تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: استشكال في كلامٍ لابن عاشور، هل يقصد أنَّ الطور لم يرتفع فوق بني إسرائيل؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    129

    افتراضي استشكال في كلامٍ لابن عاشور، هل يقصد أنَّ الطور لم يرتفع فوق بني إسرائيل؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قرأت للعلامة ابن عاشور ـ رحمه الله ـ في تفسيره لسورة البقرة أن الطور لم يرتفع فوق بني إسرائيل ....إنما هو مجرد تخييل !! ...
    والعجيب ! أنه يثبت الرفع في سورة الأعراف ...
    فأردت من الإخوة ـ بارك الله فيهم ـ التوضيح ...
    هل فهمي للمسالة كان صوابا ؟! أم أنه لم تتحرر لي المسألة بشكل واضح ...؟!
    وهل كان الإمام ابن عاشور متناقضا ؟! أم أن اللاحق من كلامه قد نسخ السابق ؟! لكون ابن عاشور قد استمر في تأليف التفسير مدة طويلة ...
    وهذان هما النصان :
    الأول : في تفسير سورة البقرة :
    ولذلك وصف في آية الأعراف بقوله ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ) " نتقه زعزعه ونقضه " حتى يخيل إليهم أنه يهتز وهذا نظير قولهم استطارة إذا أزعجه فاضطرب فأعطوا العهد وامتثلوا لجميع ما أمرهم الله تعالى وقالوا " كل ما تكلم الله به نفعله فقال الله لموسى فليؤمنوا بك إلى الأبد " وليس في كتب بني إسرائيل ولا في الأحاديث الصحيحة ما يدل على أن الله قلع الطور من موضعه ورفعه فوقهم وإنما ورد ذلك في أخبار ضعاف فلذلك لم نعتمده في التفسير .
    والثاني في تفسير سورة الأعراف :
    ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون [ 171 ] ) عاد الكلام إلى العبرة بقصص بني إسرائيل مع موسى عليه السلام لأن قصة رفع الطور عليهم من أمهات قصصهم وليست مثل قصة القرية الذين اعتدوا في السبت ولا مثل خبر إيذانهم بمن يسومهم سوء العذاب . فضمائر الجمع كلها هنا مراد بها بنو إسرائيل الذين كانوا مع موسى بقرينة المقام
    والجملة معطوفة على الجمل قبلها
    و ( إذ ) متعلقة بمحذوف تقديره : واذكر إذ نتقنا الجبل فوقهم
    والنتق الفصل والقلع . والجبل الطور
    صلى الله عليه و سلم عليه الصلاة و السلام { !!!!!}
    وهذه آية أظهرها الله لهم تخويفا لهم لتكون مذكرة لهم فيعقب ذلك أخذ العهد عليهم بعزيمة العمل بالتوراة فكان رفع الطور معجزة لموسى عليه السلام تصديقا له فيما سيبلغهم عن الله من أخذ أحكام التوراة بعزيمة ومداومة والقصة تقدمت في سورة البقرة عند قوله تعالى ( وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور )
    والظلة السحابة وجملة ( خذوا ما آتيناكم ) مقولة لقول محذوف يدل عليه نظم الكلام وحذف القول في مثله شائع كثير وتقدم نظيرها في سورة البقرة
    وعدي ( واقع ) بالباء : للدلالة على أنهم كانوا مستقرين في الجبل فهو إذا ارتفع وقع ملابسا لهم ففتتهم فهم يرون أعلاه فوقهم وهم في سفحه وهذا وجه الجمع بين قوله ( فوقهم ) وبين باء الملابسة وجعل بعض المفسرين الباء بمعنى ( على )
    ملحوظة : النصوص مأخوذة من الشبكة !!
    فليتاكد الإخوة إذا كان فيها تصحيف أو نحوه ...
    كُنْ كالنخيْل عَن الاحْقَاد مُرْتَفعَا
    يُرْمَى بصَخْر فَيُعْطي أجْوَدَ الثمَر

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: ابن عاشور : الطور لم يرتفع فوق بني إسرائيل !!

    بارك الله فيك أخي الكريم.. لم أرَ في النصِّ الأول الذي في تفسير آية البقرة ما ذكرته من نفيه رحمه الله رفع الطور، بل الوارد في ذلك النص: نفي ورود شيءٍ ثابت في ذلك من الأحاديث ولهذا أعرض عنها.
    أما ما وصفه من التخيُّل فهو في الاهتزاز لا الرفع، وفرق بينهما.

    ملحوظة: قمت بتغيير عنوان الموضوع إلى استشكال.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    129

    افتراضي رد: استشكال في كلامٍ لابن عاشور، هل يقصد أنَّ الطور لم يرتفع فوق بني إسرائيل؟

    أظن أن العنوان الآن أصبح واضح الدلالة ...
    فجزاكم الله خيرا ـ شيخنا العزيز ـ .
    أما ما وصفه من التخيُّل فهو في الاهتزاز لا الرفع، وفرق بينهما.
    يعني أنهم تخيلوا الاهتزاز فقط ! أما الرفع فقد حصل حقيقة ؟! .
    لعلي أذكر النص الأول كاملا ...فقد يدل على ما قلتُ:
    ( وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ماء آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون [ 63 ] ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته ولكنتم من الخاسرين [ 64 ] ) صلى الله عليه و سلم عليه الصلاة و السلام
    تذكير بقصة أخرى أرى الله تعالى أسلافهم فيها بطشه ورحمته فلم يرتدعوا ولم يشكروا وهي أن أخذ الميثاق عليهم بواسطة موسى عليه السلام أن يعملوا بالشريعة وذلك حينما تجلى الله لموسى عليه السلام في الطور تجليا خاصا للجبل فتزعزع الجبل وتزلزل وارتجف وأحاط به دخان وضباب ورعود وبرق كما ورد في صفة ذلك في الفصل التاسع عشر من سفر الخروج وفي الفصل الخامس من سفر التثنية فلعل الجبل من شدة الزلازل مما ظهر حوله من الأسحبة والدخان والرعود صار يلوح كأنه سحابة ولذلك وصف في آية الأعراف بقوله ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ) " نتقه زعزعه ونقضه " حتى يخيل إليهم أنه يهتز وهذا نظير قولهم استطارة إذا أزعجه فاضطرب فأعطوا العهد وامتثلوا لجميع ما أمرهم الله تعالى وقالوا " كل ما تكلم الله به نفعله فقال الله لموسى فليؤمنوا بك إلى الأبد " وليس في كتب بني إسرائيل ولا في الأحاديث الصحيحة ما يدل على أن الله قلع الطور من موضعه ورفعه فوقهم وإنما ورد ذلك في أخبار ضعاف فلذلك لم نعتمده في التفسير .
    قال ابن عاشور : "وليس في كتب بني إسرائيل ولا في الأحاديث الصحيحة ما يدل على أن الله قلع الطور من موضعه ورفعه وإنما ورد ذلك في أخبار ضعاف فلذلك لم نعتمده في التفسير "
    الا تدل هذه العبارة على نفيه لرفع الطور ؟ فقوله :" لم نعتمده في التفسير"...أليس مقصوده { القول برفع الطور } لم نعتمده في التفسير ؟!.
    كُنْ كالنخيْل عَن الاحْقَاد مُرْتَفعَا
    يُرْمَى بصَخْر فَيُعْطي أجْوَدَ الثمَر

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: استشكال في كلامٍ لابن عاشور، هل يقصد أنَّ الطور لم يرتفع فوق بني إسرائيل؟

    جزاك الله خيرًا أخي الكريم..
    الآن صار الكلام تامًّا تقريبًا.. ولاحتمالك وجهٌ.. لكنِّي أتأمَّله زيادة.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    129

    افتراضي رد: استشكال في كلامٍ لابن عاشور، هل يقصد أنَّ الطور لم يرتفع فوق بني إسرائيل؟

    أعانكم الله ...وسدد خطاكم .
    كُنْ كالنخيْل عَن الاحْقَاد مُرْتَفعَا
    يُرْمَى بصَخْر فَيُعْطي أجْوَدَ الثمَر

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: استشكال في كلامٍ لابن عاشور، هل يقصد أنَّ الطور لم يرتفع فوق بني إسرائيل؟

    ابن عاشور رحمه الله تعالى يرى أن نتق الجبل إنما هو من قبيل التخييل أو المجاز وليس رفعا على الحقيقة واحتج بعدم ورود أثر صحيح دال على أن الرفع حقيقي .
    ولعل النقل الأول يكون أوضح هكذا:
    " وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذالِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ .
    تذكير بقصة أخرى أرى الله تعالى أسلافهم فيها بطشه ورحمته فلم يرتدعوا ولم يشكروا وهي أن أخذ الميثاق عليهم بواسطة موسى عليه السلام أن يعملوا بالشريعة وذلك حينما تجلى الله لموسى عليه السلام في الطور تجلياً خاصاً للجبل فتزعزع الجبل وتزلزل وارتجف وأحاط به دخان وضباب ورعود وبرق كما ورد في صفة ذلك في الفصل التاسع عشر من سفر الخروج وفي الفصل الخامس من سفر التثنية فلعل الجبل من شدة الزلازل وما ظهر حوله من الأسحبة والدخان والرعود صار يلوح كأنه سحابة .
    ولذلك وصف في آية الأعراف ( 171 ) بقوله : ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ( ( نتقه : زعزعه ونقضه ) حتى يخيل إليهم أنه يهتز وهذا نظير قولهم استطاره إذا أزعجه فاضطرب فأعطوا العهد وامتثلوا لجميع ما أمرهم الله تعالى وقالوا : ( كل ما تكلم الله به نفعله فقال الله لموسى فليؤمنوا بك إلى الأبد ) وليس في كتب بني إسرائيل ولا في الأحاديث الصحيحة ما يدل على أن الله قلع الطور من موضعه ورفعه فوقهم وإنما ورد ذلك في أخبار ضعاف فلذلك لم نعتمده في التفسير ." اهـ التحرير والتنوير ط. دار سحنون للنشر والتوزيع ( 1/541).
    وقد أحال عليه عند كلامه على انشقاق القمر فقال :
    " ... وإذ قد حمل معظم السلف من المفسرين ومن خلفهم هذه الآية على أن انشقاق القمر حصل قبل نزولها أو بقرب نزولها فبنا أن نبين إمكان حصول هذا الانشقاق مسايرين للاحتمالات الناشئة عن روايات الخبر عن الانشقاق إبطالاً لجحد الملحدين ، وتقريباً لفهم المصدقين .
    فيجوز أن يكون قد حدث خسف عظيم في كرة القمر أحدث في وجهه هوة لاحت للناظرين في صورة شقه إلى نصفين بينهما سواد حتى يخيل أنه منشق إلى قمرين ، فالتعبير عنه بالانشقاق مطابق للواقع لأن الهوة انشقاق وموافق لمرأى الناس لأنهم رأوه كأنه مشقوق .
    ويجوز أن يكون قد حصل في الأفق بين سمت القمر وسمت الشمس مرور جسم سماوي من نحو بعض المذنبات حجب ضوء الشمس عن وجه القمر بمقدار ظل ذلك الجسم على نحو ما يسمى بالخسوف الجُزئيّ ، وليس في لفظ أحاديث أنس بن مالك عند مسلم والترمذي ، وابن مسعود وابن عباس عند البخاري ما يناكد هذا .
    ومن الممكن أن يكون هذا الانشقاق حدثاً مركباً من خسوف نصفي في القمر على عادة الخسوف فحجب نصف القمر ، والقمر على سمت أحد الجبلين وقد حصل في الجو ساعتئذٍ سحاب مائي انعكس في بريق مائه صورة القمر مخسُوفاً بحيث يخاله الناظر نصفاً آخر من القمر دون كسوف طالعاً على جهة ذلك الجبل ، وهذا من غرائب حوادث الجوّ . وقد عُرفت حوادث من هذا القبيل بالنسبة لأشعة الشمس ، ويجوز أن يحدث مثلها بالنسبة لضوء القمر على أنه نادر جداً وقد ذكرنا ذلك عند قوله تعالى : ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم ) في سورة الأعراف . اهـ المقصود التحرير و التنوير ( 27/169-170).
    مع ملاحظة أن ابن عاشور رحمه الله تعالى يتوسع في القول بالمجاز.
    وهذه هي الأخبار التي ساقها ابن جرير رحمه الله تعالى في تفسيره – فلينظر في أسانيدها - :
    1 - حدثني به يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: لما رجع موسى من عند ربه بالألواح. قال لقومه بني إسرائيل: إن هذه الألواح فيها كتاب الله، فيه أمره الذي أمركم به ونهيه الذي نهاكم عنه. فقالوا: ومن يأخذه بقولك أنت؟ لا والله حتى نرى الله جهرة، حتى يطلع الله إلينا فيقول: هذا كتابي فخذوه! فما له لا يكلمنا كما كلمك أنت يا موسى، فيقول: هذا كتابي فخذوه؟ قال: فجاءت غضبة من الله، فجاءتهم صاعقة فصعقتهم، فماتوا أجمعون. قال: ثم أحياهم الله بعد موتهم، فقال لهم موسى: خذوا كتاب الله. فقالوا: لا. قال: أي شيء أصابكم؟ قالوا: متنا ثم حيينا! قال: خذوا كتاب الله. قالوا: لا. فبعث ملائكته فنتقت الجبل فوقهم، فقيل لهم: أتعرفون هذا؟ قالوا: نعم، هذا الطور، قال: خذوا الكتاب وإلا طرحناه عليكم. قال: فأخذوه بالميثاق، وقرأ قول الله:( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَانًا ) حتى بلغ:( وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) قال: ولو كانوا أخذوه أول مرة، لأخذوه بغير ميثاق.
    2- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: أمر موسى قومه أن يدخلوا الباب سجدا ويقولوا:"حطة" وطؤطئ لهم الباب ليسجدوا، فلم يسجدوا ودخلوا على أدبارهم، وقالوا حنطة. فنتق فوقهم الجبل - يقول: أخرج أصل الجبل من الأرض فرفعه فوقهم كالظلة = و"الطور"، بالسريانية، الجبل = تخويفا، أو خوفا، شك أبو عاصم، فدخلوا سجدا على خوف، وأعينهم إلى الجبل. هو الجبل الذي تجلى له ربه.
    3 - وحدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: رفع الجبل فوقهم كالسحابة، فقيل لهم: لتؤمنن أو ليقعن عليكم. فآمنوا. والجبل بالسريانية:"الطو ر".
    4 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:(وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور) قال: الطور الجبل؛ كانوا بأصله، فرفع عليهم فوق رؤوسهم، فقال: لتأخذن أمري، أو لأرمينكم به.
    5 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة:(ورفعنا فوقكم الطور)، قال: الطور الجبل. اقتلعه الله فرفعه فوقهم، فقال:(خذوا ما آتيناكم بقوة) فأقروا بذلك.
    6 - وحدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر ، عن الربيع، عن أبي العالية:(ورفعنا فوقكم الطور) قال: رفع فوقهم الجبل، يخوفهم به.
    7 - وحدثنا موسى قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط، عن السدي: لما قال الله لهم: ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة. فأبوا أن يسجدوا، أمر الله الجبل أن يقع عليهم، فنظروا إليه وقد غشيهم، فسقطوا سجدا على شق، ونظروا بالشق الآخر، فرحمهم الله فكشفه عنهم فذلك قوله:( وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ )
    8 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: الطور، الجبل الذي أنزلت عليه التوراة - يعني على موسى - وكانت بنو إسرائيل أسفل منه. قال ابن جريج: وقال لي عطاء: رفع الجبل على بني إسرائيل، فقال: لتؤمنن به أو ليقعن عليكم. فذلك قوله:(كأنه ظلة).
    انظر ( 2/156 – 159). ولعله أورد أخبارا أخرى في تفسير آية الأعراف لم أنقلها لضيق الوقت.
    مع العلم أن ابن جرير يذهب إلى أن الرفع كان على الحقيقة كما هو ظاهر كلامه :
    " يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: واذكر، يا محمد، إذ اقتلعنا الجبل فرفعناه فوق بني إسرائيل، كأنه ظلة غمام من " (13/217).
    لا يكذب المرء إلا من مهانـته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب
    لجيفة الكلب عندي خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    129

    افتراضي رد: استشكال في كلامٍ لابن عاشور، هل يقصد أنَّ الطور لم يرتفع فوق بني إسرائيل؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جهاد الأثري مشاهدة المشاركة
    ابن عاشور رحمه الله تعالى يرى أن نتق الجبل إنما هو من قبيل التخييل أو المجاز وليس رفعا على الحقيقة واحتج بعدم ورود أثر صحيح دال على أن الرفع حقيقي .
    أخي الفاضل أبا جهاد :
    إذن أنت توافقني على أنه يرى أن نتق الجبل إنما هو من قبيل التخييل ...ثم عللت ذلك أنه لتوسع ابن عاشور في المجاز ...
    والحق أن نقلك لموضوع (إنشقاق القمر ) يدلنا على هذا الفهم لكلام ابن عاشور ...
    ومع اعترافنا بفائدة كلام ابن عاشور (في موضوع إنشقاق القمر ) في الرد على الملحدين غير أنني أرى أنه مخالف لظاهر النص و لأقوال المفسرين في الآية ...هذا إن قصد ابن عاشور حقيقة ما ذكره ...إلا إذا كان لمجرد الرد ....
    لكن ، ألا توفقني بأن النص الآخر الذي نقلتُه يدل على أن ابن عاشور يقول برفع الطور ؟!!.
    كُنْ كالنخيْل عَن الاحْقَاد مُرْتَفعَا
    يُرْمَى بصَخْر فَيُعْطي أجْوَدَ الثمَر

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: استشكال في كلامٍ لابن عاشور، هل يقصد أنَّ الطور لم يرتفع فوق بني إسرائيل؟

    على أي حال كان الأمر فابن عاشور لم يتناقض:
    وهذه آية أظهرها الله لهم تخويفا لهم لتكون مذكرة لهم فيعقب ذلك أخذ العهد عليهم بعزيمة العمل بالتوراة فكان رفع الطور معجزة لموسى عليه السلام تصديقا له فيما سيبلغهم عن الله من أخذ أحكام التوراة بعزيمة ومداومة والقصة تقدمت في سورة البقرة عند قوله تعالى ( وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور )
    والظلة السحابة وجملة ( خذوا ما آتيناكم ) مقولة لقول محذوف يدل عليه نظم الكلام وحذف القول في مثله شائع كثير وتقدم نظيرها في سورة البقرة
    وعدي ( واقع ) بالباء : للدلالة على أنهم كانوا مستقرين في الجبل فهو إذا ارتفع وقع ملابسا لهم ففتتهم فهم يرون أعلاه فوقهم وهم في سفحه وهذا وجه الجمع بين قوله ( فوقهم ) وبين باء الملابسة وجعل بعض المفسرين الباء بمعنى ( على )
    فهو لا ينكر رفع الطور وما ينبغي لمثله ... لكنه لا يرى أن الرفع على الحقيقة وقع.
    وإنما هم رأوه كذلك ... على نحو ما فسر به بعضهم قوله تعالى " وترى الشمس إذا طلعت " .
    هذا ما يظهر لي أنه الأقرب من كلامه رحمه الله .. والله تعالى اعلم.
    لا يكذب المرء إلا من مهانـته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب
    لجيفة الكلب عندي خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    129

    افتراضي رد: استشكال في كلامٍ لابن عاشور، هل يقصد أنَّ الطور لم يرتفع فوق بني إسرائيل؟

    مما يدل على التعارض هاتان العبارتان :
    من النص الأول :
    " نتقه زعزعه ونقضه "
    ومن النص الثاني :
    والنتق الفصل والقلع
    والله أعلم .
    كُنْ كالنخيْل عَن الاحْقَاد مُرْتَفعَا
    يُرْمَى بصَخْر فَيُعْطي أجْوَدَ الثمَر

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: استشكال في كلامٍ لابن عاشور، هل يقصد أنَّ الطور لم يرتفع فوق بني إسرائيل؟

    ليس فيما ذكرت تعارض بارك الله تعالى فيك
    فالنتق يطلق على ذلك كله وانظر المعجم.
    لا يكذب المرء إلا من مهانـته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب
    لجيفة الكلب عندي خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    129

    افتراضي رد: استشكال في كلامٍ لابن عاشور، هل يقصد أنَّ الطور لم يرتفع فوق بني إسرائيل؟

    أعلم ذلك بارك الله فيك أخي الفاضل :
    لكن أقصد لماذا فسر ابن عاشور ( نتقنا) في النص الأول بالزعزعة ؟
    وفسرها في النص الثاني بالقلع والفصل ؟ .
    ألا يدل ذلك على أنه في النص الثاني يقصد القلع من مكانه ؟ وهو الرفع .
    أشكرك على حوارك الذي يزيدني فهما للنص ...
    كُنْ كالنخيْل عَن الاحْقَاد مُرْتَفعَا
    يُرْمَى بصَخْر فَيُعْطي أجْوَدَ الثمَر

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: استشكال في كلامٍ لابن عاشور، هل يقصد أنَّ الطور لم يرتفع فوق بني إسرائيل؟

    أخي الكريم أحسن الله إليك:
    آية البقرة جاء فيها لفظ الرفع .. قال تعالى : "وإذ أخذنا ميثاقكم و رفعنا فوقكم الطور "
    وأما آية الأعراف ...قال الله تعالى : " وإذ نتقنا الجبل فوقهم "
    والنتق هو الزعزعة و الفصل و القلع، ولفظة الرفع لا تبين هذا المعنى فناسب المقام في سورة البقرة ربطها بآية الأعراف، لأنه يبين معنى غائبا هناك وهو الزعزعة.
    " نتق البعير الرحل: زعزعه. ونتقت الزبد: أخرجته بالمخض. ونتق الله الجبل رفعه مزعزعاً فوقهم. ويأتي السائل فتقول: انتقوا له ما قدرتم من نتق الجراب إذا نفضه وأخرج ما فيه." أساس البلاغة( 1/461).
    "النَتْقُ: الزَعزعةُ والنَفْضُ. وقد نَتَقْتُهُ أنْتُقُهُ بالضم نَتْقاً. وقال أبو عبيدة في قوله تعالى: " وإذ نَتَقْنا الجَبَلَ " ، أي زعزعناه. وفرسٌ ناتقٌ، إذا كان ينفُض راكبه. ونَتَقْتُ الغَرْب من البئر، أي جذبتُه. والبعير إذا تزعزع حِمله نَتَقَ حبالَه، وذلك جذبه إياها فتسترخي. ونَتَقْتُ الجلد، أي سلختُه. ونَتَقَتِ المرأةُ، أي كثر ولدها فهي ناتِقٌ ومِنْتاقٌ. وناقةٌ ناتقٌ، إذا أسرعت الحملَ. وزندٌ ناتِقٌ، أي وارٍ." الصحاح في اللغة للجوهري (2/192).
    " نتق : النَّتْقُ الزعزعة والهز والجَذْب والنَّفْض ونَتَقَ الشيءَ يَنْتِقُه ويَنْتُقُه بالضم نَتْقاً جذبه واقتلعه " لسان العرب (10/351).
    وأما في آية الأعراف فأضاف معنى الرفع الذي قد يعزب في ذلك الموطن.
    فأنت ترى أن الأمر لا يعدو مجرد ربط للآيات ببعضها لزيادة البيان.
    وأظن أن من قال من اللغويين أن النتق من معانيه الرفع إنما استدل بآية الأعراف كما في لسان العرب.
    ولعل أحد إخواننا من أهل اللغة يفيدنا في هذا.
    فعلى كل حال ما زلت لست أرى تناقضا البتة في كلام ابن عاشور .
    ولعله ظهر لك ما لم يظهر لي.
    و الله تعالى أعلم.
    لا يكذب المرء إلا من مهانـته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب
    لجيفة الكلب عندي خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    129

    افتراضي رد: استشكال في كلامٍ لابن عاشور، هل يقصد أنَّ الطور لم يرتفع فوق بني إسرائيل؟

    أخي الكريم :
    لعله لم يتبين لي كلامك الأخير بشكل واضح :
    فأكرر سؤالي :
    لماذا فسر ابن عاشور (نتقنا ) في النص الثاني بالقلع والفصل ؟ ألا يدل ذلك على أنه في النص الثاني يقصد القلع من مكانه ؟ وهو الرفع .
    أرجو الإجابة المحددة على ما تحته خط .
    و معذرة على عدم فهمي ...
    كُنْ كالنخيْل عَن الاحْقَاد مُرْتَفعَا
    يُرْمَى بصَخْر فَيُعْطي أجْوَدَ الثمَر

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •