مثل الذي استوقد نارا في سورة البقرة
عبدالستار المرسومي




مثل الذي استوقد نارًا
في سورة البقرة
جاء هذا المثل الصريح في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ * مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ * أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 16 - 19].
الفئة المستهدفة في المثل: المنافقون؛ لأن ﴿ أُولَئِكَ ﴾ في المثل عائد على فئة من الناس ذكرتهم آية سابقة هي قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴾ [البقرة: 14].
نوع المثل: قياسي تمثيلي مُركَّب.
فالمثل القياسي؛ هو المثل الذي يشبِّه أو يمثِّل حالة بحالة أخرى يقيسها ويقارنها بها، وهو مَثلٌ مركَّب وذلك؛ "أنَّ كلًّا من الممثل به والممثَّل له عبارة عن صورة مركبة من جملة عناصـر تُعطي في مجموعها الوصف المعتبر، والحكم المشترك بين المشبَّه والمشبه به"[1].
وأصل الكلام في هذا المثل: مثل الذين اشتروا الضلالة بالهدى كمثل الذين استوقدوا نارًا؛ فقد جاء في أضواء البيان للشنقيطي رحمه الله: "وقوله تعالى في سورة البقرة: ﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾؛ أي: الذين استوقدوا، بدليل قوله بعده: ﴿ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ ﴾"[2].
والمقصودون في المَثَلَين في هذه الآيات هم المنافقون[3]؛ يقول الجصَّاص رحمه الله في أحكام القرآن: "ثم ذكر المنافقين[4] ونَعْتَهم، وتقريب أمرهم إلى قلوبنا بالمثل الذي ضـربه بالذي استوقد نارًا، وبالبرق الذي يضيء في الظلمات من غير بقاء ولا ثبات، وجعل ذلك مثلًا لإظهارهم الإيمان، وإنَّ الأصل الذي يرجعون إليه وهم ثابتون عليه هو الكفر؛ كظلمة الليل والمطر اللذين يعرض في خلالهما برق يضيء لهم، ثم يذهب فيبقون في ظلمات لا يبصـرون"[5].
وأما الأشياء التي استخدمت في المثل المضـروب فقد كانت على نوعين:
الأول: رجل استوقدَ نَارًا ثم أذهب الله تعالى نُورها بعدما أضاءت، واللفظ هنا جاء﴿ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ﴾، والمُراد الذين استوقدوا؛ جاء في أضواء البيان في إيضاح القُرآن بالقرآن: "وقوله تعالى في سورة البقرة: ﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾؛ أي: الذين استوقدوا، بدليل قوله بعده: ﴿ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ ﴾"[6].
وجاء في المثل (استوقد نارًا) وهي بمعنى أوقد، ولكنَّ استوقد أبلغ؛ لأن الزيادة في المبنى زيادة في المعنى كما يقرر ذلك أهل البلاغة، وفيها وجهان:
الوجه الأول: أنه طلب من غيره أن يوقد له مقابل أجر أو شيء يدفعه إليه مقابل ذلك.
الوجه الثاني: أنه بذل الجهد والوسع في الإيقاد، كما نقول أخرج واستخرج، فالاستخراج يشير إلى بذل الجهد الزائد في الإخراج، وفي كلا الوجهين فإن استوقد فيها دلالة على الجد والجهد وبذل الوسع في الإيقاد.
الثاني: المطر النازل من السماء وفيه ظلمات ورعد وبرق:
فالقرآن الكريم يلفت النظر، ويوجه الناس عامة؛ مؤمنهم وكافرهم ومنافقهم بأنْ شبَّه المنافقين مثل أولئك القوم الذين (استوقدوا)؛ أي: طلبوا إيقاد النار، والمقصود هنا الضوء، أو هم أضاءوا النار بعد جهد، فما إن أضاءت تلك النار ذهب الله تعالى بذلك النور، وتركهم في ظلمات عظيمة، فإنَّ فارقًا كبيرًا بل فارقًا لا حدود له بين ضوء يصنعه الإنسان من نار يشعلها بيده، وبين نور من الله تعالى، فبنور الله تعالى يكون البصر والبصيرة معًا، أما بضوء الإنسان فيمكن أن يكون بصرًا ولكن من المستحيل أن تتحقق البصيرة.
وهنا نُكتة مهمة وهي أنَّ من يكون في ظلام، فإنه مع الوقت قد تبدأ عيناه بالتكيُّف ثم بتمييز الأشياء، فالعين تتكيَّف مع الظلمة كلما مرَّ عليها الوقت، حتى تبدو له الأشياء وكأنها في ظلمة أقل، ولكن أنْ تكون في ضوء شديد ثم يذهب هذا الضوء فجأة، فإن المرء سيكون حينها في ظلام دامس، ولا يسعه أن يرى أيَّ شيء، فهو ظلام شديد لا يمكن أن يبصر فيه، ومعه سكون مخيف، يوقف معه آذانهم عن السمع وألسنتهم عن الكلام، وأعينهم عن النظر، فهم: ﴿ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ ﴾ [البقرة: 18] من هول الموقف.
والمثل هنا قدَّمَ الصُّمَّ والبُكْم على العُمي؛ لأنهم كانوا في نور وهمي، ولم يكونوا في نور حقيقي، فما إن زال هذا النور المصطنع الوهمي ذهبت معه أحاسيس الجوارح في السمع والبصـر والرؤية، فما عادت الأذن تسمع، وما عاد اللسان يتكلم، وبماذا عساه أن يتكلم وقد ذهب عمله هباءً منثورًا، ثم إنه بعد ذلك كالأعمى لا يرى شيئًا.
وفي هذا الجزء من المثل تحديدًا إشارة إلى أن مهما حاول الإنسان أن يجد نور الإيمان من تلقاء نفسه، فلن يستطيعه إلا بمشيئة الله تعالى؛ لأن الهداية للإيمان اختيار رباني، ونور الإيمان هو نور رباني يقذفه الله تعالى في قلب من يشاء من عباده؛ فعن عبدالله بن الحارث بن نوفل، قال: "خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية[7]، فحمد الله وأثنى عليه، فلما أتى على "من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له"، والجاثَليق[8] بين يديه، فقال بقميصه: بركست بركست، فقال عمر: "ما يقول عدوُّ الله"؟ قالوا: لم يقل شيئًا، ثم أعادها فتشهد فقال: "من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له" فقال: الجاثَليقُ بقميصه: بركست بركست، فقال عمر: "ما يقول"؟ قالوا: يزعم أن الله يهدي ولا يضل، قال: "كذب عدوُّ الله، بل الله خلقك، وهو أضلَّك، وهو يدخلك النار إن شاء الله، والله لولا ولث عهدك لضربت عنقك"[9].
قال ابن قيِّم الجوزية رحمه الله: "فضَربَ للمنافقين بحسب حالهم مثلين: مثلًا ناريًّا، ومثلًا مائيًّا، لما في الماء والنار من الإضاءة والإشراق والحياة، فإن النار مادة النور، والماء مادة الحياة، وقد جعل الله سبحانه الوحي الذي أنزل من السماء متضمنًا لحياة القلوب واستنارتها؛ ولهذا سمَّاه روحًا ونورًا، وجعل قابليه أحياء في النور، ومن لم يرفع به رأسًا أمواتًا في الظلمات، وأخبر عن حال المنافقين بالنسبة إلى حظهم من الوحي أنهم بمنزلة من استوقد نارًا لتضيء له وينتفع بها؛ وهذا لأنهم دخلوا في الإسلام فاستضاءوا به وانتفعوا به، تشبيه الكفار بالمطر المصاحب للظلمة والرعد والبرق، وآمنوا به وخالطوا المسلمين؛ ولكن لما لم يكن لصحبتهم مادة من قلوبهم من نور الإسلام طغى عنهم، وذهب الله بنورهم، ولم يقل نارهم؛ فإن النار فيها الإضاءة والإحراق، فذهب الله تعالى بما فيها من الإضاءة، وأبقى عليهم ما فيها من الإحراق، ﴿ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ ﴾ [البقرة: 17]، فهذا حال من أبصر ثم عمي، وعرف ثم أنكر، ودخل في الإسلام ثم فارقه بقلبه، لا يرجع إليه؛ ولهذا قال: ﴿ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴾، ذكر حالهم بالنسبة إلى المثل المائي، فشبَّههم بأصحاب صيِّب؛ وهو المطر الذي يصوب؛ أي: ينزل من السماء ﴿ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ ﴾، فلضعف بصائرهم وعقولهم اشتدت عليهم زواجر القرآن ووعيده وتهديده وأوامره ونواهيه وخطابه الذي يشبه الصواعق، فحالهم كحال من أصابه مطر فيه ظلمة ورعد وبرق، فلضعفه وخوفه جعل أصبعيه في أذنيه خشية من صاعقة تصيبه"[10].
فهؤلاء الصُّمُّ والبكمُ والعُميُ وصفهم المثل بأنهم لا يرجعون عن المعاصي، ولا يرجعون عمَّا هم فيه من الضَّلالة، بالرغم من الآيات الواضحات والبراهين البيِّنة المقدمة لهم والشاخصة أمام أنظارهم.
وأما الجزء الثاني من هذا المثل فإنه يُشبِّه القرآن الكريم - وهو كلام الله تعالى وصفة من صفاته - وما فيه من الخير وأساس هذا الخير هو الإيمان، يشبهه بالمطر (الصَّيِّب) النازل من السماء، واختيار لفظ صيِّب في المثل دون المطر أو الغيث فيه دلالة وإشارة على نوعية هذا الغيث الذي يعبر عن الكثرة والإصابة في ذات الوقت، وهي إشارة أخرى على تحقُّق المنفعة؛ جاء في القاموس المحيط: "ومَطَرٌ مُهْرَوْرِقٌ: صَيِّبٌ"[11]، وقال الفيومي المقري في المصباح المنير: "وسحاب "صَيِّبٌ" ذو صوب، و"أَصَابَ" الرأي فهو "مُصِيبٌ"، و"أَصَابَ" الرجل الشيء أراده، ومنه قولهم: "أَصَابَ" الصواب فأخطأ الجواب؛ أي: أراد "الصَّوَابَ"، و"أَصَابَ" في قوله وفعله، والاسم "الصَّوَابُ"، وهو ضدُّ الخطأ"[12].
وقال الحكيم الترمذي[13]رحمه الله في هذا الموضوع: "مثل المنافقين بتكذيب القرآن كمثل مطر نزل من السماء ليلًا قرًّا، وفيه البرق وشدة الرعد، يقول: "فيه ظلماتٌ" يقول في هذا المطر ظلمات ورعد وبرق، يقول يمطر في ليلة مظلمة، وفي ذلك المطر رعد وبرق، فمثل المطر مثل القرآن، كما أن في المطر حياة كذلك في القرآن حياة لمن آمن به، وحياة الآخرة بالإيمان، ومثل الظلمات مثل الكفر ومثل الرعد ما خوفوا به من الوعيد، ومثل البرق الذي في المطر مثل الإيمان، وهو النور الذي في القرآن، يهتدي الناس ببيان القرآن كما يهتدي الناس في مثل تلك الليلة بالبرق، شبه القرآن بالمطر وشبه تخويف القرآن بالرعد مثل آخر، قوله: ﴿ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ﴾ [البقرة: 19]؛ أي: من خوف الصوت من شدة الرعد، هكذا مثل المنافق إذا سمع قراءة القرآن من محمد صلى الله عليه وسلم ختم على أذنيه كراهة له، بمنزلة الذي يجعل إصبعيه في أذنيه من شدة الصاعقة حذر الموت، فالمنافق يجعل إصبعيه في أذنيه، ولا يسمع إلى صوت النبي صلى الله عليه وسلم مخافة أن يتَّعظ به، وتدخل حلاوة قراءته في قلبه"[14].
وجاء في المثل لفظ (نورهم) كما جاءت (ظلمات) وهذا سياق قرآني ثابت، وهو أن يأتي النور مُفردًا والظُّلمات جمعًا؛ ذلك أنَّ طريق الحق (النور) واحد هو صـراط الله المستقيم، وطرق الباطل (الظلمات) متشعِّبة وكثيرة، وهي طرق الشيطان ومَنْ والاه من أتباعه من الجنِّ والإنس؛ قال ابن قيم الجوزية رحمه الله: "والمقصود أنَّ طريق الحق واحد؛ إذ مردُّه إلى الله الملك الحق، وطرق الباطل متشعِّبة متعددة؛ فإنها لا ترجع إلى شيء موجود، ولا غاية لها يوصل إليها؛ بل هي بمنزلة بنيات الطريق، وطريق الحق بمنزلة الطريق الموصل إلى المقصود، فهي وإن تنوَّعت فأصلها طريق واحد.
ولما كانت الظلمة بمنزلة طُرق الباطل، والنور بمنزلة طريق الحق، فقد أُفرِدَ النُّور وجُمعَت الظلمات، وعلى هذا جاء قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ﴾ [البقرة: 257]، فوحَّدَ وليَّ الذين آمنوا وهو الله الواحد الأحد، وجمع الذين كفروا لتعددهم وكثرتهم، وجمع الظلمات؛ وهي طرق الضلال والغي لكثرتها واختلافها، ووحَّد النور وهو دينه الحق وطريقه المستقيم الذي لا طريق إليه سواه"[15].



[1] الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للإيمان؛ عبدالله الجربوع، ج2، ص572.
[2] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، محمد الأمين الشنقيطي، ج6، ص362,
[3] انظر: أسباب النزول للواحدي، ج1، ص 13، ولباب النقول في أسباب النزول؛ للسيوطي، ج1، ص8.
[4] النفاق: هو إظهار الإسلام وستر الكفر؛ جاء في التعريفات للجرجاني: "النفاق: إظهار الإيمان باللسان، وكتمان الكفر بالقلب"، وقال أبو بكر الأنباري في (الزاهر في معاني كلمات الناس): "إنما قيل له منافق؛ لأنه نافق كاليربوع، يُقال قد نافق اليربوع ونفق؛ إذا دخل نافِقاءه، قال: وله جحر آخر يقال له القاصِعاء، فإذا طُلِبَ من النافِقاء قَصَعَ فخرج من القاصِعاء، وإذا طُلب من القاصِعاء نَفَقَ فخرج من النافِقاء، قال: فقيل له: منافق؛ لأنه يخرج من الإسلام من غير الوجه الذي دخل منه".
[5] أحكام القرآن؛ الجصاص، ج 1، ص35.
[6] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، ج6، ص362.
[7] قال ياقوت الحموي في معجم البلدان 2/91: "الجابية قرية من أعمال دمشق، ثم من عمل الجيدور من ناحية الجولان، قرب مرج الصفر في شمالي حوران، وإذا وقف الإنسان في الصنمين، واستقبل الشمال ظهرت له، وتظهر من نوى أيضًا، وبالقرب منها تَلٌّ يُسمَّى تل الجابية".
[8] جاء في القاموس المحيط للفيروزآبادي1 /1125: الجاثَليقُ بفتح الثاءِ المُثَلَّثَةِ: رَئيسٌ للنَّصَارَى في بِلادِ الإسلامِ، ويكونُ تحتَ يَدِ بِطْرِيقِ أنْطاكيَةَ، ثم المَطْرانُ تحتَ يدِهِ، ثم الأُسْقُفُّ يكونُ في كلِّ بَلَدٍ من تحتِ المَطْرانِ، ثم القِسِّيسُ ثم الشَّمَّاسُ.
[9] القضاء والقدر؛ أبو بكر البيهقي، باب: ذكر البيان أن الله تبارك وتعالى عادل في إضلال من شاء، حديث: 304.
[10] الأمثال في القرآن؛ ابن قيم الجوزية، ص 9 -10.
[11] القاموس المحيط؛ الفيروزآبادي، ص 1200.
[12] المصباح المنير؛ أحمد محمد الفيومي، ص182.
[13] الحكيم الترمذي هو غير أبي عيسى الترمذي المحدِّث صاحب السُّنَن، فالحكيم الترمذي هو أبو عبدالله محمد بن علي بن الحسن بن بشـر الحكيم الترمذي، من أعلام القرن الرابع الهجري (ت 320 هـ)، قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله في "سير أعلام النبلاء" 13 /439: "الإمام الحافظ العارف الزاهد، وكان ذا رحلة ومعرفة، وله مصنفات وفضائل، وله حكم ومواعظ وجلالة لولا هفوة بدت منه"، ودافع عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى بقوله: "ومن الأنواع التي في دعواهم أن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء، من بعض الوجوه، فإن هذا لم يقله أبو عبدالله الحكيم الترمذي، ولا غيره من المشايخ المعروفين؛ بل الرجل أجلُّ قدرًا، وأعظم إيمانًا، من أن يفتري هذا الكفر الصريح؛ ولكن أخطأ شبرًا، ففرعوا على خطئه ما صار كفرًا"، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يستأنس بأقوال الحكيم الترمذي ببعض كتبه، من ذلك قوله في العقيدة عن جلال الله تعالى: "هُوَ الْأَوَّلُ بِلَا عَدَدٍ وَالْبَاقِي بِلَا أَمَدٍ وَالْقَائِمُ بِلَا عَمْدٍ"، وَقَالَ أَيْضًا: "الصَّمَدُ الَّذِي لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ، وَلَا تَحْوِيهِ الْأَفْكَارُ، وَلَا تَبْلُغُهُ الْأَقْطَارُ، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارِ"، ونسبته إلى بلدة تِرمِذ، ففي المصباح المنير للفيومي: (بكسـرتين وبذال معجمة، ومن العجم من يفتح التاء والميم مدينة على نهر جيحون، من إقليم مضاف إلى خراسان)، من مؤلفاته: نوادر الأصول في أحاديث الرسول، والرياضة وأدب النفس.
[14] الأمثال من الكتاب والسنة؛ الحكيم الترمذي، ص19.
[15] بدائع الفوائد؛ ابن قيم الجوزية، ج1، ص127.