تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أعرفت ربك بمحمد أم عرفت محمد بربك

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي أعرفت ربك بمحمد أم عرفت محمد بربك

    ولذلك نرى الإمام عليا- كرم الله وجهه- أمام سؤال من أحدهم:
    - أعرفت محمدًا بربك؟ أم عرفت ربك بمحمد؟.
    فأجاب الإمام عليّ وكان باب العلم: لو عرفت ربي بمحمد لكان محمد أوثق عندي من ربي، ولو عرفت محمدًا بربي لما احتجت إلى رسول، ولكني عرفت ربي بربي وجاء محمد فيبلغني مراد ربي مني.

    http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%.../i543&n4504&p1
    ماصحة هذا الأثر؟

  2. #2

    افتراضي رد: أعرفت ربك بمحمد أم عرفت محمد بربك

    قبل الولوج في التخريج يجب التنبيه إلى أن تفسير الحاوي يختص بالعلماء المحققين فقد ذكر مؤلفه في المقدمة أنه جمعه من أمهات التفاسير، وأودع فيه أبحاث العلماء المحققين، وذلك حيث يقول في مقدمته:
    فإنه لما دعاني داعي المشيئة والإلهام لجمع مؤلَّف يحوي أكثر ما اشتملت عليه أرحام أمهات كتب التفسير من فرائد وروائع وبدائع ولطائف ورقائق جمعت أبكار الأفكار وغوامض الأسرار ... ومع ذلك فالفقير مقر بقصر باعه وقلة بضاعته وعدم أهليته، ومعترف بأنه مغترف من بحر غيره وقد ضمنته ـ بفضل الله ـ أبحاثا قيمة لكثير من العلماء المحققين ذكرتها كاملة؛ حرصًا على المنفعة، وتيسيرًا على القارئ، ولم أر بأسا في ذكرها كاملة وإن طالت، لذا ما رمت اختصارها لأهميتها فقد يذهب اختصارها بجليل مرادها ، وباهر جمالها ". اهـ.
    والحديث المذكور موضوع باطل.
    أما تخريجه فقد أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/463) وسقط بعض سنده عند نسخة الذهبي في التلخيص (ص:370) فقال:
    أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ قَالَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الضَّبْعِيُّ قَالَ نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَسْرَشَ أَسْلَمِيٌّ قَالَ نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَرَوِيُّ قَالَ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَقِيلٍ الْخُزَاعِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَرَفْتَ اللَّهَ بِمُحَمَّدٍ أو عرفت محمد بِاللَّهِ؟
    فَقَالَ: " لَوْ عَرَفْتُ اللَّهَ بِمُحَمَّدٍ لَكَانَ مُحَمَّدٌ أَوْثَقَ مِنَ اللَّهِ وَلَوْ عَرَفْتُ مُحَمَّدًا بِاللَّهِ مَا احْتَجْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَرَّفَنِي نَفْسَهُ بِلا كَيْفٍ كَمَا شَاءَ بَعَثَ مُحَمَّدًا رَسُولا لِيُبَلِّغَ الْقُرْآنَ وَالإِيمَانَ وَعَتْبَ الْحُجَّةِ وَتَقْوِيمَ النَّاسِ عَلَى مِنْهَاجِ الإِسْلامِ فَصَدَّقْتُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنَ اللَّهِ لأَنَّهُ لَمْ يجيء بِخِلافٍ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ وَلا يُخَالِفُ الرُّسُلَ مِنْ قَبْلِهِ جَاءَ بِالْهُدَى وَالْوَعْدِ وَتَصْدِيقِ مَنْ قَبْلَهُ ". اهـ.

    قَالَ الْمُؤَلِّفُ [ابن الجوزي]: "هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ على علي عليه السلام لأنه أجلُّ من أن يقول هَذَا والمتهم به مُحَمَّد بْن سَعِيد وقد رواه عن إِسْمَاعِيل قال ابن عدي: "وإسماعيل يحدث عن الثقات بالبواطيل فأما الهاشمي فَمَا يعرف ". اهـ.
    ووافقه ابن عراق الكناني في التنزيه (1/150)، والشوكاني في الفوائد المجموعة (455) فقال: " رواه الجوزقاني في الواهيات ". اهـ، وعلق الذهبي فقال: " قبح الله من وضعه ، فيه محمد بن أشرس السلمي - كذاب - عن محمد بن سعيد عن إسماعيل بن يحيى - متهم - ". اهـ.

    ولعله في تاريخ الحاكم حيث مظنة الروايات الموضوعة، وذكره ابن عربي الحاتمي في المسألة (ص:229)، وتبعه ابن غانم المقدسي في حل الرموز (ص:125) وهو غير الشيخ عز الدين ابن عبد السلام كما توهم في الصوفية والصفوية (ص:461).
    وعزاه إليه أبو بكر الدمياطي في الكفاية (ص: 215)، وتبعه أحمد بن زيني دحلان في تقريب الأصول (ص:8)، واستشهدا بحديث يرفعانه إلى النبي صلى الله عليه وسلم (من عرف نفسه عرف ربه).
    ووردت بلفظ (من عرفَ نفسَهُ فقد عرفَ ربَّهُ ومن عرَفَ ربَّهُ كَلَّ لسانُهُ) قال النووي في المنثورات (٢٨٦) : "ليس هو بثابت"، والصغاني في موضوعاته (٣٥) قال: "موضوع، وابن تيمية في مجموع الفتاوى (١٦/٣٤٩) قال: "ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا هو في شيء من كتب الحديث ولا يعرف له إسناد"، وابن القيم في مدارج السالكين (١/٧٣٤) قال: "ليس هذا حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو أثر إسرائيلي"، والسيوطي في تدريب الراوي (٢/١٦٧) قال: "باطل لا أصل له"، وملا علي قاري في الأسرار المرفوعة (٣٣٧) قال: "قيل لا أصل له أو بأصله موضوع"، والزرقاني في مختصر المقاصد (١٠٥٢) قال: "ليس بحديث"، ومحمد جار الله الصعدي في النوافح العطرة (٣٩٣) قال: "لا يعرف مرفوعا، والألباني في السلسلة الضعيفة (٦٦) قال: "لا أصل له". وورد بلفظ (يا إنسانُ اعرَفْ نفسَك تعرِفْ ربَّك) قال عنه ابن تيمية في مجموع الفتاوى (١٦/٣٤٩) : "يروى في بعض الكتب المتقدمة ، إن صح فإنه لم يثبت عن قائل معصوم". اهـ.
    وأورده أبو البقاء الكفوي في كتاب الكليات (ص:441) فقال: رُوِيَ عَن أبي حنيفَة أَنه قَالَ: (عرفت مُحَمَّدًا بِاللَّه، وَلم أعرف الله بِمُحَمد). اهـ.
    لذا قال ابن تيمية في درء التعارض (9/25) :
    (وقد روي ذلك عن جماعة من السلف الصالح، فسئل بعضهم: أعرفت الله بمحمد أم عرفت الله به؟ فقال: عرفت الله به، وعرفت محمداً بالله، ولو عرفت الله بمحمد لكانت المنة لمحمد دون الله) .
    قلت: هذه الطريقة تصلح أن تكون رداً على القدرية من المعتزلة ونحوهم، الذين يقولون: إن ما يحصل باختيار العبد من علم وعمل فإنه هو الذي أحدثه بدون معونة من الله له، وله هدى يسره له خصه به دون الكافر.
    بل يجعلون المؤمن والكافر سواء فيما فعل الله بهما من أسباب الهداية، حيث أرسل الرسول إليهما جميعاً، وخلق لكل منهما استطاعة يتمكن بها من الإيمان، وأزاح علةكل منهما.
    بل يقولون: إنه يجب عليه أن يفعل بكل منهما من اللطف الذي يؤمن به اختياراً كل ما يقدر عليه، فيفعل به الأصلح في دينه، وأنه ليس في المقدور مما يؤمن به اختيار شيء، ولكن المؤمنون - كأبي بكر وعلي آمنا بأنفسهما، والكفار - كأبي لهب وأبي جهل - كفرا بأنفسهما، من غير أن يختص الله المؤمن بأسباب تقتضي إيمانه.
    ولهذا قال لهم الناس: إذا كان الأمر كذلك، وهما مستويان في أسباب الإيمان، فلما أختص أحدهما بوجود الإيمان منه دون الآخر؟ وإذا قالوا بمشيئته وقدرته، قالوا لهم: إن كان للكافر مثل ذلك بطل الاختصاص، وإن لم يكن له مثل ذلك كان المؤمن مخصوصاً بأسباب من الهداية لم يحصل مثلها للكافر ". اهـ.
    هذا وقد ورد من طريق ءاخر ورد في التوحيد (1/278) للشيخ الصدووق فقال: حدثنا أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفارسي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد أبو سعيد النسوي ، قال : حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد الله الصغدي بمرو قال : حدثنا محمد بن يعقوب بن الحكم العسكري وأخوه معاذ بن يعقوب قالا: حدثنا محمد بن سنان الحنظلي، قال: حدثنا عبد الله بن عاصم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن قيس، عن أبي هاشم الرماني، عن زاذان، عن سلمان الفارسي في حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة مع مائة من النصارى وما سأل عنه أبا بكر فلم يجبه ثم أرشد إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه* السلام فسأله عن مسائل فأجابه عنها ، وكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عرفت الله بمحمد أم عرفت محمدا بالله عزوجل؟ فقال علي بن أبي طالب عليه* السلام: " ما عرفت الله بمحمد صلى*الله*عليه* وسلم، ولكن عرفت محمدا بالله عزوجل حين خلقه وأحدث فيه الحدود من طول ، وعرض ، فعرفت أنه مدبر مصنوع باستدلال وإلهام منه وإرادة كما ألهم الملائكة طاعته وعرفهم نفسه بلا شبه ولا كيف ". اهـ.
    وهذا من فوق أبي سعيد النسوي إسناده مظلم إلى عبد الرحمن بن قيس كلهم مجاهيل والراوي عن النسوي مجهول أيضًا، والحديث بطوله في تهذيب الزين الفتى للعاصمي (1/306) قال محققوه: " و ليعلم أنّ الحديث غير جامع لشرائط الحجّية لمجهوليّة رواته". اهـ.

    والله أعلم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أعرفت ربك بمحمد أم عرفت محمد بربك

    جزاكم الله خيراً.

  4. #4

    افتراضي رد: أعرفت ربك بمحمد أم عرفت محمد بربك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيراً.
    وجزاكم الله خيرًا.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أعرفت ربك بمحمد أم عرفت محمد بربك

    يرفع للفائدة .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •