كيف أوقع الشيطان الناس في ورطات الشرك
الشيطان لا يأتي للناس مباشرة فيوقعهم في الشرك ، وإنما يتدرج معهم في وسائل الشرك حتى يوقعهم بعد ذلك في الشرك وإذا أوقعهم في الشرك زين لهم بعد ذلك ما هم عليه، وسمي الشرك لهم بغير اسمه (شفاعة ، توسل ، تبرك ،حب للأولياء) ثم يوقع في قلوب من اصطادهم الحمية في الانتصار لشركهم ومحاربة من ينصحهم ولذلك جاءت الشريعة بحماية جناب التوحيد فحرّمت وسائل الشرك فضلا عن الشرك
عن ابن عباس رضى الله عنهما (ودّا ولاسواعا ولا يغوت ويعوق ): أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم ، ففعلوا فلم تعبد ، حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عبدت

قال العلامة سليمان ال الشيخ رحمه الله : (أصل عبادة الأصنام أنهم عظموا الأموات تعظيما مبتدعا ، فصوروا صورهم ،وتبركوا بها ، فأل الأمر إلى أن عبدت الصور ومن صورته ، وهذا أول شرك حدث في الأرض وهو الذي أوحاه الشيطان إلى عباد القبور في هذه الأزمان فإنه ألقى إليهم أن البناء على القبور والعكوف عليها من محبة الصالحين وتعظيمهم وأن الدعاء عندها أرجى في الإجابة

قال العلامة حسين النعمي : (والمقصود أن الشطان – بلطف كيده – يحسّن لمن حرم العلم النافع : الدعاء عند القبر، وأنه أرجح من الدعاء في بيته ومسجده ، فإذا صدّقه في ذلك دعاه إلى درجة أخرى من الدعاء عنده ، ثـــم الدعاء به ،والإقســـام به على الله ، وهذا أعظم من الأول ، فإذا استجاب لذلك دعاه إلى دعاء الميت نفسه دون الله ، ثم ينقله إلى أن يتخذ قبره معتكفا ، وأن يوقد عليه القناديل ...)