعض ما جاء به الرسول، أو بغض الرسول أبو بغض ما جاء به الرسول، أو المسرة بانخفاض دين الرسول، أو الكراهية بانتصار دين الرسول، فهذه الأنواع الستة صاحبها من أهل الدرك الأسفل من النار فيتحصل مما ذكره هذان الإمامان - بعد دمج الأنواع المتشابهة أو المتقاربة - خمس صفات أو أنواع وهي:
    1- تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم، أو تكذيب بعض ما جاء به.
    2- بغض الرسول صلى الله عليه وسلم، أو بغض ما جاء به.
    3- المسرّة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الكراهية بانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
    4- عدم اعتقاد وجوب تصديقه فيما أخبر.
    5- عدم اعتقاد وجوب طاعته فيما أمر.
    وبالنظر إلى الآيات التي ذكرت أحوال المنافقين، وكلام المفسرين حولها، يمكن أن يضاف إلى هذه الصفات صفات أخرى وهي:
    6- أذى الرسول صلى الله عليه وسلم أو عيبه ولمزه.
    7- مظاهرة الكافرين ومناصرتهم على المؤمنين.
    8- الاستهزاء والسخرية بالمؤمنين لأجل إيمانهم وطاعتهم لله ولرسوله.
    9- التولي والإعراض عن حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم.
    فالوقوع في أي صفة من هذه الصفات يخرج من الملة، وهذه الصفات أكثرها متعلق بحق الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول شيخ الإسلام رحمه الله:... فالنفاق يقع كثيراً في حق الرسول، وهو أكثر ما ذكره الله في القرآن من نفاق المنافقين في حياته
    من العلماء بأن الإيمان يجتمع مع النفاق الإعتقادي
    كلامهم مبنى على هذا
    أن النفاق الأكبر لا يختص بالجانب الاعتقادي فقط، ولذلك حين ذكر القرآن صفات المنافقين ذكر منها تنقيصهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وسخريتهم بالمؤمنين، ومناصرتهم للكفار ونحو ذلك. وهذه الأمور وإن اقترنت غالباً بفساد اعتقادي إلا أن ذلك ليس بلازم.
    الثاني: ليس كل نفاق اعتقادي يخرج من الملة، فقد يكون ذلك من جنس يسير الرياء ونحوه فهو نوع من الاختلاف بين السريرة والعلانية مما هو دون الكفر، وذلك كالرياء الذي لا يكون في أصل العمل، وكإظهار مودة الغير والقيام بخدمته كما حصل مع حاطب رضى الله عنه - وسماه الله مودة وكالخصال الواردة في حديث شعب النفاق ونحو ذلك --
    --
    ليس كل نفاق اعتقادي يخرج من الملة، فقد يكون ذلك من جنس يسير الرياء ونحوه
    -----الرياء على هذا التقسيم: منه ما هو أكبر، كَرِيَاء المنافقين {يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً} ، ومنه رياء المؤمنين، رياء المسلمين، حيث يتصنع في صلاته، أو يحب التسميع، أو المراءاة.---اذا الخلاصة اخى الكريم أبو عمر الدمياطي النظر الى تقسيمات العلماء كما سبق

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من قال من السلف بإجتماع الإيمان مع النفاق الإعتقادي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    وبعض الأئمة كالإمام ابن تيمية والإمام ابن القيم والحافظ ابن رجب يعبرون عن ذلك بتقسيم النفاق إلى الأكبر المخرج من الملة وإلى نفاق أصغر غير مخرج من الملة، يقول شيخ الإسلام رحمه الله: فمن النفاق ما هو أكبر يكون صاحبه في الدرك الأسفل من النار، كنفاق عبدالله بن أُبي وغيره بأن يظهر تكذيب الرسول... فهذا ضرب النفاق الأصغر: فهو النفاق في الأعمال ونحوها...، ويقول أيضاً: والنفاق كالكفر نفاق دون نفاق، ولهذا كثيراً ما يقال: كفر ينقل عن الملة، وكفر لا ينقل، ونفاق أكبر، ونفاق أصغر، كما يقال: الشرك شركان أصغر، وأكبر... .
    والأقرب للصواب والله أعلم تقسيم النفاق إلى أكبر وأصغر لسببين:
    الأول: لأن النفاق الأكبر لا يختص بالجانب الاعتقادي فقط، ولذلك حين ذكر القرآن صفات المنافقين ذكر منها تنقيصهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وسخريتهم بالمؤمنين، ومناصرتهم للكفار ونحو ذلك. وهذه الأمور وإن اقترنت غالباً بفساد اعتقادي إلا أن ذلك ليس بلازم.
    الثاني: ليس كل نفاق اعتقادي يخرج من الملة، فقد يكون ذلك من جنس يسير الرياء ونحوه، وهو نوع من الاختلاف بين السريرة والعلانية مما هو دون الكفر، وذلك كالرياء الذي لا يكون في أصل العمل، وكإظهار مودة الغير والقيام بخدمته وكما حصل مع حاطب رضى الله عنه وسماه الله مودة وكالخصال الواردة في حديث شعب النفاق ونحو ذلك ----------------------------------
    مزيد بيان - النفاق الأكبر هو نفاق من يبطن الكفر ويظهر الإسلام ، قال الجرجاني رحمه الله :
    " المنافق هو الذي يضمر الكفر اعتقادا ، ويظهر الإيمان قولا " انتهى .
    "التعريفات" (ص / 298) فمن أظهر الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وأبطن ما يناقض ذلك ، أو يناقض شيئا منه : فهذا هو المنافق النفاق الأكبر .
    وهؤلاء هم المعنيون بقوله تعالى : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) النساء / 145
    ومن أبرز صفاتهم الكذب والخيانة والغدر واللجاج في الخصام .

    وأما النفاق الأصغر – ويسمى أيضا بالنفاق العملي - فهو نفاق الأعمال ، وهو أن يظهر عملا صالحا ويبطن خلاف ذلك ، أو تختلف سريرته عن علانيته ، لكن ليس في أصول الإيمان التي مر ذكرها . ومن ذلك أن يقع في شعبة من شعب النفاق العملي ، أو يتصف بصفات المنافقين من الكذب والخيانة وخلف الوعد .
    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِي الله عَنْهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ )
    رواه البخاري (34) ومسلم (58)
    فمن اتصف من أهل التوحيد بشيء من ذلك وقع في النفاق الأصغر بحسب ما فعله أو اتصف به ؛ لأنه شابه المنافقين في بعض أعمالهم ، وإن لم يكن مثلهم تماما .
    قال شيخ الإسلام رحمه الله :
    " وَالنِّفَاقُ يُطْلَقُ عَلَى النِّفَاقِ الْأَكْبَرِ الَّذِي هُوَ إضْمَارُ الْكُفْرِ ، وَعَلَى النِّفَاقِ الْأَصْغَرِ الَّذِي هُوَ اخْتِلَافُ السِّرِّ وَالْعَلَانِيَة ِ فِي الْوَاجِبَاتِ ... وهَذَا مَشْهُورٌ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ . وَبِذَلِكَ فَسَّرُوا قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اُؤْتُمِنَ خَانَ ) وَقَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ . وَحَكَوْهُ عَنْ الْعُلَمَاءِ . وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ " كُفْرٌ دُونَ كُفْرٍ ، وَنِفَاقٌ دُونَ نِفَاقٍ ، وَشِرْكٌ دُونَ شِرْكٍ " .
    "مجموع الفتاوى" (11 /140)
    وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
    " والذي فسره به أهل العلم المعتبرون أن النفاق في اللغة هو من جنس الخداع والمكر ، وإظهار الخير وإبطان خلافه ، وهو في الشرع ينقسم إلى قسمين : أحدهما النفاق الأكبر ، وهو أن يظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، ويبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضه ، وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم ، وأخبر أن أهله في الدرك الأسفل من النار . والثاني النفاق الأصغر ، وهو نفاق العمل ، وهو أن يظهر الإنسان علانية صالحة ويبطن ما يخالف ذلك .
    وحاصل الأمر : أن النفاق الأصغر كله يرجع إلى اختلاف السريرة والعلانية ، كما قاله الحسن . والنفاق الأصغر وسيلة إلى النفاق الأكبر ، كما أن المعاصي بريد الكفر ، وكما يخشي على من أصر على المعصية أن يسلب الإيمان عند الموت ؛ كذلك يخشي على من أصر على خصال النفاق أن يسلب الإيمان فيصير منافقا خالصا ، وسئل الإمام أحمد : ما تقول فيمن لا يخاف على نفسه النفاق ؟ قال : ومن يأمن على نفسه النفاق ؟ وكان الحسن يسمي من ظهرت منه أوصاف النفاق العملي منافقا ، وروى نحوه عن حذيفة " انتهى ملخصا.
    "جامع العلوم والحكم" (ص430-434)
    ومن كان فيه شيء من النفاق الأصغر ، ومات على ذلك : فإنه لا يخلد في النار ، إنما يخلد في النار المنافق نفاقا أكبر ، إلا أن النفاق الأصغر وسيلة إلى النفاق الأكبر كما سبق ؛ ولذلك كان الصحابة والسلف رضي الله عنهم يتعوذون بالله منه .
    وعلى ذلك : فمن كان فيه شيء من النفاق الأصغر من المسلمين ، فليس من أهل الخلود في النار ، بل مرده إلى مشيئة الله تعالى في الآخرة : إن شاء عذبه في النار بذنبه ، ثم يخرجه منها بما معه من التوحيد ، وإن شاء غفر له ابتداء ، شأنه شأن أهل المعاصي من الموحدين .
    أما المنافق نفاقا أكبر ففي النار خالدا فيها – نعوذ بالله من النار - .------------- فالخلاصة اخى الكريم تكون بالنظر لتقسيم هؤلاء العلماء-- وللحديث بقية ان شاء الله ولكن اعتذر الان لضيق الوقت

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من قال من السلف بإجتماع الإيمان مع النفاق الإعتقادي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    فالخلاصة اخى الكريم تكون بالنظر لتقسيم هؤلاء العلماء--
    نعم ... قال الشيخ صالح ال الشيخ - فالعلماء حين يقسمون الكفر إلى اعتقادي وعملي
    ، هذا تقسيم لمورد الكفر، فإن الكفر مورده قد يكون جهة الاعتقاد، وقد يكون جهة العمل،..، والكفر العملي منه القول والفعل، ومنه ما لا يكفر.
    فإذاً: قول العلماء: إن الردة تكون باعتقاد، أو قول، أو فعل، أو شك، راجع إلى هذين القسمين: اعتقاد أو عمل، ولكن الكفر العملي منه ما يضاد الإيمان من أصله كما ذكرنا، ومنه ما لا يضاد الايمان من أصله، فليس معنى كفر اعتقادي وكفر عملي أنها مساوية للكفر الأكبر والأصغركما يظنه طائفة، هذا غلط عظيم على أهل العلم، فإن الكفر قسمان:
    1-كفر أكبر.
    2-وأصغر، باعتبار.
    كفر أكبر، يعني: مخرج من الملة، وكفر أصغر، يعني: غير مخرج من الملة، فباعتبار حكم هذا الكفر: فإنه يكون أكبر ويكون أصغر، وباعتبار مورد الكفر:قد يكون اعتقادياً وقد يكون عملياً، والاعتقادي أكبر، وقد يكون بعض أقسامه أصغر، والعملي قطعاً منه أكبر ومنه أصغر
    ----الطيرة مثلا -، منها ما هو كفر أكبر، وذلك إذا اعتقد أن الشيء المتطير به ينفع ويضر بذاته، ومنها ما هو كفر دون كفر، وهو ما إذا اعتقد أن هذا الشيء سبب للنفع والضر، ----وقس على هذا اخى الكريم اشكالك
    من العلماء بأن الإيمان يجتمع مع النفاق الإعتقادي
    يتبين لك مراد هؤلاء العلماء - فالكلام على مورد النفاق بالنسبة للاعتقادى والعملى يختلف من حيث التقسيم عن التقسيم من حيث الحكم الى اكبر واصغر كما اشرنا سابقا --ارجو ان اكون قد اقتربت من الجواب -- والخلاصة -
    والاعتقادي أكبر، وقد يكون بعض أقسامه أصغر

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من قال من السلف بإجتماع الإيمان مع النفاق الإعتقادي

