تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: (علاج الوسوسة في الإيمان), الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    ليبيا حرسها الله بالسنة
    المشاركات
    144

    افتراضي (علاج الوسوسة في الإيمان), الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله

    علاج الوسوسة في الإيمان

    السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق الله؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله، وَلْيَنْتَهِ"1.
    وفي لفظ "فليقل: آمنت بالله ورسله"2 متفق عليه. وفي لفظ "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولون: من خلق الله؟"3.

    يقول العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله :
    احتوى هذا الحديث على أنه لا بد أن يلقي الشيطان هذا الإيراد الباطل: إما وسوسة محضة4، أو على لسان شياطين الإنس وملاحدتهم.
    وقد وقع كما أخبر، فإن الأمرين وقعا، لا يزال الشيطان يدفع إلى قلوب من ليست لهم بصيرة هذا السؤال الباطل، ولا يزال أهل الإلحاد يلقون هذه الشبهة التي هي أبطل الشبه، ويتكلمون عن العلل وعن مواد العلم بكلام سخيف معروف.
    وقد أرشد النبي صلّى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم إلى دفع هذا السؤال بأمور ثلاثة: بالانتهاء، والتعوذ من الشيطان، وبالإيمان.

    أما الانتهاء – وهو الأمر الأول : فإن الله تعالى جعل للأفكار والعقول حداً تنتهي إليه، ولا تتجاوزه. ويستحيل لو حاولت مجاوزته أن تستطيع، لأنه محال، ومحاولة المحال من الباطل والسفه، ومن أمحل المحال التسلسل في المؤثرين والفاعلين. فإن المخلوقات لها ابتداء، ولها انتهاء. وقد تتسلسل في كثير من أمورها حتى تنتهي إلى الله الذي أوجدها وأوجد ما فيها من الصفات والمواد والعناصر {وَأَنَّ إلى رَبِّكَ المُنْتَهَى} [النجم:42], فإذا وصلت العقول إلى الله تعالى وقفت وانتهت، فإنه الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء.
    فأوّليته تعالى لا مبتدأ لها مهما فرضت الأزمان والأحوال.
    وهو الذي أوجد الأزمان والأحوال والعقول التي هي بعض قوى الإنسان. فكيف يحاول العقل أن يتشبث في إيراد هذا السؤال الباطل.
    فالفرض عليه المحتم في هذه الحال: الوقوف، والانتهاء.

    الأمر الثاني: التعوذ بالله من الشيطان.
    فإن هذا من وساوسه وإلقائه في القلوب؛ ليشكك الناس في الإيمان بربهم.
    فعلى العبد إذا وجد ذلك: أن يستعيذ بالله منه، فمن تعوذ بالله بصدق وقوة أعاذه الله وطرد عنه الشيطان، واضمحلت وساوسه الباطلة.

    الأمر الثالث: أن يدفعه بما يضاده من الإيمان بالله ورسله، فإن الله ورسله أخبروا بأنه تعالى الأول الذي ليس قبله شيء، وأنه تعالى المتفرد بالوحدانية، وبالخلق والإيجاد للموجودات السابقة واللاحقة.
    فهذا الإيمان الصحيح الصادق اليقيني يدفع جميع ما يضاده من الشبه المنافية له، فإن الحق يدفع الباطل. والشكوك لا تعارض اليقين.

    فهذه الأمور الثلاثة التي ذكرها النبي صلّى الله عليه وسلم تبطل هذه الشبه التي لا تزال على ألسنة الملاحدة، يلقونها بعبارات متنوعة.

    فأمر بالانتهاء الذي يبطل التسلسل الباطل، وبالتعوذ من الشيطان الذي هو الملقي لهذه الشبهة، وبالإيمان الصحيح الذي يدفع كل ما يضاده من الباطل.
    والحمد لله فبالانتهاء: قطع الشر مباشرة.
    وبالاستعاذة: قطع السبب الداعي إلى الشر.
    وبالإيمان اللجأ والاعتصام بالاعتقاد الصحيح اليقيني الذي يدفع كل معارض.
    وهذه الأمور الثلاثة هي جماع الأسباب الدافعة لكل شبهة تعارض الإيمان. فينبغي العناية بها في كل ما عرض للإيمان من شبهة واشتباه يدفعه العبد مباشرة بالبراهين الدالة على إبطاله، وبإثبات ضده وهو الحق الذي ليس بعده إلا الضلال، وبالتعوذ بالله من الشيطان الذي يدفع إلى القلوب فتن الشبهات، وفتن الشهوات، ليزلزل إيمانهم، ويوقعهم بأنواع المعاصي.
    فبالصبر واليقين: ينال العبد السلامة من فتن الشهوات، ومن فتن الشبهات.
    والله هو الموفق الحافظ.

    ص 27-28- من كتاب (بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار)الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى .
    ـــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــ ـ

    1 أخرجه: البخاري في "صحيحه" رقم: 3276, ومسلم في "صحيحه" رقم: 134 بعد 214.
    2 أخرجه: مسلم في "صحيحه" رقم: 134 بعد 214.
    3 أخرجه: مسلم في "صحيحه" رقم: 130 بعد 215, وأبو عوانة في "مسنده" 1/82.
    4 في المطبوع: "محصنة" !!

  2. #2

    افتراضي رد: (علاج الوسوسة في الإيمان), الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله

    بارك الله فيك في هذه الإفادة الطيبة ورحم العالم الجليل السعدي و جميع المسلمين.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    ليبيا حرسها الله بالسنة
    المشاركات
    144

    افتراضي رد: (علاج الوسوسة في الإيمان), الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل عبدالجلال مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك في هذه الإفادة الطيبة ورحم العالم الجليل السعدي و جميع المسلمين.
    وفيك بارك الله نشكر مروركم أخي الكريم .
    قيل يا رسول الله أي الناس أفضل, قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب قال هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد . صحيح الترغيب والترهيب /2889/م 3.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •