تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: هاء الرفع وهاء الخفض

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    4

    افتراضي هاء الرفع وهاء الخفض

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    { هاء الرفعة وهاء الخفض }
    فما حكاية هاء الرفعة وهاء الخفض
    ** هاء الرفعة : هي الهاء المضمومة في كلمة ( عليهُ ) في قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا }
    الأصل أن تكون الهاء في » عليهِ « مكسورة ، ولكن جاءت هنا مضمومة ، والضم علامة الرفع ، والمقام مقام رفعة ، فكأن الرفعة أصابت الهاء في » عليه « فكان من غير المناسب أن تبقى مكسورة ، لأن الكسرة لا تناسب هذا الجو ، لذلك تحولت الكسرة إلى الضمة علامة الرفع ، انعكس الجو على حركة الهاء ، والآية أيضاً تتحدث عن الوفاء بالعهد والبيعة ، ولما كان الوفاء بالبيعة دليل على صدق المبايع ، وعلوِّ همته ، ورفعة نفسه، وسمو خلقه ،لذا جاءت الهاء مضمومة ، وكأن علامة الرفع جاءت من قوله تعالى :
    " يد الله فوق أيديهم ".
    ** هاء الخفض : وهناك هاء أخرى في القرآن الكريم ، تقابل هاء الرفعة ، وهي هاء الخفض، وهي الهاء التي دخل عليها حرف الجر » في « في قوله تبارك وتعالى: { وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا }
    فقد نص علماء القراءات والتجويد على إشباع كسرة الهاء في قوله تعالى : " ويخلد فيه مهاناً " فتقرأ هكذا ( ويخلد فيهي مهاناً ) بالإشباع مع أن الهاء في مثيلاتها يكتفى بكسرتها ، فلماذا مدت الهاء هنا أكثر من حركتين ، إن وراء الهاء سراً دفيناً وعجيباً ، وهو أن الذي دعا إلى هذا هو السياق الذي وردت فيه ، فقد سبقها ذكر مجموعة من المعاصي والفواحش التي لا يفعلها عباد الرحمن ، ثم ذكرت الآيات ما يترتب على هذه الكبائر من عقوبة ، وهي العذاب المضاعف مهاناً ذليلاً خاسئاً ، ولما نقرأ الآية ونصل إلى قوله تبارك وتعالى : { ويخلد فيه مهاناً } يصور الله تعالى لنا المشهد المهيب وكأننا نلحظ بأبصارنا إلقاء صاحب تلك المعاصي وهو يهوي في قاع جهنم ، وحينما نمدُّ الهاء في
    » فيه « أكثر من حركتين ، كأن نفس القارئ ينزل إلى أسفل نحو رئتيه ، وبذلك يساعد على الإنزال والخفض ، وكأننا بهذا المد الخاص هنا فقط نساعد على إنزال المجرم في هوة جهنم ، ومسارعة سقوطه فيها
    وصدق من قال :
    "هو الحبل المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم، وهو الذي لا تلبس على الألسن، ولا يخلق من كثرة القراءة، ولا تشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه."

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    145

    افتراضي رد: هاء الرفع وهاء الخفض

    فائدة طيبة

    جزيتم خيرا .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    حيثُ أكون
    المشاركات
    426

    افتراضي رد: هاء الرفع وهاء الخفض

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة االأنصاري مشاهدة المشاركة
    الأصل أن تكون الهاء في » عليهِ « مكسورة ، ولكن جاءت هنا مضمومة ، والضم علامة الرفع ، والمقام مقام رفعة ، فكأن الرفعة أصابت الهاء في » عليه « فكان من غير المناسب أن تبقى مكسورة ، لأن الكسرة لا تناسب هذا الجو ، لذلك تحولت الكسرة إلى الضمة علامة الرفع
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة االأنصاري مشاهدة المشاركة
    فقد نص علماء القراءات والتجويد على إشباع كسرة الهاء في قوله تعالى : " ويخلد فيه مهاناً " فتقرأ هكذا ( ويخلد فيهي مهاناً ) بالإشباع مع أن الهاء في مثيلاتها يكتفى بكسرتها ، فلماذا مدت الهاء هنا أكثر من حركتين ، إن وراء الهاء سراً دفيناً وعجيباً ، وهو أن الذي دعا إلى هذا هو السياق الذي وردت فيه
    بارك الله فيك أخي الكريم،،
    معلوم أن القراءات المتواترة عشر، ولكل قراءة راويان، فيصبح عدد الروايات عشرين رواية..
    هاء الكناية لها حالات أربع مع القراء:
    ثلاث حالات متفق عليها،
    - فحالتان متفق عليهما بعدم الصلة:
    1- إذا وقعت الهاء بعد متحرك وقبل ساكن مثل قوله تعالى "سبحان الذي نزل على عبدِهِ الكتاب"،
    2- وكذالك إذا وقعت بين ساكنين مثل قوله تعالى: "إليْهِ المصير"،
    3- ومتفق على الصلة في حالة واحدة إذا كان وقوعها بين متحركين مثل قوله تعالى "لنريَهو مِن آياتنا"
    4- والحالة الرابعة:
    إذا وقعت بعد ساكن وقبل متحرك، فالقراء يقرأونها من غير صلة إلا أن ابن كثير (صاحب القراءة) يصل الهاء بواو عند الضم، مثل قوله تعالى "اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم" ، وبياء عند الكسر مثل قوله تعالى "لا ريب فيْه وَوفيت"، ولم يتفق مع ابن كثير إلا حفص الراوي عن عاصم في موضع واحد وهو قوله تعالى: "ويخلد فيهي مهانا"، وحفص (الراوي عن عاصم) انفرد بالضم في موضعين في قوله تعالى: "وما أنسانيْهُ إلا" ، "عاهد عليْهُ الله"..

    إذن القراء على الكسر، ولم يقرأ بالضم غير حفص، فكيف تقول أخي الكريم:
    "من غير المناسب أن تبقى مكسورة ، لأن الكسرة لا تناسب هذا الجو"!!
    كان من الأولى أن تقول:
    لعل الفائدة في قراءتها بالضم كذا وكذا... وإلا لصار الكسر عند القراء التسعة غير مناسب.

    ثم تقول:
    "فقد نص علماء القراءات والتجويد على إشباع كسرة الهاء في قوله تعالى : " ويخلد فيه مهاناً " فتقرأ هكذا ( ويخلد فيهي مهاناً ) بالإشباع مع أن الهاء في مثيلاتها يكتفى بكسرتها".

    يا أخي: الإشباع هنا فقط في قراءة ابن كثير ورواية حفص عن عاصم، وكان الأولى أن تقول:
    "فقد نص علماء القراءات والتجويد على إشباع كسرة الهاء في قراءة ابن كثير و رواية حفص عن عاصم.."
    "آمنت بالله، وبما جاء عن الله، على مراد الله،
    وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، على مراد رسول الله"
    مواضيع متنوعة عن الرافضة هـــــــــــــن ــــــا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    350

    افتراضي رد: هاء الرفع وهاء الخفض

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة االأنصاري مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    { هاء الرفعة وهاء الخفض }
    فما حكاية هاء الرفعة وهاء الخفض
    ** هاء الرفعة : هي الهاء المضمومة في كلمة ( عليهُ ) في قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا }
    الأصل أن تكون الهاء في » عليهِ « مكسورة ، ولكن جاءت هنا مضمومة ، والضم علامة الرفع ، والمقام مقام رفعة ، فكأن الرفعة أصابت الهاء في » عليه « فكان من غير المناسب أن تبقى مكسورة ، لأن الكسرة لا تناسب هذا الجو ، لذلك تحولت الكسرة إلى الضمة علامة الرفع ، انعكس الجو على حركة الهاء ، والآية أيضاً تتحدث عن الوفاء بالعهد والبيعة ، ولما كان الوفاء بالبيعة دليل على صدق المبايع ، وعلوِّ همته ، ورفعة نفسه، وسمو خلقه ،لذا جاءت الهاء مضمومة ، وكأن علامة الرفع جاءت من قوله تعالى :
    " يد الله فوق أيديهم ".
    ** هاء الخفض : وهناك هاء أخرى في القرآن الكريم ، تقابل هاء الرفعة ، وهي هاء الخفض، وهي الهاء التي دخل عليها حرف الجر » في « في قوله تبارك وتعالى: { وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا }
    فقد نص علماء القراءات والتجويد على إشباع كسرة الهاء في قوله تعالى : " ويخلد فيه مهاناً " فتقرأ هكذا ( ويخلد فيهي مهاناً ) بالإشباع مع أن الهاء في مثيلاتها يكتفى بكسرتها ، فلماذا مدت الهاء هنا أكثر من حركتين ، إن وراء الهاء سراً دفيناً وعجيباً ، وهو أن الذي دعا إلى هذا هو السياق الذي وردت فيه ، فقد سبقها ذكر مجموعة من المعاصي والفواحش التي لا يفعلها عباد الرحمن ، ثم ذكرت الآيات ما يترتب على هذه الكبائر من عقوبة ، وهي العذاب المضاعف مهاناً ذليلاً خاسئاً ، ولما نقرأ الآية ونصل إلى قوله تبارك وتعالى : { ويخلد فيه مهاناً } يصور الله تعالى لنا المشهد المهيب وكأننا نلحظ بأبصارنا إلقاء صاحب تلك المعاصي وهو يهوي في قاع جهنم ، وحينما نمدُّ الهاء في
    » فيه « أكثر من حركتين ، كأن نفس القارئ ينزل إلى أسفل نحو رئتيه ، وبذلك يساعد على الإنزال والخفض ، وكأننا بهذا المد الخاص هنا فقط نساعد على إنزال المجرم في هوة جهنم ، ومسارعة سقوطه فيها
    وصدق من قال :
    "هو الحبل المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم، وهو الذي لا تلبس على الألسن، ولا يخلق من كثرة القراءة، ولا تشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه."
    هذا من كيس القراء ما أنزل الله به من سلطان وبدل هذه الأشياء ينبغي للقراء العناية بالفقه فالكثير منهم جاهل جهلا مركب .
    قال شيخ الإسلام : ولهذا يحتاج المتدين المتورع إلى علم كثير بالكتاب والسنة والفقه في الدين وإلا فقد يفسد تورعه الفاسد أكثر مما يصلحه كما فعله الكفار وأهل البدع من الخوارج والروافض وغيرهم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •