قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وذلك أن الفتن إنما يعرف ما فيها من الشر إذا أدبرت، فأما إذا أقبلت فإنها تزين، ويظن أن فيها خيرا، فإذا ذاق الناس ما فيها من الشر والمرارة والبلاء، صار ذلك مبينا لهم مضرتها، وواعظًا لهم أن يعودوا في مثلها كما أنشد بعضهم: -
الحرب أول ما تكون فتيّة... تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا اشتعلت وشبّ ضرامها... ولّت عجوزًا غير ذات حليل
شمطاء ينكر لونها وتغيرت...مكروهة للشم والتقبيل
...ومن استقرأ أحوال الفتن التي تجري بين المسلمين، تبين له أنه ما دخل فيها أحد فحمد عاقبة دخوله، لما يحصل له من الضرر في دينه ودنياه، ولهذا كانت من باب المنهي عنه، والإمساك عنها من المأمور به، الذي قال الله فيه: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}".
منهاج السنة النبوية (4 / 409-410).