معــاً على طريق النجاح والتفوق ، للفرد والأسرة ،الطالب والمدرسة
أم عبدالله نجلاء الصالح

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد : -
قال الله تعالى : - ( يرفع الله الذين آمنوا والذين اوتوا العلم درجات ) المجادلة 11
منذ ولادة الأبناء ، والأم والأب يحيطانهم بالدفء والحنان والرعاية والمحبة والتوجيه والتعليم ، وبدخولهم المدرسة تبدأ خطواتهم الأولى نحو مجتمع جديد ! وتجربة جديدة ! شعورسعيد ! ها هو حلم الحياة الذي طالما انتظره الآباء بدأ يتحقق !! خطوات . . . لكننا نريدها خطوات راسخة على طريق الإستقامة ، على طريق التميز والنجاح والتفوق ، لعل الله يرفعنا بها ــ بعد ما ابتليت الأمة بكل هذا الهوان ــ . نريد جيلا كأمثال الرعيل الأول ، نريد جيلاعلى قدر المسؤولية ، أهلا لحمل أمانة هذا الدين ، والذود عن حياض بلاد المسلمين .
ما أروع أن تتضافر الجهود " مدرسة وآباء وأبناء " لأداء عام دراسي متميزمنذ بدايته ! ، ما أروع أن تتوحد الهمَّة للتغيير، تغيير نحو الأفضل ، تغيير لبناء لبنات جيل فعال في مجتمعه ، قال الله تعالى :- ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) الرعد 11.
إن للمدارس ، ودورالعلم ، دوْر هام في تعليم الأبناء وتربيتهم ، إن اتقى القائمون عليها ربهم فيمن ولاهم الله تعالى واسترعاهم عليهم ، ونتناول هنا دور الآباء والأبناء على طريق النجاح والتفوق .
[ دور الآباء ]
لا بد أن يهيئ الآباء أبناءهم للدوْر الذي تقوم به المدرسة ، بل وأن يكملوه أيضا، فدورهم لا يقل أهمية ، وذلك من عدة وجوه : -
1– تنشئة الأبناء وتهيئتهم وتوجيههم وتعليمهم وتربيتهم التربية الإيمانية ، إذ أنها بمثابة التطعيم ضد أمراض المجتمع الجديد الغريب الذي يخرجون إليه ، قبل أن تداهمهم .... وذلك بتعليمهم وبيان الشرع لهم ، بما يناسب أعمارهم ليرسخ في أذهانهم ، وبذل النصح المصحوب بالرفق واللطف في ردهم إلى الحق ، حتىلا يدعوا مجالا لشرك ، ولا بدعة تشب معهم .
قال الله تعالى :- ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) التحريم 6 .
إن الأبناء أمانة في أعناق الآباء ، وكل منهم عنهم سيسأل ، فالله . . الله ، ليحرص الآباء على تعليم أبنائهم علما يبتغى به وجه الله تعالى والدار الآخرة ، إلى جانب علمهم الدنيوي .
للأسف . . . يحرص الكثيرون أشد الحرص على صحة أبنائهم الجسدية ، ومكانتهم العلمية الدنيوية ، ويتهاونون في صحتهم النفسية ، وتعليمهم وتربيتهم التربية الإيمانية ! ، لا يبالون إن علموهم في دورعلم شرقية أو غربية ! ، يتنافسون - بل يبذلون - من أجل ذلك الغالي والنفيس ،( وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )، غير آبهين بضياع لغة ، ولا شرع ، ولا دين . ( إلا ما رحم ربي )، والنتيجة ما نرى ونسمع من عقوق وفسوق. قال رسول الله صلى الله عليه سلم :- ( كل مولود يولد على الفطرة ، حتى يعرب عنه لسانه ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) صحيح رواه الطبراني في الكبيرعن الأسود بن سريع رضي الله عنه . صحيح الجامع 4559 ــ الصحيحة 402 . إن صلاح الأبناء في ميزان حسنات الآباء ، وقرة عين لهم في الدنيا والآخرة إن اتبعتْهم ذريتهم بإيمان ، قال الله تعالى : - ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ، وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ) الطور 21 .
2- مراعاة الآداب والسلوكيات داخل الأسرة ، ليكون الآباء قدوة صالحة للأبناء ، وذلك : –
أ ــ بتوفير الهدوء النفسي لهم ، وإكسابهم مهارات في حسن الخلق وفن التعامل مع الآخرين ، وإعانتهم على كسب الثقة بالمحيط الجديد الغريب عنهم .
ب - بتنمية صفات الإخلاص ، والطاعة . . والتوقيرلأولي الأمر والفضل ، ومحاورتهم بأدب واحترام .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : - ( من لم يرحم صغيرنا ، ويعرف حق كبيرنا، فليس منا ) صحيح ( رواه خد ، د) عن ابن عمرو رضي الله عنه . صحيح الجامع 6540.
وقال صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى : - ( ليس منا من لم يجل كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ! ويعرف لعالمنا حقه ) حسن ( رواه : حم ، ك ) عباده بن الصامت ، صحيح الجامع 5444 .
ج ــالحرص على إبعاد الأبناء عن أجواء الخوف ، والتوتر، لكثرة الخلافات والمشاجرات الزوجية والعائلية ، أوكثرة التذمر، والإنفعال ، والإنتقاد ، خاصة أمام الضيوف والغرباء ، لأن هذا كله - بلا شك - يسبب حرجا وإحباطا ، ومعاناة أليمة يكتمونها في صدورهم ، تؤثر سلبا على مستقبلهم الدراسي والنفسي والإجتماعي .
3– التواصل الفعال مع الأبناء وذلك - أ- من خلال الإستماع لحديثهم والتحاور معهم ، والدعاء لهم لا عليهم ، واحترامهم وتقديرهم ، وتهيئة أسباب الراحة والهدوء لدراستهم ، وعدم الصراخ في وجوههم ، أونعتهم بصفات نقص إذا فشلوا في أداء عمل ما ، وعدم اعتبار الفشل نهاية المطاف ، وإلا حلَ اليأس والإحباط والإستكانة والإستسلام ، ولنجعل من الفشل حدثا وتجربة نأخذ منها العبرة.
ومن تجرع مرارة الفشل يرنو لتذوق حلاوة النجاح ، فلنعينهم على ذلك ، وإلا .. فإن من يتخبط في ظلمات الجهل ، ليس كمن يسيرعلى بصيرة وعلى هدى ونور من ربه ، قال الله تعالى : - ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون إنما يتذكر اولو الألباب ) الزمر9.
-- ب-- التواصل الفعال معهم من خلال متابعتهم في" الدراسة والمدرسة " ليتمكن الآباء من معرفة نقاط الضعف عند الأبناء ، والوقوف على حلها - أولا بأول - ، هذا التواصل يشعر الطفل بأهميته ، وإحساسه بالمسؤولية ، فلا يستهتر ولا يتهاون ، فتكون النتائج مرضية بإذن الله تعالى . وقد لا تكون هناك أية مشكلة ، لكن تواجد الأبوين وتواصلهما هام جدا وضروري ، يبعث على الراحة والطمأنينة في نفوس الأبناء .
4- تنظيم العادات الحسنة ، الى جانب الدراسه ، وذلك - أ - بتنمية روح المسؤولية لدى الأبناء - منذ صغرهم -
– ب – استخدام أساليب محببة لتعظيم الله تعالى وكتاب الله ، في نفوسهم، وتعظيم شعائر الله تعالى من عبادات وأذكار ، بتحبيبها ، وتوضيحها، وتنظيمها ، وضبط أوقاتها، وذلك بوضع برنامج أو جدول محدد لتعويدهم عليها ، وحثهم علىالتمسك بها ، وبمتابعتهم ، والدعاء لهم بالهداية والثبات على دينه .
- ج - ضبط أوقات الدراسة ، والأكل ، واللعب ، وتعويدهم على الإعتماد على أنفسهم بارتداء الملابس، والإهتمام بجدول الدروس ، وترتيب الكتب، ووضع الأدوات الخاصة بهم ، كل شيء في موضعه ، لتوفير الوقت والجهد ، ودفع ما ينتج عن الفوضى من مشاكل .
5 – وضع هدف سام راق يحث الأبناء نحو المسير إليه - " وبدافع ذاتي" - للتفوق والتميز :-
وذلك بزرع الثقة في نفوسهم ببناء علاقة احترام ومحبة مع الوالدين ، بالإبتسامة والقبلة والهدية والمدح والثناء ، وتقوية مشاعر الرغبة والتصميم والرضا عندهم ، ورفع الروح المعنوية وتعزيز السلوكيات الشخصية الإيجابية ، بلا مبالغة ، ولا غلو، وبلا تفضيل لتفاوت القدرات ، أو بين الأبناء والبنات ، فإن ذلك يوغر الصدور، ويثيرالحسد والغيرة والأحقاد ، وتنقلب المحبة إلى سوء تربية ، أوسرف في القسوة أو الدلال ! . من الأبناء من يملّ الإهتمام الزائد من الآباء بالتحصيل العلمي ، ويملّ الإلحاح عليهم بالدراسة ، وكثرة الأوامر والأسئلة ، فيشعر بالكبت والضغط ، وأحيانا بالخوف من الإقدام ، فتكون النتيجة عكس ما يرجون ، " فينبغي الموازنة والإنتباه ".
6- الإهتمام بقدرات الأبناء ، بإذكاء روح المنافسة والتحدي النبيل بين أقرانهم ، وحثهم على المسابقة للفوز والنجاح . وربط لذة الفوز والنجاح والفرح به ، بالفوز برضى الله - تبارك وتعالى - والجنة ، والفرح بالنجاة من النار .
[ دور الأبناء ]
وللأبناء دور هام على طريق التفوق والنجاح طوال العام ، ويتمثل ذلك فيما يلي : -
1: - إخلاص النية لله تعالى : - إن الحياة الدنيا مرتبطة بالآخرة ، وغدا عنها سنسأل ، والغد غير مضمون إدراكه ، ومن فضل الله تعالى أن جعل بأيام الشباب ، فرصا غالية ، تنال بها رتب العلم العالية ، الدينية والدنيوية ، فهي أوقات يجتمع فيها القلب والفكر، لقلة الشواغل والصوارف عن التزامات الحياة . وكلما أحسن الإختيار، واستغلال الوقت ، كلما كان المحرك والدافع للعلى -" ذاتيا وقويا حتى النهاية "- بإذن الله تعالى ، ولإخلاص النية بلا رياء ولا سمعه ، ولإستغلال أيام العمر، بالعلم النافع والعمل الصالح .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : - ( إغتنم خمسا قبل خمس، حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك) صحيح رواه (حم ، ك ، هب ، حل )عن عمرو بن ميمون مرسلا ، صحيح الجامع 1077 – اقتضاء العلم170 .
2 : - تحديد الهدف :- وإذا كانت النفوس كبارا . . . . . تعبت في مرادها الأجسام .
فمن كان ذا همة عالية ، وأراد نجاحا وعلو شأن ورفعة ، أو أراد تميزا وتفوقا ، وضع هدفا محددا وواضحا من البداية يسعى لتحقيقه ، لأن النجاح لا يأتي بالتمني ، ولا بالخمول والكسل ، إنما هو ثمرة جد واجتهاد ، وصبر وعمل .
إن كلمة ( النجاح ) كلمة هشة ، عائمة ، أما إذا حُددت بإطارهدف معين ، واقعي، واضح ، وطموح، نافع للطالب وأسرته وأمتة ، كان حافزا لما يسعى إليه ، فيركز عليه اهتمامه ، مقتنعا به ، متوكلا على ربه سبحانه ، فيؤديه بدافع ذاتي كما يريده ، ويبذل الجهد بأمل وتفاؤل . متحسسا نقاط الضعف والقوة في قدراته ، يوظف الإمكانيات اللازمة لإزالة المعوقات ، وتحقيق الهدف، ولوعلى مراحل ، برغبة وحماسة مستخيرا الله تعالى ، ومستشيرا من يثق بمحبته وخبرته . ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ) ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يسأل الله تعالى علما نافعا ، ويستعيذ بالله من علم لا ينفع .
ولتذكير النفس ما بين فترة وأخرى بأهمية النجاح وتحقيق الهدف ، يمكن للطالب كتابة هدفه ووضعه أمام ناظره على كتابه أو مكتبه أوفي غرفته ، والتضرع إلى الله تعالى بالدعاء الذي أمر به رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله سبحانه : - ( وقل رب زدني علما ) طه 114
3 :- وينبغي للطالب أن لا يكلّ ولا يملّ ، متدرجا في طلب العلم صبورا، قال الله تعالى :- ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) السجدة 24، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية : - ( بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين ) . كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : - ( رحمة الله علينا وعلى موسى لو صبر لرأى من صاحبه العجب ) متفق عليه ، صحيح الجامع 3501 . فمن لا يصبر ، يذهب عنه خير كثير ، وقد يتخلىعن منهجه ومبادئه لأي استفزاز أوسخرية أو عقبة تعترضه . فعلى طالب العلم أن يعوٍّد النفس علىالصبر، و سعة الصدر، لتوجيهات أولي الأمر وغيرهم، وأخذ العبرة من تجاربهم . فكم من طالب أعرض ونآى بجانبه ، صم أذنيه عن سماع نصيحة قد تنفعه ، استهزأ واستهان بها، - حتى ولو كانت من والديه - ، عض أصابع الندم ، ولكن بعد فوات الأوان ! (ولات حين مناص ).
4: - ضبط الأوقات : يحبذ وضع تقويم سنوي على المكتب أو أمام البصر ، وتخصيص دفتر لتدوين الملاحظات والمهام والواجبات ومواعيد تسليمها ومواعيد الإمتحانات حتى لا يفوتك شيء منها .
5 : - ترتيب الأشياء : وذلك بتخصيص مكان معين للإحتفاظ بالملايس والأدوات الخاصة ، حتى لا يمضي وقت أوجهد في البحث عنها .
وسائل تركيز الإنتباه لحسن الإستيعاب والتفكر
أ – اختيار وقت مناسب للدراسة ، بحيث لا يكون وقت راحة أو نوم . وأنسب الأوقات للمطالعة : الليل ، وللحفظ : الأسحار ، وللبحث : الأبكار، وللكتابة : بعد القيلولة في النهار .
ب : - الإستيقاظ مبكرا ، وتجنب المنبهات ، وكثرة السهر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- ( اللهم بارك لأمتي في بكورها ) صحيح رواه ( أحمد، والأربعة ) عن صخر الغامدي رضي الله عنه ، صحيح الجامع 1300 .
ت :- تجنُّب تشديد قبض اليد على القلم ، والإنكباب قريبا جدا من الكتاب ، لما فيه من انحناء للظهر، وآلام في الرقبة ، وضغط على الأعصاب.
ج - اختيارمكان مناسب للدراسة ، بحيث يساعد على الإستيعاب ، جيد الإنارة ، متجدد الهواء ، بعيدا عن الضوضاء ، وعما يضيع الوقت ، ويصرف الذهن ، ويشغل الفكرعن الحفظ ، كالتلفاز والمذياع ، وصحبة السوء ، وفعل السوء ، وغيرها من المؤثرات الخارجية السلبية ، قال الإمام الشافعي رحمه الله نعالى :
شكوت إلى وكيع سوء حفظــــي . . . . . . . . . . فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقـــال إعلـــم بأن العلم نــــــور. . . . . . . . . . . ونور الله لا يهــدى لعــاصي
ت : - مراعاة ظروف الأهل ، فلا يكثرالغضب والتسخط إن ضاق المكان ، أو ساءت الظروف ــ بقدر الله تعالى ــ ، إذ أن بإمكان الطالب أن يتدرب علىالتركيز، وأن يتكيف مع الوسط الذي يعيش فيه ــ " بصبر واحتساب " ــ . لأن شدة الغضب ، وكثرة التسخط ، مضيعة للوقت وتبديد للجهد ، ناهيك عن العقوق .
[ الدراسة المثالية ]
تبدأ الدراسة المثالية : 1ــ في قاعة الدراسة : يقول ابن القيم ــ رحمه الله تعالى ــ : - ( للعلم ست مراتب :- 1- حسن السؤال -2- حسن الإنصات والإستماع -3- حسن الفهم - 4- الحفظ - 5 - التعليم - 6- ثمرته : العمل به ، ومراعاة حدوده ) كتاب حلية طالب العلم ص 49 .
2:- استعراض المادة بقراءة شاملة مجملة ، ثم القراءة مرة أخرى بتركيز أكبر وبدقة وإمعان وتفهم للمادة ، ضع سؤالا بجانب كل فقرة انتهيت من قراءتها ، وعند مراجعة القراءة ، ابدأ بقراءة السؤال ، فإن أجبته فذلك يدل على استيعابك للموضوع .
يمكنك تدوين أكبر قدر من الملاحظات والعلومات وحفظ النقاط الهامة ، والقوانين ، والعناوين الرئيسية والفرعية ، بطريقة منظمة مرتبة في كراسة ليسهل مراجعتها .
3: - الإهتمام بالرسوم التوضيحية والخرائط والجداول بإعادة رسمها وحفظها مرة بعد مرة .
4: - لا تراكم الواجبات ، فدراسة كمٍّ قليل من المعلومات ــ يوميا ــ ، أفضل طريقة للإحتفاظ بهذه المعلومات ، إبدأ بدراسة المواد الصعبة التي تحتاج إلى مجهود أكبرلإستيعابها ، لأن الطاقة في البداية تكون في ذروتها ، أما المواد السهلة أو التي يستمتع بها ، فبإمكانك تأجيلها إلى وقت آخر .
5 : - بإمكانك تقسيم الموضوعات الطويلة المراد حفظها وتجزئتها، لتسهيل عملية الحفظ ، وربط الجديد بالقديم ــ عند مراجعة الموضوع مرة أخرى ــ خاصة قبل فترات النوم والراحة .
6:- من خلال القراءة ، يمكنك معرفة مواطن الضعف في الحفظ ، وإعادة التسميع لزيادة القدرة على التذكر وتثبيت المعلومات ، فإن كان الإختبار شفويا ، يفضل االمراجعة والتسميع أن يكون شفويا، والأفضل أن يكون التسميع والمراجعة تحريرية إذا كان الإختبار تحريريا .
7: - خذ قسطا من الراحة بعد عناء دراسة متواصة ، لتتمكن من الإستيعاب ، ذلك لأن الإسترخاء والتنفس بعمق ، أو ممارسة بعض الألعاب الرياضية ، تخفف من آثار التوتر والإجهاد والضغط الذي يمكن أن يؤثر سلبيا على المذاكرة .
[ توجيهات للإمتحانات ]
1: - قبل الإمتحان :- إن للإمتحان رهبة ، وبخاصة إذا كان شفويا ، فاذكر الله تعالى وتذكر الرهبة منه سبحانه ، والوقوف بين يديه يوم القيامة للحساب، تهن عليك رهبة امتحان الدنيا، ويسكن قلبك .
قال الله تعالى :- (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) . الرعد 28 .
2: - التغلب على الخوف من الإمتحان بالنظر إليه كأمر طبيعي ، بربط الإمتحانات العلمية والحرص على النجاح بها، بالإبتلاءات والإختبارات الدنيوية ، والفوز والنجاح في الدنيا والآخرة .
3: - أوصيك بتقوى الله ، وحسن الظن بالله ، والبعد عن الغش والرياء ، بإخلاص العمل لله ، وإخلاص الرغبة في النجاح ، وأكثر من الإستعانة بالله والدعاء والتضرع إليه سبحانه ، أن ييسر الأمر ويفرج الكرب .
4: - هيء نفسك : وذلك بتجنب تناول المنبهات ، وتجهيز الأقلام والأدوات ، ثم نم مبكرا ، واستيقظ مبكرا ، تناول الفطور فإنه ضروري لحاجة الجسم الى الطاقة.
5: - قبل البدء قل ــ مستعينا بالله ــ مثلا : ( بسم الله ، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا ) .
[ أثناء الإمتحان ]
1- إقرأ الأسئلة كاملة : ثمّ ضع خطا تحت التنبيهات والتوجيهات المهمة ، مثل " أجب عن سؤالين من ثلاثة " وما شابه .
2 : - إجعل لكل سؤال صفحة ــ إن استطعت ــ أوفراغا تستدرك به ما نسيت . محافظا على الترتيب والنظافة والنظام في ورقة الإجابة .
3 :- لا يمنعك حياؤك أن تستوضح من المدرس المختص ، عند عدم وضوح نقطة ما، أوفهم سؤال .
إترك السؤال الذي لا تعرفه إلى غيره كيلا يضيع وقت في التفكير فيه ، وعد إليه بعد الفراغ من إجابة الأسئلة مستعينا بالله قائلا : ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث . . . )
4: - لا تسرع في الخروج إن استعصى عليك سؤال معين ، وقد أجبت بقية الأسئلة ، فالخواطر تكثر عند النهاية ، وعند استرخاء الأعصاب ، فاصبر وهدئ من روعك وأرح أعصابك ، لعل الله تعالى يفتح عليك .
5 : - إربط تسلسل الأفكار ربطا جيدا ، وتأكد من المطلوب من كل سؤال ، وإبدأ بإجابة السهل ثم الصعب ، وحاول تقسيم الوقت على الأسئلة ، ليكون كافيا .
6 : - كن معتدلا عند الرد على الأسئلة ، فلا تكن بطيئا ولا مسرعا ، فبالبطء يضيع الوقت ! وبالسرعة تنسى الأفكار ويسوء الخط ! .
7 : - ركزعلى إجابة الأسئلة ذات الدرجات العالية ، وقبل تسليم ورقة الإمتحان تأكد من أن جميع البيانات صحيحة كاملة مكتوبة بوضوح.
[ بعد الإمتحان ]
1- احمد الله عز وجل على توفيقه ، ثم سلم الورقه .
2 : - بعد الإمتحان لا تشغل نفسك ولا تضع وقتك، بالأسى والحزن على ما فات ، إلا لأخذ العبرة ، وسد الثغرات .
3 : - إحرص بعد بذل الأسباب وحسن التوكل على الله ، على الرضى بما قسم الله لك ، واحمد الله تعالى .
وختاما : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا وإياكم من الفائزين في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .