مُتَّشِحٌ بالسُّهَادِ..

كمْ خطَّ رَسْماً علـى سِفْـرِ الدُّجـى ومَحا !
وَبَـــوحُـــهُ مُبْــهَـمٌ , والـدَّمعُ قــد شَرَحا
إذا رنــا ســـافـــرتْ عَــينـــاهُ فــي قَلَـقٍ
وإنْ غَفـــا اللــيلُ, أو نـــامَ الخَلِيُّ صَحَا
ويرتدي بُرْدةً مــن بـــؤســه نُسِـــجَـــتْ
وَظَلَّ بالسُّهـــــد حــتى الــفـــجرِ مُتََّشِحَا
كــــأنـــه ســــامـــريٌ لا مِسَـــــاسَ ولا
أنيسَ ...حتى الكََرى عن جَفْنِهِ نَـزَحـــا
ما ذَنْبُــهُ أنــــــه أغـــوى بـــنــي بــشـرٍ
بقبضةٍ مــــن مَــــلاكٍ بعـدمـــا لََــمَـــحا
بـــل ذنْبُـــهُ أنّــــه يُضنيه مــَـنْ ظَعنــوا
على مطايا الهوى يَبغونَ شَمسَ ضُحَى
يُـمِـيْــتُـــ هُ يـــومَ بَيْنٍ دَمْـــعُــهُ غَـــرَقــاً
وبلبلُ الطيـفِ يُحـــيـــيْــه ِ إذا صَـــدَحَـا
وكلمـــا شــــامَ بـــرقَ الحيِّ هامَ جوىً
وكـــمْ يـــذوبُ إذا نشرُ الصَّبا نَفَــحَا !
لا يرتجي غيرَ وصلٍ بل خيــالَ كَرَىً
منهمْ ولا يبــتغـــي فـــي حُبِّـهـم مِنَــحَا

شعر : مصطفى قاسم عباس