قصيدة في الوعظ


النونية المتواضعة

اقبل إلى مولاك بالرضوانِ
لتعيشَ في سَعَدٍ وفي اطمئنانِ

وازددْ بفعلِ الصالحاتِ ترفعاً
لتنالَ غفراناً من الرحمنِ

وابدأ بإفرادِ الإلهِ تعبداً
وشهادةً في القولِ والأركانِ

ثمَّ الشهادة للنبي الهاشمي
من جاءنا برسالةِ الفرقانِ

فلهُ جزيلُ الفضلِ في إتمامهِ
دين الإله الواحد الديانِ

وعمادُ دينكَ في الصلاةِ فإنها
تنهى عن الفحشاء والبهتانِ

هي قرةٌ للعينِ قالَ نبينا
وهي السبيلُ لفرحةِ الإنسانِ

ثمّ الزكاة فان في إخراجها
حقُ الفقيرِ ونصرةُ الإخوانِ

لا تنسَ شهر الخيرِ إن صيامهُ
عتقٌ من الأهوالِ والنيرانِ


هو رحمةٌ هو طاعةٌ هو جُنَةٌ
ولأهلهِ بوابةُ الريانِ

واقصدْ مع النفر الحجيج فريضةً
ثمّ اعتمرْ لتفوزَ بالغفرانِ

رتلْ كلامَ اللهِ إن كلامَهُ
تحيى به الأرواحُ بالإيمانِ

جمعَ المعارفَ والعلومَ بأسرها
فتخبطَ الكفارُ في هذيانِ

لله درّهُ من كتابٍ ناصعٍ
فيه الشفاءُ وراحةُ الأبدانِ

وصحابة المختارِ قلدْ فعلَهم
فجميلُهم قد جاءَ في القرآنِ

واذكرْ لأهلِ البيتِ حقَهم الذي
هو أنهم اهلُ النبي العدنانِي

من نالَ أصحابَ النبي وأهلَهُ
فلينتظر مثواهُ في النيرانِ

يكفيهمُ فضلاً بان صفاتَهُم
جاءتْ بها الآياتُ في الفرقانِ

لا تقربْ الآثامَ واهجرْ أهلها
فبتركها نصرٌ على الشيطانِ

انَّ الفواحشَ أوقدتْ في أهلِها
ناراً فأردتهم إلى الخسرانِ

ازددْ صلاحاً كي تنالَ كرامةً
انَّ الكرامة في رضا الرحمنِ


فإذا أتى مَلَكٌ تخافُ مجيئهُ
بعبارةٍ تعني بانكَ فاني

و أنشلت الإطرافُ من أركانها
واصفرَ لونُ الوجهِ والشفتانِ

جاءَ الذي لا ترتضيهِ نفوسُنا
ومجيئهُ قهراً بلا استئذانِ

فهناكَ تنظرُ كُلُّ نفسٍ ما جنتْ
وهناكَ تذكرُ ساعةَ العصيانِ

وتقولُ وآسفا كأني هالكٌ
يا ويلَ أعضائي وويلَ لساني

خارتْ قواكَ فلا سبيلَ لردها
بل صرتْ جُثماناً على الأكفانِ

صبُوا عليكَ الماءَ انكَ صائرٌ
عما قليلٍ في يدِ الدّفانِ


في حفرةٍ قد أدخلُوكَ وودعُوا
مَنْ كانَ يرعاهم بكلِّ حنانِ

لم تنفعْ الأموالُ خلاً صانها
في خزنةٍ مرصوصةِ الأركانِ

بلْ قدْ تكونُ عدَوهُ في قبرِهِ
فتصيرُ ثعباناً على الإنسانِ

فلتعتبرْ يا مَنْ دُعِيتَ إلى الهدى
ولتتعظْ فالقولُ فيه معاني

ولتغتنمْ وقتاً قصيراً عمرُهُ
أيامُهُ معدودةٌ كثوانِي
منقول