تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: بخصوص شفاء العليل لابن القيم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    1,532

    افتراضي بخصوص شفاء العليل لابن القيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سؤالي بخصوص كتاب شفاء العليل لابن القيم رحمه الله تعالى:
    قرأتُ فيه ما أرى بعضه مخالفًا للأدلة الشرعية، فهل هناك أحد من العلماء قام بالنقد أو التعليق بما يفيد ذلك لبعض مواضعه؟
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بخصوص شفاء العليل لابن القيم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى صالح مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سؤالي بخصوص كتاب شفاء العليل لابن القيم رحمه الله تعالى:
    قرأتُ فيه ما أرى بعضه مخالفًا للأدلة الشرعية، فهل هناك أحد من العلماء قام بالنقد أو التعليق بما يفيد ذلك لبعض مواضعه؟
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هناك من قام بالثناء- قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن شفاء العليل في " مجموع فتاوى ومقالات متنوعة " (6/61): "هو كتاب نفيس عظيم الفائدة نادر المثل أو معدومه .........-فال ---مراتب القدر أوسع فيها الكلام المحقق العلامة الكبير أبو عبد الله ابن القيم في كتابه: شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، وهو كتاب نفيس عظيم الفائدة نادر المثل أو معدومه ننصح بقراءته والاستفادة منه...................... تناول فيه ابن القيم رحمه الله تعالى - ركن الإيمان بالقضاء والقدر، ووجوب الإيمان به، ومراتب القدر، وحكمة الله - عز وجل - فيه، وأفعال العباد بين الكسب والجبر، كما ساق جملة من الأحاديث المتعلقة بالقدر، وأتى عليها - رواية ودراية - وغيرها من المسائل، وردّ فيه أيضًا على من يحتج بالقدر على المعاصي ورد على الجبرية والقدرية وغيرهما وفصل مذاهبهم وابطل مزاعمهم، وغير ذلك من المسائل المتعلقة بهذا الباب، وهو كتاب ليس له نظير في بابه؛ ولذلك عده طائفة من أهل العلم من أهم المراجع - على الإطلاق - لدراسة موضوع القدر، وهو إلى جانب ذلك يمتاز بحسن التقسيم، وجودة الترتيب، ومتانة التبويب



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بخصوص شفاء العليل لابن القيم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى صالح مشاهدة المشاركة


    قرأتُ فيه ما أرى بعضه مخالفًا للأدلة الشرعية،

    لعلك ترمى الى مسألة فناء النار وسأجيبك ان شاء الله

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بخصوص شفاء العليل لابن القيم

    قال الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح الطحاوية --أما قول أهل السنة المعروف - هو أن الجنة والنار مخلوقتان لا تبيدان ولا تفنيان أبد الآبدين، ينعّم أهل الجنة في الجنة أبد الآبدين، ويعذب الكفار في النار أبد الآبدين.
    قد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال «يؤتى يوم القيامة بموت على هيئة كبش فيذبح بين الجنة والنار ثم ينادي المنادي يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت»، والتنصيص على الأبدية في نعيم أهل الجنة وخلودهم فيها يدل على أنّ المكان الذي يخلدون فيه يبقى، حيث قال جل وعلا في الجنة ?خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا? (172)، وقال في النار ?خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا? (173) فهم في المكان فيقتضي أن المكان أيضا يبقى أبد الآبدين.
    ومن أهل السنة من قال: إن النار منها ما يفنى وينتهي بإنهاء رب العالمين له وهو طبقة أو درك الموحّدين من النار، وهي الطبقة العليا من النار؛ لأن الموحدين موعودون بأن يخرجوا من النار، فلا يخلد في النار من كان في قلبه ذرة من الإيمان، لابد له من يوم يخرجون منها؛ لأن معهم التوحيد ولو طالت مدتهم، ثم تبقى تلك الطبقة لا أحد فيها فيُفنيها الله جل وعلا.
    وهذا منسوب إلى بعض السلف، وجاء في الأثر عن عمر وفي إسناده مقال وضعف: أن أهل النار لو لبثوا فيها كقدر رمل [عالج] -موضع فيه رمل كثير لكان لهم يوم يخرجون منها، وليأتين عليها يوم تصطفق أبوابها ليس فيها أحد.
    ومما يُنسب أيضا إلى بعض أهل السنة من أئمة أهل السنة أن فناء النار ممكن - وأن فناءها لا يمتنع، وهو القول المشهور عن الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله وعن غيره كابن القيم وجماعة من المتقدمين أيضا ومن الحاضرين.
    وهذا القول منشؤه -مع علم هؤلاء بالدليل وبالنصوص- على وجه الاختصاص النظر في صفات الله جل وعلا، وذلك أن من المتقرر في النصوص أن صفة الرحمة ذاتية ملازمة للرب جل وعلا، والجنة من آثار رحمة الله جل وعلا «أنت رحمتي أرحم بك من أشاء» والنار أثر غضب الله جل وعلا والغضب صفة فعلية اختيارية لا تنقلب إلى أن تكون صفة ذاتية كالرحمة، ولو بقي أثر الغضب لبقي الأصل وهو الغضب، لو بقيت النار وهو أثر الغضب لبقي الغضب أبد الآبدين، وهذا يعني أنه أصبح صفة ملازمة، وهذا هو مأخذ هؤلاء الأئمة في هذه المسألة.
    وهذا فيه بحث ونظر معروف في تقرير هذه المسألة؛ لكن من بحثها وكثير من الناس كتبوا فيها لم يلحظوا علاقة المسألة بقول هؤلاء بصفات الله جل وعلا، وهي أصل منشأ هذه المسألة. -
    قد قال ابن القيم سألت ابن تيمية عنها فقال: هذه مسألة عظيمة، وذكر في موضع بعد أن ذكر أدلة الجمهور أهل السنة وأدلة هؤلاء، فقال في آخره: فإن قلت إلى أي شيء انتهت أقدامكم في هذه المسالة العظيمة؟ قلنا - انتهت أقدامنا إلى قول الله جل وعلا ?إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ?[هود:107].
    ومما لا ينبغي أن يخاض في هذه المسألة؛ لكن لما أوردها الشارح وهي مسألة مشهورة عند طلبة العلم أوردت عليها هذا التقرير الموجز وهي معروفة بتفاصيل من التعليل لقول ابن تيمية وابن القيم.
    ولم يصب - من زعم أنه لا يصح نسبة هذا القول إلى الشيخين ابن تيمية وابن القيم. [شرح الطحاوية للشيخ صالح ال الشيخ]-------------------------------السؤال
    قرأت فتواكم -كما أذكر- عن خلود النار، وعن براءة ابن تيمية من ذلك. وكما أذكر للشيخ الفوزان أن هذه المسألة خلافية، ولا يستوجب قائلها الكفر. فما رأيكم؟ وجزاكم الله خيرا، ونفع الله بكم، وسامحوني على الإطالة.
    الإجابــة
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
    فأما كلام الشيخ الفوزان، فخلاصته أن النار وإن كان الصواب فيها أنها لا تفنى، إلا أن القول بذلك ليس محل إجماع، ولا القول بفنائها من بدع الضلالة.
    فقد ذكر الشيخ في تعقيباته على كتاب (السلفية ليست مذهبا) عند بدعية القول بفناء النار، وأن ذلك داخل بإجماع المسلمين في البدعة! فتعقبه الشيخ الفوزان فقال: تعقيبنا عليه من وجهين:
    ـ الوجه الأول: أنه لم يحصل إجماع على تخطئة القول بفناء النار، وعدِّه من البدع، كما زعم، فالمسألة خلافية، وإن كان الجمهور لا يرون القول بذلك، لكنه لم يتم إجماع على إنكاره، وإنما هو من المسائل الخلافية التي لا يبتدع فيها.
    ـ الوجه الثاني: أن الذين قالوا بفنائها، استدلوا بأدلة من القرآن والسنة، وبقطع النظر عن صحة استدلالهم بها، أو عدم صحته، فإن هذا القول لا يعتبر من البدع ما دام أن أصحابها يستدلون له؛ لأن البدع ما ليس له دليل أصلا، وغاية ما يقال: إنه خطأ، أو رأى غير صواب. ولا يقال: بدعة. وليس قصدي الدفاع عن هذا القول، ولكن قصدي بيان أنه ليس بدعة، ولا ينطبق عليه ضابط البدعة، وهو من المسائل الخلافية. اهـ. .................

    وأما المسألة ذاتها (فناء النار) ورأي الإمام ابن تيمية فيها، فمحل بحث طويل، والذي لا بد من التنبيه عليه فيما ينقل في هذه المسألة، هو التفريق بين المواضع التي يتناول فيها الرد على أهل البدع القائلين بفناء الجنة والنار معا ـ وقولهم خطأ محض، وبدعة ضلالة، وبين القول ببقاء الجنة، وفناء النار وحدها.

    قال ابن القيم ـ وهو أحد من أطال النفس في بيان أدلة القائلين بفناء النار بما يقوي قولهم ـ في كتابه (حادي الأرواح)
    قال:لا ريب أن القول بفنائهما ـ يعني الجنة والنار ـ قول أهل البدع من الجهمية، والمعتزلة، وهذا القول لم يقله أحد من الصحابة، ولا التابعين، ولا أحد من أئمة المسلمين.
    وأما فناء النار وحدها: فقد أوجدناكم من قال به من الصحابة، وتفريقهم بين الجنة والنار، فكيف يكون القول به من أقوال أهل البدع، مع أنه لا يعرف عن أحد من أهل البدع التفريق بين الدارين! فقولكم: إنه من أقوال أهل البدع. كلام من لا خبرة له بمقالات بني آدم، وآرائهم، واختلافهم.
    قالوا: والقول الذي يعد من أقوال أهل البدع ما خالف كتاب الله، وسنة رسوله، وإجماع الأمة، إما الصحابة، أو من بعدهم. وأما قول يوافق الكتاب والسنة، وأقوال الصحابة، فلا يعد من أقوال أهل البدع، وإن دانوا به،واعتقدوه، فالحق يجب قبوله ممن قاله، والباطل يجب رده على من قاله. اهـ.
    وقد سبق لنا ذكر أدلة خلود النار، وإيراد شيء من النقول عن شيخ الإسلام ابن تيمية في هذه المسألة،
    وهنا ننبه على أن القول بفناء النار وحدها، وإن كان مخالفا للصواب، ومجانبا للحق، إلا أن وصفه بالبدعة ـ فضلا عن الكفر ـ محل نظر؛ لاعتماد القائلين به على اجتهاد في فهم بعض النصوص الشرعية، وآثار تروى عن السلف في ذلك، الصحابة، فمن دونهم.
    قال الألوسي في (جلاء العينين): ثم اعلم أنه قد تبين لك مما نقلناه من الأقوال: أن القول الصحيح، الحري بالترجيح، هو بقاء الجنة والنار وساكنيهما من الأخيار، والفجار. وأن الشيخ ابن تيمية لم يتبين عنه نقل صحيح فيما نسب إليه. ولئن سلم أنه مال لذلك، فقد ذهب إليه بعض السلف، وأفراد من الخلف، كما تقدم آنفاً، فليس في ميله ما يوجب تكفيراً عند من أنصف. على أنا لا نعلم ـ إن صح النقل ـ عدم رجوعه عنه، وهو لا يعد عند المنصفين إلا من العلماء المجتهدين، وأي مجتهد قرنت بالصواب جميع أقواله، وصوبت كافة أحواله، وكم رجع مجتهد عن اجتهاده الأول، ونص على خلافه، وعول. اهـhttps://majles.alukah.net/t169436/

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    1,532

    افتراضي رد: بخصوص شفاء العليل لابن القيم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    لعلك ترمى الى مسألة فناء النار وسأجيبك ان شاء الله
    لا يا أخي الفاضل
    ما عنيتُ هذا، وإنما عنيتُ كلامه عن خلود المشركين والكفار في النار، بينما هم لا يستحقون الخلود فيها، وكلامه عن أن خلودهم فيها ينافي الحكمة والرحمة!
    فلتتكرم بالنظر في قوله:
    ((( القسم الثالث قوم لم يستجيبوا للرسل ولا انقادوا لهم بل استمروا على الخروج عن الفطرة ولم يرجعوا إليها واستحكم فسادها فيهم أتم استحكام لا يرجى لهم صلاح فهؤلاء لا يفي مجيء الدنيا ومصائب الموت وما بعده وأهوال القيامة بزوال أوساخهم وأدرانهم ولا يليق بحكمة العليم الحكيم أن يجاور بهم الطيبين في دارهم ولم يخلقوا للفناء فهؤلاء أهل دار الابتلاء والامتحان باقون فيها ببقاء ما معهم من درن الكفر والشرك والنار إنما أوقدت عليهم بأعمالهم الخبيثة فعذابهم بنفس أعمالهم السيئ لهم منها صور من العذاب يناسبها ويشاكلها فالعذاب باق عليهم ما بقيت حقائق تلك الأعمال وما تولد منهما دامت موجبات العذاب باقية فالعذاب باق)))

    ثم قوله:
    (((ونقول بل قد دل العقل والنقل والفطرة على أن الرب تعالى حكيم رحيم والحكمة والرحمة تأبى بقاء هذه النفوس في العذاب سرمدا أبد الآباد بحيث يدوم عذابها بدوام الله فهذا ليس من الحكمة والرحمة)))
    إلى غير ذلك من نفس الفصل المذكور والمنقول منه بحرفه ولفظه.
    فالذي فهمته من كلامه هو إنكاره أن يعذب اللهُ تعالى المشركين أبد الآباد على ذنب عارض -وهو الكفر- الذي عرض لهم وليس أصليًا في خلقتهم.
    هذا الفهم بدليل الآتي من قوله:
    (((وإذا لا يقع التعذيب إلا لمصلحة المعذب أو مصلحة غيره ومعلوم أنه لا مصلحة له ولا لغيره في بقائه في العذاب سرمدا أبد الآباد)))

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بخصوص شفاء العليل لابن القيم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى صالح مشاهدة المشاركة


    لا يا أخي الفاضل
    ما عنيتُ هذا،
    بل عنيت هذا وصدقت فراستى- لأن مسألتك متفرعة عنها
    بينما هم لا يستحقون الخلود فيها
    هذا فهمك لم يقل بن القيم ذلك وانما قال فعذابهم بنفس أعمالهم السيئ لهم منها صور من العذاب يناسبها ويشاكلها فالعذاب باق عليهم ما بقيت حقائق تلك الأعمال وما تولد منهما دامت موجبات العذاب باقية فالعذاب باق
    وكلامه عن أن خلودهم فيها ينافي الحكمة والرحمة!
    لم يقل بن القيم ان خلودهم فيها يناقى الحكمة والرحمة-- ولكن دقق فى الكلام - والرحمة تأبى بقاء هذه النفوس في العذاب سرمدا أبد الآباد بحيث يدوم عذابها بدوام الله ---- وهذا هو عين ما قدمته لك اخى الكريم صالح يحيى فى المشاركة السابقة ان الامر رجع الى صفات الله - ان الرحمة صفة ذاتية -والغضب صفة فعلية ولو بقي الغضب أبد الآبدين، أصبح صفة ملازمة، وهذا هو مأخذبن القيم في هذه المسألة------ وسأعيد لك الكلام السابق حتى تعلم صحة ما رميت اليه -وصدقت فراستى ---
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    -وهذا القول منشؤه -مع علم هؤلاء بالدليل وبالنصوص- على وجه الاختصاص النظر في صفات الله جل وعلا، وذلك أن من المتقرر في النصوص أن صفة الرحمة ذاتية ملازمة للرب جل وعلا، والجنة من آثار رحمة الله جل وعلا «أنت رحمتي أرحم بك من أشاء» والنار أثر غضب الله جل وعلا والغضب صفة فعلية اختيارية لا تنقلب إلى أن تكون صفة ذاتية كالرحمة، ولو بقي أثر الغضب لبقي الأصل وهو الغضب، لو بقيت النار وهو أثر الغضب لبقي الغضب أبد الآبدين، وهذا يعني أنه أصبح صفة ملازمة، وهذا هو مأخذ هؤلاء الأئمة في هذه المسألة.
    -----------------
    فالذي فهمته من كلامه هو إنكاره
    ليست المسألة مسألة انكار -- انما تسمى عند اهل السنة ترجيحا - وهذا الترجيح بيَّن بن القيم ادلته النقليه والعقلية فى الكتاب---- والدليل على ان المسألة لا صله لها بالانكار - قول بن القيم رحمه الله
    قال ابن القيم سألت ابن تيمية عنها فقال: هذه مسألة عظيمة، وذكر في موضع بعد أن ذكر أدلة الجمهور أهل السنة وأدلة هؤلاء، فقال في آخره: فإن قلت إلى أي شيء انتهت أقدامكم في هذه المسالة العظيمة؟ قلنا - انتهت أقدامنا إلى قول الله جل وعلا ?إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ?[هود:107

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    1,532

    افتراضي رد: بخصوص شفاء العليل لابن القيم

    غفر الله لنا ولك
    اعذرني اخي الفاضل، فبعيدًا عن موضوع فراستي وفراستك أتساءل:
    ألم يقل ابن القيم:
    (((ونقول بل قد دل العقل والنقل والفطرة على أن الرب تعالى حكيم رحيم والحكمة والرحمة تأبى بقاء هذه النفوس في العذاب سرمدا أبد الآباد بحيث يدوم عذابها بدوام الله فهذا ليس من الحكمة والرحمة)))
    فهو هنا أقر بشيئين:
    1) أن الحكمة والرحمة تأبى بقاء هذه النفوس -الكافرة- في العذاب خالدين فيها (أبد الآباد).
    2) رفضه أن تدوم هذه الفترة بدوام الله، وليس بدوام (غضب الله) كما تفضلتَ بتوضيحه، إذ أن (دوام الله) ليس هو (دوام غضب الله)؛ بدليل كلامه هو.
    فليس لنا أن نحمل قوله على دوام غضب الله بدون دليل.


  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بخصوص شفاء العليل لابن القيم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى صالح مشاهدة المشاركة
    رفضه أن تدوم هذه الفترة بدوام الله،
    كلام الامام بن القيم - ليس فيه إنكار ولا رفض -دقق فى كلامه--بن القيم يبين ان مقتضى الصفة هى التى تأبى وليس بن القيم هو الذى يأبى ويرفض - لان الرحمة سبقت الغضب- كما في الصحيحين: لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي. وفي رواية: إن رحمتي سبقت غضبي.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بخصوص شفاء العليل لابن القيم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى صالح مشاهدة المشاركة

    فليس لنا أن نحمل قوله على دوام غضب الله بدون دليل.

    بل محمول بكل تأكيد على انه قوله و هذا نص كلامه - قال بن القيم
    وإذا كانت الرحمة غالبة للغضب سابقة عليه امتنع أن يكون موجب الغضب دائما بدوامه غالبا لرحمته
    وهذ كلام ابن القيم بكامله -قال
    فالحكمة تقتضي أن النفوس الشريرة لا بد لها من عذاب يهذبها بحسب وقوعها كما دل على ذلك السمع والعقل وذلك يوجب الانتهاء لا الدوام قالوا والله تعالى لم يخلق الإنسان عبثا وإنما خلقه ليرحمه لا ليعذبه وإنما اكتسب موجب العذاب بعد خلقه له فرحمته له سبقت غضبه وموجب الرحمة فيما سابق على موجب الغضب وغالب له وتعذيبه ليس

    هو الغاية لخلقه وإنما تعذيبه لحكمة ورحمة والحكمة والرحمة تأبى أن يتصل عذابه سرمدا إلى غير نهاية أما الرحمة فظاهر وأما الحكمة فلأنه إنما عذب على أمر طرأ على الفطرة وغيرها ولم يخلق عليه من أصل الخلقة ولا خلق له فهو لم يخلق للإشراك ولا للعذاب وإنما خلق للعبادة والرحمة ولكن طرأ عليه موجب العذاب فاستحق عليه العذاب وذلك الموجب لا دوام له فإنه باطل بخلاف الحق الذي هو موجب الرحمة فإنه دائم بدوام الحق سبحانه وهو الغاية وليس موجب العذاب غاية كما أن العذاب ليس بغاية بخلاف الرحمة فإنها غاية وموجبها غاية فتأمله حق التأمل فإنه سر المسألة
    قالوا والرب تعالى تسمى بالغفور الرحيم ولم يتسمى بالمعذب ولا بالمعاقب بل جعل العذاب والعقاب في أفعاله كما قال تعالى نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم وقال تعالى إن ربك سريع العقاب وأنه لغفور رحيم وقال إن بطش ربك لشديد إنه هو يبديء ويعيد وهو الغفور الودود وقال حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب وهذا كثير في القرآن فإنه سبحانه يتمدح بالعفو والمغفرة والرحمة والكرم والحلم ويتسمى ولم يتمدح بأنه المعاقب ولا الغضبان ولا المعذب ولا المسقم إلا في الحديث الذي فيه تعديد الأسماء الحسنى ولم يثبت وقد كتب على نفسه كتابا أن رحمته سبقت غضبه وكذلك هو في أهل النار فإن رحمته فيهم سبقت غضبه فإنه رحمهم أنواعا من الرحمة قبل أن أغضبوه بشركهم ورحمهم في حال شركهم ورحمهم بإقامة الحجة عليهم ورحمهم بدعوتهم إليه بعد أن أغضبوه وآذوا رسله وكذبوهم وأمهلهم ولم يعاجلهم بل وسعتهم رحمته فرحمته غلبت غضبه ولولا ذلك لخرب العالم وسقطت السموات على الأرض وخرت الجبال وإذا كانت الرحمة غالبة للغضب سابقة عليه امتنع أن يكون موجب الغضب دائما بدوامه غالبا لرحمته قالوا والتعذيب إما أن يكون عبثا أو لمصلحة وحكمة وكونه عبثا مما ينزه أحكم الحاكمين عنه ونسبته إليه نسبة لما هو من أعظم النقائص إليه وإن كان لمصلحة فالمصلحة هي المنفعة ولوازمها وملزوماتها وهي إما أن تعود على الرب تعالى وهو يتعالى عن ذلك ويتقدس عنه وإما أن تعود إلى المخلوق أما نفس المعذب وأما غيره أوهما والأول ممتنع ولا مصلحة له في دوام العقوبة بلا نهاية وأما مصلحة غيره فإن كانت هي الاتعاظ والانزجار فقد حصلت وإن كانت تكميل لذته وبهجته وسروره بأن يرى عدوه في تلك الحال وهو في غاية النعيم فهذا لو كان أقسى الخلق لرق لعدوه من طول عذابه ودوام ما يقاسيه فلم يبق إلا كسر تلك النفوس الجبارة العتيدة ومداواتها كيما تصل إلى مادة أدوائها وأمراضها فتحسمها وتلك المادة شر طارئ على خير خلقت عليه في ابتداء فطرتها قالوا والأقسام الممكنة في الخلق خمسة لا مزيد عليها خير محض ومقابله وخير راجح ومقابله وخير وشر متساويان والحكمة تقتضي إيجاد قسمين منها وهما الخير الخالص والراجح وأما الشر الخالص أو الراجح فإن الحكمة لا تقتضي وجوده بل تأبى ذلك فإن كل ما خلقه الله سبحانه فإنما خلقه لحكمة وجودها أولى من عدمها وخلق الدواب الشريرة والأفعال التي هي شر لما يترتب على خلقها من الخير المحبوب فلم يخلق لمجرد الشر الذي لا يستلزم خيرا بوجه ما هذا غاية المحال فالخير هو المقصود بالذات بالقصد الأول والشر إنما قصد قصد الوسائل والمبادئ لا قصد الغايات والنهايات وحينئذ فإذا حصلت الغاية المقصودة بخلقه بطل وزال كما تبطل الوسائل عند الانتهاء إلى غاياتها كما هو معلوم بالحس والعقل وعلى هذا فالعذاب شر وله غاية تطلب به

    وهو وسيلة إليها فإذا حصلت غايته كان بمنزلة الطريق الموصلة إلى القصد فإذا وصل بها السائر الى مقصده لم يبق لسلوكها فائدة وسر المسألة أن الرحمة غاية الخلق والأمر لا العذاب فالعذاب من مخلوقاته وذلك مقتضى أنه خلقه لغاية محمودة ولا بد من ظهور أسمائه وأثر صفاته عموما وإطلاقا فإن هذا هو الكمال والرب جل جلاله موصوف بالكمال منزه عن النقص

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    1,532

    افتراضي رد: بخصوص شفاء العليل لابن القيم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    كلام الامام بن القيم - ليس فيه إنكار ولا رفض -دقق فى كلامه--بن القيم يبين ان مقتضى الصفة هى التى تأبى وليس بن القيم هو الذى يأبى ويرفض - لان الرحمة سبقت الغضب- كما في الصحيحين: لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي. وفي رواية: إن رحمتي سبقت غضبي.
    سبحان الله!
    إذا هو أتى بهذا الحديث أو معناه ليقول لنا إنه يرفض أو يأبى، أو -كما تقول - إن مقتضى الصفة هي التي ترفض أو تأبى، فماذا كان؟!
    النتيجة واحدة، هو يقر -أو يأتي بما يفيد ذلك ولا ينكره أو يرد عليه - أن المشركين لا يستحقون هذا العذاب الأبدي السرمدي لعارض الكفر الذي طرأ عليهم، أليس كذلك؟
    هذا هو كلامه، وليس مقتضاه، فتأمل يرحمك الله.

    ثم الكلام الذي بمشاركتك التي تلي هذه -والمنقول بنصه من ابن القيم- يفيد رفضه استمرار العذاب على المشركين إلى ما لا نهاية، فلماذا يأبى هذا؟
    ولا تقل لي ثانية ليس هو الذي يأبى؛ بل مقتضى الصفة هو الذي يأبى، فكأنك تقر أيضًا مثله عدم استحقاق المشاركين العذاب السرمدي!

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بخصوص شفاء العليل لابن القيم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى صالح مشاهدة المشاركة
    سبحان الله!
    ثم الكلام الذي بمشاركتك التي تلي هذه -والمنقول بنصه من ابن القيم- يفيد رفضه استمرار العذاب على المشركين إلى ما لا نهاية، فلماذا يأبى هذا؟
    ولا تقل لي ثانية ليس هو الذي يأبى؛ بل مقتضى الصفة هو الذي يأبى، فكأنك تقر أيضًا مثله عدم استحقاق المشاركين العذاب السرمدي!
    لازلت مصرا على تسمية الامور بغير مسمياتها -قلت لك سابقا ان هذا من باب ترجيح احد الاقوال وليس من باب الرفض والقولان منسوبان لاهل السنة وهو رجح القول الثانى وبين رحمه الله ان هذا نهاية اقدام الفريقين فقال: (فهذا نهاية أقدام الفريقين في هذه المسألة) -- وقد تقدم فيما سبق قوله- سألت ابن تيمية عنها فقال: هذه مسألة عظيمة، وذكر في موضع بعد أن ذكر أدلة الجمهور أهل السنة وأدلة هؤلاء، فقال في آخره: فإن قلت إلى أي شيء انتهت أقدامكم في هذه المسالة العظيمة؟ قلنا - انتهت أقدامنا إلى قول الله جل وعلا ?إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ?[هود:107-وقال-فإن قيل: فإلي أين انتهى قدمكم في هذه المسألة العظيمة الشأن التي هي اكبر من الدنيا بأضعاف مضاعفة؟ قيل إلى قوله تبارك وتعالى {إِنَّ رَبَكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}..)
    فترك الترجيح فيها والجزم بشيء---انظر الى أين انتهت قدمه ----والمسألة كما تقدم فى كلام الشيخ الفوزان لم يحصل إجماع على تخطئة القول بفناء النار، وعدِّه من البدع، ، فالمسألة خلافية، وإن كان الجمهور لا يرون القول بذلك، لكنه لم يتم إجماع على إنكاره، وإنما هو من المسائل الخلافية التي لا يبتدع فيها.---------قال ابن القيم رحمه الله :
    (فصل: وأما أبدية النار ودوامها، فقال فيها شيخ الإسلام: فيها قولان معروفان عن السلف والخلف، والنزاع في ذلك معروف عن التابعين)-----وقال - والذين قطعوا بدوام النار لهم ست طرق أحدها اعتقاد الإجماع فكثير من الناس يعتقدون أن هذا مجمع عليه بين الصحابة والتابعين لا يختلفون فيه وأن الاختلاف فيه حادث وهو من أقوال أهل البدع الطريق ---قال بن القيم فى حادى الارواح فى سياق نقل ادلة الفريقين --طريقتان لنظار المسلمين وكثير منهم يذهب إلى أن ذلك يعلم بالعقل مع السمع كما دل عليه القران في غير موضع كإنكاره سبحانه على من زعم أنه يسوى بن الأبرار والفجار في المحيا والممات وعلى من زعم أنه خلق خلقه عبثا وأنهم إليها لا يرجعون وأنه يتركهم سدى أي لا يثيبهم ولا يعاقبهم وذلك يقدح في حكمته وكماله وانه نسبه إلى ما لا يليق به وربما قرروه بان النفوس البشرية باقية واعتقاداتها وصفاتها لازمة لها لا تفارقها وأن ندمت عليها لما رأت العذاب فلم تندم عليها لقبحها أو كراهة ربها لها بل لو فارقها العذاب رجعت كما كانت أولا قال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} فهؤلاء قد ذاقوا العذاب وباشروه ولم يزل سببه ومقتضيه من نفوسهم بل خبثها وكفرها قائم بها لم يفارقها بحيث لو ردوا لعادوا كفارا كما كانوا وهذا يدل على أن دوام تعذيبهم يقضى به العقل كما جاء به السمع قال أصحاب الفناء الكلام على هذه الطرق يبين الصواب في هذه المسالة فأما الطريق الأول فالإجماع الذي ادعيتموه غير معلوم وإنما يظن الإجماع في هذه المسالة من لم يعرف النزاع وقد عرف النزاع فيها قديما وحديثا بل لو كلف مدعي الإجماع أن ينقل عن عشرة من الصحابة فما دونهم إلى الواحد أنه قال إن النار لا تفنى أبدا لم يجد إلى ذلك سبيلا ونحن قد نقلنا عنهم التصريح بخلاف ذلك فما وجدنا عن واحد منهم خلاف ذلك بل التابعون حكوا عنهم هذا وهذا قالوا والإجماع المعتد به نوعان متفق عليهما ونوع ثالث مختلف فيه ولم يوجد واحد منها في هذه المسالة النوع الأول ما يكون معلوما من ضرورة الدين كوجوب أركان الإسلام وتحريم المحرمات الظاهرة http://www.marqoom.---قال ابى العز الحنفى فى شرح الطحاوية -وقوله : لا تفنيان أبدا ولا تبيدان - هذا قول جمهور الأئمة من السلف والخلف . وقال ببقاء الجنة وبفناء النار جماعة من السلف والخلف ....وأما أبدية النار ودوامها ، فللناس في ذلك ثمانية أقوال--الى ان قال -وما عدا هذين القولين الأخيرين ظاهر البطلان---وقد تقدم كلام الشيخ صالح ال الشيخ
    ومما يُنسب أيضا إلى بعض أهل السنة من أئمة أهل السنة أن فناء النار ممكن - وأن فناءها لا يمتنع، وهو القول المشهور عن الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله وعن غيره كابن القيم وجماعة من المتقدمين أيضا ومن الحاضرين
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى صالح مشاهدة المشاركة
    فكأنك تقر أيضًا مثله
    دعك من هذا الآن --المهم هو منشأ المسألة والاصل الذى بنى عليه بن القيم هذا القول - الاصل الذى بنى عليه بن القيم هذا القول مختلف تماما عن اصول اصحاب الاقوال الاخرى فى مسألة أبدية النار ودوامها وقد بسط الاقوال الثمانية شارح الطحاوية-وكما تقدم فى كلام الشيخ صالح ال الشيخ --كثير من الناس كتبوا فيها لم يلحظوا علاقة المسألة بقول هؤلاء بصفات الله جل وعلا، وهي أصل منشأ هذه المسألة

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    1,532

    افتراضي رد: بخصوص شفاء العليل لابن القيم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    لازلت مصرا على تسمية الامور بغير مسمياتها -قلت لك سابقا ان هذا من باب ترجيح احد الاقوال وليس من باب الرفض والقولان منسوبان لاهل السنة وهو رجح القول الثانى وبين رحمه الله ان هذا نهاية اقدام الفريقين فقال: (فهذا نهاية أقدام الفريقين في هذه المسألة) -- وقد تقدم فيما سبق قوله- سألت ابن تيمية عنها فقال: هذه مسألة عظيمة، وذكر في موضع بعد أن ذكر أدلة الجمهور أهل السنة وأدلة هؤلاء، فقال في آخره: فإن قلت إلى أي شيء انتهت أقدامكم في هذه المسالة العظيمة؟ قلنا - انتهت أقدامنا إلى قول الله جل وعلا ?إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ?[هود:107-وقال-فإن قيل: فإلي أين انتهى قدمكم في هذه المسألة العظيمة الشأن التي هي اكبر من الدنيا بأضعاف مضاعفة؟ قيل إلى قوله تبارك وتعالى {إِنَّ رَبَكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}..)
    فترك الترجيح فيها والجزم بشيء---انظر الى أين انتهت قدمه ----والمسألة كما تقدم فى كلام الشيخ الفوزان لم يحصل إجماع على تخطئة القول بفناء النار، وعدِّه من البدع، ، فالمسألة خلافية، وإن كان الجمهور لا يرون القول بذلك، لكنه لم يتم إجماع على إنكاره، وإنما هو من المسائل الخلافية التي لا يبتدع فيها.---------قال ابن القيم رحمه الله :
    (فصل: وأما أبدية النار ودوامها، فقال فيها شيخ الإسلام: فيها قولان معروفان عن السلف والخلف، والنزاع في ذلك معروف عن التابعين)-----وقال - والذين قطعوا بدوام النار لهم ست طرق أحدها اعتقاد الإجماع فكثير من الناس يعتقدون أن هذا مجمع عليه بين الصحابة والتابعين لا يختلفون فيه وأن الاختلاف فيه حادث وهو من أقوال أهل البدع الطريق ---قال بن القيم فى حادى الارواح فى سياق نقل ادلة الفريقين --طريقتان لنظار المسلمين وكثير منهم يذهب إلى أن ذلك يعلم بالعقل مع السمع كما دل عليه القران في غير موضع كإنكاره سبحانه على من زعم أنه يسوى بن الأبرار والفجار في المحيا والممات وعلى من زعم أنه خلق خلقه عبثا وأنهم إليها لا يرجعون وأنه يتركهم سدى أي لا يثيبهم ولا يعاقبهم وذلك يقدح في حكمته وكماله وانه نسبه إلى ما لا يليق به وربما قرروه بان النفوس البشرية باقية واعتقاداتها وصفاتها لازمة لها لا تفارقها وأن ندمت عليها لما رأت العذاب فلم تندم عليها لقبحها أو كراهة ربها لها بل لو فارقها العذاب رجعت كما كانت أولا قال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} فهؤلاء قد ذاقوا العذاب وباشروه ولم يزل سببه ومقتضيه من نفوسهم بل خبثها وكفرها قائم بها لم يفارقها بحيث لو ردوا لعادوا كفارا كما كانوا وهذا يدل على أن دوام تعذيبهم يقضى به العقل كما جاء به السمع قال أصحاب الفناء الكلام على هذه الطرق يبين الصواب في هذه المسالة فأما الطريق الأول فالإجماع الذي ادعيتموه غير معلوم وإنما يظن الإجماع في هذه المسالة من لم يعرف النزاع وقد عرف النزاع فيها قديما وحديثا بل لو كلف مدعي الإجماع أن ينقل عن عشرة من الصحابة فما دونهم إلى الواحد أنه قال إن النار لا تفنى أبدا لم يجد إلى ذلك سبيلا ونحن قد نقلنا عنهم التصريح بخلاف ذلك فما وجدنا عن واحد منهم خلاف ذلك بل التابعون حكوا عنهم هذا وهذا قالوا والإجماع المعتد به نوعان متفق عليهما ونوع ثالث مختلف فيه ولم يوجد واحد منها في هذه المسالة النوع الأول ما يكون معلوما من ضرورة الدين كوجوب أركان الإسلام وتحريم المحرمات الظاهرة http://www.marqoom.---قال ابى العز الحنفى فى شرح الطحاوية -وقوله : لا تفنيان أبدا ولا تبيدان - هذا قول جمهور الأئمة من السلف والخلف . وقال ببقاء الجنة وبفناء النار جماعة من السلف والخلف ....وأما أبدية النار ودوامها ، فللناس في ذلك ثمانية أقوال--الى ان قال -وما عدا هذين القولين الأخيرين ظاهر البطلان---وقد تقدم كلام الشيخ صالح ال الشيخدعك من هذا الآن --المهم هو منشأ المسألة والاصل الذى بنى عليه بن القيم هذا القول - الاصل الذى بنى عليه بن القيم هذا القول مختلف تماما عن اصول اصحاب الاقوال الاخرى فى مسألة أبدية النار ودوامها وقد بسط الاقوال الثمانية شارح الطحاوية-وكما تقدم فى كلام الشيخ صالح ال الشيخ --كثير من الناس كتبوا فيها لم يلحظوا علاقة المسألة بقول هؤلاء بصفات الله جل وعلا، وهي أصل منشأ هذه المسألة
    أنا أصل المسألة عندي هي قوله تعالى "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"
    وأتعجب من طول النفس الذي أبداه ابن القيم وهو ينافح عن هؤلاء المشركين أنهم لا يستحقون الخلود في النار أبد الآباد!!!
    لا علاقة لذلك من قريب أو بعيد بفناء النار؛ فهي:
    1) إن لم يفنها الله، فخلودهم فيها أبد الآباد.
    2) وإن أفناها الله-ولا أقول بهذا-، فخلودهم فيها إلى وقت فنائها؛ ويكون هذا هو-بالنسبة لهم- خلود أبد الآباد.
    فلا كلام لي عن فناء النار أو عدمه؛ بل الكلام كله عن(استحقاقهم الخلود في النار) بكلمة الشرك (العارضة كما يقول ابن القيم) أو لا يستحقون؟
    احصر كلامك في هذه النقطة التي هي اعتراضي عليه وعلى موافقيه.

  13. #13

    افتراضي رد: بخصوص شفاء العليل لابن القيم

    ينظر لزاما حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: 242): (الباب السابع والستون في أبدية الجنة وأنها لا تفنى ولا تبيد)، وقال (ص: 244): (وهذا موضع اختلف فيه المتاخرون على ثلاثة اقوال:
    أحدها: أن الجنة والنار فانيتان غير أبدتيين، بل كما هما حادثتان فهما فانيتان.
    والقول الثاني: أنهما باقيتان دائمتان، لا يفنيان أبدا.
    والقول الثالث: أن الجنة باقية أبدية والنار فانية)

    وذكر 25 وجها ترجح أن النار فانية تنظر في حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: 256 - 274)
    قال ابن القيم رحمه الله تعالى (ص: 256)
    وأما فناء النار وَحْدَهَا:
    فقد أوجدنا كم من قال به من الصحابة، وتفريقهم بين الجنة و النار.
    فكيف يكون القول به من أقوال أهل البدع، مع أنه لا يعرف عن أحد من أهل البدع التفريق بين الدارين؟!!!!.
    فقولكم: إنه من أقوال أهل البدع: كلام مَن لا خبرة له بمقالات بني آدم وآرائهم واختلافهم.
    قالوا: والقول الذي يُعَدُّ من أقوال أهل البدع ما خالف كتاب الله وسنة رسوله وإجماع الأمة إما الصحابة أو من بعدهم.
    وأما قولٌ يوافق الكتاب والسنة وأقوال الصحابة: فلا يعد من أقوال أهل البدع، وإن دانوا به، واعتقدوه.
    فالحق يجب قبوله ممن قاله و الباطل يجب رده على من قاله ...
    والذي أخبر به أهل السنة في عقائدهم هو الذي دل عليه الكتاب و السنة، وأجمع عليه السلف:
    أن الجنة و النار مخلوقتان.
    وأن أهل النار لا يخرجون منها، ولا يخفف عنهم من عذابها العذاب، ولا يفتر عنهم، وأنهم خالدون فيها.
    ومن ذكر منهم أن النار لا تفنى أبدا: فإنما قاله لظنه أن بعض أهل البدع قال بفنائها، ولم يبلغه تلك الآثار التي تقدم ذكرها.
    قالوا: وأما حكم العقل بتخليد أهل النار فيها: فإخبار عن العقل بما ليس عنده، فإن المسألة من المسائل التي لا تُعلَم إلا بخبر الصادق.
    وأما أصل الثواب والعقاب: فهل يعلم بالعقل مع السمع، أو لا يعلم إلا بالسمع وحده: ففيه قولان لنظار المسلمين من اتباع الأئمة الأربعة وغيرهم، والصحيح: أن العقل دل على المعاد والثواب والعقاب إجمالا، وأما تفصيله فلا يعلم إلا بالسمع، ودوام الثواب والعقاب: مما لا يدل عليه العقل بمجرده، وأنما علم بالسمع، وقد دل السمع دلالة قاطعة على دوام ثواب المطيعين.
    وأما عقاب العصاة: فقد دل السمع أيضا دلالة قاطعة على انقطاعه في حق الموحدين.
    وأما دوامه و انقطاعه في حق الكفار: فهذا معترك النزال، فمن كان السمع من جانبه: فهو أسعد بالصواب وبالله التوفيق.

    فصل:
    ونحن نذكر الفرق بين دوام الجنة و النار شرعا وعقلا، وذلك يظهر من وجوه:

    أحدها: أن الله سبحانه و تعالى أخبر ببقاء نعيم أهل الجنة ودوامه، وأنه لا نفاد له، ولا انقطاع، وأنه غير مجذوذ.
    وأما النار فلم يخبر عنها بأكثر من خلود أهلها فيها، وعدم خروجهم منها، و انهم لا يموتون فيها و لا يحيون، وأنها مؤصدة عليهم، وأنهم كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها، وأن عذابها لازم لهم، وأنه مقيم عليهم لا يفتر عنهم.
    والفرق بين الخبرين ظاهر.

    الوجه الثاني: أن النار قد أخبر سبحانه و تعالى في ثلاث آيات عنها بما يدل على عدم أبديتها:
    الأولى: قوله سبحانه وتعالى: {قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم}.
    والثانية: قوله: {خالدين فيها ما دامت السموات و الأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد}.
    والثالثة: قوله: {لابثين فيها أحقابا}.
    ولولا الأدلة القطعية الدالة على أبدية الجنة ودوامها لكان حكم الاستثنائين في الموضعين واحدًا كيف، وفي الآيتين من السياق ما يفرق بين الاستثنائين؛ فإنه قال في أهل النار: {إن ربك فعال لما يريد} فعلمنا أنه الله سبحانه وتعالى يريد أن يفعل فعلاً لم يخبرنا به، وقال في أهل الجنة: {عطاء غير مجذوذ} فعلمنا أن هذا العطاء والنعيم غير مقطوع عنهم أبدا، فالعذاب مؤقت معلق، والنعيم ليس بمؤقت و لا معلق.

    الوجه الثالث: أنه قد ثبت أنّ الجنة لم يدخلها مَن لم يعمل خيرا قط من المعذبين الذين يخرجهم الله من النار.
    وأما النار فلم يدخلها مَن لم يعمل سوءا قط، ولا يعذب إلا من عصاه.

    الوجه الرابع: أنه قد ثبت أن الله سبحانه و تعالى ينشئ للجنة خلقا آخر يوم القيامة، يسكنهم إياها، ولا يفعل ذلك بالنار.
    وأما الحديث الذي قد ورد في صحيح البخاري من قوله: ((وأما النار فينشئ الله لها خلقا آخرين)): فغلط! وقع من بعض الرواة، انقلب عليه الحديث، وإنما هو ما ساقه البخاري في الباب نفسه.
    وأما الجنة فينشئ الله لها خلقا آخرين، ذكره البخاري رحمه الله مبينًا أن الحديث انقلب لفظه على من رواه، بخلاف هذا وهذا.
    والمقصود أنه لا تقاس النار بالجنة في التأبيد مع هذه الفروق

    يوضحه الوجه الخامس: أن الجنة من موجب رحمته و رضاه، والنار من غضبه وسخطه.
    ورحمته سبحانه تغلب غضبه وتسبقه كما جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة عنه أنه قال: ((لما قضى الله الخلق كتب في كتاب، فهو عنده موضوع على العرش: أن رحمتي تغلب غضبي))، وإذا كان رضاه قد سبق غضبه، وهو يغلبه: كان التسوية بين ما هو من موجب رضاه وما هو من موجب غضبه ممتنعا.

    يوضحه الوجه السادس: أن ما كان بالرحمة وللرحمة فهو مقصود لذاته قصد الغايات، وما كان من موجب الغضب والسخط فهو مقصود لغيره قصد الوسائل، فهو مسبوق مغلوب مراد لغيره.
    وما كان بالرحمة فغالب سابق مراد لنفسه.

    يوضحه الوجه السابع: وهو أنه سبحانه وتعالى قال للجنة: ((أنت رحمتي ارحم بك من أشاء))، وقال للنار: ((أنت عذابي أعذب بك من أشاء))، وعذابه مفعول منفصل، وهو ناشئ عن غضبه.
    ورحمته ههنا هي الجنة، وهي رحمة مخلوقة ناشئة عن الرحمة التي هي صفة الرحمن، فههنا أربعة أمور:
    رحمة هي وصفه سبحانه.
    وثواب منفصل هو ناشىء عن رحمته.
    وغضب يقوم به سبحانه.
    وعقاب منفصل ينشا عنه.
    فإذا غلبت صفةُ الرحمة صفةَ الغضب: فلَأَن يغلب ما كان بالرحمة لما كان بالغضب أولى وأحرى، فلا تقاوم النارُ -التي نشأت عن الغضب- الجنةَ -التي نشأت عن الرحمة-.

    يوضحه الوجه الثامن: أن النار خلقت تخويفًا للمؤمنين، و تطهيرًا للخاطئين والمجرمين، فهي طهرة من الخبث الذي اكتسبته النفس في هذا العالم، فإن تطهرت ههنا بالتوبة النصوح والحسنات الماحية والمصائب المكفرة: لم يحتج إلى تطهيرٍ هناك، و قيل لها مع جملة الطيبين: {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين}.
    وإن لم تتطهر في هذه الدار، ووافت الدار الأخرى بدرنها ونجاستها وخبثها: أدخلت النار طُهرةً لها، ويكون مكثها في النار بحسب زوال ذلك الدرن والخبث والنجاسة التي لا يغسلها الماء، فإذا تطهرت الطهر التام: أخرجت من النار.
    والله سبحانه خلق عباده حنفاء، و هي فطرة الله التي فطر الناس عليها، فلو خلوا وفطرَهم لما نشئوا إلا على التوحيد، و لكن عرض لأكثر الفطر ما غيرها، و لهذا كان نصيبُ النار أكثرَ من نصيب الجنة، وكان هذا التغيير مراتب لا يحصيها إلا الله، فأرسل الله رسلَه، وأنزل كتبه يُذَكِّر عباده بفطرته التي فطرهم عليها، فعرف الموفقون الذين سبقت لهم من الله الحسنى صحةَ ما جاءت به الرسل، ونزلت به الكتب بالفطرة الأولى، فتوافق عندهم شرع الله ودينه الذي أرسل به رسله، وفطرته التي فطرهم عليها، فمنعتهم الشرعة المنزلة، والفطرة المكملة أن تكتسب نفوسهم خبثا ونجاسة ودرنا يعلق بها، ولا يفارقها بل كلما ألم بهم شيء من ذلك، ومسهم طائف من الشيطان أغاروا عليه بالشرعة والفطرة فأزالوا موجبه وأثره، وكمل لهم الرب تعالى ذلك بأقضية يقضيها لهم مما يحبون أو يكرهون تمحص عنهم تلك الآثار التي شوشت الفطرة.
    فجاء مقتضى الرحمة فصادف مكانا قابلا مستعدا لها ليس، فيه شيء يدافعه، فقال: ههنا أمرت، وليس لله سبحانه غرض في تعذيب عباده بغير موجب كما قال تعالى: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم و آمنتم وكان الله شاكرا عليما}.
    واستمر الأشقياء مع تغيير الفطرة، ونقلها مما خلقت عليه إلى ضده، حتى استحكم الفساد، وتم التغيير، فاحتاجوا في إزالة ذلك إلى تغيير آخر وتطهير ينقلهم إلى الصحة حيث لم تنقلهم آيات الله المتلوة والمخلوقة وأقداره المحبوبة والمكروهة في هذه الدار، فأتاح لهم آيات أخر وأقضية وعقوبات فوق التي كانت في الدنيا تستخرج ذلك الخبث والنجاسة التي لا تزول بغير النار.
    فإذا زال موجب العذاب، وسببه زال العذاب، وبقي مقتضى الرحمة لا معارض له.
    فإن قيل: هذا حق، ولكن سبب التعذيب لا يزول إلا إذا كان السبب عارضا، كمعاصي الموحدين، أما إذا كان لازما كالكفر والشرك: فإن أثره لا يزول كما لا يزول السبب، و قد أشار سبحانه إلى هذا المعنى بعينه في مواضع من كتابه:
    منها قوله تعالى: {و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه} فهذا إخبار بأن نفوسهم وطبائعهم لا تقتضي غير الكفر والشرك، وأنها غير قابلة للإيمان أصلا.
    ومنها قوله تعالى: {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا} فأخبر سبحانه أن ضلالهم وعماهم عن الهدى دائم لا يزول حتى مع معاينة الحقائق التي أخبرت بها الرسل، وإذا كان العمى والضلال لا يفارقهم فإن موجبه وأثره ومقتضاه لا يفارقهم.
    ومنها قوله تعالى: {ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون} وهذا يدل على لأنه ليس فيهم خير يقتضي الرحمة، ولو كان فيهم خير لما ضيع عليهم أثره.
    ويدل على أنهم لا خير فيهم هناك أيضا قوله: ((أخرجوا من النار من كان في قلبه أدنى مثقال ذرة من خير))، فلو كان عند هؤلاء أدنى أدنى مثقال ذرة من خير لخرجوا منها مع الخارجين.
    قيل: لعمرُ الله، إن هذا لمن أقوى ما يتمسك به في المسألة، وأن الأمر لكما قلتم، وأن العذاب يدوم بدوام موجبه وسببه ولا ريب أنهم في الآخرة في عمى و ضلال كما كانوا في الدنيا، وبواطنهم خبيثة كما كانت في الدنيا، والعذاب مستمر عليهم دائم ما داموا كذلك.
    ولكن هل هذا الكفر والتكذيب والخبث أمر ذاتي لهم زواله مستحيل أم هو أمر عارض طارئ على الفطرة قابل للزوال، هذا حرف المسألة، و ليس بأيديكم ما يدل على استحالة زواله، وأنه أمر ذاتي، وقد أخبر سبحانه وتعالى أنه فطر عباده على الحنيفية وأن الشياطين اجتالتهم عنها فلم يفطرهم سبحانه على الكفر و التكذيب كما فطر الحيوان البهيم على طبيعته، وإنما فطرهم على الإقرار بخالقهم ومحبته وتوحيده، فإذا كان هذا الحق الذي قد فطروا عليه، وقد خلقوا عليه قد أمكن زواله بالكفر والشرك الباطل، فإمكان زوال الكفر والشرك الباطل بضده من الحق أولى وأحرى.
    ولا ريب أنهم لو ردوا على تلك الحال التي هم عليها لعادوا لما نهوا عنه، ولكن من أين لكم أن تلك الحال لا تزول و لا تتبدل بنشأة أخرى ينشئهم فيها تبارك وتعالى إذا أخذت النار مأخذها منهم، و حصلت الحكمة المطلوبة من عذابهم، فإن العذاب لم يكن سدى، وإنما كان لحكمة مطلوبة، فإذا حصلت تلك الحكمة لم يبق في التعذيب أمر يطلب، ولا غرض يقصد، والله سبحانه ليس يشتفي بعذاب عباده كما يشتفى المظلوم من ظالمه، وهو لا يعذب عبده لهذا الغرض، و إنما يعذبه طهرة له، و رحمة به، فعذابه مصلحة له وإن تألم به غاية الألم، كما أن عذابه بالحدود في الدنيا مصلحة لأربابها، وقد سمى الله سبحانه و تعالى الحد عذابا، وقد اقتضت حكمته سبحانه أن جعل لكل داء دواء يناسبه، ودواء الضال يكون من أشق الأدوية، والطبيب الشفيق يكوي المريض بالنار كيا بعد كي ليخرج منه المادة الرديئة الطارئة على الطبيعة المستقيمة، وإن رأى قطع العضو أصلح للعليل قطعه، وأذاقه أشد الألم، فهذا قضاء الرب و قدره في إزالة مادة غريبة طرأت على الطبيعة المستقيمة بغير اختيار العبد، فكيف إذا طرأ على الفطرة السليمة مواد فاسدة باختيار العبد وإراداته.
    وإذا تأمل اللبيب شرع الله تبارك وتعالى وقدره في الدنيا وثوابه وعقابه في الآخرة: وجد ذلك في غاية التناسب والتوافق، وارتباط ذلك ببعضه البعض؛ فإن مصدر الجميع عن علم تام، وحكمة بالغة، ورحمة سابغة، وهو سبحانه الملك الحق المبين، وملكه ملك رحمة وإحسان وعدل.

    الوجه التاسع: أن عقوبته للعبد ليست لحاجته إلى عقوبته، لا لمنفعة تعود إليه، ولا لدفع مضرة وألم يزول عنه بالعقوبة، بل يتعالى عن ذلك ويتنزه، كما يتعالى عن سائر العيوب والنقائص، ولا هي عبث محض خال عن الحكمة والغاية الحميدة، فإنه أيضا يتنزه عن ذلك ويتعالى عنه.
    فإما أن يكون من تمام نعيم أوليائه وأحبابه، وإما أن يكون من مصلحة الأشقياء و مداواتهم، أو لهذا ولهذا.
    وعلى التقادير الثلاث: فالتعذيب أمر مقصود لغيره قصد الوسائل، لا قصد الغايات، و المراد أن الوسيلة إذا حصل على الوجه المطلوب زال حكمها.
    ونعيم أوليائه ليس متوقفا في أصله ولا في كماله على استمرار عذاب أعدائه.
    ودوامه مصلحة الأشقياء ليست في الدوام والاستمرار، وإن كان في أصل التعذيب مصلحة لهم.

    الوجه العاشر: أن رضا الرب تبارك و تعالى ورحمته صفتان ذاتيتان له، فلا منتهى لرضاه، بل كما قال أعلم الخلق به: ((سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته))، فإذا كانت رحمته غلبت غضبه فإن رضا نفسه أعلى وأعظم؛ فإن رضوانه أكثر من الجنات ونعيمها، وكل ما فيها، وقد أخبر أهل الجنة أنه يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا، و أما غضبه تبارك و تعالى وسخطه فليس من صفاته الذاتية التي يستحيل انفكاكه عنها بحيث لم يزل، ولا يزال غضبان.
    والناس لهم في صفة الغضب قولان:
    أحدهما: أنه من صفاته الفعلية القائمة به كسائر أفعاله.
    والثاني: أنه صفة فعل منفصل عنه غير قائم به.
    وعلى القولين فليس كالحياة والعلم والقدرة التي يستحيل مفارقتها له، والعذاب إنما ينشا من صفة غضبه، وما سعرت النار إلا بغضبه، و قد جاء في أثر مرفوع أن الله خلق خلقا من غضبه، و أسكنهم بالمشرق، وينتقم بهم ممن عصاه.
    فمخلوقاته سبحانه نوعان:
    نوع مخلوق من الرحمة وبالرحمة، ونوع مخلوق من الغضب وبالغضب؛ فإنه سبحانه له الكمال المطلق من جميع الوجوه الذي يتنزه عن تقدير خلافه.
    ومنها أنه يرضى ويغضب ويثيب ويعاقب ويعطي ويمنع ويعز ويذل وينتقم ويعفو، بل هذا موجب ملكه الحق وحقيقة الملك المقرون بالحكمة والرحمة والحمد، فإذا زال غضبه سبحانه وتعالى، وتبدل برضاه زالت عقوبته، وتبدلت برحمته، فانقلبت العقوبة إلى رحمة، بل لم تزل رحمة وإن تنوعت صفتها و صورتها كما كان عقوبة العصاة رحمة، وإخراجهم من النار رحمة، فتقلبوا في رحمته في الدنيا، وتقلبوا فيها في الآخرة، لكن تلك الرحمة يحبونها وتوافق طبائعهم، وهذه رحمة يكرهونها وتشق عليهم، كرحمة الطبيب الذي يضع لحم المريض ويلقي عليه المكاوي؛ ليستخرج منه المواد الرديئة الفاسدة.
    فإن قيل: هذا اعتبار غير صحيح، فإن الطبيب يفعل ذلك بالعليل، وهو يحبه، وهو راض عنه، و لم ينشا فعله به عن غضبه بغضبه عليه، و لهذا لا يسمى عقوبة.
    وأما عذاب هؤلاء: فإنه إنما حصل بغضبه سبحانه عليهم، وهو عقوبة محضة.
    قيل: هذا حق، ولكن لا ينافي كونه رحمة بهم وإن كان عقوبة لهم، وهذا كإقامة الحدود عليهم في الدنيا، فإنه عقوبة ورحمة وتخفيف وطهرة، فالحدود طهرة لأهلها، وعقوبة، وهم لما أغضبوا الرب تعالى، وقابلوه بما لا يليق أن يقابل به، وعاملوه أقبح المعاملة، وكذبوه وكذبوا رسله وجعلوا أقل خلقه وأخبثهم وأمقتهم له ندا له و آلهة معه، وآثروا رضاهم على رضاه، وطاعتهم على طاعته، وهو ولي الإنعام عليهم، وهو خالقهم ورازقهم، ومولاهم الحق: اشتد مقته لهم، وغضبه عليهم، وذلك يوجب كمال أسمائه وصفاته التي يستحيل عيله تقدير خلافها، ويستحيل عليه تخلف آثارها ومقتضاها عنها، بل ذلك تعطيل لأحكامها كما أن نفيها عنه تعطيل لحقائقها، وكلا التعطيلين محال عليه سبحانه وتعالى.
    فالمعطلون نوعان: أحدهما: عطل صفاته. والثاني: عطل أحكامها و موجباتها، وكان هذا العذاب عقوبة لهم من هذا الوجه، ودواء لهم من جهة الرحمة السابقة للغضب، فاجتمع فيه الأمران، فإذا زال الغضب بزوال المادة الفاسدة بتغيير الطبيعة المقتضية لها في الجحيم بمرور الأحقاب عليها، وحصلت الحكمة التي أوجبت العقوبة: عملت الرحمة عملها، وطلبت أثرها من غير معارض.

    يوضحه الوجه الحادي عشر: وهو أن العفو أحب إليه سبحانه من الانتقام، والرحمة أحب إليه من العقوبة، والرضا أحب إليه من الغضب، والفضل أحب إليه من العدل، ولهذا ظهرت آثار هذه المحبة في شرعه وقدره، ويظهر كل الظهور لعباده في ثوابه وعقابه.
    وإذا كان ذلك أحب الأمرين إليه، وله خلق الخلق، وأنزل الكتب، وشرع الشرائع، وقدرته سبحانه صالحة لكل شيء لا قصور فيها بوجه ما، وتلك المواد الردية الفاسدة مرض من الأمراض وبيده سبحانه و تعالى الشفاء التام، والأدوية الموافقة لكل داء، وله القدرة التامة والرحمة السابغة والغنى المطلق بالعبد أعظم حاجة إلى من يداوي علته التي بلغت به غاية الضرر و المشقة، و قد عرف العبد أنه عليل، وأن دواءه بيد الغني الحميد، فتضرع إليه، ودخل به عليه، واستكان له، وانكسر قلبه بين يديه، وذل لعزته، وعرف أن الحمد كله له، وأن الحق كله له، وأنه هو الظلوم الجهول، وأن ربه تبارك و تعالى عامله بكل عدله، لا ببعض عدله، وأن له غاية الحمد فيما فعل به، وأن حمده هو الذي أقامه في هذا المقام، وأوصله إليه، وأنه لا خير عنده من نفسه بوجه من الوجوه، بل ذلك محض فضل الله وصدقته عليه، وأنه لا نجاة له مما هو فيه إلا بمجرد العفو و التجاوز عن حقه، فنفسه أولى بكل ذم وعيب ونقص، وربه تعالى أولى بكل حمد وكمال ومدح.
    فلو أن أهل الجحيم شهدوا نعمته سبحانه ورحمته وكماله وحمده الذي أوجب لهم ذلك، فطلبوا مرضاته ولو بدوامهم في تلك الحال، وقالوا: إن كان ما نحن فيه رضاك فرضاك الذي نريد، وما أوصلنا إلى هذه الحال إلا طلب ما لا يرضيك، فأما إذا أرضاك هذا منا فرضاك غاية ما نقصده، وما لجرح إذا أرضاك من ألم، وأنت أرحم بنا من أنفسنا، وأعلم بمصالحنا، ولك الحمد كله، عاقبت أو عفوت: لانقلبت النار عليهم بردا وسلاما...


    الوجه الثاني عشر: أن النعيم والثواب من مقتضى رحمته ومغفرته وبره كرمه، ولذلك يضيف ذلك إلى نفسه، وأما العذاب والعقوبة فإنما هو من مخلوقاته، ولذلك لا يسمى بالمعاقب والمعذب، بل يفرق بينهما، فيجعل ذلك من أوصافه، وهذا من مفعولاته حتى في الآية الواحدة كقوله تعالى: {نبئ عبادي إني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم}، و قال تعالى: {اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم} {إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم}، و مثلها في آخر الأنعام.
    فما كان مقتضى أسمائه وصفاته فإنه يدوم بدوامها، ولا سيما إذا كان محبوبا له، و هو غاية مطلوبه في نفسها.
    وأما الشر الذي هو العذاب فلا يدخل في أسمائه وصفاته إن أدخل في مفعولاته؛ لحكمة إذا حصلت زال وفني، بخلاف الخير فإنه سبحانه وتعالى دائم المعروف، لا ينقطع معروفه أبدا، و هو قديم الإحسان، أبدي الإحسان، فلم يزل ولا يزال معاقبا على الدوام، غضبان على الدوام منتقما على الدوام، فتأمل هذا الوجه، تأمل فيه في باب أسماء الله وصفاته يفتح لك باب من أبواب معرفته ومحبته.

    يوضحه الوجه الثالث عشر: و هو قول أعلم خلقه به وأعرفهم بأسمائه وصفاته: ((والشر ليس إليك)) و لم يقف على المعنى المقصود من قال: الشر لا يتقرب به إليك، بل الشر لا يضاف إليه سبحانه بوجهٍ، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا في أسمائه فإن ذاته لها الكمال المطلق من جميع الوجوه، وصفاته كلها صفات كمال ويحمد عليها ويثنى عليه بها، وأفعاله كلها خير ورحمة وعدل وحكمة، لا شر فيها بوجه ما، وأسماؤه كلها حسنى، فكيف يضاف الشر إليه، بل الشر في مفعولاته ومخلوقاته، وهو منفصل عنه؛ إذ فعله غير مفعول، ففعله خير كله، وأما المخلوق المفعول ففيه الخير والشر، وإذا كان الشر مخلوقا منفصلا غير قائم بالرب سبحانه، فهو لا يضاف إليه، وهو لم يقل أنت لا تخلق الشر حتى يطلب تأويل قوله، و إنما نفى إضافته إليه وصفا وفعلا وأسماء.
    وإذا عرف هذا فالشر ليس إلا الذنوب وموجباتها، و أما الآخر فهو الإيمان والطاعات وموجباتها.
    والإيمان والطاعات متعلقة به سبحانه، ولاجلها خلق الله خلقه، وأرسل رسله، وأنزل كتبه، وهي ثناء على الرب تبارك وتعالى وإجلاله وتعظيمه وعبوديته، وهذه لها آثار تطلبها و تقتضيها فتدوم آثارها بدوام متعلقها
    وأما الشرور فليس مقصودة لذاتها و لا هي الغاية التي خلق لها الخلق فهي مفعولات قدرت لامر محبوب و جعلت وسيلة إليه فإذا حصل ما قدرت له اضمحلت و تلاشت و عاد الأمر إلى الخير المحض.

    الوجه الرابع عشر: ....




    وينظر باقي الأوجه في الكتاب المذكور

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بخصوص شفاء العليل لابن القيم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى صالح مشاهدة المشاركة
    2) وإن أفناها الله-ولا أقول بهذا-، فخلودهم فيها إلى وقت فنائها؛ ويكون هذا هو-بالنسبة لهم- خلود أبد الآباد.
    فلا كلام لي عن فناء النار أو عدمه؛ بل الكلام كله عن(استحقاقهم الخلود في النار) بكلمة الشرك (العارضة كما يقول ابن القيم) أو لا يستحقون؟
    احصر كلامك في هذه النقطة التي هي اعتراضي عليه وعلى موافقيه.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى صالح مشاهدة المشاركة
    مخالفا للادلة الشرعية ......ينكر ....يرفض.... ينافح عن المشركين...... الى آخره

    احصر كلامك
    سأحصر لك الكلام - قال بن القيم رحمه الله فى حادى الارواح - أما كون الكفار لا يخرجون منها و لا يفتر عنهم من عذابها و لا يقضى عليهم فيموتوا و لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط فلم يختلف في ذلك الصحابة و لا التابعون و لا أهل السنة و إنما خالف في ذلك من قد حكينا أقوالهم من اليهود و الاتحادية وبعض أهل البدع و هذه النصوص و أمثالها تقتضي خلودهم في دار العذاب ما دامت باقية و لا يخرجون منها مع بقائها البتة كما يخرج أهل التوحيد منها مع بقائها فالفرق بين من يخرج من الحبس و هو حبس على حاله و بين من يبطل جنسه بخراب الحبس و انتقاضه

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    1,532

    افتراضي رد: بخصوص شفاء العليل لابن القيم

    رجاء من إخواني المشرفين التكرم بإغلاق الموضوع.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •