ألا يا جذع نخلتنا..غداً يتحدث الرطب
عبد الرحمن بن صالح العشماوي


حروف الشعر تنتحب *** فلا فكر ولا أدب

وأوزاني معلقة *** فلا زحف ولا خبب

ذوت أغصان روضتنا *** فلا تين ولا عنب

كأن الأرض ما استمعت *** إلى ما قالت السحب

تعفر وجه خيمتنا *** وما شدت لها الطلب

عجبت لأمر أمتنا *** يقاتل دونها الطرب

ملابسها مرقعة *** وبحر جراحها لجب

وفي أفكارها خلل *** على الإيمان ينسحب

وبعض رجالها بقر *** ولكن ما لهم قتب

أرى حربا فوا أسفا *** سيوف رجالنا خشب

أرى الأخطار محدقة *** وفي أفواهها لهب

تحدثنا بلهجتها *** وفيها الخوف والرهب

لماذا كلما طلبوا *** يلبى عندنا الطلب

فنأكل كلما أكلوا *** ونشرب كلما شربوا

ونفرح كلما فرحوا *** ونغضب كلما غضبوا

وننزل كلما نزلوا *** ونركب كلما ركبوا

ونسكت كلما سكتوا *** ونصخب كلما صخبوا

ونرفض كلما رفضوا *** ونرغب كلما رغبوا

أقول لأمة قعدت *** وجيش عدوها يثب

إذا داسوا كرامتنا *** فماذا ينفع الذهب

وماذا ينفع التلفيق *** والتضليل والكذب

إذا جفت منابعنا *** فماذا تنفع القرب

وكيف تكن من مطر *** بيوت سقفها خرب

أسائل بعض من قرؤا *** وأسأل بعض من كتبوا

لماذا أمتي احترقت *** فمنها النار والحطب ؟

حماها يستباح ولم *** تجرد سيفها العرب

ألا يا أمتي انتفضي *** فإن الكون يرتقب

ولا تخشي ظلام الليل *** إن الحر يحتسب

فلولا الليل ما رقصت *** على أهدابنا الشهب

ألا يا جذع نخلتنا *** غدا يتحدث الرطب