قال علّي للعباس رضي الله عنهما:مابقي من كرم أخلاقك؟قال: الإفضال على الإخوان وترك أذى الجيران.
ما صحة هذا الأثر؟
قال علّي للعباس رضي الله عنهما:مابقي من كرم أخلاقك؟قال: الإفضال على الإخوان وترك أذى الجيران.
ما صحة هذا الأثر؟
لم أقفُ عليه مسندًا، أورده ابن عبد البر في المجالسة (ص:61) وتبعه ابن المفلح.
وقد ورد نحوه عن مولى عمرو ابن العاص رضي الله عنه.
وروى الطبري في تاريخه (5/355) من طريق البلاذري قَالَ أَحْمَدُ: قَالَ عَلِيٌّ [بن يوسف المديني]:[قلت: بينهما عوانة بن الحكم كما في الأنساب للبلاذري] عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، قَالَ مُعَاوِيَةُ:مَا مِنْ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَيْنٍ خَرَّارَةٍ، فِي أَرْضٍ خَوَّارَةٍ، فَقَالَ عمرو بن العاص: ما من شيء أحب إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَبِيتَ عَرُوسًا بِعَقِيلَةٍ مِنْ عَقَائِلِ الْعَرَبِ، فَقَالَ وَرْدَانُ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ العاص: ما من شيء أحب إلي من الإِفْضَالِ عَلَى الإِخْوَانِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَنَا أَحَقُّ بِهَذَا مِنْكَ، قَالَ: مَا تُحِبُّ فَافْعَلْ ". اهـ، وهذا إسناد منقطع، وقد توبع من قبل الأصمعي عن جويرية بن أسماء نحوه في كتاب أحاديث العطار عن شيوخه (ص: 275).
ويشار إليه ما ورد في أساس البلاغة (ص:496) عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما: " أن ابن أبي العاص مشى التَّقْدُمِيَّة و أن ابن الزّبير مشى القهقرى، و رُويَ لوَى ذنبَه، أراد الإفضال على النّاس و الإحسان إليهم ". اهـ.
وورد في تاج العروس (17/555) قال: وفي التَّهْذيبِ: يقالُ: مَشَى فلانٌ القُدَمِيَّةَ و التَّقْدُمِيَّة َ إذا تقدَّمَ في الشَّرَفِ و الفَضْلِ و لم يَتَأَخَّرْ عن غيرِهِ في الإِفْضالِ على النَّاسِ.
و رُوِي عن ابنِ عبَّاسٍ أَنَّه قالَ: «إِنَّ ابنَ أَبي العاصِ مَشَى القُدَمِيَّة و إنَّ ابنَ الزُّبَيْر لَوَى ذَنَبَه»، أَرادَ أَنَّ أَحَدَهما سَما إلى مَعالِي الأُمورِ فحَازَها، و أَنَّ الآخَرَ قَصَّر عَمَّا سَما له مِنها.
قالَ أَبو عُبيدٍ في قوْلِهِ: مَشَى القُدَمِيَّة: قالَ أَبو عَمْرٍو: معْناهُ التَّبَخْتر؛ قالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِنَّما هو مَثَلٌ و لم يُردِ المَشْي بعَيْنِه، و لكنَّه أَرادَ أَنَّه رَكِبَ مَعالِي الأُمُور.
قالَ ابنُ الأَثيرِ: و في رِوايَةٍ اليَقْدُمِيَّة، قالَ: و الذي جاءَ في رِوايَةِ البُخارِي القُدَمِيَّة، و معْناهُ أنه تَقدَّمَ في الشَّرَفِ و الفَضْلِ على أَصْحابِه ". اهـ.
وورد في تاريخ دمشق (60/52) لابن عساكر من طريق البيهقي في شعب الإيمان (13/327) من طريق محمد بن أبي علي الجلادي والروضة (ص:246) لابن حبان من طريق محمد بن المهاجر - واللفظ له - قالا:
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن موسى السمري عَن حماد بْن إِسْحَاق ابن إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قِيلَ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ مَا بَقِيَ مِنْ لَذَّتِكَ؟ قَالَ: "الإِفْضَالُ عَلَى إلإِخْوَانِ"،
قِيلَ فَمَنْ أَحْسَنُ النَّاسِ عَيْشًا؟ قَالَ: "مَنْ عَاشَ بِعَيْشِهِ غَيْرُهُ قِيلَ فَمَنْ أَسْوَأُ النَّاسِ عَيْشًا قَالَ مَنْ لا يَعِيشُ بِعَيْشِهِ أَحَدٌ". اهـ.
وهذا إسناده فيه مجهولان محمد بن موسى السمري وحماد بن إسحاق الموصلي لم أجد لهما ترجمة.
وورد من كلام ابن المنكدر كما في الإخوان (ص:213) لابن أبي الدنيا وغيره الكثير قال:
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ مَا بَقِيَ مِمَّا يُسْتَلَذُّ؟ قَالَ «الْإِفْضَالُ عَلَى الْإِخْوَانِ». اهـ.
وورد من كلام وهب بن منبه قال ابن قتيبة الدينوري في عيون الأخبار (3/200) قال وهب بن منبّه: "إن أحسن الناس عيشا من حسن عيش الناس في عيشه، وإنّ من ألّذ اللّذّة الإفضال على الإخوان". اهـ.
وورد في كتاب أبي حنيفة الدنيوري أنّ عبد الله بن علي بن أبي طالب تقدّم وهو يقول:
أنا ابن ذي النجدة و الإفضال *** ذاك عليّ الخير ذو الفعالوورد في تفسير ابن أبي حاتم (6/769) فقال:
سيف رسول الله ذو النكـال *** في كلّ يوم ظاهر الأهوال
حَدَّثَنَا أَبِي ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ ثنا يَحْيَى هُوَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ:
"قَالَ عَلِيٌّ لِلْعَبَّاسِ: لَوْ هَاجَرْتَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ: أَوَلَسْتُ فِي أَفْضَلِ الْهِجْرَةِ؟ أَلَسْتُ أُسْقِي الْحَاجَّ وأعَمِّرُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ؟ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ يَعْنِي قَوْلَهُ: {أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ} [التوبة: 20] فَجَعَلَ اللَّهُ لِلْمَدِينَةِ فَضْلَ دَرَجَةٍ عَلَى مَكَّةَ". اهـ.
وقال يوسف الصالحي في سبل الهدى (11/68) عن الحسن بن علي رضي الله عنهما:
وكان من أحسن الناس وجها وأكرمهم وأجودهم وأطيبهم كلاماً، وأكثرهم حياءا، وكان أكثر دهره (صائما)، وكان فعله يسبق قوله في المكارم والجود، وكان كثير الأفضال على إخوانه، لا يغفل عن أحد منهم، ولا يحوجه إلى أن يسأله، بل يبتدئه بالعطاء قبل السؤال ". اهـ.
والله أعلم.
جزاكم الله خيراً.