السؤال
ما حكم الدعاء بغير الأسماء الحسنى مما صح معناه مثل قولهم: يا سامع الصوت ويا سابق الفوت ويا كاسي العظام لحما بعد الموت، يا دليل، يا ساتر، ونحو ذلك؟
الجواب
الحمد لله؛ قال الله تعالى: ((ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون)) وقال تعالى: ((قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة)).
والله تعالى له أسماء كثيرة كما قال صلى الله عليه وسلم في دعاء الهم: ((اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك...))، وقد اختلف العلماء في إحصاء عدد الأسماء الحسنى اختلافا كثيرا، وكلُّ ما صح إطلاقه على الله مدحا وثناء فهو من أسمائه سبحانه، وما يشتق من صفاته الفعلية إذا كان يظهر أنه مختص بالله فيجوز الدعاء به؛ كفارج الكربات ومغيث اللهفات ومصرف الرياح ومجري السحاب وهازم الأحزاب، وأما إذا كان لا يظهر اختصاصه بالله فلا يجوز الدعاء به؛ مثل سامع الصوت وسابق الفوت، وأما كاسي العظام لحما بعد الموت فهو من جنس ماسبق: فارج الكربات ومغيث اللهفات، كذلك لا يدعى سبحانه وتعالى بالأسماء التي لا يصح ذكره بها والثناء عليه، وإنما يجوز الإخبار بها عنه، مثل موجود وشيء وواجب الوجود، وأما الدليل والساتر فلم يرد إطلاقهما على الله، لكن إذا قيدا بما يدل على ما يختص به سبحانه جاز الدعاء بهما، مثل يا دليل الحائرين ويا ساتر العورات، فأما دليل الحائرين فقد جاء عن الإمام أحمد أنه قال لرجل: "قل يادليل الحائرين" (مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام 22/483)، وأما ساتر العورات فهو من جنس مقيل العثرات، لاينصرف إلا إلى الله تعالى، والله أعلم.[للشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك ] -https://ar.islamway.net/fatwa---------------------------- السؤال
بعض الناس في بلدنا يسمُّون الله بهذا الاسم ، ويدْعون قائلين " يا قاضي الحاجات " ، " يا شافي الأمراض " ، " يا حلاَّل المشكلات " ، " يا رافع الدرجات " ، من فضلكم هل هناك أي أحاديث تدل على هذه الأسماء التي يطلقونه على الله ؟
نص الجواب
الحمد لله
أولاً:
قاعدة أهل السنَّة والجماعة في أسماء الله تعالى من حيث إثباتها لله تعالى وتسميته بها أنهم لا يثبتون له – عز وجل – من الأسماء إلا ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في السنَّة الصحيحة ، والاسم هو ما دلَّ على ذاته وعلى الصفة التي يحويها ، كاسمه تعالى العزيز ، فقد دلَّ على ذاته وعلى صفة العزة ، وأسماؤه تعالى كلها حسنى ، وهي يُدعى بها بنص القرآن كما قال تعالى ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) الأعراف/ 180 .
ولا يجوز في باب الإثبات اشتقاق أسماء لله تعالى من صفاته أو من أفعاله ، فلا يقال " المحب " و " الغاضب " – مثلاً - .
وما ذكره الأخ السائل من أسماء فلم يثبت منها شيء في نصوص الوحي فلا تُثبت لله تعالى أسماءً له وإن كانت معانيها صحيحة ؛ فأسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للاجتهاد ولا للقياس فيها .
ثانياً:
وقاعدة أهل السنَّة أنه يجوز " الإخبار " عن الله تعالى بأسماء لها معاني حسنة دلَّت على معانيها أفعال وصفات له تعالى ثابتة بالكتاب والسنَّة كـ " نَاصِر المُسْتَضْعَفين " و " مفرِّج الكربات " و " عَالَم الخَفيَّاتِ " وَ " بَاعِثَ الأَمْواتِ " وَ " مُجِيبَ الدَّعَوَاتِ " ، وهي أسماء دلَّت على معانيها نصوص من الوحي كثيرة ، فلا حرج في الإخبار عن الله تعالى بها .
قال ابن القيم – رحمه الله - : " الفعل أوسع من الاسم , ولهذا أَطلق الله على نفسه أفعالاً لم يتسمَّ منها بأسماء الفاعل , كأراد وشاء وأحدث , ولم يُسمَّ بـ " المريد " و" الشائي " و" المُحدث " كما لم يسمِّ نفسه بـ " الصانع " و" الفاعل " و" المتقن " وغير ذلك من الأسماء التي أطلق على نفسه , فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء
وقد أخطأ خطأً كبيراً من اشتق له من كل فعل اسماً وبلغ بأسمائه زيادة على الألف فسمَّاه " الماكر , والمخادع , والفاتن , والكائد " ونحو ذلك .
وكذلك باب " الإخبار " عنه بالاسم أوسع من تسميته به فإنَّه يُخبر عنه بأنه " شيء وموجود ومذكور , ومعلوم , ومراد " ولا يسمَّى بذلك " انتهى من " مدارج السالكين " ( 3 / 415 ) .
فضابط الإخبار الجائز عن الله تعالى : أن يُخبر عنه بمعنى صحيح لم يُنفَ في الكتاب والسنَّة وأن يكون قد ثبت جنسه فيهما .
فيكون ما ذكره الأخ السائل من أسماء صالحاً للإخبار عن الله تعالى مع توقف في اسم " حلاَّل المشكلات " لعدم اختصاصها بالله تعالى عند الإطلاق ولخلو الثناء على الله تعالى من ألفاظها المشابهة للمستهلك من كلام الناس .
ثالثاً:
وهل يجوز دعاء الله تعالى بما يصح الإخبار عنه به من أسماء ؟ الذي يترجح لنا أنه لا حرج في دعاء الله تعالى بمثل تلك الأسماء ، وهو الذي عليه علماء أهل السنَّة قديماً وحديثاً في أدعيتهم في مصنفاتهم وخطبهم ودروسهم ، مع بيان أن الأكمل دعاء الله تعالى بما ثبت من أسمائه تعالى في الكتاب والسنَّة توسُّلاً بها لحصول مقصود الداعي .
فتبيَّن من هذا أنه وإن كان لا يجوز إثبات هذه الأسماء لله تعالى لأنها لم ترد بعينها في الكتاب والسنَّة إلا أن ذلك لا يمنع من الدعاء بها ، ونعني بذلك الأسماء التي تدل على الله تعالى بإطلاقها فيختص بها أو التي يصح ذِكره بها والثناء عليه – سبحانه وتعالى - .--المصدر الاسلام سؤال وجواب .------------------------وكان من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم -- دعاء : " اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم " ، دعاء صحيح مأثور ، وقد دعا به النبي صلى الله عليه وسلم عند لقاء العدو . روى البخاري (2966) ومسلم (1742) عن عبد اللَّهِ بْن أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا انْتَظَرَ حَتَّى مَالَتْ الشَّمْسُ ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا قَالَ : ( أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ ) .
ثُمَّ قَالَ :
( اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ وَمُجْرِيَ السَّحَابِ وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ )------كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُكثرُ أن يقولَ يا مقلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبِي على دينِك المصدر : صحيح الترمذي-----------------