الطلاق بدون قصد


أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة



السؤال

الملخص: رجل حدَثت بينه وبين زوجته مشكلات، وذات مرة جلس يفكِّر في هذا الأمر، واستمر في التفكير والتخيل حتى نطَق كلمة الطلاق، ولم يكن يريد ذلك، ويسأل هل يقع هذا الطلاق؟ التفاصيل: أنا رجل متزوج ولدي أولاد، حدث بيني وبين زوجتي بعض المشكلات والمشاحنات، ذات مرة ذهبنا إلى بيتها أهلها للزيارة، وبعد أن جلَسنا أخذتْ زوجتي تشكوني أمامهم، فحاوَل أبوها تهدئتها، فزادتْ في الشكوى وارتفَع صوتها، عندها دخل أخوها وحاول الاعتداء عليَّ، وأخرج الأولاد خارج المنزل، وقد حاول أهلُه منعَه، أما أنا فلم أرُدَّ حفاظًا على لَمِّ شَمْل الأسرة. ذهبتُ إلى بيتي ومعي زوجتي، فجاء أهلها إلى بيتي لتَرْضِيتي، لكني منذ ذلك الوقت أقول لنفسي بعد رجوعي إلى عملي في إحدى الدول: كان يجب أن أطلِّقها وقتَها حفاظًا على كرامتي. كثيرًا ما أتخيَّل هذا الموقف وأُفكر فيه، لكني منذ يومين تخيَّلتُ ذلك الموقف بالتفصيل، وفجأةً نطقتُ قائلًا: أنتِ طالق، تبعًا للتخيُّل، وحزِنت كثيرًا بعدها؛ لأني لا أريد الطلاق، وزوجتي تحسَّنت كثيرًا بعد هذا الموقف، فهل يقع هذا الطلاق؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد: فأولًا: مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لك ولأهلك الهداية والتوفيق والتيسير والسداد. ثانيًا: لا يقع هذا الطلاق؛ لأنك غيرُ قاصدٍ له، فهو سبقُ لسان منك، تبعًا لخواطر نفسك، فمِن شروط وقوع الطلاق: القصد والاختيار، ومعناه: قصد اللفظ الموجب للطلاق على جهة الإنشاء له، ومن غير إكراه ونحو؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (كل لفظٍ بغير قصد من المتكلم لسهوٍ وسبقِ لسان وعدم عقل، فإنه لا يترتَّب عليه حُكمٌ)؛ [مجموع الفتاوى: (33/ 107)]. والنصيحة لك أيها الأخ الفاضل: تجنَّب التفكير في الطلاق؛ فالمرء لا يدري ربما تكلم بكلمة يندم عليها، والله أعلم، هذا وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.