الجنة هي مطلب المؤمنين وأمل الصادقين ورجاء المتقين؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل: «كيف تقول في الصلاة؟»، قال: أتشهد وأقول: اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار، أما أني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «حولها ندندن»[1]. ندندن: أي دعاؤنا حول ذلك.
وهذه بعض الأعمال التي تدخل الجنة برحمة الله عز وجل:
1- من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله ولم يشـرك بالله شيئًا، عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أتاني جبريل فبشـرني، أنه من مات لا يشـرك بالله شيئًا دخل الجنة»، قلت: وإن سـرق وإن زنى، قال: «وإن سـرق وإن زنى»[2].
2- الإيمان والعمل الصالح؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم»[3].
3- الطهارة الدائمة من الحدَثين؛ قال صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يتوضأ فيُحسن وضوءَه، ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبل عليهما بقلبه ووجهه، إلا وجبت له الجنة»، قال: فقلت: ما أجود هذه! فإذا قائل بين يدي يقول: التي قبلها أجود فنظرت، فإذا عمر قال: إني قد رأيتك جئت آنفًا، قال: ما منكم من أحدٍ يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيهما شاء"[4].
4- المحافظة على الصلاة.
عن عبدالله بن مسعود قال: قلت: يا نبي الله، أي الأعمال أقرب إلى الجنة؟ قال: «الصلاة على مواقيتها»، قلت: وماذا يا نبي الله؟ قال: «بر الوالدين»، قلت: وماذا يا نبي الله؟ قال: «الجهاد في سبيل الله»[5].
وكذلك ما رواه مسلم من حديث معدان اليعمري حينما لقي ثوبان رضي الله عنه، فسأله عن عمل يعمله يدخله الجنة، فقال: إني سألت رسول الله عن هذا فأوصاني بكثرة السجود".
5- بر الوالدين وصلة الأرحام.
قال صلى الله عليه وسلم: «رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه»، قيل: من يا رسول الله؟ قال: «من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة»[6]، وعن أبي أيوب قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: دُلَّني على عمل أعمله يدنيني من الجنة، ويباعدني من النار، قال: «تعبد الله لا تشـرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصِل رَحِمَك»[7].
6- طلب العلم الشـرعي الخالص لوجه الله عز وجل؛ قال صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة»[8].
7- خشية الله في السـر والعلن؛ قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 40، 41].
8- حب كلام الله عز وجل، وسورة الإخلاص: كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، وكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به، افتتح بـ (قل هو الله أحد) حتى يفرغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلَّمه أصحابه، فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة، ثم لا تدري أنها تجزئك حتى تقرأ بأخرى، فإما تقرأ بها، وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى، فقال: ما أنا بتاركها إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرون أنه من أفضلهم، وكرِهوا أن يؤمهم غيرُه، فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال: «يا فلان، ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك، وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟»، فقال: إني أحبها، فقال: «حبُّك إياها أدخلك الجنة»[9].
9- الصبر على فقد الأولاد الذين لم يبلغوا الحنث: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسوةٍ من الأنصارٍ: «لا يموت لإحداكنَّ ثلاثةٌ من الولدِ فتحتسِبه، إلا دخلت الجنةَ،فقالت امرأةٌ منهن: أو اثنَين؟ يا رسولَ اللهِ! قال: أو اثنَين»[10].
10- حفظ الفرج واللسان: قال صلى الله عليه وسلم: «من توكَّل لي ما بين رجليه وما بين لحييه، توكَّلْتُ له بالجنةِ»[11].
11- الحكم بالعدل: وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «إمام عادل»[12].
12- الإحسان: قال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل أحد الجنة إلا أُري مقعده من النار، لو أساء ليزداد شكرًا، ولا يدخل النار أحد إلا أُري مقعده من الجنة لو أحس ليكون عليه حسـرة»[13].
13- البر والصدق: قال صلى الله عليه وسلم: «إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكتَب عند الله صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابًا»[14].
14- أربع خصال يسيرة تدخل الجنة:
قال صلى الله عليه وسلم: «من أصبح منكم اليوم صائمًا؟»، قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، قال: «فمن تبِع منكم اليوم جنازة؟»، قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، قال: «فمن أطعم اليوم مسكينًا؟»، قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، قال: «فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟»، قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، فقال صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمعت في امرئ إلا دخل الجنة»[15].
15- الصـــــبر: وبما أن الصبر أنواع، صبر على المرض وعلى الدعوة ... إلخ، نذكر دليلًا شاملًا لجميع الأنواع؛ قال تعالى: ﴿ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 12].
16- التوكل على الله عز وجل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا بغير حساب»، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: «فهم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون»[16].
17- حسن الظن بالله عز وجل: قال صلى الله عليه وسلم: «أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليَّ بشبر تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة»[17].
18- الرحمة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشـرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: «من لا يَرحم لا يُرحم»[18].
19- كفالة اليتيم: قال صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى»[19].
20- إنظار الموسـر والتجاوز عن المعسـر: قال صلى الله عليه وسلم: «إن رجلًا كان فيمن كان قبلكم، أتاه الملك ليقبض روحه، فقيل له: هل عملت من خير؟ قال: ما أعلم، قيل له: أنظر، قال: ما أعلم شيئًا غير إني كنت أبايع الناس في الدنيا وأجازيهم، فأنظر الموسـر، وأتجاوز عن المعسـر، فأدخله الله الجنة»[20].
21- بناء المساجد: قال صلى الله عليه وسلم: «من بنى مسجدًا يبتغي به وجه الله، بنى الله له مثله في الجنة»[21].
22- زيارة المريض:
قال صلى الله عليه وسلم: «من عاد مريضًا لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع»[22].
23- حسن الخلق:
قال صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيمُ بيتٍ في ربضِ الجنةِ لمن ترك المِراءَ وإن كان محقًّا، وبيتٍ في وسطِ الجنة لمن ترك الكذبَ وإن كان مازحًا، وبيتٍ في أعلى الجنةِ لمن حَسُنَ خُلُقُه»[23].
24- إحصاء وحفظ أسماء الله الحسنى:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحد، من أحصاها دخل الجنة»[24]، وفي رواية: «لله تسعة وتسعون اسمًا من حفِظها دخل الجنة، وإن الله وتر يحب الوتر» [25].
-------------------------
[1] رواه أحمد، وأبو داود.
[2] رواه البخاري.
[3] رواه مسلم.
[4] رواه مسلم.
[5] رواه مسلم.
[6] رواه مسلم.
[7] رواه مسلم.
[8] رواه مسلم.
[9] رواه البخاري.
[10] رواه مسلم.
[11] رواه البخاري.
[12] رواه البخاري.
[13] رواه البخاري.
[14] متفق عليه.
[15] رواه مسلم.
[16] رواه مسلم.
[17] رواه البخاري، ومسلم.
[18] رواه البخاري.
[19] رواه البخاري، ومسلم.
[20] رواه البخاري.
[21] رواه البخاري.
[22] رواه مسلم.
[23] رواه أبو داود، وقال النووي: حديث صحيح بإسناد صحيح.
[24] رواه البخاري، ومسلم.
[25] رواه مسلم.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/137031/#ixzz64PDqBtSV