    استدل بعض ادعياء السلفية ومنهم صاحب كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف فى مباحثه و قواعده التى بناها ريبة -استدل بان من أصول أهل السنة : (ان الرجل قد يجتمع فيه كفر وإيمان وشرك وتوحيد وتقوى وفجور ونفاق وإيمان..)--وكذلك من استدلالاتهم كلام شيخ الاسلام - في مجموع الفتاوى
    بقوله - وحينئذ فقد يجتمع في الإنسان إيمان ونفاق وبعض شعب الإيمان وشعبة من شعب الكفر--وقوله -وقد يجتمع في العبد نفاق وايمان وكفر وايمان فالايمان المطلق عند هؤلاء ما كان صاحبه مستحقا للوعد بالجنة وطوائف اهل الأهواء من الخوارج والمعتزلة والجهمية والمرجئة كراميهم وغير كراميهم يقولون إنه لا يجتمع في العبد ايمان ونفاق ومنهم من يدعى الاجماع على ذلك وقد ذكر أبو الحسن في بعض كتبه الإجماع على ذلك ومن هنا غلطوا فيه وخالفوا فيه الكتاب والسنة وآثار الصحابة والتابعين لهم بإحسان مع مخالفة صريح المعقول بل الخوارج والمعتزلة طردوا هذا الأصل الفاسد وقالوا لا يجتمع في الشخص الواحد طاعة يستحق بها الثواب ومعصية يستحق بها العقاب---------فالجواب ان كل ما استدل به صاحب الكتاب هو من شبهات عثمان وداوود العراقى حذو القذة بالقذة فى جميع القواعد التى قعدها بلا استثناء فما هى الا شبهات للمناوئين لدعوة التوحيد فى عباءة سلفية وكما قال جل وعلا -كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا-- ومن الردود على شبهات هؤلاء - ان قواعد أهل السنة فى هذا الأصل، انهم اعتمدوا في ذلك التفصيل دون الإطلاق، ووضعوا ضوابط وشروطاً حتى تنحصرالمسألة في إطار شرعي متين.وحتى لا تتميع المسألة و يخوض فيها من يشاء كيفما شاء ومن هذه الضوابط:
    1- الحديث عن الشعب وليس عن الأصل:
    إذا قال أهل السنة إن الشخص قد يجتمع فيه إيمان وكفر، أو إيمان ونفاق، فليس مقصودهم أصل الكفر أو أصل النفاق، إنما المقصود شعبهما التي لا تضاد أصل الدين.
    وما استدل به صاحب كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف على اسلام وايمان عباد القبور هو من بعض اجوبة العراقى التى رد عليها وفند هذه الشبهة الشيخ العلامة سليمان بن سحمان --- فقول العراقى أن اجتماع الإيمان وبعض شعب الكفر في الشخص الواحد لا يلزم منه كفر هذا الشخص.
    رد عليه الشيخ العلامة سليمان ابن سحمان بقوله: (وأما قوله – أي العراقي – (والمسلم قد يجتمع فيه الكفر والإسلام والشرك والإيمان، ولا يكفر كفراً ينقله عن الملة). قال الشيخ ابن سحمان -: نعم، هذا فيما دون الشرك، والكفر الذي يخرج عن الملة) . ثم سرد بعض الشعب الشركية والكفرية، وبين أنها هي التي قد تجتمع مع الإيمان في شخص واحد، ولا يخرج من الملة بذلك.
    وبين الشيخ سليمان بن سحمان فى رده على العراقي أن ما كان شركاً أكبر، أو كفراً أكبر مما يخرج عن الملة لا يمكن أن يجتمع مع الإيمان الذي ينجو به العبد من الكفر في الدنيا، وينجو به من الخلود في النار يوم القيامة، فإنهما نقيضان، والنقيضان لا يجتمعان.-------حتى ما استدلوا به من كلام شيخ الاسلام وكلام الامام الشوكانى فى عقائد وطرائق الشرك كان من هذا الباب فاهموا القارئ ان كلام شيخ الاسلام والشوكانى فى الجهل بالشرك الاكبر وانه يجتمع الشرك الاكبر مع اصل الاسلام فضلوا واضلو وخابوا وخسروا -- فان شيخ الاسلام لا يذكر كلاما الا ويذكر بعده ما يزيل الاشكال وهذا كلام شيخ الاسلام--قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: (قد يكون في الناس من معه شعبة من شعب الإيمان، وشعبة من شعب الكفر أو النفاق، ويسمى مسلماً كما نص عليه أحمد. وتمام هذا أن الإنسان قد يكون فيه شعبة من شعب الإيمان، وشعبة من شعب النفاق. وقد يكون مسلماً وفيه كفر دون الكفر الذي ينقل عن الإسلام بالكلية، كما قال ابن عباس وغيره: كفر دون كفر. وهذا قول عامة السلف، وهو الذي نص عليه أحمد وغيره قال في السارق والشارب ونحوهم ممن قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: إنه ليس بمؤمن--------------------------------------------------- قال صاحب كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف في - المبحث التاسع - نقلا عن ابن القيم رحمه الله : وها هنا أصل آخر وهو أن الرجل قد يجتمع فيه كفر وإيمان وشرك وتوحيد وتقوى وفجور ونفاق وإيمان هذا من أعظم أصول أهل السنة وخالفهم فيه غيرهم من أهل البدع كالخوارج والمعتزلة والقدرية ومسألة خروج أهل الكبائر من النار وتخليدهم فيها مبنية على هذا الأصل وقد دل عليه القرآن والسنة والفطرة وإجماع الصحابة ...
    -الى أن قال : تجد الرجل يصلي ويصوم ويزكي ويحج وقد تنزل به مصيبة يقول يا سيد يا بدوي يدعوا غير الله .. عنده شركيات لكنه جاهل ..!!!
    والجواب - على هذا الافتراء والتحريف لكلام الامام ابن القيم - من المزالق الخطيرة التى ترأس كبرها فى الماضى داوود العراقى فهى صنعته فى تحريف كلام شيخ الاسلام بن تيمية وابن القيم - ولكن علماء الدعوة قديما وحديثا يفندوا هذه الشبهات ويردون عليها - وانا اسأله هو وغيره ؟- - هل الأصل الذي هو من أعظم أصول أهل السنة يدل على اجتماع النقيضين الشرك الاكبر مع اصل الاسلام --هل كلام الامام العلامة ابن القيم يفهم منه
    انه قد يجتمع في الرجل أصل الكفر وأصل الإيمان معا ً!!!
    هل يعد الامام بن القيم الشرك الأكبر من المعاصي التي تجتمع مع أصل الإيمان ؟
    - هل العذر بالجهل يجعل الشرك الأكبر والمكفرات والنواقض من قبيل المعاصي التي تجتمع مع أصل الإيمان ؟
    - وما علاقة العذر بالجهل هنا --بينما نحن نقرر أصلا من أعظم أصول أهل ا لسنة والجماعة في مقابلة أقوال أهل البدع في هذا الباب ؟
    -وإذا كان عذر الجهل له هذا التأثير في تقرير الأصول على هذا الوجه فكيف بالأعذار الأخرى المتفق عليها كالإكراه والخطأ والنسيان والتأويل ....؟
    - إذن لن يبقى لنا من الأصول أصل !
    -إن كلام ابن القيم رحمه الله واضح وضوح الشمس في أن المعاصي شعب للكفر كما أن الطاعات هي شعب للإيمان ، وأن وجود شعبة من شعب الكفر " التي لا يزول الإيمان بها " مع أصل الإيمان لا يصير بها المرء كافرا ، كما أن وجود شعبة من شعب الإيمان مع أصل الكفر لا يصير بها مؤمنا والكلام كله في المعاصي والكبائر وشعب الكفر التي لا يلزم من وجودها زوال الإيمان لا في النواقض والمكفرات المجمع عليها كالشرك الأكبر !!!
    - وأين كلام صاحب كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف من كلام ابن القيم بقوله: معرفة الصواب في هذه المسألة مبني على معرفة حقيقة الإيمان والكفر ثم يصح النفي والإثبات بعد ذلك فالكفر والإيمان متقابلان إذا زال أحدهما خلفه الآخر فان الإيمان أصلا له شعب متعددة وكل شعبة منها تسمى إيمانا فالصلاة من الإيمان وكذلك الزكاة والحج والصيام والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل والخشية من الله والإنابة إليه حتى تنتهي هذه الشعب إلى إماطة الأذى عن الطريق فإنه شعبة من شعب الإيمان وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة الشهادة ومنها ما لا يزول بزوالها كترك إماطة الأذى عن الطريق وبينهما شعب متفاوتة تفاوتا عظيما منها ما يلحق بشعبة الشهادة ويكون إليها أقرب ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الأذى ويكون إليها أقرب وكذلك الكفر ذو أصل وشعب فكما أن شعب الإيمان إيمان فشعب الكفر كفر والحياء شعبة من الإيمان وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر والصدق شعبة من شعب الإيمان والكذب شعبة من شعب الكفر والصلاة والزكاة والحج والصيام من شعب الإيمان وتركها من شعب الكفر والحكم بما أنزل الله من شعب الإيمان والحكم بغير ما أنزل الله من شعب الكفر والمعاصي كلها من شعب الكفر كما أن الطاعات كلها من شعب الإيمان قسمان قولية وفعلية وكذلك شعب الكفر نوعان قولية وفعلية ومن شعب الإيمان القولبة شعبة يوجب زوالها زوال الإيمان فكذلك من شعبة الفعلية ما يوجب زوالها زوال الإيمان وكذلك شعب الكفر القولية والفعلية فكما يكفر بالإتيان بكلمة الكفر اختيارا وهي شعبة من شعب الكفر فكذلك يكفر بفعل شعبة من شعبه كالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف فهذا أصل" الصلاة وحكم تاركها ج: 1 ص: 69
    ومما يؤكد هذا المعنى أيضا أن ابن القيم رحمه الله قد ذكر في آخر كلامه - أن هذا الأصل مبني عليه مسألة خروج أهل الكبائر من النار وتخليدهم فيها فالكلام أصالة عن مرتكب الكبائر وأنها قد تجتمع مع أصل الأيمان وإن سميت كفرا فهي شعبة من شعبه لا يزول الإيمان بزوالها وانما صار هلاء الى التحرف والتلبيس لايهام القارئ ان ابن القيم رحمه الله يقرر أنه يجتمع في المرء الكفر الاكبر مع الايمان والشرك الاكبر مع التوحيد ليخلصوا من ذلك الى عذر عباد القبور --هل هذه هى السلفية --نعم هى سلفية ولكن سلفية لمن ؟ --أترك الجواب لمن قرأ الادلة

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: من قال من السلف بإجتماع الإيمان مع النفاق الإعتقادي




    كل حسنة يفعلها العبد إما واجبة وإما مستحبة والتوبة تتضمن الندم على ما مضى والعزم على أن لا يعود إلى مثله في المستقبل .

    والندم يتضمن ثلاثة أشياء

    اعتقاد قبح ما ندم عليه وبغضه وكراهته وألم يلحقه عليه فمن اعتقد قبح ما أمر الله به أمر إيحاب أو استحباب أو أبغض ذلك وكرهه بحيث يتألم على فعله ويتأذى بوجوده ففيه من النفاق بحسب ذلك وهو إما نفاق أكبر يخرجه من أصل الإيمان وإما نفاق أصغر يخرجه من كماله الواجب عليه .

    قال تعالى ( ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ) . وقال تعالى ( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ) وقال تعالى ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)

    جامع الرسائل لابن تيمية



  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2019
    المشاركات
    2

    افتراضي رد: من قال من السلف بإجتماع الإيمان مع النفاق الإعتقادي

    إن قصدتَ الإيمان الذي وعد الله أهله بالنجاة من النار و دخول الجنة فهذا لا يجتمع معه نفاق اعتقادي و إن أردت مطلق الإيمان فهذا يقع كقوله تعالى {106} وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ { }. فهذا تصديق مجرد عن العمل القلبي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من قال من السلف بإجتماع الإيمان مع النفاق الإعتقادي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين إبراهيم مشاهدة المشاركة
    إن قصدتَ الإيمان الذي وعد الله أهله بالنجاة من النار و دخول الجنة فهذا لا يجتمع معه نفاق اعتقادي و إن أردت مطلق الإيمان فهذا يقع كقوله تعالى {106} وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ { }. فهذا تصديق مجرد عن العمل القلبي
    قد سبق بيان ذلك-- وأعيده لعلك أخى حسين إبراهيم --
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    العلماء حين يقسمون الكفر إلى اعتقادي وعملي، هذا تقسيم لمورد الكفر، فإن الكفر مورده قد يكون جهة الاعتقاد، وقد يكون جهة العمل،..، والكفر العملي منه القول والفعل، ومنه ما لا يكفر.
    فإذاً: قول العلماء: إن الردة تكون باعتقاد، أو قول، أو فعل، أو شك، راجع إلى هذين القسمين: اعتقاد أو عمل، ولكن الكفر العملي منه ما يضاد الإيمان من أصله كما ذكرنا، ومنه ما لا يضاد الايمان من أصله، فليس معنى كفر اعتقادي وكفر عملي أنها مساوية للكفر الأكبر والأصغركما يظنه طائفة، هذا غلط عظيم على أهل العلم، فإن الكفر قسمان:
    1-كفر أكبر.
    2-وأصغر،باعتبار.
    كفر أكبر، يعني: مخرج من الملة، وكفر أصغر، يعني: غير مخرج من الملة، فباعتبار حكم هذا الكفر: فإنه يكون أكبر ويكون أصغر، وباعتبارمورد الكفر:قد يكون اعتقادياً وقد يكون عملياً، والاعتقادي أكبر، وقد يكون بعض أقسامه أصغر، والعملي قطعاً منه أكبر ومنه أصغر
    ----الطيرة مثلا -، منها ما هو كفر أكبر، وذلك إذا اعتقد أن الشيء المتطير به ينفع ويضر بذاته، ومنها ما هو كفر دون كفر، وهو ما إذا اعتقد أن هذا الشيء سبب للنفع والضر، ----وقس على هذا
    -
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين إبراهيم مشاهدة المشاركة
    إن قصدتَ الإيمان الذي وعد الله أهله بالنجاة من النار و دخول الجنة فهذا لا يجتمع معه نفاق اعتقادي
    قلنا
    الاعتقادي أكبر، وقد يكون بعض أقسامه أصغر
    بعض اقسام الاعتقادى أصغر قد تجتمع مع أصل الايمان-- وقد مثلنا لذلك بالرياء أو قل يسير الرياء أو قل رياء المسلم اما رياء المنافقين فمن الاعتقادى الاكبر-- والطيرة كذلك تم الكلام عليها فيما سبق - والكِبر منه أكبر ومنه الكِبْر الاصغر كما فى الحديث
    ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبرٍ))، رواه مسلم.
    (لا يدخل الجنة أحدٌ في قلبه مثقال حبة خردلٍ من كبرياء))؛ رواه مسلم....المنفى هنا الايمان المطلق وليس مطلق الايمان - اما فى الكِبْر الاكبر فينتفى أصل الايمان.و على هذا فقس...هل اتضح المراد؟


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2019
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: من قال من السلف بإجتماع الإيمان مع النفاق الإعتقادي

    للكفر تقسيمات كثيرة منها:
    تقسيم بأعتبار حكم الكفر
    وتقسيم باعتبار مورد الكفر
    وتقسيم باعتبار اسبابه .

    ولكن قليل من العلماء من اشار الى ان تقسيم علماء السلف الكفر الي اعتقادي وعملي انما ذلك باعتبار مورده.
    فائدة:
    تسمية الكفر الأصغر بالكفر العملي هذا صحيح في الجملة لكن ليس دقيقا، لأنّ هناك من الكفر العملي ما يخرج من الملّة وهو أكبر، كسجود للصنم، ومظاهرة الكفّار على المسلمين ونحوه ، ولذا لمّا أصبح الكفر العملي منه ما هو مخرج من الملة، ومنه ما هو غير مخرج - أصغر - قلت ليس بدقيق ، ولذا يقال الكفر الاصغر في كلام العلماء يسمى : كفر دون كفر، أو الكفر الأصغر، أو كفر لا يخرج من الملة ؟ أحسنها الأوّل ، لأنّه هو الذي جاء كثيرا على ألسنة السلف ، ثم الثاني قياسا على حديث «أخوف ما أخاف عليكم : الشرك الأصغر» ، ثمّ الثالث .
    والله أعلم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من قال من السلف بإجتماع الإيمان مع النفاق الإعتقادي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن خالد مشاهدة المشاركة
    للكفر تقسيمات كثيرة منها:
    تقسيم بأعتبار حكم الكفر
    وتقسيم باعتبار مورد الكفر
    وتقسيم باعتبار اسبابه .

    ولكن قليل من العلماء من اشار الى ان تقسيم علماء السلف الكفر الي اعتقادي وعملي انما ذلك باعتبار مورده.
    فائدة:
    تسمية الكفر الأصغر بالكفر العملي هذا صحيح في الجملة لكن ليس دقيقا، لأنّ هناك من الكفر العملي ما يخرج من الملّة وهو أكبر، كسجود للصنم، ومظاهرة الكفّار على المسلمين ونحوه ، ولذا لمّا أصبح الكفر العملي منه ما هو مخرج من الملة، ومنه ما هو غير مخرج - أصغر - قلت ليس بدقيق ، ولذا يقال الكفر الاصغر في كلام العلماء يسمى : كفر دون كفر، أو الكفر الأصغر، أو كفر لا يخرج من الملة ؟ أحسنها الأوّل ، لأنّه هو الذي جاء كثيرا على ألسنة السلف ، ثم الثاني قياسا على حديث «أخوف ما أخاف عليكم : الشرك الأصغر» ، ثمّ الثالث .
    والله أعلم
    نعم بارك الله فيك وجزاك الله خيرا هذه هى الخلاصة

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من قال من السلف بإجتماع الإيمان مع النفاق الإعتقادي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    فالجواب ان كل ما استدل به صاحب الكتاب هو من شبهات عثمان وداوود العراقى حذو القذة بالقذة فى جميع القواعد التى قعدها بلا استثناء فما هى الا شبهات للمناوئين لدعوة التوحيد فى عباءة سلفية وكما قال جل وعلا -كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا-- ومن الردود على شبهات هؤلاء - ان قواعد أهل السنة فى هذا الأصل، انهم اعتمدوا في ذلك التفصيل دون الإطلاق، ووضعوا ضوابط وشروطاً حتى تنحصرالمسألة في إطار شرعي متين.وحتى لا تتميع المسألة و يخوض فيها من يشاء كيفما شاء ومن هذه الضوابط:
    1- الحديث عن الشعب وليس عن الأصل:
    إذا قال أهل السنة إن الشخص قد يجتمع فيه إيمان وكفر، أو إيمان ونفاق، فليس مقصودهم أصل الكفر أو أصل النفاق، إنما المقصود شعبهما التي لا تضاد أصل الدين.
    وما استدل به صاحب كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف على اسلام وايمان عباد القبور هو من بعض اجوبة العراقى التى رد عليها وفند هذه الشبهة الشيخ العلامة سليمان بن سحمان --- فقول العراقى أن اجتماع الإيمان وبعض شعب الكفر في الشخص الواحد لا يلزم منه كفر هذا الشخص.
    رد عليه الشيخ العلامة سليمان ابن سحمان بقوله: (وأما قوله – أي العراقي – (والمسلم قد يجتمع فيه الكفر والإسلام والشرك والإيمان، ولا يكفر كفراً ينقله عن الملة). قال الشيخ ابن سحمان -: نعم، هذا فيما دون الشرك، والكفر الذي يخرج عن الملة) . ثم سرد بعض الشعب الشركية والكفرية، وبين أنها هي التي قد تجتمع مع الإيمان في شخص واحد، ولا يخرج من الملة بذلك.
    وبين الشيخ سليمان بن سحمان فى رده على العراقي أن ما كان شركاً أكبر، أو كفراً أكبر مما يخرج عن الملة لا يمكن أن يجتمع مع الإيمان الذي ينجو به العبد من الكفر في الدنيا، وينجو به من الخلود في النار يوم القيامة، فإنهما نقيضان، والنقيضان لا يجتمعان.
    حتى ما استدلوا به من كلام شيخ الاسلام وكلام الامام الشوكانى فى عقائد وطرائق الشرك كان من هذا الباب
    فاهموا القارئ ان كلام شيخ الاسلام والشوكانى فى الجهل بالشرك الاكبر وانه يجتمع الشرك الاكبر مع اصل الاسلام فضلوا واضلو وخابوا وخسروا
    فان شيخ الاسلام لا يذكر كلاما الا ويذكر بعده ما يزيل الاشكال وهذا كلام شيخ الاسلام--قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
    (قد يكون في الناس من معه شعبة من شعب الإيمان، وشعبة من شعب الكفر أو النفاق، ويسمى مسلماً كما نص عليه أحمد. وتمام هذا أن الإنسان قد يكون فيه شعبة من شعب الإيمان، وشعبة من شعب النفاق. وقد يكون مسلماً وفيه كفر دون الكفر الذي ينقل عن الإسلام بالكلية، كما قال ابن عباس وغيره: كفر دون كفر. وهذا قول عامة السلف، وهو الذي نص عليه أحمد وغيره قال في السارق والشارب ونحوهم ممن قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: إنه ليس بمؤمن
    قال صاحب كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف في - المبحث التاسع - نقلا عن ابن القيم رحمه الله :
    وها هنا أصل آخر وهو أن الرجل قد يجتمع فيه كفر وإيمان وشرك وتوحيد وتقوى وفجور ونفاق وإيمان هذا من أعظم أصول أهل السنة وخالفهم فيه غيرهم من أهل البدع كالخوارج والمعتزلة والقدرية ومسألة خروج أهل الكبائر من النار وتخليدهم فيها مبنية على هذا الأصل وقد دل عليه القرآن والسنة والفطرة وإجماع الصحابة ...
    -الى أن قال : تجد الرجل يصلي ويصوم ويزكي ويحج وقد تنزل به مصيبة يقول يا سيد يا بدوي يدعوا غير الله .. عنده شركيات لكنه جاهل ..!!!
    والجواب - على هذا الافتراء والتحريف لكلام الامام ابن القيم - من المزالق الخطيرة التى ترأس كبرها فى الماضى داوود العراقى فهى صنعته فى تحريف كلام شيخ الاسلام بن تيمية وابن القيم - ولكن علماء الدعوة قديما وحديثا يفندوا هذه الشبهات ويردون عليها - وانا اسأله هو وغيره ؟- - هل الأصل الذي هو من أعظم أصول أهل السنة يدل على اجتماع النقيضين الشرك الاكبر مع اصل الاسلام --هل كلام الامام العلامة ابن القيم يفهم منه
    انه قد يجتمع في الرجل أصل الكفر وأصل الإيمان معا ً!!!
    هل يعد الامام بن القيم الشرك الأكبر من المعاصي التي تجتمع مع أصل الإيمان ؟
    - هل العذر بالجهل يجعل الشرك الأكبر والمكفرات والنواقض من قبيل المعاصي التي تجتمع مع أصل الإيمان ؟
    - وما علاقة العذر بالجهل هنا --بينما نحن نقرر أصلا من أعظم أصول أهل ا لسنة والجماعة في مقابلة أقوال أهل البدع في هذا الباب ؟
    -وإذا كان عذر الجهل له هذا التأثير في تقرير الأصول على هذا الوجه فكيف بالأعذار الأخرى المتفق عليها كالإكراه والخطأ والنسيان والتأويل ....؟
    - إذن لن يبقى لنا من الأصول أصل !
    -إن كلام ابن القيم رحمه الله واضح وضوح الشمس في أن المعاصي شعب للكفر كما أن الطاعات هي شعب للإيمان ، وأن وجود شعبة من شعب الكفر " التي لا يزول الإيمان بها " مع أصل الإيمان لا يصير بها المرء كافرا ، كما أن وجود شعبة من شعب الإيمان مع أصل الكفر لا يصير بها مؤمنا والكلام كله في المعاصي والكبائر وشعب الكفر التي لا يلزم من وجودها زوال الإيمان لا في النواقض والمكفرات المجمع عليها كالشرك الأكبر !!!
    - وأين كلام صاحب كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف من كلام ابن القيم بقوله: معرفة الصواب في هذه المسألة مبني على معرفة حقيقة الإيمان والكفر ثم يصح النفي والإثبات بعد ذلك فالكفر والإيمان متقابلان إذا زال أحدهما خلفه الآخر فان الإيمان أصلا له شعب متعددة وكل شعبة منها تسمى إيمانا فالصلاة من الإيمان وكذلك الزكاة والحج والصيام والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل والخشية من الله والإنابة إليه حتى تنتهي هذه الشعب إلى إماطة الأذى عن الطريق فإنه شعبة من شعب الإيمان وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة الشهادة ومنها ما لا يزول بزوالها كترك إماطة الأذى عن الطريق وبينهما شعب متفاوتة تفاوتا عظيما منها ما يلحق بشعبة الشهادة ويكون إليها أقرب ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الأذى ويكون إليها أقرب وكذلك الكفر ذو أصل وشعب فكما أن شعب الإيمان إيمان فشعب الكفر كفر والحياء شعبة من الإيمان وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر والصدق شعبة من شعب الإيمان والكذب شعبة من شعب الكفر والصلاة والزكاة والحج والصيام من شعب الإيمان وتركها من شعب الكفر والحكم بما أنزل الله من شعب الإيمان والحكم بغير ما أنزل الله من شعب الكفر والمعاصي كلها من شعب الكفر كما أن الطاعات كلها من شعب الإيمان قسمان قولية وفعلية وكذلك شعب الكفر نوعان قولية وفعلية ومن شعب الإيمان القولبة شعبة يوجب زوالها زوال الإيمان فكذلك من شعبة الفعلية ما يوجب زوالها زوال الإيمان وكذلك شعب الكفر القولية والفعلية فكما يكفر بالإتيان بكلمة الكفر اختيارا وهي شعبة من شعب الكفر فكذلك يكفر بفعل شعبة من شعبه كالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف فهذا أصل" الصلاة وحكم تاركها ج: 1 ص: 69
    ومما يؤكد هذا المعنى أيضا أن ابن القيم رحمه الله قد ذكر في آخر كلامه - أن هذا الأصل مبني عليه مسألة خروج أهل الكبائر من النار وتخليدهم فيها فالكلام أصالة عن مرتكب الكبائر وأنها قد تجتمع مع أصل الأيمان وإن سميت كفرا فهي شعبة من شعبه لا يزول الإيمان بزوالها وانما صار هلاء الى التحرف والتلبيس لايهام القارئ ان ابن القيم رحمه الله يقرر أنه يجتمع في المرء الكفر الاكبر مع الايمان والشرك الاكبر مع التوحيد ليخلصوا من ذلك الى عذر عباد القبور --هل هذه هى السلفية --نعم هى سلفية ولكن سلفية لمن ؟ --أترك الجواب لمن قرأ الادلة
    إذا قال أهلُ السُّنَّةِ: إنَّ الشَّخصَ قد يجتَمِعُ فيه إيمانٌ وكُفرٌ، أو إيمانٌ ونِفاقٌ، فليس مقصودُهم أصلَ الكُفْرِ أو أصلَ النِّفاقِ، إنَّما المقصودُ شُعَبُهما التي لا تُضادُّ أصلَ الدِّينِ.
    ولَمَّا لم يفهَمْ أحدُ مُبتَدِعةِ العراقِ هذه المسألةَ حاول أن يبَرِّرَ ما عليه قَومُه من الشِّركِ بعبادةِ غيرِ اللهِ مِن المقبورينَ والذَّبحِ لهم، فحاول نفيَ الشِّركِ عنهم بهذا الأصلِ الذي أُثِرَ عن السَّلَفِ، وهو أنَّ اجتماعَ الإيمانِ وبَعضَ شُعَبِ الكُفْرِ في الشَّخصِ الواحِدِ لا يلزَمُ منه كُفرُ هذا الشَّخصِ، فرَدَّ عليه ابنُ سحمانَ بقَولِه: (أمَّا قَولُه أي: العراقيِّ: المُسلِم قد يجتَمِعُ فيه الكُفْرُ والإسلامُ، والشِّركُ والإيمانُ، ولا يَكفُرُ كُفرًا ينقُلُه عن المِلَّةِ. فأقولُ: نعم، هذا فيما دون الشِّرْكِ والكُفْرِ الذي يُخرِجُ عن المِلَّةِ)[ضوابط اهل السنة فى اجتماع الايمان مع بعض شعب الكفر]

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من قال من السلف بإجتماع الإيمان مع النفاق الإعتقادي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    إ (أمَّا قَولُه أي: العراقيِّ: المُسلِم قد يجتَمِعُ فيه الكُفْرُ والإسلامُ، والشِّركُ والإيمانُ، ولا يَكفُرُ كُفرًا ينقُلُه عن المِلَّةِ. فأقولُ: نعم، هذا فيما دون الشِّرْكِ والكُفْرِ الذي يُخرِجُ عن المِلَّةِ)
    نعم
    أصلُ الإيمانِ: هو الحَدُّ الأدنى من الإيمانِ، فلا يوجَدُ الإيمانُ بدونِه، ويُطلَقُ عليه أيضًا: الإيمانُ المجمَلُ.
    قال ابنُ تيميَّةَ: (عامَّةُ النَّاسِ إذا أسلموا بعد كُفرٍ أو وُلِدوا على الإسلامِ والتَزَموا شرائِعَه، وكانوا من أهلِ الطَّاعةِ للهِ ورَسولِه؛ فهم مُسلِمون، ومعهم إيمانٌ مُجمَلٌ، ولكِنْ دُخولُ حقيقةِ الإيمانِ إلى قلوبِهم إنَّما يحصُلُ شيئًا فشيئًا إن أعطاهم اللهُ ذلك) () .
    ويُسَمَّى أيضًا بمُطلَقِ الإيمانِ؛ لأنَّ صاحِبَه داخِلٌ في مُسَمَّى الإيمانِ؛ لأنَّه قد ثبت له أصلُ الإيمانِ، فيُعَدُّ من أهلِه، ولكِنْ لا يُعطى له اسمُ الإيمانِ مُطلقًا؛ لأنَّ الإيمانَ إذا أُطلِقَ يرادُ به جميعُ الشَّرائِعِ الواجِبةِ والمستحَبَّةِ، واسمُ المُؤمِنِ إذا أُطلِقَ فيرادُ به من أتى بالإيمانِ الواجِبِ، ولكِنَّه يُعطى له مُطلَقُ الاسمِ؛ لصِحَّةِ نِسبةِ صاحِبِه إليه، ولو لم يأتِ بكَمالِه الواجِبِ، فهو مُؤمِنٌ ناقِصُ الإيمانِ بسَبَبِ تقصيرِه وتفريطِه في الواجِباتِ، وركوبِه المحارمَ، فهو مُؤمِنٌ بإيمانِه، فاسِقٌ بتفريطِه وارتكابِه الكبائِرَ.
    ومرتبةُ أصلِ الإيمانِ يقابِلُها الكُفرُ، فهي مرتبةٌ لا تَقبَلُ النُّقصانَ؛ فإنَّ المخِلَّ بها لا تثبُتُ له قَدَمُ الإسلامِ، فكُلُّ من لم يأتِ بأصلِ الإيمانِ فهو كافِرٌ، ولَمَّا كان أصلُ الإيمانِ يقابِلُ الكُفرَ، والكُفرُ يُضادُّه، فإنَّ كُلَّ ذنبٍ مُكَفِّرٍ مِن قَولٍ أو فِعلٍ أو اعتقادٍ، يَهدِمُ أصلَ الإيمانِ، ويَشمَلُ أصلَ الإيمانِ على أقوالٍ، والاحترازَ عن كُلِّ ما تخِلُّ به من المكَفِّراتِ، أو ما يُسَمَّى بنواقِضِ الإيمانِ.
    ومن أتى بأصلِ الإيمانِ تَثبُتُ له في الدُّنيا جميعُ الأحكامِ الشَّرعيَّةِ المترتِّبةِ على الإيمانِ.
    وإن مات عليه فإنَّه ناجٍ من الخُلودِ في النَّارِ، وإن ارتكَب المعاصيَ وقَصَّر وفَرَّط فهو في مشيئةِ اللهِ، إن شاء عفا عنه فدخَلَ الجنَّةَ ابتداءً لشَرَفِ ما قام بقَلْبِه من توحيدٍ وإخلاصٍ، وأدركَتْه شفاعةُ الشَّافعين، وإن شاء عَذَّبه ثمَّ دخل الجنَّةَ بعد ذلك؛ لقَولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((من لَقِيَ اللهَ لا يُشرِكُ باللهِ شيئًا، دخل الجنَّةَ)) () .
    وكلُّ من نفى عنه الشَّارعُ اسمَ الإيمانِ من أهلِ المعاصي فإنَّهم من أهلِ هذه المرتبةِ، فإنَّ نفيَ الشَّارعِ يدُل ُّعلى تقصيرِه في الإيمانِ الواجِبِ، فإنَّ الشَّارعَ لا ينفي اسمَ الإيمانِ إلَّا لتَرْكِ واجبٍ أو فِعلٍ محرَّمٍ يُنافي الإيمانَ الواجِبَ، ولا يخرُجُ المرءُ من هذه المرتبةِ إلَّا بالكُفرِ والخُروجِ عن المِلَّةِ. والعياذُ باللهِ () .
    قال محمَّدُ بنُ نَصرٍ المروزيُّ: (الكُفرُ ضِدٌّ لأصلِ الإيمانِ؛ لأنَّ للإيمانِ أصلًا وفرعًا، فلا يَثبُتُ الكُفرُ حتى يزولَ أصلُ الإيمانِ الذي هو ضِدُّ الكُفرِ) () .
    وقال الشيخ محمَّدُ بنُ عبدِ الوَهَّابِ: (أصلُ الإسلامِ وقاعدتُه: شهادةُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وهي أصلُ الإيمانِ باللهِ وَحْدَه، وهي أفضَلُ شُعَبِ الإيمانِ، وهذا الأصلُ لا بُدَّ فيه من العِلمِ والعَمَلِ والإقرارِ، بإجماعِ المُسلِمين، ومدلولُه: وجوبُ عبادةِ اللهِ وَحْدَه لا شريكَ له، والبراءةُ من عبادةِ ما سِواه، كائنًا من كان، وهذا هو الحكمةُ التي خُلِقَت لها الجِنُّ والإنسُ، وأُرسِلَت لها الرُّسُلُ، وأُنزِلَت بها الكُتُبُ، وهي تتضَمَّنُ كَمالَ الذُّلِّ والحُبِّ، وتتضَمَّنُ كمالَ الطَّاعةِ والتعظيمِ، وهذا هو دينُ الإسلامِ، الذي لا يَقبَلُ اللهُ دينًا سِواه، لا من الأوَّلين ولا من الآخِرينَ) () .
    وقال عبدُ الرَّحمنِ بنُ حَسَن آل الشَّيخ: (مُطلَقُ الإيمانِ هو وَصفُ المُسلِمِ الذي معه أصلُ الإيمانِ الذي لا يتِمُّ إسلامُه إلَّا به، بل لا يَصِحُّ إلَّا به؛ فهذا في أدنى مراتِبِ الدِّينِ، إذا كان مُصِرًّا على ذَنبٍ أو تاركًا لِما وجب عليه مع القُدرةِ عليه) () .
    وقال ابنُ باز: (قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا يزني الزَّاني حين يزني وهو مُؤمِنٌ، ولا يَسرِقُ السَّارِقُ حين يَسرِقُ وهو مُؤمِنٌ، ولا يَشرَبُ الخَمرَ حين يَشرَبُها وهو مُؤمِنٌ، ولا يَنتَهِبُ نُهبةً، يرفَعُ النَّاسُ إليه فيها أبصارَهم، حين ينتَهِبُها وهو مُؤمِنٌ)). متَّفَقٌ عليه () . وفي رواية لمُسلِم: ((وإنْ صَلَّى وصام وزعم أنَّه مُسلِمٌ)) () .
    وهذا يدُلُّ على أنَّ الإيمانَ يرتَفِعُ بهذه المعاصي الكبيرةِ، ويبقى أصلُه فقط، وأنَّ أصلَه باقٍ مع المُسلِم، لكِنْ كَمالُه وتمامُه يرتَفِعُ بهذه الكبائِرِ؛ كالزِّنا والسَّرِقةِ وشُربِ الخَمرِ وأكْلِ أموالِ النَّاسِ ونحوِ ذلك؛ لأنَّ هذا ينافي الإيمانَ الواجِبَ، ويرتفِعُ الإيمانُ الواجِبُ الذي يمنَعُه ممَّا حَرَّم اللهُ، ومن كونِ إيمانِه كاملًا، ومن كونِ إيمانِه الواجِبِ حاضِرًا) () .
    وقال ابنُ عُثَيمين: (الفَرقُ بين الشَّيءِ المطلَقِ ومُطلَقِ الشَّيءِ؛ أنَّ الشَّيءَ المُطلَقَ يعني: الكَمالَ. ومُطلَقَ الشَّيءِ يعني: أصلَ الشَّيءِ؛ فالمُؤمِنُ الفاعِلُ للكبيرةِ عنده مُطلَقُ الإيمانِ، فأصلُ الإيمانِ موجودٌ عِندَه، لكِنْ كمالُه مفقودٌ)

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من قال من السلف بإجتماع الإيمان مع النفاق الإعتقادي

    قال ابنُ القَيِّمِ:
    (وشُعَبُ الإيمانِ قِسمان: قوليَّةٌ، وفعليَّة، وكذلك شُعَبُ الكُفْرِ نوعان: قوليَّة وفعليَّة، ومن شعَبِ الإيمان القَوْليَّة: شُعبةٌ يُوجِبُ زوالُها زوالَ الإيمانَ، فكذلك مِن شُعَبِه الفِعْليَّةِ ما يُوجِبُ زوالَ الإيمانِ، وكذلك شُعَبُ الكُفْرِ القَوْليَّةُ والفِعْليَّةُ، فكما يَكفُرُ بالإتيانِ بكَلِمةِ الكُفْرِ اختيارًا، وهي شُعبةٌ مِن شُعَبِ الكُفْرِ، فكذلك يَكفُرُ بفِعلِ شُعبةٍ من شُعَبِه، كالسُّجودِ للصَّنَمِ، والاستهانَةِ بالمصحَفِ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •