فوائد من كتاب: عدة الصابرين و ذخيرة الشاكرين
المؤلف: ابن قيم الجوزية
الناشر: دار عالم الفوائد للنشر و التوزيع
تحقيق: إسماعيل بن غازي مرحبا
إشراف: بكر بن عبد الله أبو زيد


********************


بسم الله، الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و آله و صحبه و من والاه، أما بعد:


فقد قرأت النسخة الإلكترونية من هذا الكتاب و الموجودة على الإنترنت و استخرجت منه بعض الفوائد.


الفوائد:


* قال أبو علي الدقاق: حد الصبر ألا تعترض على التقدير، فأما إظهار البلاء على غير وجه الشكوى فلا ينافي الصبر، قال الله عز و جل في قصة أيوب عليه السلام: (إنا وجدناه صابرا) [سورة ص]- مع قول أيوب عليه السلام: (أني مسني الضر) [سورة الأنبياء].


* الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر.


* الشكوى قد تكون بلسان الحال أو المقال.


* قال قتادة: خلق الله سبحانه الملائكة عقولا بلا شهوات، وخلق البهائم شهوات بلا عقول، وخلق الإنسان وجعل له عقلا وشهوة، فمن غلب عقله شهوته فهو مع الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو كالبهائم.


* الفاجر الضعيف من جند إبليس أما الفاجر القوي فإبليس من جنده:


و كنت امرءا من جند إبليس فارتقى *** بي الحال حتى صار إبليس من جندي


* الصبر على فعل المأمور و الصبر على ترك المحظور و الصبر على المقدور.


* الصبر الجميل هو الذي لا شكوى معه و لا تنافيه الشكوى إلى الله، قال يعقوب عليه السلام: (إنما أشكو بثي و حزني إلى الله) [سورة يوسف].


* مقامات الصبر فيما يأتي من الله:
مقام العجز و الشكوى و التسخط ثم مقام الصبر ثم مقام الرضا ثم مقام الشكر.


* مقامات الصبر فيما يأتي من الإنسان:
مقام العفو و الصفح ثم مقام سلامة القلب من إرادة التشفي و الانتقام ثم مقام شهود القدر ثم مقام الإحسان إلى المسيء و مقابلة إساءته بإحسانك.


* الصبر حبس القلب عن التسخط على المقدور، واللسان عن الشكوى، فمن تجلد وقلبه ساخط على القدر فليس بصابر.


* قال عمر بن عبد العزيز: قيدوا نعم الله بشكر الله.


قال مطرف بن عبد الله: لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر.


قال سفيان في قوله تعالى: (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) [سورة القلم]: أي يسبغهم النعم و يمنعهم الشكر.


* السبق في دخول الجنة لا يقتضي أن السابق أرفع درجة من كل لاحق لأن بعض الأغنياء مثلا يتأخرون في الحساب ثم يدخلون الجنة و ينالون المنازل الرفيعة فيها.


* الدنيا دار وسائل (الإيمان و الطاعة أو العمل الصالح) أما الآخرة فدار غايات (نعيم الجنة و رؤية الله تبارك و تعالى و كلامه و رضوانه).


* الناس في إرادتهم الدنيا و إرادتها إياهم أربعة أقسام:
1. لم يريدوا الدنيا و لم تردهم مثل أبي بكر.
2. لم يريدوا الدنيا و أرادتهم كعمر.
3. أرادوا الدنيا و أرادتهم كخلفاء بني أمية إلا عمر بن عبد العزيز.
4. أرادوا الدنيا و لم تردهم كمن أفقر الله منها يده و أسكنها بقلبه و امتحنه بحبها.


* قول النبي عليه الصلاة و السلام في دعائه: (و أعوذ بك من الكفر و الفقر): الخير نوعان: خير الآخرة و الكفر يضاده و خير الدنيا و الفقر يضاده، فالفقر سبب عذاب الدنيا و الكفر سبب عذاب الآخرة.


* من صفحة ٤٤٤ إلى صفحة ٤٧٥ يعرض المؤلف أمثلة نفيسة تبين حقيقة الدنيا.


********************


و الحمد لله أولا و آخرا و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.