تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: هل يجوز التوسل إلى الله بصفتي الضحك والهرولة ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي هل يجوز التوسل إلى الله بصفتي الضحك والهرولة ؟

    السؤال

    دار بيني وبين أحد الأشاعرة نقاش ، فقال لي : إذا كان يجوز التوسل بصفات الله عندكم فهل يجوز أن أقول اللهم إني أتوسل إليك بضحكك وهرولتك ونحو ذلك ؟ فما الإجابة على هذا السؤال ؟
    نص الجواب






    الحمد لله
    أولا:
    التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته: مشروع ثابت في السنة، كأن تقول: اللهم إني أسألك بأنك أنت الأحد الصمد، أو أسئلك بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق.
    ومنه حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: " فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنَ الْفِرَاشِ، فَالْتَمَسْتُهُ ، فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ ، وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ، وَهُوَ يَقُولُ: ( اللهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِك َ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ) رواه مسلم (486).
    وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ ) رواه مسلم (2202).
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماته : جائز مشروع ، كما جاءت به الأحاديث " انتهى من "الاستغاثة" (1 / 157).
    ثانيا:
    الضحك من صفاته تعالى الثابتة في السنة الصحيحة، كما روى البخاري (2826) ومسلم (1890) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ يَدْخُلاَنِ الجَنَّةَ : يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيُقْتَلُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى القَاتِلِ، فَيُسْتَشْهَدُ).
    ومنها ما روى البخاري (806) ، ومسلم (182) في آخر أهل الجنة دخولا الجنة، وفيه: (فَيَقُولُ اللَّهُ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ ، مَا أَغْدَرَكَ ، أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ العُهُودَ وَالمِيثَاقَ، أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي أُعْطِيتَ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لاَ تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ، فَيَضْحَكُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ، ثُمَّ يَأْذَنُ لَهُ فِي دُخُولِ الجَنَّةِ).
    وفي رواية: (قُولُ: وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، لاَ أَكُونَنَّ أَشْقَى خَلْقِكَ. فَلاَ يَزَالُ يَدْعُو، حَتَّى يَضْحَكَ اللَّهُ مِنْهُ، فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ، قَالَ لَهُ: ادْخُلِ الجَنَّةَ).
    وصفة الضحك صفة ثابتة لله تعالى، الله أعلم بكيفيتها.
    قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله في "كتاب التوحيد" (2/ 563): "باب ذكر إثبات ضحك ربنا عز وجل ، بلا صفة تصف ضحكه ، جل ثناؤه، لا ولا يشبه ضحكه بضحك المخلوقين، وضحكهم كذلك ، بل نؤمن بأنه يضحك، كما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم ، ونسكت عن صفة ضحكه جل وعلا؛ إذ الله عز وجل استأثر بصفة ضحكه، لم يُطلعنا على ذلك، فنحن قائلون بما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، مصدقون بذلك بقلوبنا ، منصتون عما لم يبين لنا، مما استأثر الله بعلمه" انتهى.
    ولا حرج لو توسل الإنسان بهذه الصفة، في مقام يلائم ذلك، فقال: يا من تضحك إلى عبادك، ارحمني وقربني، أو يقول: يا من تضحك إلى عبادك، لا تجعلني أشقى خلقك، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين، أو نحو ذلك مما يعلم السالك إلى ربه، العاقل لدعائه: ما يلائمه، ويليق به من الذكر والثناء والدعاء.
    وليس في ذلك شيء من الشناعة، حتى ينفر منها هذا النافي، بل سبيلها سبيل أمثالها من أسماء الله وصفاته الثابتة له بالكتاب والسنة.
    ثالثا:
    أما الهرولة ، فالأظهر أنها بمعنى سرعة الإثابة؛ لأن ظاهر اللفظ في حق المخلوق ، لا يفهم منه المشي الحقيقي ، فكيف يفهم منه ذلك في حق الله؟
    ونص الحديث القدسي: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً) رواه البخاري (7405) ، ومسلم (2675).
    فليس المراد مشي العبد على قدميه إلى الله ، ولا التقرب شبرا أو ذراعا بالمسافة. هذا هو المتبادر من السياق، وهذا يعني أن التقرب هنا من العبد بالطاعة، والتقرب من الله بالإثابة.
    وانظر بيان ذلك في جواب السؤال رقم : (291060) .
    وأما التوسل بذلك، كأن يقول: يا من وعدت من أتاك يمشي أن تأتيه هرولة، أو يا من قلت وقولك الحق: من أتاني يمشي أتيته هرولة تقبل توبتي، فلا بأس به، على الوجه المذكور، من حكاية الخبر، ووعد الله لعباده الصالحين.
    وكثير من الصفات الثابتة قد يستغرب الإنسان التوسل بها، لعدم شيوع الاستعمال فقط، لا لعدم صحة التوسل بها، أو لعدم كونها صفة، فلا شك في خطأ من أراد نفي الصفة بهذه الطريقة.
    والصفات يُعلم ثبوتها من أدلة القرآن والسنة، ويؤمن بها بلا تكييف أو تمثيل، ولا تأويل أو تعطيل.
    والله أعلم.
    https://islamqa.info/ar/answers/3091...88%D9%84%D8%A9


    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يجوز التوسل إلى الله بصفتي الضحك والهرولة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    أما الهرولة ، فالأظهر أنها بمعنى سرعة الإثابة؛ لأن ظاهر اللفظ في حق المخلوق ، لا يفهم منه المشي الحقيقي
    نعم - مزيد بيان -
    معتقد أهل السنة والجماعة إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم.
    وقد يقع خلاف في فهم نص من النصوص: هل هو من نصوص الصفات أم لا؟ أو يختلف في المراد باللفظة الواردة، بحسب السياق، فإن الظاهر هو ما دل عليه اللفظ بحسب السياق الوارد فيه.
    ومن ذلك: الهرولة، فهل هي هرولة حقيقية، أم معنوية بمعنى سرعة الإثابة؟
    ولعل الأقرب هو الثاني. لأن ظاهر اللفظ في حق المخلوق لا يفهم منه المشي الحقيقي، فكيف يفهم منه ذلك في حق الله؟
    ونص الحديث القدسي: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً رواه البخاري (7405) ، ومسلم (2675).
    فليس المراد مشي العبد على قدميه إلى الله، ولا التقرب شبرا أو ذراعا بالمسافة.
    هذا هو المتبادر من السياق، وهذا يعني أن التقرب هنا من العبد بالطاعة، والتقرب من الله بالإثابة.
    وهذا لا يُعد من التأويل الباطل المخالف لطريق السلف الصالح ؛ بصرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه ، لغير قرينة ودليل يوجبه ؛ بل هنا إعمال للظاهر المتبادر للذهن بحسب السياق.
    أو يقال هو تأويل صحيح لوجود القرينة الحسية العقلية الظاهرة ، وهي أن الطرف الآخر (الإنسان) لا يتقرب بالمسافة، وهو يعلم ذلك من نفسه.
    مع أن حمل الحديث على الهرولة الحقيقية ليس محالا، وقد قال به جماعة من أهل العلم، لكنه ليس ظاهر السياق .
    وسيأتي أن الله تعالى قد ثبت له المجيء والإتيان والنزول والدنو، فليس عدم إثبات الهرولة هنا على معناها الحقيقي لأن الحركة مستحيلة على الله كما يقوله المتكلمون، بل لأن السياق لا يدل عليها، فيما يظهر لنا.
    ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلام مهم في هذه المسألة، في رده على الرازي حيث أدرج هذا الحديث ضمن ما يؤول.
    قال رحمه الله
    : " فصل: قال الرازي: الثاني: قوله صلى الله عليه وسلم: (من أتاني يمشي أتيته هرولة) ولا يشك كل عاقل أن المراد منه التمثيل والتصوير.
    يقال له: هذا الحديث لفظه في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ومن تقرَّب إلي شبرًا ، تقربت إليه ذراعًا ، ومن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة).
    ولا ريب أن الله تعالى جعل تقربه من عبده ، جزاء لتقرب عبده إليه؛ لأن الثواب أبدًا من جنس العمل، كما قال في أوله: (من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)، وكما قال صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، وقال: (لا يرحم الله من لا يرحم الناس)، وقال تعالى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ) [محمد 7]، وقال: (إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا) [النساء 149]، وقال: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) [النور 22].
    ....
    ومن المعلوم أنه ليس ظاهر الخطاب أن العبد يتقرب إلى الله بحركة بدنه شبرًا وذراعًا ومشيًا وهرولة .
    لكن قد يقال: عدم ظهور هذا هو للقرينة الحسية العقلية، وهو أن العبد يعلم أن تقربه ليس على هذا الوجه، وذلك لا يمنع أن يكون ظاهر اللفظ متروكًا.
    يقال: هذه القرينة الحسية الظاهرة لكل أحد، هي أبلغ من القرينة اللفظية، فيكون معنى الخطاب ما ظهر بها، لا ما ظهر بدونها.
    فقد تنازع الناس في مثل هذه القرينة المقترنة باللفظ العام ، هل هي من باب التخصيصات المتصلة أو المنفصلة .
    وعلى التقديرين فالمتكلَّم الذي ظهر معناه بها ، لم يُضِل المخاطب، ولم يلبس عليه المعنى، بل هو مخاطب له بأحسن البيان ..." انتهى من "بيان تلبيس الجهمية" (6/ 101- 105).
    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "، والقول بأن العقيدة ليس فيها خلاف على الإطلاق غير صحيح، فإنه يوجد من مسائل العقيدة ما يعمل فيه الإنسان بالظن.
    فمثلا في قوله تعالى في الحديث القدسي: (من تقرب إلى شبرا تقربت منه ذارعا)، لا يجزم الإنسان بان المراد بالقرب القرب الحسي، فإن الإنسان لا شك أنه ينقدح في ذهنه أن المراد بذلك القرب المعنوي.
    وقوله تعالى: (من أتاني يمشي أتيته هرولة) هذا أيضاً لا يجزم الإنسان بأن الله يمشي مشيا حقيقيا هرولة، فقد ينقدح في الذهن أن المراد الإسراع في إثابته، وأن الله تعالى إلى الإثابة أسرع من الإنسان إلى العمل .
    ولهذا اختلف علماء أهل السنة في هذه المسألة، بل إنك إذا قلت بهذا أو هذا ، فلست تتيقنه كما تتيقن نزول الله عز وجل، الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا) فهذا ليس عند الإنسان شك في أنه نزول حقيقي، وكما في قوله: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه: 5) فلا يشك إنسان أنه استواء حقيقي" انتهى من "شرح العقيدة السفارينية" (1/ 307).
    وقال رحمه الله بعد بسط للكلام على هذه المسألة وتقرير أن الهرولة صفة ثابتة: "وخلاصة القول: أن إبقاء النص على ظاهره أولى وأسلم فيما أراه، ولو ذهب ذاهب إلى تأويله لظهور القرينة عنده في ذلك لوسعه الأمر لاحتماله" انتهى من "مجموع فتاو ابن عثيمين" (1/ 193).
    فهذا الذي يظهر بشأن الهرولة، مع إثبات ما دلت عليه النصوص من النزول إلى السماء الدنيا كل ليلة، والدنو من الخلق يوم عرفة، والمجيء والإتيان يوم القيامة.
    قال شيخ الإسلام في شرح حديث النزول: " وأما دنوه نفسه وتقربه من بعض عباده؛ فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه ومجيئه يوم القيامة ونزوله واستوائه على العرش.
    وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الإسلام المشهورين وأهل الحديث، والنقل عنهم بذلك متواتر. وأول من أنكر هذا في الإسلام " الجهمية " ومن وافقهم من المعتزلة" انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/ 466). --- المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يجوز التوسل إلى الله بصفتي الضحك والهرولة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    مع أن حمل الحديث على الهرولة الحقيقية ليس محالا، وقد قال به جماعة من أهل العلم،
    نعم -- ومنهم الشيخ الامام بن باز رحمه الله - قال - : فلا ريب أن الحديث المذكور صحيح، فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: يقول الله : من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، ومن تقرب إلي شبرًا تقربت منه ذراعًا، ومن تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة وهذا الحديث الصحيح يدل على عظيم فضل الله ، وأنه بالخير إلى عباده أجود فهو أسرع إليهم بالخير والكرم والجود منهم في أعمالهم ومسارعتهم إلى الخير والعمل الصالح، ولا مانع من إجراء الحديث على ظاهره على طريق السلف الصالح، فإن أصحاب النبي ﷺ سمعوا هذا الحديث من رسول الله ﷺ ولم يعترضوه ولم يسألوا عنه ولم يتأولوه وهم صفوة الأمة وخيرها، وهم أعلم الناس باللغة العربية، وأعلم الناس بما يليق بالله وما يليق نفيه عن الله .
    فالواجب في مثل هذا أن يتلقى بالقبول وأن يحمل على خير المحامل، وأن هذه الصفة تليق بالله، لا يشابه فيها خلقه، فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره، وليس مشيه كمشيهم، ولا هرولته كهرولتهم وهكذا غضبه وهكذا رضاه، وهكذا مجيئه يوم القيامة وإتيانه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده، وهكذا استواؤه على العرش، وهكذا نزوله في آخر الليل كل ليلة كلها صفات تليق بالله جل وعلا، لا يشابه فيها خلقه، فكما أن استواءه على العرش ونزوله في آخر الليل في الثلث الأخير من الليل ومجيئه يوم القيامة لا يشابه استواء خلقه ولا مجيء خلقه ولا نزول خلقه، فهكذا تقربه إلى عباده العابدين له والمسارعين إلى طاعته تقربه إليهم لا يشابه تقربهم وليس قربه منهم كقربهم منه، وليس مشيه لهم كمشيهم، ولا هرولته كهرولتهم، بل هو شيء يليق بالله لا يشابهه في خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات، فهو أعلم بصفاته وأعلم بكيفيتها .
    وقد أجمع سلف الأمة على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه إمرارها كما جاءت، واعتقاد معناها وأنه حق يليق بالله ، وأنه لا يعلم كيفية صفاته إلا هو، كما أنه لا يعلم كيف ذاته إلا هو .
    فالصفات كالذات، فكما أن الذات يجب إثابتها لله وأنه  هو الكامل في ذلك فهكذا صفاته يجب إثباتها له سبحانه مع الإيمان والاعتقاد بأنها أكمل الصفات وأعلاها، وأنها لا تشابه صفات الخلق كما قال : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۝ اللَّهُ الصَّمَدُ ۝ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۝ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:1-4]، وقال : فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:74] وقال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] فرد على المشبهة بقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11] فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ [النحل:74]، ورد على المعطلة بقوله: وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] ، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۝ اللَّهُ الصَّمَدُ [الإخلاص:1-2]، إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة:220] إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [الحج:75] إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة:173] إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة:20] إلى غير ذلك.
    فالواجب على المسلمين علماء وعامة الواجب عليهم جميعًا إثبات ما أثبته الله لنفسه إثباتًا بلا تمثيل، ونفي ما نفاه الله عن نفسه، وتنزيه الله عما نزه عنه نفسه تنزيهًا بلا تعطيل، هكذا يقول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي ﷺ وأتباعهم من سلف الأمة كالفقهاء السبعة وكـمالك بن أنس والأوزاعي والثوري والشافعي وأحمد وأبي حنيفة وغيرهم من أئمة الإسلام أمروها كما جاءت وأثبتوها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
    وأما ما قاله المعلقان في هذا علوي وصاحبه محمود فهو كلام ليس بجيد وليس بصحيح، ولكن مقتضى هذا الحديث أنه سبحانه أسرع بالخير إليهم وأولى بالجود والكرم ولكن ليس هذا هو المعنى، المعنى شيء وهذه الثمرة وهذا المقتضى شيء آخر فهو يدل على أنه أسرع بالخير إلى عباده منهم ولكنه ليس هذا هو المعنى بل المعنى يجب إثباته لله من التقرب والمشي والهرولة شيء يجب إثباته لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى من غير أن يشابه خلقه في شيء من ذلك، فنثبته لله على الوجه الذي أراده الله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. نعم.
    المقدم: يعني قولهما يا سماحة الشيخ: إن هذا من تصوير المعقول بالمحسوس.
    الشيخ: هذا غلط، هكذا يقولون في أشياء كثيرة يقوله المؤولون والأصل عدم التأويل الواجب عدم التأويل وعدم التكييف وعدم التمثيل والتحريف بل تمر آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت ولا يتعرض لها بتأويل ولا بتحريف ولا بتعطيل بل نثبتها لله كما أثبتها لنفسه وكما خاطبنا بها إثباتًا يليق بالله لا يشابه في خلقه سبحانه وتعالى. نعم.
    كما نقول في الغضب واليد والوجه والأصابع والكراهة والنزول والاستواء الباب واحد باب الصفات باب واحد، وهكذا المجيء يوم القيامة اللي يقول:... ما يجي يوم القيامة ولا ينزل يكذب، فالمجيء هو المشي. نعم.https://binbaz.org.sa -

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل يجوز التوسل إلى الله بصفتي الضحك والهرولة ؟

    وجزاكم الله خيرا
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •