حكمة التفريق في المعاملة بين أهل الكتاب والمشركين



السؤال

ما الحكمة من جعل أهل الكتاب لهم معاملة خاصة عن غيرهم من المشركين كأكل ذبائحهم مثلاً، مع أننا نشهد بكفرهم كما جاء ذلك في القرآن، فهل كفرهم أخف من كفر عبدة الأوثان، مع أن القرآن لعن اليهود ؟فأرجو من فضيلتكم تبيين الحكمة باختصاصهم بتلك الأحكام؛ لأن بعض الناس يظن أن هذا الأمر يجعلهم قريبين من المسلمين عن غيرهم من المشركين؟





أجاب عنها: د.حسين العبيدي

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى كفار ولا شك في ذلك، كما جاء ذلك صريحاً في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة، لكن لهم كتاب التوراة والإنجيل فلهم اتصال بالله _تعالى_ من خلال كتبهم المنزلة من عند الله _جل وعلا_، فليسوا وثنيين مشركين من عبدة الأوثان، لذا فهم أقرب إلى المسلمين الذين لهم كتاب منزل للاشتراك في تلقي الأوامر والنواهي من الكتاب المنزلة من عند الله _تعالى_ بخلاف المشركين الوثنيين، لذا كان المسلمون يحبون أن يظهر الروم وهم اليهود والنصارى على المشركين الوثنيين كما ذكره الله _تعالى_ في سورة الروم.