تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هَكَذَا فَاعْتَمَّ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ وَأَجْمَلُ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي هَكَذَا فَاعْتَمَّ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ وَأَجْمَلُ

    5840 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيّ ُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ مِنًى فَسَأَلَهُ عَنْ إِرْخَاءِ طَرَفِ الْعِمَامَةِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً وَأَمَّرَ عَلَيْهَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَعَقَدَ لِوَاءً فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ وَعَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عِمَامَةٌ مِنْ كَرَابِيسٍ مَصْبُوغَةٌ بِسَوَادٍ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَلَّ عِمَامَتِهِ، ثُمَّ عَمَّمَهُ بِيَدِهِ وَأَفْضَلُ عِمَامَتِهِ، مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ فَقَالَ: " هَكَذَا فَاعْتَمَّ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ وَأَجْمَلُ "
    ما صحة هذا الحديث؟

  2. #2

    افتراضي رد: هَكَذَا فَاعْتَمَّ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ وَأَجْمَلُ

    أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (8/29)، وفي السنن الكبرى (6/59) وقال: "عثمان بن عطاء ليس بالقوي"، وأخرجه مثله متابعًا لشيخيه الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي (1/358) قال:أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ بإسناد البيهقي ومتنه، وقال الذهبي (٧٤٨ هـ)، المهذب (٥/٢٥٤٤) : "فيـه عثمان بن عطاء ليس بالقوي وأبـوه ما لقي ابن عمر". اهـ.
    وبرواية تزيل ما خفي في المتن من قوله "فذكر الحديث" متابعة لبحر بن نصر: أخرجها الروباني في مسنده [1423] فقال: نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا ابْنُ وَهْبٍ , حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , قَالَ:
    كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاشِرَ عَشْرَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْأَنْصَارِيُّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟، قَالَ: «أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» . قَالَ: فَأَيُّهُمْ أَكْيَسُ؟، قَالَ: «أَكْثَرُهُ ذِكْرًا لِلْمَوْتِ، وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا؛ فَأُولَئِكَ الْأَكْيَاسُ» . ثُمَّ سَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُنَيْهَةً ثُمَّ قَالَ:
    " يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، خَمْسُ خِصَالٍ إِنْ أَدْرَكَتْكُمْ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكَكُمْ: مَا عَمِلَ قَوْمٌ بِالْفَاحِشَةِ فَظَهَرَتْ فِيهِمْ وَاسْتَعْلَتْ إِلَّا ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ بِالطَّاعُونِ، وَلَا نَقَصَ قَوْمٌ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ الْأَئِمَّةِ، وَمَا مَنَعَ قَوْمٌ صَدَقَةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مَنَعَهُمُ اللَّهُ الْمَطَرَ حَتَّى لَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُسْقَوُا الْمَطَرَ، وَمَا نَقَضَ قَوْمٌ عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ يَأْخُذُونَ بَعْضَ مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا مِنْ قَوْمٍ لَمْ يَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ". اهـ.
    وهذا إسناد ضعيفٌ، فيه عثمان بن عطاء "ضعيف الحديث" كذا قال الحافظ في التقريب.

    وله طريق آخر: ذكرها ابن أبي حاتم في العلل (4/329)، أخرجها محمد بن الحسين البزار في "فوائده المنتقاة"؛ كما في "التدوين في أخبار قزوين" (2/70) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (32/194) - واللفظ له - قال:
    وَأَنَا ابْنُ الْمُقْرِئِ، نا الْفِرْيَابِيُّ ، بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، الشَّيْخُ الصَّالِحُ، وَأَبُو عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالا: نا الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْج، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: عَمَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ بِعَمَامَةٍ سَوْدَاءَ كَرَابِيسٍ، وَأَرْخَاهَا مِنْ خَلْفِهِ قَدْرَ أَرْبَعِ أَصَابِعٍ، وَقَالَ: " هَكَذَا فَاعْتَمْ فَإِنَّهُ أَعْرَفُ لَهُ وَأَجْمَلُ "، وَقَالَ: " اغْزُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، لا تَغُلُّوا، وَلا تُمَثِّلُوا، وَلا تَغْدِرُوا هَذَا عَهْدُ اللَّهِ وَسُنَّةُ نَبِيِّكُمْ فِيكُمْ ". اهـ.
    قال أبو حاتم الرازي: " عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ ابْنِ جُرَيْجٍ شَيْئًا، وَالْحَدِيثُ بَاطِلٌ ". اهـ، قلت: والراوي عنه المسيب بن واضح متروك الحديث.
    ولابن جريج متابعة أخرى مختصرة: أخرجها ابن عساكر (38/300) - واللفظ له - من طريق أبي القاسم البغوي، وورد في المطالب العالية [2570] للحافظ ابن حجر فقال:
    نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، نَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْكَوْثَرِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: " يَابْنَ أُمِّ عَبْدٍ، هَلْ تَدْرِي مَنْ أَفْضَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا؟ " قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " أَفْضَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحَاسَنُهُمْ أَخْلاقًا الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا ". اهـ، ضعفه البوصيري لضعف الكوثر بن الحكم قلت: بل ضعيف جدًّا فهو متروك الحديث كذا قال الحافظ ابن حجر.
    ولنافع متابعة أخرى: أخرجها الواقدي في مغازيه (2/560)، ومن طريقه ابن سعد (3/68) وابن عساكر (2/3) قال: حَدّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنُ قَمّادِينَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: [في حديث طويل] قَالَ: وَعَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عِمَامَةٌ قَدْ لَفَّهَا عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَقَعَدَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَنَقَضَ عِمَامَتَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ عَمَّمَهُ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ، فَأَرْخَى بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا فَاعْتَمَّ يَابْنَ عَوْفٍ ". اهـ.
    وهذا إسناد فيه محمد بن عمر الواقدي، وتوبع الواقدي من قبل محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة أخرجه ابن عساكر (9/171) ولكن جمهور العلماء على ضعفه في الحديث.
    ولسعيد بن مسلم متابعة أخرى: أخرجها أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/135) - بنحو لفظ صدر رواية عطاء بن مسلم الخرساني - من طريق فقال:
    حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّهُ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَسَأَلَهُ عَنْ إِرْسَالِ الْعِمَامَةِ خَلْفَهُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَأُخْبِرُكَ ذَلِكَ حَتَّى تَعْلَمَ:
    كُنْتُ عَاشِرَ عَشَرَةٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيُّ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَمُعَاذٌ وَحُذَيْفَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَأَبُو سَعِيدٍ وَابْنُ عُمَرَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَ عَوْفٍ أَنْ يَتَجَهَّزَ لِسَرِيَّةٍ يَبْعَثُهُ عَلَيْهَا، فَأَصْبَحَ وَقَدِ اعْتَمَّ بِعِمَامَةِ كَرابِيسَ سَوْدَاءَ، فَأَدْنَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ نَقَضَهَا، فَعَمَّمَهُ، فَاسْتَلَّ مِنْ خَلْفِهِ أَرْبَعَ أَصَابِعَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا يَا ابْنَ عَوْفٍ فَاعْتَمَّ، فَإِنَّهَا أَعْرَفُ وَأَحْسَنُ، ثُمَّ أَمَرَ بِلالا أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ اللِّوَاءَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: خُذْ يَا ابْنَ عَوْفٍ فَاغْزُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَقَاتِلُوا مِنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، لا تَغُلُّوا وَلا تَغْدِرُوا وَلا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، فَهَذَا عَهْدُ اللَّهِ وَسُنَّةُ نَبِيِّهِ فِيكُمْ ". اهـ.
    وهذا إسناد ضعيف، فيه خالد بن يزيد بن أبي مالك قال عنه الحافظ في التقريب : "ضعيف مع كونه كان فقيها". اهـ.
    وهو بعضه مختصرًا عند ابن ماجه في سننه (4/683) ومطولا عند الداني في سننه (1/161) وبنفس اللفظ عند الحاكم في المستدرك من رواية أشبع لحفص بن غيلان وعند البيهقي في شعب الإيمان مختصرًا كما سيأتي.
    وليزيد بن أبي مالك متابعة أخرى: أخرجها ابن ماجه في سننه مختصرًا، وعند ابن عساكر مطولًا (35/260) من طريق: نا الزُّبَيْرُ، حَدَّثَنِي أَبُو ضَمْرَةَ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ ابْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَهُ عَلَى قَبَاءٍ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَسَأَلَهُ عَنْ إِرْسَالِ الْعِمَامَةِ خَلْفَهُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَأُنَبِّئُكَ عَنْهُ بِعِلْمٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ:
    كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَاشِرَ عَشَرَةِ رَهْطٍ فِي مَسْجِدِهِ، فِيهِمْ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَعَلِيٌّ، وَعُثْمَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَابْنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو مَسْعُودٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَابْنُ عُمَرَ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا "، قَالَ: وَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ: " أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا، أُولَئِكَ هُمُ الأَكْيَاسُ "، ثُمَّ أَمْسَكَ الْفَتَى.
    وَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ ، خِصَالٌ خَمْسٌ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ، وَالْمِيزَانَ، إِلا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَلَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ عز وجل وَيَتَحَرَّوْا فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل إِلا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ".
    ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ابْنَ عَوْفٍ أَنْ يَتَجَهَّزَ لِسَرِيَّةٍ يَبْعَثُهَا، فَأَصْبَحَ وَقَدِ اعْتَمَّ بِعِمَامَةٍ مِنْ كَرَابِيسَ سُودٍ، فَأَدْنَاهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ نَقَضَهَا، فَعَمَّمَهُ بِيَدِهِ، وَأَرْسَلَ الْعِمَامَةَ خَلْفَهُ أَرْبَعَ أَصَابِعَ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، فَقَالَ: " هَكَذَا يَا ابْنَ عَوْفٍ فَاعْتَمَّ، فَإِنَّهُ أَعْرَفُ وَأَحْسَنُ ".
    ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِلالا يَدْفَعُ إِلَيْهِ اللِّوَاءَ، فَحَمِدَ اللَّهَ عز وجل وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: " خُذْ يَا ابْنَ عَوْفٍ، اغْزُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ جَمِيعًا، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، وَلا تَغُلُّوا، وَلا تَغْدِرُوا، وَلا تُمَثِّلُوا، وَلا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، فَهَذَا عَهْدُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ، وَسِيرَةُ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم فِيكُمْ ". اهـ.
    وهذا إسناد ضعيف، فيه فروة بن قيس "مجهول" كذا قال الحافظ في التقريب، والراوي عنه نافع بن عبد الله مجهول كذا قال الحافظ أيضًا.
    ولفروة بن قيس متابعة أخرى: أخرجها - مختصرًا - بنحو الحديث السابق حتى لفظ "ثم سكت الفتى"، وأخرجه - مطولا - الحاكم في المستدرك (4/527) وصححه، والبزار في البحر الزخار (6/175)، والطبراني في الأوسط (5/61) الهيثمي في كشف الأستار [1675]- واللفظ له - فقال: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ غَيْلانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ:كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ بِمِنًى، فَجَاءَهُ فَتًى مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: سَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ:
    كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَاشِرَ عَشَرَةٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةُ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَرَجُلٌ آخَرُ سَمَّاهُ، وَأَنَا، فَجَاءَ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا "، قَالَ: أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ: " أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، أَوْ أَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِمْ، أَوْ قَالَ: يَنْزِلُ بِهِ، أُولَئِكَ الأَكْيَاسُ "، ثُمَّ سَكَتَ الْفَتَى، وَأَقْبَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلا ظَهَرَ فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلافِهِمْ، وَلا نَقَصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمُؤْنَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ، وَأَخَذُوا بَعْضَ مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَلَمْ يُحْكَمْ أَئِمَّتُهُمْ بِغَيْرِ كِتَابِ اللَّهِ إِلا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ "، قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَتَجَهَّزُ لِسَرِيَّةٍ أَمَّرَهُ عَلَيْهَا، فَأَصْبَحَ قَدِ اعْتَمَّ بِعِمَامَةِ كَرَابِيسَ سَوْدَاءَ، فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَنَقَضَهَا، فَعَمَّمَهُ، وَأَرْسَلَ مِنْ خَلْفِهِ أَرْبَعَ أَصَابِعَ، ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا يَابْنَ عَوْفٍ، فَاعْتَمَّ فَإِنَّهُ أَعْرَبُ وَأَحْسَنُ "، ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِلالا أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ اللِّوَاءَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ قَالَ: " اغْزُوا جَمِيعًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، وَلا تَغُلُّوا، وَلا تَغْدِرُوا، وَلا تُمَثِّلُوا وَلا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، فَهَذَا عَهْدُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسُنَّتُهُ فِيكُمْ ". اهـ.
    وتوبع محمد بن عثمان الدمشقي بنحوه: من محمد بن عائذ كما في مسند الشاميين (2/390) للطبراني، وغيره عند البيهقي في شعب الإيمان - واللفظ له - فقال [3314]:

    أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُسْتَفاضِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، نا أَبُو مَعْبَدٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، يُحَدِّثُ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خِصَالٌ خَمْسٌ إِنِ ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَنَزَلْنَ بِكُمْ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا إِلا فَشَا فِيهِمُ الأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلافِهِمْ، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمُؤْنَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلا مُنِعُوا الْمَطَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلا يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلا سَلَّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَأْخُذُ بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ يَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بَيْنَهُمْ إِلا جَعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ". اهـ.
    قال البيهقي: وَرُوِيَ فِي ذَلِكَ أَيْضًا، عَنْ هُذَيْلٍ، عَنْ هِشَامٍ ابْنِ خَالِ الْمَازِنِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ". اهـ.

    وهذا إسناد حسنٌ، وأبو معبد هو حفص بن غيلان وفي سماع عطاء بن أبي رباح من ابن عمر مقال، ولكن لفظ الحديث يدل على أنه سمع من ابن عمر في الحج وإن كان شيئا يسيرا، ولكن في رواية البيهقي دل على أن هذا اللفظ قد بلغه.
    وقد ذكره الليث بن أبي سليم مثله عن عطاء: أخرجه البيهقي في شعب الإيمان فقال:وَأَخْبَرَ َا أَبُو مُحَمَّدٍ جَنَاحُ بْنُ نَذِيرٍ بِالْكُوفَةِ، أنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، نا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيُّ، نا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: فذكره، ثم زاد:
    "، ثُمَّ قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: تَجَهَّزْ، فَغَدَا عَلَيْهِ وَقَدِ اعْتَمَّ، وَأَرْسَلَ عِمَامَةً نَحْوًا مِنْ ذِرَاعٍ، فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَنَقَضَ عِمَامَتَهُ بِيَدِهِ فَعَمَّمَها إِيَّاهُ، وَأَرْسَلَ مِنْهَا نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِ أَصَابِعَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا أَعْرِفُ. ثُمَّ سَرَّحَهُ ". اهـ.
    قال البيهقي: " إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ". وذلك لضعف الليث بن أبي سليم.

    ولحفص بن غيلان متابعة أخرى: أخرجها الخطيب البغدادي في التلخيص (1/185) - واللفظ له - بنحو حديث الحاكم والبزار، وأخرجه أبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان مختصرًا من طريق
    يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، ثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، نَا الْعَلاءُ بْنُ عُتْبَةَ الْيَحْصَبِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: كُنْتُ عَاشِرُ عَشْرَةِ رَهْطٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ:
    يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ، قَالَ: " أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا "، قَالَ: أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ: " أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ، أُولَئِكَ الأَكْيَاسُ "، ثُمَّ إِنَّ الْفَتَى جَلَسَ ". اهـ.
    وهذا إسناد حسن، ورواية ابن عياش عن الشاميين أعدل والراوي له هنا شامي وهو "صدوق" كذا قال الحافظ ابن حجر.
    وورد أن السائل هو أبو عبد السلام: فورد في الكنى للحاكم فقال: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ، كَيْفَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعْتَمُّ؟ قَالَ: " يُدِيرُهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ يُغَرِّرُهَا حَلَقَةً وَيُرْخِي طَرَفَيْهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ ". اهـ.
    قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: قَالَهُ زَكَرِيَّا، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْمُبَارَكِ، سَمِعَ أَبَا مَعْشَرٍ، وَلَيْسَ بِالسِّنْدِيِّ، عَنِ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ السَّلامِ.
    أَبُو عَبْدِ السَّلامِ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ، رَوَى عَنْهُ مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَدَوِيُّ، قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
    وأخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في الأخلاق وغيره، وإسناده هذا فيه أبو عبد السلام مجهول قال أبو حاتم الرازي: "مجهول"، وقال ابن عبد البر الأندلسي: "هو عندهم مجهول"، وقال ابن حِبَّان في المجروحين: "شيخ يروي عن ابن عمر ما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به"، وذكره الدارقطني في "الضعفاء والمتروكين" [626] وقال: "مجهولٌ"، وقال الحافظ ابن حجر في اللسان: " عنِ ابن عمر، لا يعرف، قيل: اسمه الزبير، وقيل: أيوب ". اهـ.
    وورد من طريقٍ ءاخر: أخرجه البلاذري في الأنساب (10/33) فقال: حَدَّثَنِي الْوَليِدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: " عَمَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ بِيَدِهِ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ، وَأَرْخَى بَيْنَ كَتِفَيْهِ ". اهـ، وهذا إسناد فيه الواقدي.
    وورد من طريق ءاخر: أخرجه ابن سعد (3/70) فقال: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَمَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ وَقَالَ: " هَكَذَا تَعَمَّمْ ".اهـ، وهذا إسناد فيه مندل بن علي العنزي متروك ومن فوقه أبو فروة وقيس بن أبي مرثد مجهولان.
    وتوبع عطاء بن أبي رباح من قبل مجاهد: أخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق الطبراني في معاجمه الثلاثة واللفظ الأتي في المعجم الصغير [78] مختصرًا من طريق فقال:
    مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ مُعَلَّى الْكِنْدِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَاشِرَ عَشَرَةٍ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، " مَنْ أَكْيَسُ النَّاسِ وَأَحْزَمُ النَّاسِ؟، فَقَالَ: أَكْثَرَهُمْ ذِكْرًا لِلْمَوْتِ، وَأَشَدُّهُمُ اسْتِعْدَادًا لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِ الْمَوْتِ، أُولَئِكَ هُمُ الأَكْيَاسُ ذَهَبُوا بِشَرَفِ الدُّنْيَا وَكَرَامَةِ الآخِرَةِ ". اهـ.
    قال الطبراني: "لَمْ يَرْوِهِ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلِ، إِلا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَلا رَوَاهُ عَنْ مُعَلَّى الْكِنْدِيِّ، إِلا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ". اهـ.
    وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن معلى الكندي ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه الأعمش ومالك بن مغول فعلى هذا حسن الحديث، وهكذا صنيع البوصيري في (7/644) يشير إلى تحسينه بمجموع طرقه.
    وله شاهد: أخرجه الطبراني في المعجم الكير فقال: حَدَّثَنَا مِقْدَامٌ، نا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، نا سَهْلٌ أَبُو حَرِيزٍ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: عَمَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَأَرْخَى لَهُ أَرْبَعَ أَصَابِعَ، وَقَالَ: " إِنِّي لَمَّا صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاءِ رَأَيْتُ أَكْثَرَ الْمَلائِكَةِ مُعْتَمِّينَ ". اهـ، قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، إلا سَهْلٌ أَبُو حَرِيزٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ ". قلت: ومقدام بن داود ضعيف.
    وله شاهد: ورد في فوائد أبي الحسن بن طلحة النعالي معلقًا فقال: وَعَنْ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَمَّمَ بَعْضَ الصَّحَابَةِ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ ". اهـ.
    وهذا إسناد فيه أبو الحسن النعالي قال عنه الخطيب: "شيخ كان يكتب معنا الحديث ويتتبع الغرائب والمناكير". اهـ.
    وله شاهد: أخرجه الترمذي في سننه فقال:حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاق الْهَمْدَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:
    كانَ النَّبيُّ ﷺ إذا اعتمَّ سدلَ عمامتَهُ بينَ كتفيْهِ، قال نافع: وكان ابن عمر يسدل عمامته بين كتفيه، قال عبيد الله: ورأيت القاسم، وسالما يفعلان ذلك ". اهـ.
    قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، وَفِي الْبَاب، عَنْ عَلِيٍّ، وَلَا يَصِحُّ حَدِيثُ عَلِيٍّ فِي هَذَا مِنْ قِبَلِ إِسْنَادِهِ ". اهـ، قلت: وفي الباب عن عائشة رضي الله عنها وأبي هريرة رضي الله عنه ولا يصحٌّ كما سبق بيانه.
    ورجح وقفه الإمام أحمد بن حنبل على عبد الله بن عمر كما في الضعفاء الكبير (3/21).
    وكذلك ورد موقوفًا على علي بن أبي طالب وعلى أنس بن مالك رضي الله عنهم كما عند ابن أبي شيبة في مصنفه (8/ 423/ 5007).
    والله أعلم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هَكَذَا فَاعْتَمَّ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ وَأَجْمَلُ

    جزاكم الله خيراً.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •