الرد على من أنكر صفة الكلام لله خوفا من التشبيه


انكرت الجهمية ان الله كلم موسى صلى الله عليه و سلم وعلى نبينا قلنا لم أنكرتم ذلك قالوا لان الله لم يتكلم ولا يتكلم وانما كون شيئا فعبر عن الله وخلق صوتا فسمع
فزعمو ان الكلام لا يكون إلا من جوف وفم وشفتين ولسان


فقلنا فهل يجوز لمكون او لغير الله أن يقول لموسى( لا اله الا انا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري) طه ( وإني أنا ربك) طه فمن زعم ذلك فقد زعم أن غير الله ادعى الربوبية ولو كان كما زعم الجهمية أن الله كون شيئا كأن يقول ذلك المكون يا موسى ان الله رب العالمين لا يجوز ان يقول إني أنا الله رب العالمين وقد قال جل ثناؤه (وكلم الله موسى تكليما )النساء 164 وقال (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه) (الاعراف 143) وقال (اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي)(الاعراف 144) فهذا منصوص


فكيف يصنعون بحديث سليمان الاعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم الطائي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (ما منكم من أحد الا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان ) قال واما قولهم إن الكلام لا يكون إلا من جوف وفم وشفتين ولسان أليس قال الله للسموات والارض (ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) (فصلت 11) أترى انها قالت بجوف وشفتين ولسان وقال الله (وسخرنا مع داود الجبال يسبحن )الانبياء 79 أتراها أنها سبحت بفم وجوف ولسان وشفتين والجوارح اذا شهدت على الكفار فقالوا (لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي انطق كل شيء )(فصلت 21) أتراها نطقت بجوف وشفتين وفم ولسان ولكن الله انطقها كيف شاء من غير أن يقول فم ولسان وشفتين


(شرح الكافية)