تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: والبعث بعد الموت حق

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي والبعث بعد الموت حق

    والبعث بعد الموت حق.
    الشرح: كذلك مما يجب الإيمان به, وهو من الإيمان باليوم الآخر, الإيمان بالبعث، والبعث هو: إعادة الأموات أحياء, ينبعثون من قبورهم أحياء بعدما كانوا تراباً وعظاماً ورميماً, فإن الله يعيدهم سبحانه وتعالى كما كانوا بقدرته سبحانه؛ ليجزيهم بأعمالهم التي عملوها, فالدنيا دار عمل, والآخرة دار جزاء, فلا بد من البعث للجزاء والحساب,ولا ينتهي الأمر عند الدنيا، بل هناك دار أخرى هي دار الجزاء, فلو لم يكن هناك بعث للجزاء للزم على ذلك العبث في أفعال الله سبحانه وتعالى,فكانت بلا نتيجة, أفعالاًبلا نتيجة, قال تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق}. فلا بد من دار بإثارة المحسن ومعاقبة المسيء فالله سبحانه منزه عن العبث أن يخلق خلقاً عبثاً، بل خلقهم لحكمة وغاية، وهي البعث والنشور والجزاء على الأعمال، إن خيراً فخير، وإن شرا فشر, وذلك أن الله يعيد أجساداً, ويجمعها من التراب والعظام,وتبني أجسامهم كما كانت, ثم بعد ذلك يأمر إسرافيل بالنفخ في الصور, فينفخ في الصور؛ فتطير كل روح.
    والصور هو القرن الذي فيه الأرواح,فتطير كل روح إلى جسدها,فيحيى هذا الجسد ويتحرك, ثم يخرجون من قبورهم ويمشون إلى المحشر,
    {يخرجون من الأجداث} يعني: من القبور,يخرجون, ويذهبون إلى المحشر، {كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع} يدعوهم إلى الحشر، فيذهبون, لا أحد يتخلف، {يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون},{ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون}.
    هذه قدرة الله سبحانه وتعالى, وقد أنكر المشركون البعث: {وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا }{ وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أئنا لفي خلق جديد},{أئذا كنا تراباأئنا لفي خلق جديد} استغربوا, يعني: كيف يعود التراب, وتدب فيه الحياة, وكيف هذه العظام التي فنيت وهذه الشعور التي فنيت, وهذه اللحوم التي تمزقت,كيف تعود مرة ثانية؟
    استبعدوا هذا ونفوه؛ بناء على عقولهم, ولم يعلموا أن الذي خلقهم أول مرة قادر على أن يعيدهم {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه}, {ماخلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة} الله لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى, لماذا لم يستغربوا خلقهم أول مرة وهم كانوا عدماً؟ كانوا في الزمان الماضي عدما, ما لهم وجود, ولا عظام, ولا شيء, {وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً},ما لهم عظام ولا تراب ولا شيء أبداً، أوجدهم الله من عدم.
    فالذي أوجدهم من عدم ألا يقدر أن يعيد أجسامهم ورميمهم وعظامهم كما كانت؟ لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى, فهذا هو البعث, البعث من القبور، حين ينفخ إسرافيل في الصور: {ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون}.
    والنفخ في الصور ذكره الله ثلاث مرات:
    المرة الأولى: نفخة الفزع: {ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله} هذه نفخة الفزع.
    والنفخة الثانية: نفخة الصعق، والنفخة الثالثة نفخة البعث,وهما مذكورتان في آخر سورة الزمر,كما قال الله سبحانه وتعالى: {ونفخ في الصور فصعق} يعني: مات, {من في السماوات والأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى} هذه النفخة الثالثة,{نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون},هذه نفخة البعث.
    فالأولى نفخة الفزع، والثانية نفخة الصعق وهو الموت، والثالثة نفخة البعث{فإذا هم قيام ينظرون} قيام من القبور, ينظرون إلى ما حولهم كما كانوا ينظرون في الدنيا.[شرح لمعة الاعتقاد للشيخ صالح الفوزان]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: والبعث بعد الموت حق

    يقول الشيخ صالح ال الشيخ ---الناس يحشرون يوم القيامة، فالناس إذا ماتوا وكانوا في قبورهم يَبلى كل شيء من ابن آدم إلا عَجْبَ الذنب، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما أنّ أبا هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كل شيء يبلى من ابن آدم إلا عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة» فتبقى هذه البذور لآخر العظام عظام العمود الفقري, عجب الذنب، يبقى في الأرض كبذرة ينبت منها جسم صاحبها إذا أراد الله جل وعلا بعث الورى، فإذا نفخ في الصور نفخة الصعق، وماتت الخلائق جميعا إلا من شاء الله، بعث الله جل وعلا سحابا يحمل مطرا كمني الرجال، فتُمطر الأرض منه أربعين صباحا، فتنبت منه أجسام الورى, تنبت منه أجسام الناس، حتى تكون على أكمل هيئة شباب في سن ثلاث وثلاثين، الصغير والكبير يكونون على هذا السن إلا بعض الخلائق، ثم إذا كانوا و شبّت أجسامهم وأخرجت الأرض أثقالها ولم يكن في الأجسام أرواح، نُفخ في الصور نفخة البعث، فتنطلق الأرواح من الصور إلى نفس كل صاحب نفس، فتهتز الأجسام بالأرواح، ويحشرون إلى أرض المحشر، وصف ذلك ابن القيم رحمه الله في نونيته وصفا بليغا جيدا يحسن حفظه من طالب العلم فقال رحمه الله:
    وإذا أرادالله إخراج الورى
    بعد الممات إلى المعاد الثاني
    ?ألقىعلى الأرض التي هم تحتها
    والله مقتدر وذو سلطان
    ?مطرا غليظا أبيضا متتابعا
    عشرا وعشرا بعدها عشران
    ?فتظل تنبت منه أجسام الورى
    مثل النبات كأجمل الريحان
    ?حتى إذا ما الأم حان ولادها
    وتمخضت فنفاسها متداني
    أوحى لها رب السماء فتشققت
    فإذا الجنين كأكمل الشبان
    ثم إذا بعث الله جل وعلا الناس ورجعت الأرواح إلى الأجسام سيق الناس إلى أرض المحشر؛ منهم الراكب، ومنهم من يُساق سوقا، منهم السعيد في حشره إلى أرض المحشر، ومنهم من يفد على الرحمن وفدا، ومنهم من يساق إلى جهنم وردا, في عرصات القيامة تكون أمور عظام.
    ومنها حوض نبينا - صلى الله عليه وسلم -، والحوض يكون في أول ما يقدم الناس على عرصات القيامة، يكون حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - وماؤه من نهر الكوثر في الجنة، كما جاء إثبات ذلك في غير ما حديث بأن الحوض يشخب فيه ميزابان من الجنة، وقد قال الله جل وعلا لنبيه: { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } [الكوثر:1]، والكوثر نهر من أنهار الجنة، وبعضهم قال الكوثر هو الحوض، وكلا القولين صحيح؛ لأن الحوض ماؤه من نهر الكوثر الذي في الجنة، ومن أهل العلم من يقول إن الحوض بعد الصراط، أي بعد عبور الصراط يكون الحوض. ولكل نبي حوض وقد جاء ذلك في بعض الأحاديث وفي إسنادها بعض الشيء، لكن أهل العلم منهم طائفة كبيرة يقولون: ولنبينا حوض ولكل نبي حوض، لكن يختص حوض نبينا عليه الصلاة والسلام بخصائص منها أنه أكثر الأحواض ورودا عليه، وأن الناس منهم من يرد و منهم من يذاد عنه, ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، آنيته كعدد نجوم السماء، وطوله شهر وعرضه شهر، يفد عليه من لم يحدث في الدين حدثا، ومنهم يُرَدُّ عن الورود عن حوض النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيقول الرسول عليه الصلاة والسلام «أصحابي, أصحابي» وفي لفظ «أمتي, أمتي» فيقال: لا تدري ما أحدثوا بعدك.
    ولهذا قال أهل العلم: إن من أسباب عدم ورود حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - و الذود عليه والحرمان منه المحدثات، فمن كان محدثا في الدين حدثا أو آوى محدثا فإنه يحرم من السقيا من حوض نبينا - صلى الله عليه وسلم -.
    كذلك في عرصات يوم القيامة الميزان والميزان جنس للموازين قال جلّ وعلا { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ } [الأنبياء:47] وقال جل وعلا { فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } (1) فهي موازين، ومن أهل العلم من قال إنه ميزان واحد، وهاهنا نبه المؤلف رحمه الله تعالى إلى أن الميزان حقيقة، فقال (له كفتان ولسان) ويعني بذلك مخالفة المعتزلة الذين قالوا إن الميزان لا يُعقل أن تكون حقيقته في الآخرة كحقيقته في الدنيا: أنه توزن به الأمور. ويوزن في الميزان العمل، وصاحب العمل، وصحائف الأعمال، العمل واحد، صاحب العمل يوزن، وصحائف الأعمال، ومنهم من قال يعني من أهل العلم: إن وزن صاحب العمل هو وزن عمله. لكن هذا جاء أحاديث فيها وزن صاحب العمل، وفيها وزن الصحائف؛ صحائف الأعمال.
    كذلك ما في عرصات القيامة تطاير الصحف، والناس على صنفين: منهم من يأخذ كتابه بيمينه، ومنهم من يأخذ كتابه بشماله وراء ظهره، فيكون ذلك التلقي للكتب من اليمين وعن الشمال، بشارة للمؤمن، وحسرة على الكافر، كما جاء ذلك في سورة الحاقة مبيّنا.
    الصراط حق، وهو دحض مذلة، يمر عليه الناس، فمنهم من يمر عليه كالبرق، ومنهم من يمر عليه كأسرع جواد، ومنهم يمر عليه يمشي مشيا، ومنهم من يحبو حبوا، ومنهم من يمشي تارة ويكبو تارة، ومنهم من يزل عنه فيخر في جهنم، منصوب على متن جهنم، والمرور عليه ذلك هو الورود الذي قال الله تعالى فيه في سورة مريم { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا } [مريم:71] فقد ثبت عليه الصلاة والسلام أنّه فسّر ذلك بالمرور على الصراط.
    وكل ما يكون في القيامة مما صحّت أسانيده عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعُدّلت نقلته، وأثبته أهل العلم، أو جاء في الآيات في الكتاب العظيم، كل ذلك يثبته أهل السنة دون أن ينفوا من ذلك ما لم تعقله عقولهم أو تدركه أفئدتهم، وإنما يجعلون ذلك الباب باب غيبيات، بابه التسليم، ومداره على الاستسلام لخبر من لا معقب لخبره، لخبر من هو صادق في خبره، لا يعلم حقيقة الأمر إلا هو، وليس أحدا يعلم إلا هو جلّ وعلا، أو ما أخبر به رسولُه - صلى الله عليه وسلم -، فكل ذلك حق من كل تفاصيل ما يجري في يوم القيامة.[شرح لمعة الاعتقاد - صالح ال الشيخ]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •