صيد الخواطر
داود العتيبي
الحمد لله المنزل للكتاب، المجري للسحاب وبعد..
فهذه خواطر صدتها بجولان الفكر، فباح بها اللسان وأثبتها القلم، وكانت أشبه بتغاريد أبثها في (الفيس بوك) فاجتمع من القطر مَغطس، وصارت الحبَّةُ قُبة، فيها تبتسم وتبكي، وتُحلِّق في جَوِّ النفس تارة، وتقف عند كبواتها أخرى، فمن وجد زللا فالأبواب مفتحة للإصلاح.. وأعتذر من عنوان المقال فليس الأمر إلا غَيرة على بنات أفكاري، فجميع ما كتبته ليس إلا من نتاج الفكر، وبعض العوالق من القراءة التي لم أتقصد أخذها من غيري.
1- "كثيرا ما تتشابه المسميات وتختلف المضامين، فقد تحكم على شيئين أنهما جميلان وبينهما عند المقارنة كما بين السماء والأرض
2- كيف تكون أديبا؟ "رأس الأدب الذوق، وعموده القراءة، وذِروة سنامه الدُّربة "
3- "الحب بستان الداخل فيه مولود والخارج منه مفقود".
4- "الغضب على تافه الأسباب من سيما العقول الصغيرة".
5- "الغضب مُسكِرٌ يتعاطاه الناس جميعا".
6- العمى غطاء القلب لا البصر.. ألم تسمع قول المولى (وعلى أبصارهم غشاوة)؟! وكم مبصر في الدنيا أعمى في الآخرة!! يقول الله: (ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك ءاياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) جزاءً من جنس العمل، نسأل الله المعافاة الدائمة. " المرأة تستذوق الأدب أكثر من الرجل وهو أقدر على صناعة الأدب منها ".
7- "تأمل ساعة، واسمح لفكرك بالذهاب.. ما ذا لو لم ينعم الله علينا بنعمة الإسلام، أتعبد حجراً أم شجراً، وثناً أم بقراً، أتَظلم الناس أم تُظلم، تالله إنها أعظم نعمة فاعرف قدرها واحفظها فقد حُرمها خلق كثير حائرون تائهون بين أمواج الدنيا".
8- "سبب فشل بعض الجماعات أو المصلحين بعد الفحص يرجع لأمرين:
1- ضياع أغلب الصواب ببعض الخطأ الفاضح.
2- وكثيراً من الصدق ببعض الكذب، فمن وقع في شراكهما نبذه الناس ولم يأخذوا منه في قليل أو كثر".
9- "لا تحقرن ما يدور في خَلَدِك إذا أويت إلى فراشك، بل أطلق عَنان الفكر وقَيِّد صَيدَ الخاطر، فقد يُضاء لك الدرب المظلم أو يُفتح البابُ المُوصَد، أو تَخرج من فِيك حِكمة هي خير لك من حُمْر النَّعَم ".
10- " ما أنت فاعل لو سألك ثقيل ولا توَد إجابته؟؟ " سألني أحدهم ذات يوم، فقلت: أتسأل اختباراً أم استفهاماً؟ فارعوى وقال: ليس إلا استفهاما!! قلت: فاسألوا أهل الذكر.. فامتعض وابتسم عابساً وقال: بل اختباراً!! قلت: ليس من خلقي أن أجيب الممتحن.. فانصرف.
11-"احذر فساد النية، وإن كان العمل قليلاً كإماطة الأذى عن الطريق، ولا تخشى من إظهار العمل الجليل إن آنست الإخلاص لتجيب السائل وتدل عليه الجاهل "
12- "إنما يُذم السعي وراء الشهرة إن كان الدينُ مَطيةً لتحقيق مآربَ دنيوية، فإن جمعت بين الدين والدنيا فأجره مناصفة، وإن كانت لدنيا يصيبها فهي لا تعدو الإباحة بل هي من لوازم الضرب في الأرض، وإن تمحّضت لله فهو الكمال ".
13- " لتحقيق الشهرة أخلاقيات إن فقدها صاحبها، نقص بقدر ما فقد وإن كان في أعلى المراتب ".
14- " ليست المشكلة دولتين، فالدولة الفردة آضت حزبين، وكل حزب بَرِحَ اليوم جماعتين، وقريتي افترقت أمسِ إلى قبيلتين، وقبيلتي صارت بَيْن بَيْن، حتى انقسم المرء على نفسه نصفين ومشى بين إخوته بوجهين" خاطرة مستقاة من قصيدة لأحمد مطر.
15- " أثبتت الدنيا أن الفكر لا يقاوم بقتل صاحبه أو نفيه، بل هذا يزيده اشتعالا، وإنما الفكر بالفكر".
16- " أصغر منك بيوم أعلم منك بسنة " على ما فيها من المبالغة إلا أن فيها بعض الحق حينما تنظر إلى هذا الجيل الصاعد.
17- " لا عصمة لأحد من الخطأ؛ لأنها فطرة الله، وإلا فما حلاوة المغفرة عند اقتراف الذنب، والوصل بعد مكابدة الهجر، ومسح الدموع عن الخدود ".
18 - "من عظمة الله أن يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، فهذا إبراهيم - عليه السلام - قال لأبيه: ( يا أبت لا تعبد الشيطان)، وهذا نوح - عليه السلام - قال لابنه: ( يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين..)، ومن العظمة أيضاً أن يخرج الحي والميت من بطن واحد، فتجد الأخ مفارقاً لأخيه في دينه وصفاته ومروءته حتى يكون أبعد الناس عنك طبعاً، فسبحان الله العظيم ".
19- "مقولة لابن الجوزي حفظتها قديماً ولا زلت أذكرها من حلاوتها.. يقول: " العاقل لا يدخل في شيء حتى يهيء الخروج منه، فإن الأشياء لا تثبت، والمحبة لا تدوم، والتغير مقرون بكل حال" وأعجب من ذلك حين سأل معاوية بن سفيان عمرَو بن العاص: "ما بلغ من دهائك؟ قال عمرو: لم أدخل في أمر قط فكرهته إلا خرجت منه!! قال معاوية: لكني لم أدخل في أمر قط وأردت الخروج منه ".
20- "إذا أردت أن تريح النفس من كَدِّ الحياة، وترسم على وجهك الأمل فترى الدنيا باسمة كثغر الطفل البريء.. فاسمع زخاتِ المطر، وانظر إليها وهي تتهادى على وجه الأرض".
21- "تصدير الجاهل لا يقتل العالم فحسب بل الناس جميعا ".
22- "تسعة أعشار طباعك النفسية تظهر للناس في قسمات وجهك وجسدك".
23- "لا تُخدع بجمهور المناصب الرفيعة فهم اليوم يد له، وغدا يد ورجل عليه".
24- "إذا أردت أن يزول الخوف من مزاولة عمل بعينه.. فابدأ فيه".
25- (كيف تكون الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)؟!!
الجواب: أن المؤمن هذه الدنيا سجنه مقارنةً بما أعد الله له من النعيم المقيم، والكافر هذه الدنيا جنته مقارنةً بما أعد الله له من العذاب في الجحيم..
26- "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ من قهر الرجال، ولا أوضح من قهر الرجال عندما يأتيك هذا السؤال..
س: أنا فتاة من سوريا وأسألكم، هل أقتل نفسي أم أعيش بلا شرف؟ أفتونا مأجورين"!.
27- "اخْلُ بنفسك ساعةً من نَهارٍ كَي يجْتمعَ قلبُك من التَّفرق، وتقوى عزيمتُك على العَمَل ".
28- "من أرد كسبَ قلوبِ الرجال فلا يعادي النساء".
29- " ألا يعلم الذين كفروا أنهم وإن حبسونا فالإسلام في الصدور، أو قتلونا فاسمنا مُخلَّد في السطور "؟!.
30- "عيب على المسلم وقد شرفه الله بقراءة كلامه أن لا يجعل له وردا يتلوه كل يوم".
31- ((مع الله))... مع الله إذا ازدحمت الخطوب واجتمعت عليك الكروب.. مع الله عند هزيع الليل وفي الغداة والعشي.. مع الله عند بكور الطيور وأفولها.. مع الله في كل وقت وحين، مع الله في السر والجهر، مع الله في الخفاء والعلانية، سبحان من يسبح الخلق له، سبحان من تسجد الملائكة لعظمته، سبحان من يُسبح له كل شيء.. مع الله إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وصار الفضاء أضيق عليك من سمِّ الخياط، مع الله وقت افتقار المال، وكثرة العيال، وقلة المعين، مع الله عند طلب الغريم، وإجداب السنين، وقحط المطر، مع الله في الضراء والسراء وعند النِّعَم وعند النِّقم، مع الله إذا حار فكرك واشتد الأمر عليك.
32- "من أحسن العمل أحسن الناس له القول ".
33- "وجودك في الحياة ليس خطيئة تعاقب نفسك عليها وإنما هي نِعمة فأدِّ حقّها".
34- "كم أغْنت صفعة عن مئات الكلِم!! ".
35- "الرجل يغلِب رأيُه بالحزم والمرأة يغلِب رأيُها باللطف، فإذا اجتمعا على رأي فنِعمَّا هو، وإن افترقا فالغالب أكثرهم حِنكة في سلاحه ".
36 - "كم يَعظم الحقير أحياناً ويُحتقر العظيم ولا أشبه من المِنديل حين تفتقر إليه فلا تجده فيكون أحب إليك من أسوار الذهب".
37- "إن فعلت ما تراه صواباً ولم تستح فيه من نظر الله إليك، فلا تُبال في الناس إلا قليلا".
38- "رصد الأحول الجوية قبل فوات الأوان.. " الجو غائب جزئياً يعلوه ضباب متفرق الأوصال كأنه قائم نصف قومة.. المطرد رذاذ أشبه بمسدس الماء فالقِطط تستظل بأوراق الزيتون.. الرياح تمشي على استحياء.. مع برودة شديدة تدق المسمار وتنخر العظام، كأنك لا تلبس إلا اللحم على العظم فلا تدري أنت في بلاد الشام أم في الصومال.. وأما الشمس فليس لدي عنها شيء وذلك لأنها غربت.. الأرض مبتلة؛ لأن السماء انهلّت في الصباح الباكر فلا يعلق الطين في الحذاء إلا إذا كَبَست الأرض.. الحالة العامة للجو هادئة ومستقرة فإمام المسجد لم يجمع بين صلاتي المغرب والعشاء ولم أسمع شغباً من كهول (ختايرة) المسجد..
39- شكوى ضعف الذاكرة يا أسفي الشديد بعض الناس يظهر لك ضعف ذاكرته إذا فُعِل معه الخير، وهو أحفظ من سيباويه إذا فعل لك خيراً أو أساء إليه شخص، فتراه يتذكر السنين التلاد حين أساء إليه فلان ويقول: لن أنسى ذالك الموقف!!!.
40- "لأن تحكم في دماء الرجال أهون عليك من أن تحكم بين طفلين".
41- "إذا رأيت الرجل يطعن في عامة العلماء فاحكم عليه بالجهالة والضلالة".
42- "المرأة عند الغرب ثلاث مراتب: تاجٌ على الرأس، وسوار في اليد، وحذاء يُنتَعل.. وهي عند العَرَب تتأرجح بين المرتبتين الأوليَيْن.. وأما الإسلام فلم يعطها إلا أولى المراتب. "
43- " إقصاء الدين من حياة الناس دُنُوٌ من البهيمية".
44- "كاد الجمال أن يذهب بكل فضيلة".
45- "مذ استغنى الناس عن حفظ العلم والهجرة إليه قل العالمون لا المثقفون".
46- "اتهام الناس في نواياهم من غير بُرهان اجتراء على الله لأنه خَصَّ نفسه بعلم الغيب".
47- "إذا لم يُشبعْك الحلال فلن تشبع من الحرام ".
48- "ما يلاحظه المسلم أن عجائزنا وإن كبروا فضياء الإسلام بادٍ في وجوههم، وعجائز الرافضة ومن شاكلهم ( كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما).
49- " القبول بين الناس قد يكون لإخلاص العبد أو هي فتنتة ابتلاه الله بها".
50- "مماراة السفيه هزيمة وإن كانت لك الغلبة، ومحاورة العاقل غنيمة وإن كان له الظَّفَر".
51- "لِمَن يَشهد خطبة الجمعة فرحتان، الصغرى عند قوله: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، والكبرى عند قوله: وآخر دعوانا.. وأقم الصلاة ".
52- "قد تحكم بين أولادك وفي أهلك بغير ما أنزل الله فتدخل في قوله: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله).
53- "إذا تحول خصمك عن الجدال في الفكرة إلى الطعن في ذاتك فترفَّع عنه لأنه دنيء".
54- "القليل الدائم سياسة قل من يسوسها، والكثير المنقطع وَحَم يندُر التملُّص منه ".
55- "لا يكتمل حبُّك في قلب أحد حتى يَهابك".
56- "إقناع الناس بقضية يقوم على ثلاثة أسس:
أولها: صواب القضية في نفسها.
ثانيها: ذلاقة لسان الداعي لها.
ءاخرها: محبة الناس للقضية ولصاحبها".
57- "إذا أراد الله أن ينعم على الفارس في ساحات الوغى أو ميدان البَيَان جعل خصمَه شريفاً لا دنيئا".
58- "لا يغرك كل من ينادي بالإصلاح فكثير منهم لا يحكم نفسه وإن تمكن من رقابنا لربما نتمنى الموت فلا يعطينا إياه".
59- "إذا نجحت في مشروع واحد من أصل عشرة دخلت في زمرة الناجحين".
60- "اللهَج في ذكر النساء والطعام مذمة لا يتورع عنها الصالحون فضلا عن الطالحين".
62- "أحبك" كلمة يجمل إيقاعها في كل حين وإن كانت من ثعلب".
63- "كيف ترجو السلامة من ابن آدم ولم يَسْلَم منه الذي خلقه ".
64- "رائحة الفم المؤذية داء قلَّ من يَفطن إليه، وأكثر ما يكون قبحا في الشريف ".
65- لا تظن أن الحب والكراهية يسكنان في منزل غير القلب.. وأي شيء حل في القلب فهو أشبه بالربط صعب الفكاك.. فلا بد أن يسقى مادة مناقضة لما نزل أولا وإلا ما استطاعت البشرية كلها تغييره.. حتى الجمال الخارجي لا ينفع إذا عُقدت نواصي البغضاء في القلب، فقد ترى امرأة جميلة ولكن وجهها وحالها مليء بالمعصية، فتستعيذ بالله منها كرها ومقتا.. ألم تسمع قول القائل: جمال الوجه مع خبث النفوس... كقنديل على قبر مجوسي؟ وتعجب معي من حال هند بنت عتبة كيف كانت تكره النبي - صلى الله عليه وسلم -وهو أكمل الناس وأفضلهم خلقاً وفضلاً وجمالًا- كأشد الكره؟؟ وما ذلك إلا أن مادة الكفر مستمكة بالقلب.. فلما استسقى قلبها حلاوة الإيمان أحبت النبي - عليه السلام - كأشد الحب.
66- "لا تُسفّه صديقك إن غضب عليك لتافه الأسباب فهذا تفسير لعظيم محبتك في قلبه".
67- "من طالب زوجته بالمثالية نعى نفسه إن لم يكن كذلك ألم تسمع قول المولى: ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة).
يتبع